1.كتاب : الزكاة |
الزكاة
الزكاة لغةً:
أَصْلُ الْمَادَّةِ يَدُلُّ عَلَى الزِّيَادَةِ وَالنَّمَاءِ، يَقُولُ ابْنُ
فَارِسٍ: الزَّايُ وَالكَافُ وَالحَرْفُ الْمُعْتَلُّ أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى
نَمَاءٍ وَزِيَادَةٍ، وَيُقَالُ:الصَّدَقَةُ زَكَاةُ الْمَالِ. قَالَ بَعْضُهُمْ:
سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لأَنَّهَا مِمَّا يُرْجَى بِهِ زَكَاءُ الْمَالِ، وَهُوَ
زِيَادَتُهُ وَنَمَاؤُهُ . وَقَالَ بَعْضُهُمْ: سُمِّيَتْ زَكَاةً لأَنَّهَا
طَهَارَةٌ، قَالُوا: وَحُجَّةُ ذَلِكَ قَوْلُهُ ـ جَلَّ ثَنَاؤُهُ ـ{خُذْ مِنْ
أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} (التوبة/3)
وَالأَصْلُ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ رَاجِعٌ إِلَى هَذَيْنِ الْمَعْنَيَيْنِ، وَهُمَا
النَّمَاءُ وَالطَّهَارَةُ (1)
وَيَرَى الرَّاغِبُ أَنَّ النُّمُوَّ فِيهَا نَاتِجٌ مِنْ بَرَكَةِ اللهِ تَعَالَى
فَيَقُولُ: [أَصْلُ الزَّكَاةِ: النُّمُوُّ الحَاصِلُ عَنْ بَرَكَةِ اللهِ
تَعَالَى، وَيُعْتَبَرُ ذَلِكَ بِالأُمُورِ الدُّنْيَوِيَّةِ وَالأُخْرَوِيَّةِ
يُقَالُ زَكَا الزَّرْعُ يَزْكُو إِذَا حَصَلَ مِنْهُ نُمُوٌّ وَبَرَكَةٌ...
وَمِنْهُ الزَّكَاةُ لِمَا يُخْرِجُ الإِنْسَانُ مِنْ حَقِّ اللهِ تَعَالَى إِلَى
الفُقَرَاءِ، وَتَسْمِيَتُهُ بِذَلِكَ لِمَا يَكُونُ فِيهَا مِنْ رَجَاءِ البَرَكَةِ،
أَوْ لِتَزْكِيَةِ النَّفْسِ أَيْ تَنْمِيَتِهَا بِالخَيْرَاتِ وَالْبَرَكَاتِ،
أَوْلَهُمَا جَمِيعًا، فَإِنَّ الخَيْرَيْنِ مَوْجُودَانِ فِيهَا(2).
__________
(1) * هذه المادة عامة في زكاة الأموال والأبدان وزكاة النفس وطهارتها.
1المقاييس (3/7) [زكا] .
(2) المفردات (8) [زكا] .
(1/1)
وَتُطْلَقُ
الزَّكَاةُ عَلَى مَعَانٍ،فَهِيَ: الصَّلاَحُ، وَرَجُلٌ تَقِيٌّ زَكِيٌّ أَيْ
زَاكٍ مِنْ قَوْمٍ أَتْقِيَاءَ أَزْكِيَاءَ ، وَقَدْ زَكَا زَكَاءً وَزُكُوًّا
وَزَكِيَ وَتَزَكَّى وَزَكَّاهُ اللهُ، وَزَكَّى نَفْسَهُ تَزْكِيَةً مَدَحَهَا،
وَتَزَكَّى أَيْ تَصَدَّقَ.
وَالزَّكَاةُ: زَكَاةُ الْمَالِ مَعْرُوفَةٌ، وَهُوَ تَطْهِيرُهُ، وَالْفِعْلُ
مِنْهُ زَكَّى يُزَكِّي تَزْكِيَةً، إِذَا أَدَّى عَنْ مَالِهِ زَكَاتَهُ...
وَقِيلَ الزَّكَاةُ: صَفْوَةُ الشَّيْءِ، وَزَكَّاهُ إِذَا أَخَذَ زَكَاتَهُ(1) .
وَالزَّكَاءُ ـ مَمْدُودٌ ـ: النَّمَاءُ وَالرَّيْعُ، زَكَا يَزْكُو زَكَاءً
وَزُكُوًّا وَالزَّكَاءُ: مَا أَخْرَجَهُ اللهُ مِنَ الثَّمَرِ. وَأَرْضٌ
زَكِيَّةٌ طَيِّبَةٌ سَمِينَةٌ ... وَالزَّرْعُ يَزْكُو زَكَاءً، مَمْدُودٌ أَيْ
نَمَا، وَأَزْكَاهُ اللهُ، وَكُلُّ شَيْءٍ يَزْدَادُ وَيَنْمِي فَهُوَ يَزْكُو
زَكَاءً(2).
وَالزَّكَا مَقْصُورٌ: الشَّفْعُ مِنَ العَدَدِ ... وَالعَرَبُ تَقُولُ لِلْفَرْدِ
خَسًا وَلِلزَّوْجَيْنِ اثْنَيْنِ زَكًا(3)وَزَكَا الرَّجُلُ يَزْكُو زُكُوًّا،
تَنَعَّمَ وَكَانَ فِي خِصْبٍ ... وَرَجُلٌ زُكَأَةٌ أَيْ مُوسِرٌ.وَقِيلَ:
إِنَّهُ لَمَِلىءٌ زُكَأَةٌ أَيْ حَاضِرُ النَّقْدِ عَاجِلُهُ، وَيُقَالُ: قَدْ
زَكَأَهُ إِذَا عَجَّلَ نَقْدَهُ.
__________
(1) اللسان [زكا]، والقاموس (4/9) .
(2) الصحاح (6/8) نما،وانظر اللسان نما والقاموس (4/9)،والمصباح المنير
(1/4) [زكا] .
(3) لسان العرب (4/9) ط. بيروت، وقارن بـ[الصحاح] (6/8) والقاموس المحيط
(4/3).
(1/2)
وَقَوْلُ
اللهِ تَعَالَى: {وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا} (مريم/3)،
مَعْنَاهُ: وَفَعَلْنَا ذَلِكَ رَحْمَةً لأَبَوَيْهِ وَتَزْكِيَةً لَهُ، أَقَامَ
الاسْمُ (وَهُوَ الزَّكَاةُ) مُقَامَ المَصْدَرِ (وَهُوَ التَّزْكِيَةُ)(1).
الزكاة اصطلاحًا:
اسْمٌ لأَخْذِ شَيْءٍ مَخْصُوصٍ مِنْ مَالٍ مَخْصُوصٍ عَلَى أَوْصَافٍ مَخْصُوصَةٍ
لِطَائِفَةٍ مَخْصُوصَةٍ (2).
وَعِنْدَ الْجُرْجَانِيِّ [عِبَارَةٌ عَنْ إِيجَابِ طَائِفَةٍ مِنَ الْمَالِ فِي
مَالٍ مَخْصُوصٍ لِمَالِكٍ مَخْصُوصٍ] (3) .
قَالَ الْمَاوَرْدِيُّ: الصَّدَقَةُ زَكَاةٌ، والزَّكَاةُ صَدَقَةٌ، يَفْتَرِقُ
الاسْمُ وَيتَّفِقُ الْمُسَمَّى(4).
وَقَالَ القَاضِي أَبُو بَكْرٍ بْنُ الْعَرَبِيِّ: إِنَّمَا سُمِّيَتِ الزَّكَاةُ
صَدَقَةً، لأَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنَ الصِّدْقِ فِي مُسَاوَاةِ الفِعْلِ لِلْقَوْلِ
وَالاعْتِقَادِ (5).
وَقَالَ: مُشَابَهَةُ الصِّدْقِ هَاهُنَا لِلصَّدَقَةِ: أَنَّ مَنْ أيْقَنَ مِنْ
دِينِهِ أَنَّ البَعْثَ حَقٌّ، وَأَنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ هِيَ الْمَصِيرُ،
وَأَنَّ هَذِهِ الدَّارَ الدَّانِيَةَ قَنْطرَةٌ إِلَى الأُخْرَى، وَبَابٌ إلى
السُّوأَى أَو الْحُسْنَى عَمِلَ لَهَا، وَقَدَّمَ مَا يَجِدُهُ فِيهَا، فَإِنْ
شَكَّ فِيهَا، أَوْ تَكَاسَلَ عَنْهَا، وَآثَرَ عَلَيْهَا بَخِلَ بِمَالِهِ،
وَاسْتَعَدَّ لآمَالِهِ، وَغَفَلَ عَنْ مَآلِهِ(6).
__________
(1) لسان العرب (4/8) .
(2) المجموع شرح المهذ ب(5/325).
(3) التعريفات (4) .
(4) فقه الزكاة للقرضاوي (1/0).
(5) المصدر السابق(1/1).
(6) فقه الزكاة للقرضاوي(1/1).
(1/3)
وَقَالَ
الفَيْرُوزَآبَادِيُّ: الزَّكَاةُ النُّمُوُّ الْحَاصِلُ عَنْ بَرَكَةِ اللهِ
تَعَالَى.وَيُعْتَبَرُ ذَلِكَ بِالأُمُورِ الدُّنْيَوِيَّةِ وَالأُخْرَوِيَّةِ،
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:{ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا} (الكهف/9).
هَذِهِ الْمَادَّةُ عَامَّةٌ فِي زَكَاةِ الأَمْوَالِ وَالأَبْدَانِ، وَزَكَاةُ
النَّفْسِ وَطَهَارَتُهَا إِشَارَةٌ إِلَى مَا يَكُونُ حَلاَلاً لاَ يَسْتَوْضِحُ
عُقْبَاهُ. وَمِنْهُ الزَّكَاةُ لِمَا يُخْرِجُهُ الإِنْسَانُ مِنْ حَقِّ اللهِ
تَعَالَى إِلَى الفُقَرَاءِ، وَتَسْمِيَتُهُ بِذَلِكَ لِمَا يَكُونُ فِيهِ مِنْ
رَجَاءِ البَرَكَةِ، أَوْ لِتَزْكِيَةِ النَّفْسِ أَيْ تَنْمِيَتِهَا
بِالْخَيْرَاتِ وَالْبَرَكَاتِ، أَوْ لَهُمَا جَمِيعًا؛فَإنَّ الخَيْرَيْنِ
مَوْجُودَانِ فِيهَا .وقَرَنَ اللهُ تَعَالَى الزَّكَاةَ بِالصَّلاَةِ فِي
القُرْآنِ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهَا .
وَبِزَكَاءِ النَّفْسِ وَطَهَارَتِهَا يَصِيرُ الإِنْسَانُ زَاكِيًا بِحَيْثُ
يَسْتَحِقُّ فِي الدُّنْيَا الأوْصَافَ الْمَحْمُودَةَ،وَفِي الآخِرَةِ الأَجْرَ
والمَثُوَبَةَ، وَهُوَ أَنْ يَتَحَرَّى الإِنْسَانُ مَا فِيهِ تَطْهِيرُهُ.
وَاسْمُ الزَّكَاةِ يُنْسَبُ تَارَةً إِلَى العَبْدِ لاكْتِسَابِهِ ذَلِكَ نَحْوُ
قَوْلِهِ تَعَالَى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} (الشمس/9). وَتَارَةً إِلَى
اللهِ تَعَالَى لِكَوْنِهِ فَاعِلاً لِذَلِكَ فِي الْحَقِيقَةِ نَحْوُ:
(1/4)
{ بَلِ
اللهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ} ( النساء/ 49). وَتَارَةً إِلَى النَّبِيِّ J لِكَوْنِهِ
وَاسِطَةً فِي وُصُولِ ذَلِكَ إِلَيْهِمْ. نَحْوُ: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ
صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا } (التوبة /3). وَتَارَةً إِلَى
العِبَادَةِ الَّتِي هِيَ آلَةٌ فِي ذَلِكَ نَحْوُ: {وَحَنَانًا مِنْ لَّدُنَّا
وَزَكَاةً} (مريم/3). وَقَوْلُهُ تَعَالَى:{ لأَِهَبَ لَكِ غُلاَمًا زَكِيًّا}
(مريم/9). أَيْ زَكِيَّ الخِلْقَةِ عَنْ طَرِيقِ الاجْتِبَاءِ، وَهُوَ أَنْ
يَجْعَلَ سُبْحَانَهُ بَعْضَ عِبَادِهِ عَالِمًا وَطَاهِرَ الْخُلُقِ لاَ
بِالتَّعَلُّمِ وَالْمُمَارَسَةِ بَلْ بِقُوَّةٍ إِلَهِيَّةٍ، كَمَا يَكُونُ
لِكُلِّ الأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ تَسْمِيَتُهُ
بِالزَّكِيِّ لِمَا يَكُونُ عَلَيْهِ فِي الاسْتِقْبَالِ وَفِي الحَالِ. وَالْمَعْنَى
سَيَتَزَكَّى.
من معاني الزكاة في القرآن:
وَرَدَ فِي الْقُرْآنِ عَلَى أَوْجُهٍ مِنْهَا:
1ـ بِمَعْنَى الأَقْرَبِ إِلَى الْمَصْلَحَةِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:{هُوَ
أَزْكَى لَكُمْ}(النور/28).
2ـ بِمَعْنَى الْحَلاَلِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:{ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا
أَزْكَى طَعَامًا } (الكهف/9).
3ـ بِمَعْنَى الحُسْن ِوَاللَّطَافَةِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {أَقَتَلْتَ
نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ} (الكهف/4) أَيْ ذَاتَ جَمَالٍ .
4ـ بِمَعْنَى العِلاَجِ وَالصِّيَانَةِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:{أَنْ
يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً } (الكهف/ 1).
5ـ بِمَعْنَى الاحْتِرَازِ عَنِ الفَوَاحِشِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {(مَا
زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ} (النور/1).
(1/5)
6ـ
بِمَعْنَى الإِقْبَالِ عَلَى الْخِدْمَةِ (أَيِ الطَّاعَةِ) كَمَا فِي قَوْلِهِ
تَعَالَى: {وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ} (فاطر/ 8).
7ـ بِمَعْنَى التَّوْحِيدِ وَالشَّهَادَةِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا
عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى} (عبس/7).
8ـ بِمَعْنَى الثَّنَاءِ وَالْمَدْحِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:{ فَلاَ
تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ } (النجم/2).
9ـ بِمَعْنَى النَّقَاءِ وَالطَّهَارَةِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {قَدْ
أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} (الشمس/9).
0ـ بِمَعْنَى أَدَاءِ الزَّكَاةِ الشَّرْعِيَّةِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
{وَأَتُوا الزَّكَاةَ } (البقرة/3) . وَأَيْضًا قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَيُؤْتُوا
الزَّكَاةَ } (البينة/5)(1).
وَلَهَا نَظَائِرُ كَثِيرَةٌ فِي القُرْآنِ (2).
[للاستزادة: انظر صفات: الإنفاق ـ الإحسان ـ البر ـ الصدقة ـ المواساة ـ بر
الوالدين ـ العبادة ـ صلة الرحم ـ الطاعة.
وفي ضد ذلك: انظر صفات: البخل ـ الردة ـ الشح ـ العصيان ـ الفسوق ـ الكنز ـ قطيعة
الرحم].
الآيات الواردة في "الزكاة"
الزكاة الشرعية :
{يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ
وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِي(40)وَآمِنُوا
بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ
وَلاَ تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِي(41)وَلاَ
تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ
تَعْلَمُونَ(42)وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ
الرَّاكِعِينَ(43)}(3)
__________
(1) بصائر ذوي التمييز للفيروآآبادي(3132/،5) بتصرف .
(2) ذكر الفيروزآبادي أربعة معان أُخرى للفظ الزكاة ترجع إلى ما سبق.
(3) البقرة : 40-43 مدنية
(1/6)
{وَإِذْ
أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ
وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ
تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ(83)}(1)
{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ
إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا
تَبَيَّنَ لَهُمْ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ
بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(109)وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ
وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ
اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(110)}(2)
{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ
وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلاَئِكَةِ
وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى
وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي
الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ
إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ
الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ
الْمُتَّقُونَ(177)}(3)
__________
(1) البقرة : 83 مدنية
(2) البقرة : 109-110 مدنية
(3) البقرة : 177 مدنية
(1/7)
{يَمْحَقُ
اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ
أَثِيمٍ(276)إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ
وَآتَوْا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ
وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ(277)}(1)
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا
الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقِتَالُ إِذَا
فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً
وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلاَ أَخَّرْتَنَا
إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنْ
اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً(77)}(2)
{وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمْ
اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمْ
الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمْ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ
وَأَقْرَضْتُمْ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لاَكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ
وَلاَدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ
بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ(12)}(3)
{إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ
يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ(55)}(4)
__________
(1) البقرة : 276-277 مدنية
(2) النساء : 77 مدنية
(3) المائدة : 12 مدنية
(4) المائدة : 55 مدنية
(1/8)
{وَاكْتُبْ
لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ
قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ
فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ
بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ(156)}(1)
{فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ
وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ
فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ
إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(5)}(2)
{فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي
الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ(11)}(3)
{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى
أُوْلَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنْ الْمُهْتَدِينَ(18)}(4)
{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ
الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ
إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(71)}(5)
{قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِي الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي
نَبِيًّا(30)وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ
وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا(31)وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي
جَبَّارًا شَقِيًّا(32)}(6)
__________
(1) الأعراف : 156 مكية
(2) التوبة : 5 مدنية
(3) التوبة : 11 مدنية
(4) التوبة : 18 مدنية
(5) التوبة : 71 مدنية
(6) مريم : 30-32 مكية
(1/9)
{وَاذْكُرْ
فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً
نَبِيًّا(54)وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ
رَبِّهِ مَرْضِيًّا(55)}(1)
{وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ
فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَةِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا
لَنَا عَابِدِينَ(73)}(2)
{الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوْا
الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ
عَاقِبَةُ الأُمُورِ(41)}(3)
{وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ
عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ
سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا
عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا
الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاَكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى
وَنِعْمَ النَّصِيرُ(78)}(4)
{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ(1)الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ
خَاشِعُونَ(2)وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ(3)وَالَّذِينَ هُمْ
لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ(4)وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ(5)إِلاَّ
عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ
مَلُومِينَ(6)}(5)
__________
(1) مريم : 54-55 مكية
(2) الأنبياء : 73 مكية
(3) الحج : 41 مدنية
(4) الحج : 78 مدنية
(5) المؤمنون : 1-6 مكية
(1/10)
{فِي
بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ
فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ(36)رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ
بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ
يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ(37)}(1)
{وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ
تُرْحَمُونَ(56)}(2)
{طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ(1)هُدًى وَبُشْرَى
لِلْمُؤْمِنِينَ(2)الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ
بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ(3)}(3)
{وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَا فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلاَ يَرْبُوا
عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ
فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُضْعِفُونَ(39)}(4)
{الم(1)تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ(2)هُدًى وَرَحْمَةً
لِلْمُحْسِنِينَ(3)الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ
بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ(4)أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ
وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ(5)}(5)
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمْ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ
يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ
تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(12)أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا
بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ
عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ
وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(13)}(6)
__________
(1) النور : 36-37 مدنية
(2) النور : 56 مدنية
(3) النمل : 1-3 مكية
(4) الروم : 39 مكية
(5) لقمان : 1-5 مكية
(6) المجادلة : 12-13 مدنية
(1/11)
{إِنَّ
رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَي اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ
وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنْ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ
وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا
تَيَسَّرَ مِنْ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ
يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ
وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا
لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ
أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(20)}(1)
{فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى(14)لاَ يَصْلاَهَا إِلاَّ الأَشْقَى(15)الَّذِي
كَذَّبَ وَتَوَلَّى(16)وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى(17)الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ
يَتَزَكَّى(18)وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى(19)إِلاَّ ابْتِغَاءَ
وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى(20)وَلَسَوْفَ يَرْضَى(21)}(2)
{لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ
مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمْ الْبَيِّنَةُ(1)رَسُولٌ مِنْ اللَّهِ يَتْلُوا
صُحُفًا مُطَهَّرَةً(2)فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ(3)وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ
أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَةُ(4)وَمَا
أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ
وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ(5)}(3)
الزكاة بمعنى الحلال :
__________
(1) المزمل : 20 مكية
(2) الليل : 14-21 مكية
(3) البينة : 1-5 مكية
(1/12)
{وَكَذَلِكَ
بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ
قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا
لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ
فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ
وَلْيَتَلَطَّفْ وَلاَ يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا(19)إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا
عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا
إِذًا أَبَدًا(20)}(1)
الزكاة بمعنى الحسن والطاقة :
{فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلاَمًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا
زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا(74)قَالَ أَلَمْ أَقُلْ
لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا(75)قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ
شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلاَ تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا(76)}(2)
{فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا
فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا(17)قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ
مِنْكَ إِنْ كُنتَ تَقِيًّا(18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ
لَكِ غُلاَمًا زَكِيًّا(19)}(3)
الزكاة بمعنى العلاج والصيانة :
{وَأَمَّا الْغُلاَمُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ
يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا(80)فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا
خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا(81)}(4)
__________
(1) الكهف : 19-20 مكية
(2) الكهف : 74-76 مكية
(3) مريم : 16-19 مكية
(4) الكهف : 80-81 مكية
(1/13)
{يَايَحْيَى
خُذْ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا(12)وَحَنَانًا مِنْ
لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا(13)وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ
جَبَّارًا عَصِيًّا(14)}(1)
الزكاة بمعنى الاحتراز عن الفواحش :
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ
يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ
وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا
مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ
سَمِيعٌ عَلِيمٌ(21)}(2)
الزكاة بمعنى الإقبال على الطاعة :
{إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لاَ يَمُوتُ
فِيهَا وَلاَ يَحْيَا(74)وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ
فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ الدَّرَجَاتُ الْعُلاَ(75)جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى(76)}(3)
{وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا
لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ
يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَمَنْ تَزَكَّى
فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ(18)}(4)
الزكاة بمعنى التوحيد والشهادة :
{اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى(17)فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ
تَزَكَّى(18)وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى(19)}(5)
__________
(1) مريم : 12-14 مكية
(2) النور : 21 مدنية
(3) طه : 74-76 مكية
(4) فاطر : 18 مكية
(5) النازعات : 17-19 مكية
(1/14)
{عَبَسَ
وَتَوَلَّى(1)أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى(2)وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ
يَزَّكَّى(3)أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى(4)أَمَّا مَنْ
اسْتَغْنَى(5)فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى(6)وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى(7)}(1)
{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى(14)وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى(15)بَلْ
تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا(16)وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى(17)إِنَّ
هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى(18)صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى(19)}(2)
الزكاة بمعنى النقاء والطهارة :
{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ
رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ(127)رَبَّنَا
وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ
وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ
الرَّحِيمُ(128)رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ
آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(129)}(3)
{كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا
وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا
لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ(151)فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلاَ
تَكْفُرُونِي(152)}(4)
{لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ
أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ
الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ
مُبِينٍ(164)}(5)
__________
(1) عبس : 1-7 مكية
(2) الأعلى :14-19 مكية
(3) البقرة : 127-129 مدنية
(4) البقرة : 151-152 مدنية
(5) آل عمران : 164 مدنية
(1/15)
{خُذْ
مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ
عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(103)أَلَمْ
يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ
الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(104)}(1)
{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ الْمَلِكِ
الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ(1)هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ
رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ
الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ
مُبِينٍ(2)}(2)
{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا(7)فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا(8)قَدْ
أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا(9)وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا(10)}(3)
الزكاة بمعنى الثناء والمدح :
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلْ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ
يَشَاءُ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً(49)}(4)
الزكاة بمعنى القرب إلى المصلحة :
{وَإِذَا طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ
أَنْ يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ
يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ
تَعْلَمُونَ(232)}(5)
__________
(1) التوبة :103-104 مدنية
(2) الجمعة : 1-2 مدنية
(3) الشمس : 7-10 مكية
(4) النساء : 49 مدنية
(5) البقرة : 232 مدنية
(1/16)
{يَاأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى
تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ
تَذَكَّرُونَ(27)فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلاَ تَدْخُلُوهَا حَتَّى
يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمْ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ
وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ(28)}(1)
{قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ
ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ(30)}(2)
الآيات الواردة في "الزكاة" معنىً
{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا
وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ
اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ
حَكِيمٌ(60)}(3)
{وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ(24)لِلسَّائِلِ
وَالْمَحْرُومِ(25)}(4)
الأحاديث الواردة في "الزكاة"
1- *( عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ـ رَضِي اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ
اللهِ J يَخْطُبُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَقَالَ: [اتَّقُوا اللهَ
رَبَّكُمْ، وَصَلُّوا خَمْسَكُمْ، وَصُومُوا شَهْرَكُمْ، وَأَدُّوا زَكَاةَ
أَمْوَالِكُمْ، وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُمْ، تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ])*(5).
__________
(1) النور : 27-28 مدنية
(2) النور : 30 مدنية
(3) التوبة : 60 مدنية
(4) المعارج : 24-25 مكية
(5) الترمذي (6) واللفظ له وقال: هذا حديث حسن صحيح.والحاكم(1/9)، وقال:
هذا حديث صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي. وأحمد (5/1)، وذكره الألباني في
الصحيحة(2/0) برقم(7) .
(1/17)
2-
*( عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا
نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ { وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ
وَالْفِضَّةَ}(التوبة/4). قَالَ: كَبُرَ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ
عُمَرُ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ: أَنَا أُفَرِّجُ عَنْكُمْ، فَانْطَلَقَ، فَقَالَ:
يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّهُ كَبُرَ عَلَى أَصْحَابِكَ هَذِهِ الآيَةُ، فَقَالَ
رَسُولُ اللهِ J: [إِنَّ اللهَ لَم يَفْرِضِ الزَّكَاةَ إِلاَّ لِيُطَيِّبَ مَا
بَقِيَ مِنْ أَمْوَالِكُمْ وَإِنَّمَا فَرَضَ الْمَوَارِيثَ لِتَكُونَ لِمَنْ
بَعْدَكُمْ ]. فَكَبَّرَ عُمَرُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ:[ أَلاَ أُخْبِرُكَ بِخَيْرِ
مَا يَكْنِزُ الْمَرْءُ؟، الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ: إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا
سَرَّتْهُ، وَإِذَا أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ، وَإِذَا غَابَ عَنْهَا حَفِظَتْهُ])*(1).
3- *( عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ أَنَّهُ قَالَ: لاَ
أَقُولُ لَكُمْ إِلاَّ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ J يَقُولُ: كَانَ
يَقُولُ: [ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ
وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَالْهَرَمِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ. اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي
تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا
وَمَوْلاَهَا. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لاَ يَنْفَعُ. وَمِنْ
قَلْبٍ لاَ يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لاَ تَشْبَعُ،وَمِنْ دَعْوَةٍ لاَ يُسْتَجَابُ
لَهَا])*(2).
__________
(1) أبو داود (4) واللفظ له. وذكره ابن كثير في التفسير(2/2) وعزاه لابن
أبي حاتم والحاكم وقال: صحيح على شرطهما، ووافقه الذهبي، وحسَّن إسناده محقق جامع
الأصول(2/163).
(2) مسلم (2).
(1/18)
4*(عَنْ
بَشِيرِ بْنِ الْخَصَاصِيَةِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ
اللهِ J لأُبَايِعَهُ عَلَى الإِسْلاَمِ فَاشْتَرَطَ عَلَيَّ:[ تَشْهَدُ
أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،
وَتُصَلِّي الْخَمْسَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ، وَتَحُجُّ
الْبَيْتَ، وَتُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ ]. قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ
أَمَّا اثْنَتَانِ فَلاَ أَطِيقُهُمَا، أَمَّا الزَّكَاةُ فَمَا لِي إِلاَّ عَشْرُ
ذَوْدٍ (1)هُنَّ رُسُلُ أَهْلِي وَحَمُولَتُهُمْ، وَأَمَّا الْجِهَادُ
فَيَزْعُمُونَ أَنَّهُ مَنْ وَلَّى فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ فَأَخَافُ
إِذَا حَضَرَنِي قِتَالٌ كَرِهْتُ الْمَوْتَ وَخَشَعَتْ نَفْسِي . قَالَ: فَقَبَضَ
رَسُولُ اللهِ J يَدَهُ ثُمَّ حَرَّكَهَا،ثُمَّ قَالَ: [لاَ صَدَقَةَ، وَلاَ
جِهَادَ فَبِمَ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ(2)؟]. قَالَ: ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ
اللهِ، أُبَايِعُكَ فَبَايَعَنِي عَلَيْهِنَّ كُلِّهِنَّ)*(3).
__________
(1) عشر ذود: القطيع من الإبل بين الثلاث إلى العشر مؤنث يقال خمسُ ذوْدٍ أي خمس
من الذود.
(2) فَبِمَ تدخل الجنة: أي إذا لم تدخلوا الجنة بالجهاد ولا بالصدقة فبأي عمل
تدخلون الجنة؟!.
(3) أحمد(5/4)، والحاكم(2/9، 0) واللفظ له وصححه وأقره الذهبي،والبيهقي
في الشعب (3/7)، السنن (9/0)، وعزاه مخرج الشعب للطبراني في الكبير (2/4،
5) وقال: إسناده حسن.
(1/19)
5-*(عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ قَالَ: [ أَمَرَ النَّبِيُّ J بِزَكَاةِ
الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ. قَالَ عَبْدُاللهِ ـ
رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ:فَجَعَلَ النَّاسُ عِدْلَهُ مُدَّيْنِ(1) مِنْ
حِنْطَةٍ])*(2).
6ـ *( عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ قَالَ: إِنَّ
رَسُولَ اللهِ J: [ أَمَرَ بِإِخْرَاجِ زَكَاةِ الْفِطْرِ أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ
خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاَةِ])*(3).
7- *( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى
النَّبِيَّ J فَقَالَ: دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا عَمِلْتُهُ دَخَلْتُ
الْجَنَّةَ. قَالَ: [تَعْبُدُ اللهِ وَلاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ
الصَّلاَةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَتَصُومُ
رَمَضَانَ] 0قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ أَزِيدُ عَلَى هَذَا .
فَلَمَّا وَلَّى قَالَ النَّبِيُّ J: [مَنْ سَرَّهُ
أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى
هَذَا])*(4).
__________
(1) مُدَّين من حنطة: المد رِطْلٌ وَثُلُثٌ.
(2) البخاري ـ الفتح 3(7) واللفظ له، ومسلم (4).
(3) البخاري ـ الفتح 3(9)،ومسلم (6)واللفظ له.
(4) البخاري ـ الفتح 3(7) واللفظ له، ومسلم (5).
(1/20)
8-
*( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ J: [إِذَا أَدَّيْتَ
زَكَاةَ مَالِكَ فَقَدْ قَضَيْتَ مَا عَلَيْكَ ])*(1).
9- *( عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ أَنَّ رَجُلاً
قَالَ لِلنَّبِيِّ J: أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ؟.قَالَ: مَالَهُ
مَالَهُ.وَقَالَ النَّبِيُّ J: [أَرَبٌ(2)
مَالَهُ، تَعْبُدُ اللهَ وَلاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ،
وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ وَتَصِلُ الرَّحِمَ ])*(3).
0- *( عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ ـ رَضِيَ اللهُ
عَنْهُمَا ـ أَنَّ امْرَأَةً أَتَتْ رَسُولَ اللهِ J وَمَعَهَا ابْنَةٌ
لَهَا وَفِي يَدِ ابْنَتِهَا مَسَكَتَانِ غَلِيظَتَانِ(4)مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ
لَهَا: [أَتُعْطِينَ زَكَاةَ هَذَا]؟.قَالَتْ:لاَ. قَالَ: [أَيَسُرُّكِ أَنْ
يُسَوِّرَكِ اللهُ بِهِمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ سِوَارَيْنِ مِنْ نَارٍ؟]. قَالَ:
فَخَلَعَتْهُمَا فَأَلْقَتْهُمَا إِلَى النَّبِيِّ J وَقَالَتْ: هُمَا
للهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَلِرَسُولِهِ)*(5).
__________
(1) الترمذي(8) واللفظ له وقال: هذا حديث حسن غريب، وقد روي عن النبي J من غير وجه:[أنه
ذكر الزكاة، فقال رجل: يا رسول الله! هل عليَّ غيرها؟ قال: [لا.. إلا أن تتطوع]،
وابن ماجة (1)، والحاكم (1/390) مطولا وصححه وأقره الذهبي وفي سنده عندهم
دراج أبو السمح وهو صدوق. لأن حديثه هنا عن غير أبي الهيثم، ومن ثم حسنه محقق جامع
الأصول (4/594)، وصححه السيوطي في الجامع الصغير (371).
(2) أرب ماله: يعني حاجة له.
(3) البخاري ـ الفتح 3(6).
(4) مسكتان: يعني سوارين غليظين.
(5) أبوداود(3) واللفظ له، والترمذي بسياق مختلف (7)،وحسنه الألباني (4)
صحيح النسائي.
(1/21)
1-
*( عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللهِ J: [أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ
إِلَهَ إِلاَّ اللهُ،وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَيُقِيمُوا
الصَّلاَةَ،وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي
دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، إِلاَّ بِحَقِّ الإِسْلاَمِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى
اللهِ])*(1).
2*( عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ
قَالَ: بَايَعْتُ النَّبِيَّ J عَلَى إِقَامِ
الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ )*(2).
3- *( عَنِ ابْنِ عُمَرَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ
J: [ بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسَةٍ: عَلَى أَنْ يُوَحَّدَ
اللهُ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصِيَامِ رَمَضَانَ،
وَالْحَجِّ ])*(3).
__________
(1) البخاري ـ الفتح 1(5) واللفظ له، ومسلم (2).
(2) البخاري ـ الفتح 3(1). ومسلم (6) واللفظ له.
(3) البخاري ـ الفتح 1(8). ومسلم (6) واللفظ له.
(1/22)
4-
*( عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الغَاضِرِيِّ ـ رَضِيَ للهُ عَنْهُ ـ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ J:[ ثَلاَثٌ مَنْ
فَعَلَهُنَّ فَقَدْ طَعِمَ طَعْمَ الإيمَانِ، مَنْ عَبَدَ اللهَ وَحْدَهُ
وَأَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَعْطَى زَكَاةَ مَالِهِ طَيِّبَةً بِهَا
نَفْسُهُ رَافِدَةً عَلَيْهِ كُلَّ عَامٍ، وَلاَ يُعْطِي الْهَرِمَةَ(1) وَلاَ
الدَّرِنَةَ(2)وَلاَ الْمَرِيضَةَ، وَلاَ الشَّرَطَ اللَّئِيمَةَ(3). وَلَكِنْ
مِنْ وَسَطِ أَمْوَالِكِمْ، فَإِنَّ اللهَ لَمْ يَسْأَلْكُمْ خَيْرَهُ، وَلَمْ
يَأْمُرْكُمْ بِشَرِّهِ])*(4).
__________
(1) المراد بالهرمة: العجوزة .
(2) والدرنة: الجرباء . وأصله الوسخ.
(3) والشرط اللئيمة: رذال المال، وقيل صغاره وشراره.
(4) أبوداود(2) لكن فيه انقطاع. وسنن البيهقي (4/5،6) موصولاً،وكذا شعب
الإيمان (3/7)، وقال مخرجه: إسناده حسن وذكره الألباني في الصحيحة(3/7، 8)
برقم(6) وعزاه كذلك للطبراني في الصغير(5) .
(1/23)
5ـ
*(عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ
إِلَى رَسُولِ اللهِ J مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ. ثَائِرُ الرَّأْسِ(1)، نَسْمَعُ دَوِيَّ
صَوْتِهِ، وَلاَ نَفْقَهُ مَا يَقُولُ حَتَّى دَنَا مِنْ رَسُولِ اللهِ J فَإِذَا هُوَ
يَسْأَلُ عَنِ الإِسْلاَمِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ J:[ خَمْسُ صَلَوَاتٍ
فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ]، فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُنَّ؟. قَالَ: [لاَ
إِلاَّ أَنْ تَطَّوَّعَ، وَصِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ ]، فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ
غَيْرُهُ؟. فَقَالَ:[لاَ إِلاَّ أَنْ تَطَّوَّعَ ]، وَذَكَرَ لَهُ رَسُولُ اللهِ J
[الزَّكَاةَ].فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟. قَالَ: [ لاَ . إِلاَّ أَنْ
تَطَّوَّعَ]. قَالَ: فَأَدْبَرَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَقُولُ: وَاللهِ لاَ أَزِيدُ
عَلَى هَذَا وَلاَ أَنْقُصُ مِنْهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ J: [أَفْلَحَ إِنْ
صَدَقَ])*(2).
6- *( عَنْ عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ـ أَنَّهَا قَالَتْ: دَخَلَ عَلَى
رَسُولِ اللهِ J رَجُلاَنِ، فَكَلَّمَاهُ بِشَيْءٍ لاَ أَدْرِي مَا هُوَ،
فَأَغْضَبَاهُ، فَلَعَنَهُمَا وَسَبَّهُمَا. فَلَمَّا خَرَجَا قُلْتُ: يَا رَسُولَ
اللهِ مَنْ أَصَابَ مِنَ الْخَيْرِ شَيْئًا مَا أَصَابَهُ هَذَانِ، قَالَ: [ وَمَا
ذَاكِ؟]. قَالَتْ: قُلْتُ: لَعَنْتَهُمَا وَسَبَبْتَهُمَا. قَالَ: [ أَوَ مَا
عَلِمْتِ مَا شَارَطْتُ عَلَيْهِ رَبِّي؟، قُلْتُ: اللَّهُمَّ إِنَّمَا أَنَا
بَشَرٌ فَأَيُّ الْمُسْلِمِينَ لَعَنْتُهُ أَوْ سَبَبْتُهُ فَاجْعَلْهُ لَهُ
زَكَاةً وَأَجْرًا])*(3).
__________
(1) ثائر الرأس: منتشر شعر الرأس وهوبالرفع ويجوز نصبه على الحال.
(2) البخاري ـ الفتح 1(6)، ومسلم (1) وهذا لفظه.
(3) مسلم (0).
(1/24)
7-
*( عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو
سُفْيَانَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ وَ ذَكَرَ حَدِيثَهُ مع هِرَقْلَ عَظِيمِ
الرُّومِ فَقَالَ لَهُ: ِبمَ يَأْمُرُكُمْ؟ فَقَالَ أَبو سُفْيَانِ: يَأْمُرُنَا
بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّلَةِ(1) وَالْعَفَافِ)*(2).
8- *( عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ J: [خَمْسٌ مَنْ جَاءَ بِهِنَّ مَعَ إِيمَانٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ:
مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ عَلَى وُضُوئِهِنَّ وَسُجُودِهِنَّ
وَمَوَاقِيتِهِنَّ، وَصَامَ رَمَضَانَ، وَحَجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَاعَ
إِلَيْهِ سَبِيلاً، وَأَعْطَى الزَّكَاةَ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ، وَأَدَّى
الأَمَانَةَ ]. قَالُوا: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ: وَمَا أَدَاءُ الأَمَانَةِ؟.
قَالَ: الْغُسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ )*(3).
9- *(عَنِ ابْنِ عُمَرَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ قَالَ: فَرَضَ رَسُولُ اللهِ
J زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ. أَوْ صَاعًا(4) مِنْ
شَعِيرٍ. عَلَى كُلِّ عَبْدٍ أَوْ حُرٍّ. صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ)*(5).
__________
(1) الصلة: صلة الرحم.
(2) البخاري ـ الفتح 1(6)، ومسلم (3) واللفظ له.
(3) أبو داود(9)،وقال الألباني (1/7): حسن برقم (4).
(4) الصاع: مكيال يَسَعُ أربعة أمداد .
(5) البخاري ـ الفتح 3(7)، ومسلم (4)واللفظ له.
(1/25)
0-
*( عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ
عَبْدِالْقَيْسِ عَلَى النَّبِيِّ J، فَقَالُوا: يَا
رَسُولَ اللهِ، إِنَّا، هَذَا الْحَيَّ(1) مِنْ رَبِيعَةَ،قَدْ حَالَتْ بَيْنَنَا
وَبَيْنَكَ كُفَّارُ مُضَرَ . وَلَسْنَا نَخْلُصُ إِلَيْكَ إِلاَّ فِي الشَّهْرِ
الْحَرَامِ، فَمُرْنَا بِشَيْءٍ نَأْخُذُهُ عَنْكَ وَنَدْعُو إِلَيْهِ مَنْ وَرَاءَنَا.
قَالَ: [ آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ . الإِيمَانِ باِللهِ
(2)، وَشَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ـ وَعَقَدَ بِيَدِهِ هَكَذَا ـ
وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَأَنْ تُؤَدُّوا خُمُسَ مَا
غَنِمْتُمْ، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ: الدُّبَّاءِ(3)، وَالْحَنْتَمِ(4)،
وَالنَّقِيرِ(5)، وَالْمُزَفَّتِ (6)* (7).
__________
(1) الحّي: منصوب على الاختصاص، والخبر في قولهم [من ربيعة].
(2) ذكر بعدها في مسلم (ثم فسرها لهم فقال:) ... الحديث وإلاَّ فالعدد المأمور به
خمس لا أربع.
(3) الدباء: القرْعُ اليابِسُ أي الوعا ء منه.
(4) الحنتم: جرار خضر، يجلب فيها الخمر.
(5) النقير: جذع يُنْقَرُ وَسَطُهُ .
(6) المزفت: هو المطليُّ بالزفت.
(7) البخاري ـ الفتح 3(8) واللفظ له،ومسلم (17).
(1/26)
1-
*( عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: كُنْتُ مَعَ
النَّبِىِّ J فِى سَفَرٍ فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ
نَسِيرُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي
الْجَنَّةَ، وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ. قَالَ:[لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ
عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللهُ عَلَيْهِ. تَعْبُدُ
اللهَ وَلاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ،
وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ ]. ثُمَّ قَالَ: [أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى
أَبْوَابِ الْخَيْرِ. الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئ الْخَطِيئَةَ
كَمَا يُطْفِئ الْمَاءُ النَّارَ، وَصَلاَةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ].
قَالَ: ثُمَّ تَلاَ {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} حَتَّى بَلَغَ
{يَعْمَلُونَ}(السجدة/6، 7)]. ثُمَّ قَالَ: [أَلاَ أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ
الأَمْرِ كُلِّهِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ؟]. قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ
اللهِ ِ، قَالَ:[ رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلاَمُ، وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ،
وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ ]. ثُمَّ قَالَ: [ أَلاَ أُخْبِرُكَ بِمِلاَكِ
ذَلِكَ كُلِّهِ؟]. قُلْتُ: بَلَى يَا نَبِيَّ اللهِ. فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ قَالَ:
[ كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا]. فَقُلْتُ: يَانَبِيَّ اللهِ، وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ
بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ .فَقَالَ: [ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ
يُكِبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ـ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ ـ
إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ])*(1).
__________
(1) الترمذي (6)واللفظ له وقال:حسن صحيح، وعزاه أحمد شاكر في المسند للسنن
الكبرى للنسائي (5/3)، وابن ماجة (3)، وأحمد(5/1) وقال الألباني في
صحيح الجامع(3/9، 0): صحيح الإسناد.
(1/27)
2*(عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: كُنَّا نُخْرِجُ
زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا
مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ(1)، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ )*(2).
23- *(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ لَمَّا تُوُفِّيَ
رَسُولُ اللهِ Jوَاسْتُخْلِفَ
أَبُوبَكْرٍ بَعْدَهُ وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ الْعَرَبِ، قَالَ عُمَرُ بْنُ
الْخَطَّابِ لأَبِي بَكْرٍ: كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ
اللهِ J: [ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لاَ إِلَهَ
إِلاَّ اللهُ، فَمَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ
وَنَفْسَهُ إِلاَّ بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ .فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ:
وَاللهِ! لأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ، فَإِنَّ
الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ، وَ اللهِ لَوْ مَنَعُونِي عِقَالاً كَانُوا
يُؤَدُّونَهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ J لَقَاتَلْتُهُمْ
عَلَى مَنْعِهِ. فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ: فَوَ اللهِ مَا هُوَ إِلاَّ أَنْ
رَأَيْتُ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ قَدْ شَرَحَ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ لِلْقِتَالِ
فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ)*(3).
__________
(1) الأقِطُ:لبنٌ مُحَمَّضٌ يُجَمَّدُ حتى يَستحجِر ويُطْبَخ،أو يطبخ به.
(2) البخاري ـ الفتح3(8)، ومسلم (5)واللفظ له.
(3) البخاري ـ الفتح3(4، 5)، ومسلم (0) واللفظ له .
(1/28)
24-
*( عَنْ عَبْدِالْمُطَّلِبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
ـ قَالَ: اجْتَمَعَ رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ وَالْعَبَّاسُ بْنُ
عَبْدِالْمُطَّلِبِ، فَقَالاَ: وَاللهِ لَوْ بَعَثْنَا هَذَيْنِ الْغُلاَمَيْنِ (
قَالاَ لِي وَلِلْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ) إِلَى رَسُولِ اللهِ J فَكَلَّمَاهُ،
فَأَمَّرَهُمَا عَلَى هَذِهِ الصَّدَقَاتِ، فَأَدَّيَا مَا يُؤَدِّي النَّاسُ،
وَأَصَابَا مِمَّا يُصِيبُ النَّاسُ قَالَ: فَبَيْنَمَا هُمَا فِي ذَلِكَ جَاءَ عَلِيُّ
بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَوَقَفَ عَلَيْهِمَا، فَذَكَرَا لَهُ ذَلِكَ. فَقَالَ
عَلِىُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: لاَ تَفْعَلاَ. فَوَاللهِ مَا هُوَ بِفَاعِلٍ .
فَانْتَحَاهُ(1) رَبِيعَةُ بْنُ الحَارِثِ، فَقَالَ: وَاللهِ مَا تَصْنَعُ هَذَا
إِلاَّ نَفَاسَةً(2) مِنْكَ عَلَيْنَا، فَوَاللهِ لَقَدْ نِلْتَ صِهْرَ رَسُولِ
اللهِ J فَمَا نَفِسْنَاهُ عَلَيْكَ. قَالَ عَلِيٌّ: أَرْسِلُوهُمَا،
فَانْطَلَقَا، وَاضْطَجَعَ عَلِيٌّ . قَالَ: فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ J الظُّهْرَ
سَبَقْنَاهُ إِلَى الْحُجْرَةِ، فَقُمْنَا عِنْدَهَا، حَتَّى جَاءَ فَأَخَذَ
بِآذَانِنَا، ثُمَّ قَالَ: [أَخْرِجَا مَا تُصَرِّرَانِ(3) ]. ثُمَّ دَخَلَ،
وَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عِندَ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ. قَالَ
فَتَوَاكَلْنَا(4) الْكَلاَمَ، ثُمَّ تَكَلَّمَ أَحَدُنَا فَقَالَ: يَارَسُولَ
اللهِ أَنْتَ أَبَرُّ النَّاسِ وَأَوْصَلُ النَّاسِ، وَقَدْ بَلَغْنَا النِّكَاحَ
فَجِئْنَا لِتُؤَمِّرَنَا عَلَى بَعْضِ هَذِهِ الصَّدَقَاتِ، فَنُؤَدِّيَ إِلَيْكَ
كَمَا يُؤَدِّي النَّاسُ، وَنُصِيبَ كَمَا يُصِيبُونَ. قَالَ: فَسَكَتَ طَوِيلاً
حَتَّى أَرَدْنَا أَنْ
__________
(1) فانتحاه: عرض له وقصده.
(2) نفاسةً: حسدًا.
(3) ما تصرران: ما تسرران.
(4) التواكل: أن يكل كل واحد أمره إلى صاحبه .
(1/29)
نُكَلِّمَهُ.
قَالَ: وَجَعَلَتْ زَيْنَبُ تُلْمِعُ (1)عَلَيْنَا مِنْ وَرَاءِ الحِجَابِ أَنْ
لاَ تُكَلِّمَاهُ قَالَ: ثُمَّ قَالَ:[ إِنَّ الصَّدَقَةَ لاَ تَنْبَغِي لآلِ
مُحَمَّدٍ، إِنَّمَا هِيَ أَوْسَاخُ النَّاسِ، ادْعُوَا لِي مَحْمِيَةَ (وَكَانَ
عَلَى الخُمُسِ) وَنَوْفَلَ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ]. قَالَ
فَجَاءاهُ . فَقَالَ لِمَحْمِيَةَ(2): [ أَنْكِحْ هَذَا الْغُلاَمَ ابْنَتَكَ
( لِلْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ )] فَأَنْكَحَهُ. وَقَالَ لنوفل بْنِ الْحَارِثِ:[
أَنْكِحْ هَذَا الْغُلاَمَ ابْنَتَكَ ] (لِي) فَأَنْكَحَنِي، وَقَالَ
لِمَحْمِيَةَ: [أَصْدِقْ عَنْهُمَا(3) مِنَ الْخُمُسِ كَذَا وَكَذَا])*(4).
25- *(عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللهِ
J بِالصَّدَقَةِ فَقِيلَ مَنَعَ ابْنُ جَمِيلٍ، وَخَالِدُ ابْنُ
الْوَلِيدِ، وَعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ النَّبِيُّ J: [مَا يَنْقِمُ
ابْنُ جَمِيلٍ إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ فَقِيرًا فَأَغْنَاهُ اللهُ وَرَسُولُهُ،
وَأَمَّا خَالِدٌ فَإِنَّكُمْ تَظْلِمُونَ خَالِدًا، قَدِاحْتَبَسَ أَدْرَاعَهُ
وَأَعْتُدَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَأَمَّا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِالْمُطَّلِبِ
فَعَمُّ رَسُولِ اللهِ J فَهِيَ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ وَمِثْلُهَا مَعَهَا])*(5).
__________
(1) تلمع: تشير.
(2) محمية: اسم رجل كان على الخمس.
(3) أصدق عنهما: أَدِّ عَنْهُمَا صداقهما .
(4) مسلم (2).
(5) البخاري ـ الفتح 3(8)واللفظ له. ومسلم (3).
(1/30)
26-
*( عَنْ أَنَسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ ـ رَضِيَ اللهُ
عَنْهُ ـ أَرْسَلَ لَهُمْ كِتَابًا فَإِذَا فِيهِ: هَذِهِ فَرِيضَةُ الصَّدَقَةِ
الَّتِي فَرَضَهَا رَسُولُ اللهِ J عَلَى
الْمُسْلِمِينَ الَّتِي أَمَرَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهَا نَبِيَّهُ J، فَمَنْ سُئِلَهَا
مِنَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى وَجْهِهَا فَلْيُعْطِهَا، وَمَنْ سُئِلَ فَوْقَهَا
فَلاَ يُعْطِهِ: فِيمَا دُونَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ مِنَ الإِبِلِ الْغَنَمُ: فِي
كُلِّ خَمْسِ ذَوْدٍ شَاةٌ، فَإِذَا بَلَغَتْ خَمْسًا وَعِشْرِينَ فَفِيهَا بِنْتُ
مَخَاضٍ (1)، إِلَى أَنْ تَبْلُغَ خَمْسًا وَثَلاَثِينَ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ
فِيهَا بِنْتُ مَخَاضٍ فَابْنُ لَبُونٍ ذَكَرٌ، فَإِذَا بَلَغَتْ سِتًّا
وَثَلاَثِينَ فَفِيهَا بِنْتُ لَبُونٍ(2)، إِلَى خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ، فَإِذَا
بَلَغَتْ سِتَّا وَأَرْبَعِينَ فَفِيهَا حِقَّةٌ طَرُوقَةُ الْفَحْلِ(3)، إِلَى
سِتِّينَ، فَإِذَا بَلَغَتْ إِحْدَى وَسِتِّينَ فَفِيهَا جَذَعَةٌ(4)، إِلَى
خَمْسٍ وَسَبْعِينَ، فَإِذَا بَلَغَتْ سِتَّا وَسَبْعِينَ فَفِيهَا ابْنَتَا
لَبُونٍ، إِلَى تِسْعِينَ، فَإِذَا بَلَغَتْ إِحْدَى وَتِسْعِينَ فَفِيهَا
حِقَّتَانِ طَرُوقَتَا الْفَحْلِ، إِلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ، فَإِذَا زَادَتْ
عَلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ فَفِي كُلِّ أَرْبَعِينَ بِنْتُ لَبُونٍ، وَفِي كُلِّ
خَمْسِينَ حِقَّةٌ، فَإِذَا تَبَايَنَ أَسْنَانُ الإِبِلِ فِي فَرَائِضِ
الصَّدَقَاتِ: فَمَنْ
__________
(1) بنت مخاض: النوق التي أتى على حملها عشرة أشهر.
(2) بنت لبون: الناقة إذا استكملت السنة الثانية ودخلت في الثالثة.
(3) حقة طروقة الفحل: ما دخل في السنة الرابعة.
(4) جذعة: من الإبل ما استكمل أربعة أعوام ودخل في السنة الخامسة، ومن الخيل
والبقر: ما استكمل سنتين ودخل في الثالثة، ومن الضأن: ما بلغ ثمانية أشهر أو تسعة.
(1/31)
بَلَغَتْ عِنْدَهُ صَدَقَةُ الْجَذَعَةِ وَلَيْسَتْ عِنْدَهُ جَذَعَةٌ وَعِنْدَهُ حِقَّةٌ فَإِنَّهَا تُقْبَلُ مِنْهُ، وَأَنْ يَجْعَلَ مَعَهَا شَاتَيْنِ، إِنِ اسْتَيْسَرَتَا لَهُ، أَوْ عِشْرِينَ دِرْهَمًا، وَمَنْ بَلَغَتْ عِنْدَهُ صَدَقَةُ الْحِقَّةِ وَلَيْسَتْ عِنْدَهُ حِقَّةٌ وَعِنْدَهُ جَذَعَةٌ فَإِنَّهَا تُقْبَلُ مِنْهُ وَيُعْطِيهِ الْمُصَدِّقُ عِشْرِينَ دِرْهَمًا أَوْ شَاتَيْنِ، وَمَنْ بَلَغَتْ عِنْدَهُ صَدَقةُ الْحِقَّةِ وَلَيْسَ عِنْدَهُ حِقَّةٌ وَعِنْدَهُ ابْنَةُ لَبُونٍ فَإِنَّهَا تُقْبَلُ مِنْهُ] ـ قَالَ أَبُو دَاوُدٍ: مِنْ هَاهُنَا لَمْ أَضْبِطْهُ عَنْ مُوسَى كَمَا أُحِبُّ ـ [ وَيَجْعَلُ مَعَهَا شَاتَيْنِ إِنِ اسْتَيْسَرَتَا لَهُ أَوْ عِشْرِينَ دِرْهَمًا، وَمَنْ بَلَغَتْ عِنْدَهُ صَدَقَةُ بِنْتِ لَبُونٍ وَلَيْسَ عِنْدَهُ إِلاَّ حِقَّةٌ فَإِنَّهَا تُقْبَلُ مِنْهُ]ـ قَالَ أَبُو دَاوُد:إِلَى هَاهُنَا ثُمَّ أَتْقَنْتُهُ ـ، [وَيُعْطِيهِ الْمُصَدِّقُ عِشْرِينَ دِرْهَمًا أَوْ شَاتَيْنِ، وَمَنْ بَلَغَتْ عِنْدَهُ صَدَقَةُ ابْنَةِ لَبُونٍ وَلَيْسَ عِنْدَهُ إِلاَّ بِنْتُ مَخَاضٍ، فَإِنَّهَا تُقْبَلُ مِنْهُ وَشَاتَيْنِ أَوْ عِشْرِينَ دِرْهَمًا، وَمَنْ بَلَغَتْ عِنْدَهُ صَدَقَةُ ابْنَةِ مَخَاضٍ وَلَيْسَ عِنْدَهُ إِلاَّ ابْنُ لَبُونٍ ذَكَرٌ فَإِنَّهُ يُقْبَلُ مِنْهُ، وَلَيْسَ مَعَهُ شَيْءٌ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ إِلاَّ أَرْبَعٌ فَلَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ، إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ رَبُّهَا، وَفِي سَائِمَةِ الْغَنَمِ إِذَا كَانَتْ أَرْبَعِينَ فَفِيهَا شَاةٌ، إِلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ . فَإِذَا زَادَتْ عَلَى عِشْرِينَ وَمِائَةٍ فَفِيهَا شَاتَانِ، إِلَى أَنْ تَبْلُغَ مِائَتَيْنِ، فَإِذَا زَادَتْ عَلَى مِائَتَيْنِ فَفِيهَا ثَلاَثُ شِيَاهٍ، إِلَى أَنْ تَبْلُغَ ثَلَثَمِائَةٍ، فَإِذَا
(1/32)
زَادَتْ
عَلَى ثَلَثِمِائَةٍ فَفِي كُلِّ مِائَةِ شَاةٍ شَاةٌ، وَلاَ يُؤْخَذُ فِي
الصَّدَقَةِ: هَرِمَةٌ، وَلاَ ذَاتُ عَوَارٍ مِنَ الْغَنَمِ، وَلاَ تَيْسُ
الْغَنَمِ، إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ الْمُصَدِّقُ، وَلاَ يُجْمَعُ بَيْنَ مُفْتَرِقٍ،
وَلاَ يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ، خَشْيَةَ الصَّدَقَةِ، وَمَا كَانَ مِنْ
خَلِيطَيْنِ فَإِنَّهُمَا يَتَرَاجَعَانِ بَيْنَهُمَا بِالسَّوِيَّةِ، فَإِنْ لَمْ
تَبْلُغْ سَائِمَةُ الرَّجُلِ أَرْبَعِينَ فَلَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ، إِلاَّ أَنْ
يَشَاءَ رَبُّهَا، وَفِي الرِّقَةِ رُبُعُ الْعُشْرِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ الْمَالُ
إِلاَّ تِسْعِينَ وَمِائَةً فَلَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ، إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ
رَبُّهَا])*(1).
27- ( عَنْ أَنَسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ أَنَّ النَّبِيَّ J أُتِيَ بِلَحْمٍ
تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيرَةَ فَقَالَ:[ هُوَ عَلَيْهَا صَدَقَةٌ،وَهُوَ لَنَا
هَدِيَّةٌ ])(2).
__________
(1) أبوداود(7) واللفظ له، والنسائي (5/8، 3). وأحمد (1/1، 2)،وطبعة
شاكر (2) وإسناده صحيح، والحاكم (1/1، 2)، وفرقه البخاري في صحيحه في
كتاب الزكاة (8، 0، 1، 3، 4، 5)وجامع المسانيد والسنن
لابن كثير (7/1، 2) .
(2) البخاري ـ الفتح 3(5)واللفظ له، ومسلم (4).
(1/33)
28-
*( عَنْ حُذَيْفَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قَالَ عُمَرُ ـ رَضِيَ اللهُ
عَنْهُ ـ أَيُّكُمْ يَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللهِ J عَنِ الْفِتْنَةِ؟.
قَالَ قُلْتُ: أَنَا أَحْفَظُهُ كَمَا قَالَ: قَالَ: إِنَّكَ عَلَيْهِ لَجَرِيءٌ،
فَكَيْفَ قَالَ؟. قُلْتُ:[ فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ
تُكَفِّرُهَا الصَّلاَةُ وَالصَّدَقَةُ وَالْمَعْرُوفُ ] ـ قَالَ: سُلَيْمَانُ
قَدْ كَانَ يَقُولُ:[الصَّلاَةُ وَالصَّدَقَةُ وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ
وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ ]ـ.قَالَ: لَيْسَ هَذِهِ أُرِيدُ، وَلَكِنِّي
أُرِيدُ الَّتِي تَمُوجُ كَمَوْجِ الْبَحْرِ. قَالَ: قُلْتُ: لَيْسَ عَلَيْكَ
بِهَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بَأْسٌ . بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابٌ مُغْلَقٌ .
قَالَ: فَيُكْسَرُ الْبَابُ أَوْ يُفْتَحُ؟. قَالَ: قُلْتُ: لاَ بَلْ يُكْسَرُ.
قَالَ: فَإِنَّهُ إِذَا كُسِرَ لَمْ يُغْلَقْ أَبَدًا . قَالَ: قُلْتُ: أَجَلْ]...
الحديث)*(1).
29*( عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: إِنَّ
أَعْرَابِيًّا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ J عَنِ الْهِجْرَةِ،
فَقَالَ: [ وَيْحَكَ(2)، إِنَّ شَأْنَهَا شَدِيدٌ، فَهَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ
تُؤَدِّي صَدَقَتَهَا؟. قَالَ: نَعَمْ. قَالَ:[فَاعْمَلْ مِنْ وَرَاءِ الْبِحَارِ
فَإِنَّ اللهُ لَنْ يَتِرَكَ(3)مِنْ عَمَلِكَ شَيْئًا])*(4).
__________
(1) البخاري ـ الفتح3(5)واللفظ له، ومسلم (4/4) باب الفتنة التي تموج
كموج البحر.
(2) ويحك: كلمة ترحم.
(3) يترك: ينقصك.
(4) البخاري ـ الفتح 3(2).
(1/34)
30-
*( عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ J بَعَثَ مُعَاذًا ـ
رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى الْيَمَنِ، فَقَالَ: ادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ
لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنِّي رَسُولُ للهُِ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ
فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ
يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ
افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً فِى أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ وَتُرَدُّ
عَلَى فُقَرَائِهِمْ])*(1).
31*( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ J: [ إِنِّي
لأَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِي فَأَجِدُ التَّمْرَةَ سَاقِطَةً عَلَى فِرَاشِي ثُمَّ
أَرْفَعُهَا لآكُلَهَا، ثُمَّ أَخْشَى أَنْ تَكُونَ صَدَقَةً فَأُلْقِيهَا ])*(2).
32( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: إِنَّ الْحَسَنَ بْنَ
عَلِيٍّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ أَخَذَ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ
فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ J بِالْفَارِسِيَّة
كِخْ، كِخْ(3) أَمَا تَعْرِفُ أَنَّا لاَ نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ؟])*(4).
__________
(1) البخاري ـ الفتح 3(5) واللفظ له، ومسلم (9).
(2) البخاري ـ الفتح5(2)، ومسلم (0)واللفظ له.
(3) كخ كخ: وهي كلمة زجر للصبي إذا فعل ما لا ينبغي.
(4) البخاري ـ الفتح 6(2)واللفظ له،ومسلم (9).
(1/35)
33-
*( عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللهِ J: [ الطَّهُورُ شَطْرُ الإِيمِانِ، وَالْحَمْدُ للهِ تَمْلأُ
الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ تَمْلآنِ (أوْ تَمْلأُ) مَا
بيَنْ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَالصَّلاَةُ نُورٌ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ،
وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ . كُلُّ النَّاسِ
يَغْدُو(1)، فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا(2) أَوْ مُوبِقُهَا(3)])*(4).
34-*(عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللهِ J: [ فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ وَالْعُيُونُ أَوْ كَانَ عَثَرِيًّا
الْعُشْرُ(5)، وَمَا سُقِيَ بِالنَّضْحِ نِصْفُ الْعُشْرِ])*(6).
__________
(1) يغدو: يصبح أوّل النهار.
(2) معتقها: من العقاب
(3) موبقها: مهلكها.
(4) مسلم (3).
(5) أو كان عَثَرِيًّا: هو الذي يشرب بعروقه من غير سقي، وما سقي بالنضح: أي
بالآلة.
(6) البخاري ـ الفتح 3(3)واللفظ له. وروى مسلم مثله من حديث جابر بن عبدالله
ـ رضي الله عنهما ـ (1).
(1/36)
35*(
عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ J: [ فِي كُلِّ
سَائِمَةِ(1) إِبِلٍ فِي أَرْبَعِينَ بِنْتُ لَبُونٍ، وَلاَ يُفَرَّقُ إِبِلٌ عَنْ
حِسَابِهَا(2)، مَنْ أَعْطَاهَا مُؤْتَجِرًا بِهَا فَلَهُ أَجْرُهَا، وَمَنْ
مَنَعَهَا فَإِنَّا آخِذُوهَا وشَطْرَ مَالِهِ عَزْمَةً مِنْ عَزَمَاتِ رَبِّنَا ـ
عَزَّ وَجَلَّ ـ لَيْسَ لآلِ مُحَمَّدٍ مِنْهَا شَيْءٌ])*(3).
36*( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ J إِذَا أُتِيَ
بِطَعَامٍ سَأَلَ عَنْهُ أَهَدِيَّةٌ أَمْ صَدَقَةٌ؟، فَإِنْ قِيلَ صَدَقَةٌ .
قَالَ لأَصْحَابِهِ:[كُلُوا وَلَمْ يَأْكُلْ]. وَإِنْ قِيلَ: هَدِيَّةٌ، ضَرَبَ
بِيَدِهِ J فَأَكَلَ مَعَهُمْ)*(4).
37*( عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ قَالَ:
كَانَ النَّبِيُّ J إِذَا أَتَاهُ قَوْمٌ بِصَدَقَتِهِمْ قَالَ: [ اللَّهُمَّ صَلِّ
عَلَى آلِ فُلاَنٍ]، فَأَتَاهُ أَبِي بِصَدَقَتِهِ فَقَالَ: [اللَّهُمَّ صَلِّ
عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى])*(5).
__________
(1) سائمة: الحيوان الذي يرعى أغلب العام .
(2) لا يفرق إبل عن حسابها: يعني هروبًا من الزكاة،مؤتجرًا بها: طالبًا أجرها
وثوابها.
(3) أبوداود(5)واللفظ له،وأحمد(5/2، 3)، والنسائي 5(5، 6)وقال في جامع
الأصول (4/3):إسناده حسن، وذكره الألباني في صحيح النسائي (2)، وقال:
إسناده حسن.
(4) البخاري ـ الفتح 5(6) واللفظ له، ومسلم (7).
(5) البخاري ـ الفتح 3(7) واللفظ له،ومسلم (8)
(1/37)
38-
*( عَنْ زَيْنَبَ الثَّقَفِيَّةِ امْرَأَةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ـ رَضِيَ
اللهُ عَنْهُمَا ـ قَالَتْ: كُنْتُ فِي الْمَسْجِدِ فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ J، فَقَالَ: [
تَصَدَّقْنَ وَلَوْ مِنْ حُلِيِّكُنَّ، وَكَانَتْ زَيْنَبُ تُنْفِقُ عَلَى عَبْدِ
اللهِ وَأَيْتَامٍ فِي حِجْرِهَا، فَقَالَتْ لِعَبْدِ اللهِ سَلْ رَسُولَ اللهِ J: أَيُجْزِي عَنِّي
أَنْ أُنْفِقَ عَلَيْكَ وَعَلَى أَيْتَامِي فِي حِجْرِي مِنَ الصَّدَقَةِ؟.
فَقَالَ: سَلِي أَنْتِ رَسُولَ اللهِ J، فَانْطَلَقْتُ
إِلَى النَّبِيِّ J فَوَجَدْتُ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ عَلَى البَابِ حَاجَتُهَا
مِثْلُ حَاجَتِي فَمَرَّ عَلَيْنَا بِلاَلٌ، فَقُلْنَا: سَلِ النَّبِيَّ J أَيُجْزِي عَنِّي
أَنْ أُنْفِقَ عَلَى زَوْجِي وَأَيْتَامٍ لِي فِي حِجْرِي. وَقُلْنَا: لاَ
تُخْبِرْ بِنَا. فَدَخَلَ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: [مَنْ هُمَا؟]. قَالَ: زَيْنَبُ .
قَالَ:[أَيُّ الزَّيَانِبِ؟]. قَالَ: امْرَأَةُ عَبْدِاللهِ، قَالَ: [نَعَمْ
وَلَهَا أَجْرَانِ، أَجْرُ الْقَرَابَةِ وَأَجْرُ الصَّدَقَةِ])*(1).
39- *( عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: لَمَّا
أُمِرْنَا بِالصَّدَقَةِ كُنَّا نَتَحَامَلُ، فَجَاءَ أَبُوعَقِيلٍ بِنِصْفِ
صَاعٍ، وَجَاءَ إِنْسَانٌ بِأَكثَرَ مِنْهُ، فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ: إِنَّ اللهَ
لَغَنِيٌّ عَنْ صَدَقَةِ هَذَا، وَمَا فَعَلَ هَذَا الآخَرُ إِلاَّ رِئَاءً .
فَنَزَلَتْ { الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ المُؤْمِنِينَ فِي
الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ} الآية( التوبة/79))*(2).
__________
(1) البخاري ـ الفتح 3(6) واللفظ له، ومسلم (0)
(2) البخاري ـ الفتح 8(8)واللفظ له، ومسلم (8).
(1/38)
40-
*( عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قَالَ
النَّبِيُّ J: [ لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ(1) صَدَقَةٌ، وَلَيْسَ
فِيمَا دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ أَوْسُقٍ(2)
صَدَقَةٌ])*(3).
41- *( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ J: [لَيْسَ عَلَى
الْمُسْلِمِ فِي فَرَسِهِ وَغُلاَمِهِ صَدَقَةٌ ])*(4).
42- *( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ J: [ مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللهُ عَبْدًا
بِعَفْوٍ إِلاَّ عِزًّا،وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلاَّ رَفَعَهُ
اللهُ])*(5).
43-*(عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ
J: [ الْيَدُ الْعُلْيَا(6)خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى(7)،
وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَمَنْ
يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ])*(8).
المثل التطبيقي من حياة النبي J في
"الزكاة"
__________
(1) أواقٍ: جمع أوقية وهي أربعون درهمًا من الفضة، ذود: من واحد إلى تسع وقيل من
ثلاث إلى عشر.
(2) أوسق: جمع وسق وهو ستون صاعًا.
(3) البخاري ـ الفتح 3(5)واللفظ له، ومسلم (9).
(4) البخاري ـ الفتح 3(3)واللفظ له، ومسلم (2).
(5) مسلم (8).
(6) اليد العليا: اليد المنفقة.
(7) اليد السلفى: اليد السائلة.
(8) البخاري ـ الفتح3(7)واللفظ له،ومسلم (4).
(1/39)
44-
*( عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ
النَّبِيِّ J وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ،
فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَذَبَهُ جَذْبَةً شَدِيدَةً حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى
صَفْحَةِ عَاتِقِ النَّبِيِّ J قَدْ أَثَّرَتْ
بِهِ حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ مِنْ شِدَّةِ جَذْبَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: مُرْ لِي مِنْ
مَالِ اللهِ الَّذِي عِنْدَكَ . فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ فَضَحِكَ ثُمَّ أَمَرَ لَهُ
بِعَطَاءٍ)*(1).
من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة "الزكاة"
1- *(قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ: [إِنَّ الأَعْمَالَ
تَبَاهَتْ، فَقَالَتِ الصَّدَقَةُ أَنَا أَفْضَلُكُنَّ])*(2).
2*(قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ [إِنَّ عُرَى
الدِّينِ وَقِوَامَهُ الصَّلاَةُ، وَالزَّكَاةُ، لاَ يُفْرَقُ بَيْنَهُمَا،
وَحَجُّ الْبَيْتِ، وَصِيَامُ رَمَضَانَ، وَإِنَّ مِنْ أَصْلَحِ الأَعْمَالِ
الصَّدَقَةَ وَالْجِهَادَ])*(3).
3- *( قَالَ ابْنُ عُمَرَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ: [الْمَالُ الَّذِي لاَ
تُؤَدَّى زَكَاتُهُ كَنْزٌ ])*(4).
4- *( وَقَالَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ لأَعْرَابِيٍّ سَأَلَهُ عَنْ مَعْنَى
قَوْلِ اللهِ: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ
يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ }(التوبة/4). قَالَ: [ مَنْ كَنَزَهَا فَلَمْ
يُؤَدِّ زَكَاتَهَا فَوَيْلٌ لَهُ، إِنَّمَا كَانَ هَذَا قَبْلَ أَنْ تُنَزَّلَ
الزَّكَاةُ، فَلَمَّا أُنْزِلَتْ جَعَلَهَا اللهُ طُهْرًا لِلأَمْوَالِ])*(5).
__________
(1) البخاري ـ الفتح6(9)واللفظ له،ومسلم (7).
(2) إحياء علوم الدين (1/8).
(3) المصنف لابن أبي شيبة (1/6).
(4) شعب الإيمان للبيهقي (6/2)وانظر فتح الباري (3/0).
(5) البخاري ـ الفتح 3(4).
(1/40)
5*(
قَالَ حُذَيْفَةُ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ:[الإِسْلاَمُ ثَمَانِيَةُ أَسْهُمٍ،
الصَّلاَةُ سَهْمٌ، وَالزَّكَاةُ سَهْمٌ، وَالْجِهَادُ سَهْمٌ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ
سَهْمٌ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ سَهْمٌ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ سَهْمٌ،
وَالإِسْلاَمُ سَهْمٌ، وَقَدْ خَابَ مَنْ لاَ سَهْمَ لَهُ])*(1).
6- *( قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ [بَاكِرُوا
بِالصَّدَقَةِ فَإِنَّ الْبَلاَءَ لاَ يَتَخَطَّى الصَّدَقَةَ])*(2)
7- *( قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: [أَبَى اللهُ أَنْ
يَقْبَلَ الصَّلاَةَ إِلاَّ بِالزَّكَاةِ،وَقَالَ: يَرْحَمُ اللهُ أَبَا بَكْرٍ
مَا كَانَ أَفْقَهَهُ] ـ يَعْنِي لَمَّا قَاتَلَ مَانِعِي الزَّكَاةِ)*(3).
8- *( قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِالْعَزِيزِ ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى ـ:[
الصَّلاَةُ تُبَلِّغُكَ نِصْفَ الطَّرِيقِ، وَالصَّوْمُ يُبَلِّغُكَ بَابَ
الْمَلِكِ، وَالصَّدَقَةُ تُدْخِلُكَ عَلَيْهِ])*(4).
- ( قَالَ سُفْيَانُ: [ مَنْ مَنَّ فَسَدَتْ صَدَقَتُهُ]، فَقِيلَ لَهُ: كَيْفَ
الْمَنُّ؟. فَقَالَ: [ أَنْ يَذْكُرَهُ وَيَتَحَدَّثَ بِهِ])(5).
10- ( قَالَ الشَّعْبِيُّ: [ مَنْ لَمْ يَرَ نَفْسَهُ إِلَى ثَوَابِ الصَّدَقَةِ
أَحْوَجَ مِنَ الْفَقِيرِ إِلَى صَدَقَتِهِ فَقَدْ أَبْطَلَ صَدَقَتَهُ وَضُرِبَ
بِهَا وَجْهُهُ ])(6).
من فوائد "الزكاة"
(1) أَحَدُ أَرْكَانِ الإِسْلاَمِ وَمَبَانِيهِ العِظَامِ.
(2) تَطْهِيرُ الْمَالِ مِنْ حُقُوقِ الغَيْرِ فِيهِ .
(3) بُرْهَانُ صِدْقِ الإِيمَانِ، وَوِقَايَةٌ لِلنَّفْسِ مِنْ شُحِّهَا.
__________
(1) المصنف لابن أبي شيبة (1/7).
(2) االمصدر السابق (6/9)
(3) ابن كثير (2/6).
(4) إحياء علوم الدين (1/7).
(5) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(6) المرجع السابق نفسه،والصفحة نفسها.
(1/41)
(4)
مُوَاسَاةُ الْفُقَرَاءِ وَالْمُحْتَاجِينَ وَسَدِّ حَاجَةِ الْمُعْوِزِينَ.
(5) سَبَبُ بَرَكَةِ الْمَالِ وَنَمَائِهِ، وَخَيُرُهَا وَبِرُّهَا رَاجِعٌ إِلَى
الْمُتَصَدِّقِ نَفْسِهِ أَوَّلاً.
(6) المْالُ مَالُ اللهِ وَالْعَبْدُ وَكِيلٌ عَلَيْهِ يَصْرِفُهُ حَيْثُ أَمَرَ
سَيِّدُهُ وَمَالِكُهُ الْحَقِيقِيُّ، فَبِإِخْرَاجِهَا يُؤَدِّي شُكْرَ نِعْمَةِ
الْمَالِ .
(7) تَقْوِيَةُ العَلاَقَاتِ الاجْتِمَاعِيَّةِ بَيْنَ أَفْرَادِ الأُمَّةِ
كُلِّهَا.
(8) الْمُسَاعَدَةُ عَلَى حَلِّ مُعْضِلَةِ الْفَقْرِ الَّتِي أَعْجَزَتِ
الْعَالَمَ الْمُعَاصِرَ.
(9) إِحْلاَلُ التَّرَاحُمِ بَدَلاً مِنَ التَّحَاسُدِ وَالتَّبَاغُضِ .
(0) فِي تَكْلِيفِ الفَقِيرِ بِإِخْرَاجِ زَكَاةِ الفِطْرِ إِذَا كَانَ يَجِدُ
قُوتَ يَوْمِهِ تَرْبِيَةٌ لَهُ عَلَى خُلُقِ العَطَاءِ حَتَّى يَسْتَشْعِرَ عِزَّ
العَطَاءِ بَدَلاً مِنْ ذُلِّ الأَخْذِ .
(1) بِهَا تُدْفَعُ النِّقَمُ وَتُسْتَجْلَبُ النِّعَمُ.
(2) الْفَلاَحُ مَضْمُونٌ لِمَنْ زَكَّى نَفْسَهُ وَطَهَّرَهَا بِالتَّقْوَى
وَالْعِبَادَةِ..
2. كتاب : الرغبة والترغيب |
الرغبة والترغيب
الرغبة لغةً:
الرَّغْبَةُ مَصْدَرُ قَوْلِهِمْ رَغِبَ فِي الشَّيْءِ، وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ
مَادَّةِ (ر غ ب) الَّتِي تَدُلُّ فِي أَصْلِ اللُّغَةِ عَلَى مَعْنَيَيْنِ:
أَحَدُهُمَا: طَلَبٌ لِشَيْءٍ، وَالآخَرُ سَعَةٌ فِي شَيْءٍ. فَمِنَ الأَصْلِ
الأَوَّلِ: الرَّغْبَةُ فِي الشَّيْءِ: الإِرَادَةُ لَهُ، تَقُولُ: رَغِبْتُ فِي
الشَّيْءِ، فَإِذَا لَمْ تُرِدْهُ قُلْتَ: رَغِبْتُ عَنْهُ، وَمِنَ الْمَعْنَى
الثَّانِي قَوْلُهُمْ: الشَّيْءُ الرَّغِيبُ: الوَاسِعُ الجَوْفِ، يُقَالُ:حَوْضٌ
رَغِيبٌ،وَسِقَاءٌ رَغِيبٌ، وَالرَّغِيبَةُ العَطَاءُ الكَثِيرُ، وَالجَمْعُ
رَغَائِبُ، قَالَ الشَّاعِرُ:
وَمَتَى تُصِبْكَ خَصَاصَةٌ فَارْجُ الْغِنَى وَإِلَى الَّذِي يُعْطِي
الرَّغَائِبَ فَارْغَبِ
وَذَكَرَ الرَّاغِبُ أَنَّ أَصْلَ الرَّغْبَةِ هُوَ السَّعَةُ فِي الشَّيْءِ
مُطْلَقًا، وَأَنَّ الرَّغَبَ وَالرَّغْبَةَ وَالرُّغْبَى السَّعَةُ فِي
الإِرَادَةِ، وَالرَّغِيبَةُ العَطَاءُ الكَثِيرُ إِمَّا لِكَوْنِهِ مَرْغُوبًا
فِيهِ وَإِمَّا لِسَعَتِهِ .
وَالرَّغْبَةُ أَيْضًا: السُّؤَالُ وَالطَّمَعُ.وأرْغَبَنِي فِي الشَّيْءِ
ورَغَّبَنِي، بِمَعْنًى (وَاحِدٍ).
وَرَغَبَهُ:أَعْطَاهُ مَا رَغِبَ، وَالرَّغْبَاءُ: الضَّرَاعَةُ وَالْمَسْأَلَةُ.
وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: [رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ]. قَالَ ابْنُ
الأَثِيرِ: أَعْمَلَ لَفْظَ الرَّغْبَةِ وَحْدَهَا، وَلَوْ أَعْمَلَهُمَا مَعًا،
لَقَالَ: رَغْبَةً إِلَيْكَ وَرَهْبَةً مِنْكَ، وَلَكِنْ لَمَّا جَمَعَهُمَا فِي
النَّظْمِ، حَمَلَ أَحَدَهُمَا عَلَى الآخَرِ.
(1/1)
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ ـ رَضِيَ اللهُ
عَنْهُ ـ قَالُوا لَهُ عِنْدَ مَوْتِهِ: جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا فَعَلْتَ
وَفَعَلْتَ، فَقَالَ: رَاغِبٌ وَرَاهِبٌ: أَرَادَ إِنَّنِي رَاغِبٌ فِيمَا عِنْدَ
اللهِ، وَرَاهِبٌ مِنْ عَذَابِهِ، فَلاَ تَعْوِيلَ عِنْدِي عَلَى مَا قُلْتُمْ
مِنَ الوَصْفِ وَالإِطْرَاءِ. وَرَجُلٌ رَغَبُوتٌ: مِنَ الرَّغْبَةِ . وَقَدْ
رَغِبَ إِلَيْهِ وَرَغَّبَهُ هُوَ . وَفِي الحَدِيثِ أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي
بَكْرٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ قَالَتْ:[ أَتَتْنِي أُمِّي رَاغِبَةً] قَالَ
الأَزْهَرِيُّ: قَوْلُهَا أَتَتْنِي أُمِّي رَاغِبَةً، أَيْ طَائِعَةً، تَسْأَلُ
شَيْئًا . يُقَالُ: رَغِبْتُ إِلَى فُلاَنٍ فِي كَذَا وَكَذَا: أَيْ سَأَلْتُهُ
إِيَّاهُ . وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ J أَنَّهُ قَالَ:
[كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا مَرِجَ الدِّينُ، وَظَهَرَتِ الرَّغْبَةُ؟]، وَقَوْلُهُ:
[ظَهَرَتِ الرَّغْبَةُ]أَيْ كَثُرَ السُّؤَالُ وَقَلَّتِ العِفَّةُ، وَمَعْنَى
ظُهُورِ الرَّغْبَةِ:الحِرْصُ عَلَى الجَمْعِ،مَعَ مَنْعِ الْحَقِّ.
وَيُقَالُ: إِنَّهُ لَوَهُوبٌ لِكُلِّ رَغِيبَةٍ ، أَيْ لِكُلِّ مَرْغُوبٍ فِيهِ.
وَقَالَ يَعْقُوبُ:الرُّغْبَى وَالرَّغْبَاءُ مِثْلُ النُّعْمَى وَالنَّعْمَاءِ.
وَفِي الحَدِيثِ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَزِيدُ فِي تَلْبِيَتِهِ:وَالرُّغْبَى
إِلَيْكَ وَالعَمَلُ. وَفِي رِوَايَةٍ: وَالرَّغْبَاءُ بِالْمَدِّ وَهُمَا مِنَ
الرَّغْبَةِ كَالنُّعْمَى وَالنَّعْمَاءِ مِنَ النِّعْمَةِ.
وَدَعَا اللهَ رَغْبَةً وَرُغْبَةً، عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيِّ . وَفِي
التَّنْزِيلِ العَزِيزِ:{يَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا} (الأنبياء/0)، قَالَ:
وَيَجُوزُ رُغْبًا ورُهْبًا.
(1/2)
قَالَ:وَيُقَالُ:الرُّغْبَى إِلَى اللهِ
تَعَالَى وَالعَمَلُ أَيِ الرَّغْبَةُ،وَأَصَبْتُ مِنْكَ الرُّغْبَى،أَيِ
الرَّغْبَةَ الكَثِيرَةَ.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ:[ لاَ تَدَعْ رَكْعَتَيِ الفَجْرِ، فَإِنَّ فِيهِمَا
الرَّغَائِبَ]، قَالَ الكِلاَبِيُّ: الرَّغَائِبُ مَا يُرْغَبُ فِيهِ مِنَ
الثَّوَابِ العَظِيمِ، يُقَالُ: رَغِيبَةٌ وَرَغَائِبُ، وَقَالَ غَيْرُهُ: هِيَ
مَا يَرْغَبُ فِيهِ ذُو رَغَبِ النَّفْسِ، وَرَغَبُ النَّفْسِ سَعَةُ الأَمَلِ
وَطَلَبُ الكَثِيرِ، وَمِنْ ذَلِكَ صَلاَةُ الرَّغَائِبِ، وَاحِدَتُهَا رَغِيبَةٌ،
وَالرَّغِيبَةُ: الأَمْرُ الْمَرْغُوبُ فِيهِ(1).
الرغبة اصطلاحًا:
قَالَ فِي الْكُلِّيَّاتِ: رَغِبَ فِيهِ: أَرَادَهُ بِالحِرْصِ عَلَيْهِ وَمِنْ
ثَمَّ تَكُونُ الرَّغْبَةُ: إِرَادَةَ الشَّيْءِ بِالحِرْصِ عَلَيْهِ(2).
وَذَكَرَ الْمُنَاوِيُّ: أَنَّ الرَّغْبَةَ إِرَادَةُ الشَّيْءِ مَعَ حِرْصٍ
عَلَيْهِ، فَإِذَا قِيلَ رَغِبَ فِيهِ وَإِلَيْهِ اقْتَضَى الحِرْصَ عَلَيْهِ،
وَإِذَا قِيلَ رَغِبَ عَنْهُ اقْتَضَى صَرْفَ الرَّغْبَةِ عَنْهُ وَالزُّهْدَ
فِيهِ(3).
بين الرغبة والابتغاء:
الابْتِغَاءُ فِي اللُّغَةِ مَصْدَرُ قَوْلِهِمْ: ابْتَغَى الشَّيْءَ بِمَعْنَى
طَلَبَهُ، وَيُقَالُ أَيْضًا: بَغَى الرَّجُلُ حَاجَتَهُ أَوْ ضَالَّتَهُ إِذَا
طَلَبَهَا، وَالبُغْيَةُ الطَّلِبَةُ(4).
__________
(1) لسان العرب (1/2)، بصائر ذوي التمييز (2/9)، والمفردات للراغب (8)،
ومقاييس اللغة لابن فارس(2/5).
(2) الكليات للكفوي (2).
(3) التوقيف على مهمات التعاريف (9).
(4) لسان العرب (4/6)، ط. بيروت.
(1/3)
أَمَّا فِي الاصْطِلاَحِ فَهُوَ كَمَا
قَالَ المُنَاوِيُّ: الاجْتِهَادُ فِي الطَّلَبِ، وَقِيلَ هُوَ الاشْتِدَادُ فِي
طَلَبِ شَيْءٍ مَا، وَأَصْلُهُ مُطْلَقُ الطَّلَبِ وَالإِرَادَةِ(1).
وَبِالمُوَازَنَةِ بَيْنَ تَعْرِيفِ كُلٍّ مِنَ الرَّغْبَةِ والابْتِغَاءِ
يَتَّضِحُ أَنَّهُمَا مُتَقَارِبَانِ جِدًّا، بَيْدَ أَنَّهُ لُوحِظَ فِي
الرَّغْبَةِ مَعْنَى الحِرْصِ وَفِي الابْتِغَاءِ مَعْنَى الشِّدَّةِ
وَالاجْتِهَادِ، وَكِلاَهُمَا قَدْ يُسْتَعْمَلُ -فِي بَعْضِ السِّيَاقَاتِ-
اسْتِعْمَالَ الآخَرِ.
الفرق بين الرغبة والرجاء:
وَالفَرْقُ بَيْنَ الرَّغْبَةِ وَالرَّجَاءِ أَنَّ الرَّجَاءَ طَمَعٌ،
وَالرَّغْبَةَ طَلَبٌ . فَهِيَ ثَمَرَةُ الرَّجَاءِ، فَإِنَّهُ إِذَا رَجَا
الشَّيْءَ طَلَبَهُ . وَالرَّغْبَةُ مِنَ الرَّجَاءِ كَالهَرَبِ مِنَ الخَوْفِ،
فَمَنْ رَجَا شَيْئًا طَلَبَهُ وَرَغِبَ فِيهِ، وَمَنْ خَافَ شَيْئًا هَرَبَ
مِنْهُ.
وَالْمَقْصُودُ: أَنَّ الرَّاجِيَ طَالِبٌ، وَالخَائِفَ هَارِبٌ، وَأَنَّ
الرَّغْبَةَ: هِيَ الرَّجَاءُ بِالحَقِيقَةِ؛لأَنَّ الرَّجَاءَ طَمَعٌ يَحْتَاجُ
إِلَى تَحْقِيقٍ، أَيْ طَمَعٌ فِي مُغَيَّبٍ عَنِ الرَّجَاءِ مَشْكُوكٍ فِي
حُصُولِهِ، وَإِنْ كَانَ مُتَحَقِّقًا فِي نَفْسِهِ، كَرَجَاءِ العَبْدِ دُخُولَهُ
الجَنَّةَ؛ فَإِنَّ الجَنَّةَ مُتَحَقِّقَةٌ لاَ شَكَّ فِيهَا، وَإِنَّمَا
الشَّكُّ فِي دُخُولِهِ إِلَيْهَا،وَهَلْ يُوَافِي رَبَّهُ بِعَمَلٍ يَمْنَعُهُ
مِنْهَا أَمْ لاَ؟. بِخِلاَفِ الرَّغْبَةِ، فَإِنَّهَا طَلَبٌ، وَإِذَا قَوِيَ
الطَّمَعُ صَارَ طَلَبًا.
وَأَوَّلُهَا: رَغْبَةٌ تَتَوَلَّدُ مِنَ العِلْمِ، فَتَبْعَثُ عَلَى الاجْتِهَادِ
الْمَنُوطِ بِالشُّهُودِ، وَتَصُونُ السَّالِكَ عَنِ الفَتْرَةِ وَالكَسَلِ.
__________
(1) التوقيف على مهمات التعاريف ص5.
(1/4)
وَتَتَصَاعَدُ الرَّغْبَةُ حَتَّى
تَكُونَ رَغْبَةً لاَ تُبْقِي مِنَ الْمَجْهُودِ مَبْذُولاً، وَلاَ تَدَعُ
لِلْهِمَّةِ ذُبُولاً، وَلاَ تَتْرُكُ غَيْرَ القَصْدِ مَأْمُولاً.
فَرَغْبَتُهُ لاَ تَدَعُ مِنْ مَجْهُودِهِ مَقْدُورًا لَهُ إِلاَّ بَذَلَهُ وَلاَ
تَدَعُ لِهِمَّتِهِ وَعَزِيمَتِهِ فُتُورًا وَلاَ خُمُودًا، وَعَزِيمَتُهُ فِي
مَزِيدٍ، وَلاَ تَتْرُكُ فِي قَلْبِهِ نَصِيبًا لِغَيْرِ مَقْصُودِهِ .
فَإِذَا اكْتَمَلَتْ رَغْبَتُهُ اكْتَمَلَ مَعَهَا خُلُقُ الرِّعَايَةِ
الإِيمَانِيَّةِ، وَهِيَ: مُرَاعَاةُ العِلْمِ وَحِفْظُهُ بِالعَمَلِ،
وَمُرَاعَاةُ العَمَلِ بِالإِحْسَانِ وَالإِخْلاَصِ، وَحِفْظُهُ مِنَ الْمُفْسِدَاتِ
وَصِيَانَتُهُ(1).
التَّرْغِيب لغةً :
__________
(1) تهذيب مدارج السالكين (7).
(1/5)
أَمَّا التَّرْغِيبُ فَهُوَ مَصْدَرُ
قَوْلِهِمْ: رَغَّبَهُ فِي الشَّيْءِ أَيْ أَوْجَدَ فِيهِ الرَّغْبَةَ إِلَيْهِ،
وَيَكُونُ ذَلِكَ بِتَحْسِينِهِ وَتَزْيِينِهِ، لأَِنَّ النَّفْسَ لاَ تَرْغَبُ
إِلاَّ فِيمَا فِيهِ سَعَادَتُهَا وَصَلاَحُ أَمْرِهَا، وَمَا جَاءَ بِهِ
الشَّرْعُ الحَنِيفُ كُلُّهُ -بَعْدَ الإِقْرَارِ بَِالوَحْدَانِيَّةِ وَصِدْقِ
الرَّسُولِ J - لاَ يَعْدُو أَنْ يَكُونَ تَرْغِيبًا فِي الخَيْرَاتِ
وَتَرْهِيبًا مِنَ المَعَاصِي وَالمُوبِقَاتِ، وَثَمَرَةُ ذَلِكَ حَثُّ المُؤْمِنِ
عَلَى الرَّغْبَةِ فِيمَا عِنْدَ اللهِ تَعَالَى وَالرَّهْبَةِ مِنْ عِقَابِهِ،
وَقَدْ لَخَّصَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ - رَضِيَ اللهُْ
عَنْهُ- عِنْدَ مَوْتِهِ حَيَاةَ المُؤْمِنِ الحَقِّ، عِنْدَمَا قَالُوا لَهُ:
جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا فَعَلْتَ وَفَعَلْتَ، فَقَالَ: رَاغِبٌ وَرَاهِبٌ قَالَ
ابْنُ الأَثِيرِ: الْمَعْنَى: رَاغِبٌ فِيمَا عِنْدَ اللهِ وَرَاهِبٌ مِنْ
عَذَابِهِ](1).
التَّرْغِيبُ فِي الْجَنَّةِ وَنَعِيمِهَا:
__________
(1) هذا أحد قولين في تفسير عبارة أمير المؤمنين، والقول الآخر أن من قال هذا إما
راغب فيما عندي أو راهب مني، والرأي الأول أصح، انظر النهاية 2/7.
(1/6)
لَقَدْ حَفَلَتْ آيُ الذِّكْرِ
الحَكِيمِ، وَوَرَدَتِ الأَحَادِيثُ الشَّرِيفَةُ بِوَصْفِ الجَنَّةِ وَمَا
أَعَدَّهُ اللهُ فِيهَا لِلْمُتَّقِينَ {جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا}
(النبأ/6)، تَرْغِيبًا لِلْمُؤْمِنِينَ وَحَثًّا لَهُمْ عَلَى الطَّاعَاتِ
وَتَحَمُّلِ مَشَاقِّ الْعِبَادَةِ، ذَلِكَ أَنَّ الإِنْسَانَ إِذَا عَلِمَ أَنَّ
اللهَ قَدْ أَعَدَّ لَهُ دَارًا فِيهَا كُلُّ مَا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ
وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ {وَرِضْوَانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ} (التوبة/2)،
تَوَلَّدَتْ عِنْدَهُ الرَّغْبَةُ الصَّادِقَةُ فِي أَنْ يَكُونَ مِنْ أَهْلِ
هَذِهِ الجَنَّةِ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا فَكَانَ مِنَ المُتَّقِينَ، وَمِنَ
المُحْسِنِينَ، وَمِنَ الذَّاكِرِينَ وَمِنَ المُخْبِتِينَ، وَمِنَ المُنْفِقِينَ،
وَمِنَ الأَوَّابِينَ المُنِيبِينَ، {يَدْعونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا}
(السجدة/6)، وَسَوفَ نَذْكُرُ عَقِبَ آيَاتِ وَأَحَاديِثِ الرَّغْبَةِ، طَرَفًا
مِمَّا رَغَّبَ اللهُ بِهِ عِبَادَهُ فِي الطَّاعَةِ بِذِكْرِ الآيَاتِ
وَالأَحَادِيثِ الوَارِدَةِ فِي وَصْفِ الْجَنَّةِ وَنَعِيمِهَا وَمَا أَعَدَّهُ
اللهُ فِيهَا لأَِهْلِ طَاعَتِهِ.
[ للاستزادة:انظر صفات: الطموح ـ العبادة ـ علو الهمة ـ النشاط ـ الرهبة ـ الإخبات
ـ الدعاء ـ الإنابة ـ الخوف ـ القنوت ـ الطاعة.
وفي ضد ذلك: انظر صفات: صغر الهمة ـ الكسل ـ القنوط ـ اليأس ـ الوهن ـ الغرور ـ
الغفلة ـ التفريط والإفراط].
الآيات الواردة في "الرغبة"
{ وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا
اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ
رَاغِبُونَ(59)}(1)
__________
(1) التوبة : 59 مدنية
(1/7)
{ وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ
رَبِّ لاَ تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ(89)فَاسْتَجَبْنَا
لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا
يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا
خَاشِعِينَ(90)}(1)
{ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلاَ تُسَبِّحُونَ(28)قَالُوا
سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ(29)فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى
بَعْضٍ يَتَلاَوَمُونَ(30)قَالُوا يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ(31)عَسَى
رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا
رَاغِبُونَ(32)}(2)
{ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ(7)وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ(8)}(3)
الآيات الواردة في " الرغبة " معنىً
{ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا
أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ
وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنْ
الضَّالِّينَ(198)}(4)
{ قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى
إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ
مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ
مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ(84)وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا
فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ(85)}(5)
__________
(1) الأنبياء :89-90 مكية
(2) القلم : 28-32 مكية
(3) الشرح : 7-8 مكية
(4) البقرة :198 مدنية
(5) آل عمران :84-85 مدنية
(1/8)
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ
تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ
الْقَلاَئِدَ وَلاَ آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ
رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ
شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا
وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ
وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ(2)}(1)
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ
الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(35)}(2)
الآيات الواردة في " الترغيب في الجنة "
{ وَبَشِّرْ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ
رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا
وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(25)}(3)
{ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ
وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ
الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ(14)قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ
ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ
وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ(15)}(4)
__________
(1) المائدة :2 مدنية
(2) المائدة : 35 مدنية
(3) البقرة : 25 مدنية
(4) آل عمران : 14-15 مدنية
(1/9)
{ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ
رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ
لِلْمُتَّقِينَ(133)الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ
وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ
الْمُحْسِنِينَ(134)وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا
أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ
الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ
يَعْلَمُونَ(135)أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ(136)}(1)
__________
(1) آل عمران : 133-136 مدنية
(1/10)
{ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لاَيَاتٍ لأُولِي
الأَلْبَابِ(190)الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى
جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا
خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ(191)رَبَّنَا
إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلْ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ
أَنْصَارٍ(192)رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ
آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ
عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ(193)رَبَّنَا وَآتِنَا مَا
وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ
تُخْلِفُ الْمِيعَادَ(194)فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ
عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ
فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي
وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لاَكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلاَدْخِلَنَّهُمْ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ
وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ(195)لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ
كَفَرُوا فِي الْبِلاَدِ(196)مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ
وَبِئْسَ الْمِهَادُ(197)لَكِنْ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِنْ عِنْدِ
اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلأَبْرَارِ(198)}(1)
__________
(1) آل عمران : 190-198 مدنية
(1/11)
{ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعْ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(13)}(1)
{ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي
مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ
مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاً ظَلِيلاً(57)}(2)
{ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي
مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا
وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ قِيلاً(122)}(3)
{ وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمْ
اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمْ
الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمْ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمْ
اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لاَكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ
وَلاَدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ
بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ(12)}(4)
__________
(1) النساء :13 مدنية
(2) النساء : 57 مدنية
(3) النساء : 122 مدنية
(4) المائدة : 12 مدنية
(1/12)
{ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ
عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ
أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ
بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ
يَسْتَكْبِرُونَ(82)وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى
أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنْ الْحَقِّ يَقُولُونَ
رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ(83)وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ
بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنْ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا
مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ(84) فَأَثَابَهُمْ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ(85)}(1)
{ قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(119)}(2)
{ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ
وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ
الْفَائِزُونَ(20)يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ
وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ(21)خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ
اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ(22)}(3)
__________
(1) المائدة : 82-85 مدنية
(2) المائدة : 119 مدنية
(3) التوبة : 20-22 مدنية
(1/13)
{ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ
بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ
الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ
حَكِيمٌ(71)وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ
عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ
الْعَظِيمُ(72)}(1)
{ لَكِنْ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ
وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ
الْمُفْلِحُونَ(88)أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(89)}(2)
{ وَمِنْ الأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ
مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلاَ إِنَّهَا
قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمْ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ
رَحِيمٌ(99)وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ
وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ
وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(100)}(3)
__________
(1) التوبة : 71-72 مدنية
(2) التوبة : 88-89 مدنية
(3) التوبة : 99-100 مدنية
(1/14)
{ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ
الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ
يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ
حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ
مِنْ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ
هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(111)التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ
السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَالنَّاهُونَ عَنْ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرْ
الْمُؤْمِنِينَ(112)}(1)
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ
بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ
النَّعِيمِ(9)دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا
سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنْ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(10)}(2)
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ
أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(23)}(3)
{ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ
السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ
مَجْذُوذٍ(108)}(4)
__________
(1) التوبة : 111-112 مدنية
(2) يونس : 9-10 مكية
(3) هود : 23 مكية
(4) هود : 108 مكية
(1/15)
{ أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ
إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ
أُوْلُوا الأَلْبَابِ(19)الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلاَ يَنقُضُونَ
الْمِيثَاقَ(20)وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ
وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ(21)وَالَّذِينَ صَبَرُوا
ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا
رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ
أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ(22) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ
صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلاَئِكَةُ
يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ(23)سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ
فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ(24)}(1)
{ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوا
وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ(35)}(2)
{ وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا
سَلاَمٌ(23)}(3)
{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ(45)ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ
آمِنِينَ(46)وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ
مُتَقَابِلِينَ(47)لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا
بِمُخْرَجِينَ(48)}(4)
__________
(1) الرعد : 19-24 مدنية
(2) الرعد : 35 مدنية
(3) إبراهيم : 23 مكية
(4) الحجر : 45-48 مكية
(1/16)
{ وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا
أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا
حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ(30)جَنَّاتُ
عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا
يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ(31)الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمْ
الْمَلاَئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ
بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(32)}(1)
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ
مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً(30)أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهِمْ الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ
وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا
عَلَى الأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا(31)}(2)
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ
الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً(107)خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا
حِوَلاً(108)}(3)
{ إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ
الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ شَيْئًا(60)جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ
عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا(61)لاَ يَسْمَعُونَ
فِيهَا لَغْوًا إِلاَّ سَلاَمًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً
وَعَشِيًّا(62)تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ
تَقِيًّا(63)}(4)
__________
(1) النحل : 30-32 مكية
(2) الكهف : 30-31 مكية
(3) الكهف : 107-108 مكية
(4) مريم : 60-63 مكية
(1/17)
{ وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ
الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ الدَّرَجَاتُ الْعُلاَ(75)جَنَّاتُ عَدْنٍ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ
تَزَكَّى(76)}(1)
{ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ(14)}(2)
{ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ
ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ(23)وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ
مِنْ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ(24)}(3)
{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ(1)الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ
خَاشِعُونَ(2)وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ(3)وَالَّذِينَ هُمْ
لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ(4)وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ(5)إِلاَّ
عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ
مَلُومِينَ(6)فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ
الْعَادُونَ(7)وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ(8)
وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ(9)أُوْلَئِكَ هُمْ
الْوَارِثُونَ(10)الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا
خَالِدُونَ(11)}(4)
{ قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ
كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا(15)لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ
كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولاً(16)}(5)
__________
(1) طه : 75-76 مكية
(2) الحج : 14 مكية
(3) الحج : 23-24 مكية
(4) المؤمنون : 1-11 مكية
(5) الفرقان : 15-16 مكية
(1/18)
{ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنْ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ(58)الَّذِينَ صَبَرُوا
وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ(59)}(1)
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ
النَّعِيمِ(8)خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ(9)}(2)
{ إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا
سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لاَ
يَسْتَكْبِرُونَ(15)تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ
خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ(16)فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ
مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا
يَعْمَلُونَ(17)أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لاَ
يَسْتَوُونَ(18)أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ
جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(19)}(3)
{ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا
فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ
بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ(32)جَنَّاتُ
عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا
وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ(33)وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ
عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ(34)الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ
الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لاَ يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا
لُغُوبٌ(35)}(4)
__________
(1) العنكبوت : 58-59 مكية
(2) لقمان : 8-9 مكية
(3) السجدة : 15-19 مكية
(4) فاطر : 32-35 مكية
(1/19)
{ إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ
فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ(55)هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلاَلٍ عَلَى الأَرَائِكِ
مُتَّكِئُونَ(56)لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ(57)سَلاَمٌ
قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ(58)}(1)
{ إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ(40)أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ
مَعْلُومٌ(41)فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ(42)فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ(43)عَلَى
سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ(44)يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ(45)بَيْضَاءَ
لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ(46)لاَ فِيهَا غَوْلٌ وَلاَ هُمْ عَنْهَا
يُنزَفُونَ(47)وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ(48)كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ
مَكْنُونٌ(49)فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ(50)قَالَ قَائِلٌ
مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ(51)يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ
الْمُصَدِّقِينَ(52) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا
لَمَدِينُونَ(53)قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ(54)فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي
سَوَاءِ الْجَحِيمِ(55)قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِي(56)وَلَوْلاَ
نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنْ الْمُحْضَرِينَ(57)أَفَمَا نَحْنُ
بِمَيِّتِينَ(58)إِلاَّ مَوْتَتَنَا الأُولَى وَمَا نَحْنُ
بِمُعَذَّبِينَ(59)إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(60)لِمِثْلِ هَذَا
فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ(61)}(2)
{ هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ(49)جَنَّاتِ عَدْنٍ
مُفَتَّحَةً لَهُمْ الأَبْوَابُ(50)مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا
بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ(51)وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ
أَتْرَابٌ(52)هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ(53)إِنَّ هَذَا
لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ(54)}(3)
__________
(1) يس : 55-58 مكية
(2) الصافات : 40-61 مكية
(3) ص : 49-54 مكية
(1/20)
{ لَكِنْ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ
لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لاَ يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ(20)}(1)
{ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا
جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ
طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ(73)وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي
صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنْ الْجَنَّةِ حَيْثُ
نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ(74)وَتَرَى الْمَلاَئِكَةَ حَافِّينَ مِنْ
حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ
وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ إِلاَّ(75)}(2)
{ مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا
مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ
يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ(40)}(3)
{ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ
عَلَيْهِمْ الْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ
الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ(30)نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا
تَدَّعُونَ(31)نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ(32)}(4)
__________
(1) الزمر : 20 مكية
(2) الزمر : 73-75 مكية
(3) غافر : 40 مكية
(4) فصلت : 30-32 مكية
(1/21)
{ تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ
مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ
ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الكَبِيرُ(22)ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ
أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ
لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ(23)}(1)
{ رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنْ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا
كَبِيرًا(68)يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا
مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ
وَجِيهًا(69)يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً
سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ
يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا(71)إِنَّا عَرَضْنَا
الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ
يَحْمِلْنَهَا فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا
الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً(72)لِيُعَذِّبَ اللَّهُ
الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ
اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا
رَحِيمًا(73)}(2)
__________
(1) الشورى : 22-23 مكية
(2) الأحزاب : 68-73 مدنية
(1/22)
{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ
أَمِينٍ(51)فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ(52)يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ
مُتَقَابِلِينَ(53)كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ(54)يَدْعُونَ فِيهَا
بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ(55)لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ
الْمَوْتَةَ الأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ(56)فَضْلاً مِنْ رَبِّكَ
ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(57)}(1)
{ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ
غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ
خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا
مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي
النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ(15)}(2)
{ وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ(31)هَذَا مَا تُوعَدُونَ
لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ(32)مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ
بِقَلْبٍ مُنِيبٍ(33)ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ(34)لَهُمْ
مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ(35)}(3)
{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ(15)آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ
إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ(16)كَانُوا قَلِيلاً مِنْ اللَّيْلِ
مَا يَهْجَعُونَ(17)وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ(18)وَفِي أَمْوَالِهِمْ
حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ(19)}(4)
__________
(1) الدخان : 51-57 مكية
(2) محمد : 15 مدنية
(3) ق : 31-35 مكية
(4) الذاريات : 15-19 مكية
(1/23)
{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ
وَنَعِيمٍ(17)فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ
الْجَحِيمِ(18)كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ
تَعْمَلُونَ(19)مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ
عِينٍ(20)وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ
أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ
شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ(21)وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ
وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ(22) يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لاَ لَغْوٌ فِيهَا
وَلاَ تَأْثِيمٌ(23)وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ
مَكْنُونٌ(24)وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ(25)قَالُوا
إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ(26)فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا
وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ(27)إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ
هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ(28)}(1)
{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ(54)فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ
مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ(55)}(2)
__________
(1) الطور : 17-28 مكية
(2) القمر : 54-55 مكية
(1/24)
{ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ
جَنَّتَانِ(46)فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ(47)ذَوَاتَى
أَفْنَانٍ(48)فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ(49)فِيهِمَا عَيْنَانِ
تَجْرِيَانِ(50)فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ(51)فِيهِمَا مِنْ كُلِّ
فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ(52)فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ(53)مُتَّكِئِينَ
عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ
دَانٍ(54)فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ(55)فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ
الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَانٌّ(56) فَبِأَيِّ
آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ(57)كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ
وَالْمَرْجَانُ(58)فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ(59)هَلْ جَزَاءُ
الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ(60)فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا
تُكَذِّبَانِ(61)وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ(62)فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا
تُكَذِّبَانِ(63)مُدْهَامَّتَانِ(64)فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا
تُكَذِّبَانِ(65)فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ(66)فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا
تُكَذِّبَانِ(67)فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ(68)فَبِأَيِّ آلاَءِ
رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ(69) فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ(70)فَبِأَيِّ آلاَءِ
رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ(71)حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ(72)فَبِأَيِّ
آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ(73)لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ
جَانٌّ(74)فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ(75)مُتَّكِئِينَ عَلَى
رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ(76)فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا
تُكَذِّبَانِ(77)تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ(78)}(1)
__________
(1) الرحمن : 46-78 مدنية
(1/25)
{ وَالسَّابِقُونَ
السَّابِقُونَ(10)أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ(11)فِي جَنَّاتِ
النَّعِيمِ(12)ثُلَّةٌ مِنْ الأَوَّلِينَ(13)وَقَلِيلٌ مِنْ الآخِرِينَ(14)عَلَى
سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ(15)مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ(16)يَطُوفُ
عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ(17)بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ
مَعِينٍ(18)لاَ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلاَ يُنزِفُونَ(19)وَفَاكِهَةٍ مِمَّا
يَتَخَيَّرُونَ(20)وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ(21)وَحُورٌ عِينٌ(22)كَأَمْثَالِ
اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ(23)جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(24) لاَ
يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلاَ تَأْثِيمًا(25)إِلاَّ قِيلاً سَلاَمًا
سَلاَمًا(26)وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ(27)فِي سِدْرٍ
مَخْضُودٍ(28)وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ(29)وَظِلٍّ مَمْدُودٍ(30)وَمَاءٍ
مَسْكُوبٍ(31)وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ(32)لاَ مَقْطُوعَةٍ وَلاَ
مَمْنُوعَةٍ(33)وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ(34)إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ
إِنشَاءً(35)فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا(36)عُرُبًا أَتْرَابًا(37)لأَصْحَابِ
الْيَمِينِ(38)ثُلَّةٌ مِنْ الأَوَّلِينَ(39)وَثُلَّةٌ مِنْ الآخِرِينَ(40)}(1)
{ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ
أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمْ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ
الْعَظِيمُ(12)}(2)
{ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ
السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ
فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ
الْعَظِيمِ(21)}(3)
__________
(1) الواقعة : 10-40 مكية
(2) الحديد : 12 مدنية
(3) الحديد : 21 مدنية
(1/26)
{ لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ
عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ
بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ
اللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْمُفْلِحُونَ(22)}(1)
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ
مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ(10)تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ
كُنتُمْ تَعْلَمُونَ(11)يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ
ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(12)وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ
وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ(13)}(2)
{ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا
تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ(8)يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ
التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ
سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(9)}(3)
__________
(1) المجادلة : 22 مدنية
(2) الصف : 10-13 مدنية
(3) التغابن : 8-9 مدنية
(1/27)
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا
إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ
سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ
يَوْمَ لاَ يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ
يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا
نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(8)}(1)
{ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمْ اقْرَءُوا
كِتَابِي(19)إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِي(20)فَهُوَ فِي عِيشَةٍ
رَاضِيَةٍ(21)فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ(22)قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ(23)كُلُوا
وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ(24)}(2)
{ إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا(19)إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ
جَزُوعًا(20)وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا(21)إِلاَّ
الْمُصَلِّينَ(22)الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ دَائِمُونَ(23)وَالَّذِينَ فِي
أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ(24)لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ(25)وَالَّذِينَ
يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ(26)وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ(27)إِنَّ
عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ(28)وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ
حَافِظُونَ(29)إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ
فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ(30) فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ
هُمْ الْعَادُونَ(31)وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ
رَاعُونَ(32)وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ(33)وَالَّذِينَ هُمْ
عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ(34)أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ(35)}(3)
__________
(1) التحريم : 8 مدنية
(2) الحاقة : 19-24 مكية
(3) المعارج: 19-35 مكية
(1/28)
{ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ
مَفَازًا(31)حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا(32)وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا(33)وَكَأْسًا
دِهَاقًا(34)لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلاَ كِذَّابًا(35)جَزَاءً مِنْ
رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا(36)}(1)
{ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ
الْهَوَى(40)فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى(41)}(2)
{ إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ(22)عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ(23)تَعْرِفُ
فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ(24)يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ(25)خِتَامُهُ
مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسْ الْمُتَنَافِسُونَ(26)وَمِزَاجُهُ مِنْ
تَسْنِيمٍ(27)عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ(28)}(3)
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ(11)}(4)
{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ(8)لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ(9)فِي جَنَّةٍ
عَالِيَةٍ(10)لاَ تَسْمَعُ فِيهَا لاَغِيَةً(11)فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ(12)فِيهَا
سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ(13)وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ(14)وَنَمَارِقُ
مَصْفُوفَةٌ(15)وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ(16)}(5)
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ
الْبَرِيَّةِ(7)جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ
وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ(8)}(6)
الأحاديث الواردة في " الرغبة "
__________
(1) النبأ : 31-36 مكية
(2) النازعات : 40-41 مكية
(3) المطففين : 22-28 مكية
(4) البروج : 11 مكية
(5) الغاشية : 8-16 مكية
(6) البينة : 7-8 مدنية
(1/29)
"1*(عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ـ
رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ أَنَّ رَسَولَ اللهِ J قَالَ: [إِذَا
أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ(1) فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاَةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى
شِقِّكَ الأَيْمَنِ ثُمَّ قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْلَمْتُ وَجْهِي
إِلَيْكَ(2)، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ(3)،
رَغْبَةً وَرَهْبَةً(4) إِلَيْكَ، لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَى مِنْكَ إِلاَّ
إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي
أَرْسَلْتَ، وَاجْعَلْهُنَّ مِنْ آخِرِ كَلاَمِكَ، فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ
مُتَّ وَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ(5)] قَالَ فَرَدَّدْتُهُنَّ لأَسْتَذْكِرَهُنَّ
فَقُلْتُ: آمَنْتُ بِرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ قَالَ: [ قُلْ: آمَنْتُ
بِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ])*(6).
2*(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ عَنِ النَّبِيِّ Jقَالَ: [إِذَا سَمِعْتُمْ أَصْوَاتَ
الدِّيَكَةِ فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا فَاسْأَلُوا اللهَ وَارْغَبُوا إِلَيْهِ،
وَإِذَا سَمِعْتُمْ نُهَاقَ الْحَمِيرِ فَإِنَّهَا رَأَتْ شَيْطَانًا
فَاسْتَعِيذُوا بِاللهِ مِنْ شَرِّ مَا رَأَتْ])*(7).
__________
(1) إذا أخذت مضجعك: معناه إذا أردت النوم في مضجعك.
(2) أسلمت وجهي إليك . وفي الرواية الأخرى أسلمت نفسي إليك: أي استسلمت وجعلت نفسي
منقادة لك طائعة لحكمك . قال العلماء: الوجه والنفس، هنا بمعنى الذات كلها، يقال:
سلم وأسلم واستسلم بمعنى.
(3) ألجأت ظهري إليك: أي توكلت عليك واعتمدت في أمري كله، كما يعتمد الإنسان بظهره
إلى ما يسنده .
(4) رغبة ورهبة: أي طمعًا في ثوابك وخوفًا من عذابك.
(5) الفطرة: أي الإسلام.
(6) البخاري ـ الفتح1(7)،ومسلم (0)واللفظ له.
(7) أحمد (2/1) وصححه الشيخ أحمد شاكر (6/8) وقد رواه البخاري ـ الفتح(3)،
ومسلم(9) بلفظ آخر.
(1/30)
3*(عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ . قَالَ:
انْطَلَقْتُ أَنَا وَحُصَيْنُ بْنُ سَبْرَةَ وَعُمَرُ بْنُ مُسْلِمٍ إِلَى زَيْدِ
بْنِ أَرْقَمَ، فَلَمَّا جَلَسْنَا قَالَ لَهُ حُصَيْنٌ: لَقَدْ لَقِيتَ يَازَيْدُ
خَيْرًا كَثِيرًا. رَأَيْتَ رَسُولَ اللهِ Jوَسَمِعْتَ حَدِيثَهُ، وَغَزَوْتَ
مَعَهُ، وَصَلَّيْتَ خَلْفَهُ، لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا،
حَدِّثْنَا يَا زَيْدُ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ J. قَالَ: يَا بْنَ
أَخِي وَاللهِ لَقَدْ كَبُرَتْ سِنِّي، وَقَدُمَ عَهْدِي، وَنَسِيتُ بَعْضَ
الَّذِي كُنْتُ أَعِي مِنْ رَسُولِ اللهِ J، فَمَا
حَدَّثْتُكُمْ فَاقْبَلُوا . وَمَا لاَ، فَلاَ تُكَلِّفُونِيهِ . ثُمَّ قَالَ:
قَامَ رَسُولُ اللهِ J يَوْمًا فِينَا خَطِيبًا . بِمَاءٍ يُدْعَى خُمًّا(1) بَيْنَ
مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَوَعَظَ وَذَكَّرَ .
ثُمَّ قَالَ: [أَمَّا بَعْدُ أَلاَ أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ
يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ، وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ
ثَقَلَيْنِ(2): أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللهِ فِيهِ الهُدَى وَالنُّورُ، فَخُذُوا
بِكِتَابِ اللهِ، وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ ] فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللهِ وَرَغَّبَ
فِيهِ . ثُمَّ قَالَ: [وَأَهْلُ بَيْتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي
. أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي . أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ
بَيْتِي]. فَقَالَ لَهُ حُصَيْنٌ: وَمَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ يَا زَيْدُ؟ أَلَيْسَ
نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ؟ . قَالَ: نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ،
وَلَكِنْ أَهْلُ بَيْتِهِ مَنْ حُرِمَ
__________
(1) خُمّ: اسم لغيضة على ثلاثة أميال من الجحفة، غدير مشهور يضاف إلى الغيضَةِ،
فيقال: غدير خم.
(2) ثقلين: قال العلماء: سميا ثقلين لعظمهما وكبير شأنهما. وقيل: لثقل العمل بهما.
(1/31)
الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ . قَالَ: وَمَنْ
هُمْ؟ . قَالَ: هُمْ، آلُ عَلِيٍّ، وَآلُ عَقِيلٍ، وَآلُ جَعْفَرٍ، وَآلُ عَبَّاسٍ
. قَالَ: كُلُّ هَؤُلاَءِ حُرِمَ الصَّدَقَةَ؟ . قَالَ: نَعَمْ)*(1).
4*(عَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ -وَكَانَ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ
اللهِ J- أَنَّهُ رَاقَبَ رَسُولَ اللهِ Jاللَّيْلَةَ كُلَّهَا حَتَّى كَانَ مَعَ
الفَجْرِ فَلَمَّا سَلَّمَ رَسُولُ اللهِ Jمِنْ صلاَتِهِ جَاءَ هُ خَبَّابٌ
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ـ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ـ لَقَدْ صَلَّيْتَ
اللَّيْلَةَ صَلاَةً مَا رَأَيْتُكَ صَلَّيْتَ نَحْوَهَا . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ J: [ أَجَلْ
إِنَّهَا صَلاَةُ رَغَبٍ وَرَهَبٍ،سَأَلْتُ رَبِّي ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِيهَا
ثَلاَثَ خِصَالٍ فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً . سَأَلْتُ
رَبِّي ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَنْ لاَ يُهْلِكَنَا بِمَا أَهْلَكَ بِهِ الأُمَمَ
قَبْلَنَا فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُ رَبِّي ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَنْ لاَ
يُظْهِرَ عَلَيْنَا عَدُوًّا مِنْ غَيْرِنَا فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُ رَبِّي
أَنْ لاَ يَلْبِسَنَا شِيَعًا فَمَنَعَنِيهَا])*(2).
__________
(1) مسلم (8).
(2) الترمذي(5)وقال:حسن غريب صحيح، وصححه أحمد (5/9)،والنسائي (3/7)واللفظ
له، وقال محقق جامع الأصول (9/0)، كما قال الترمذي.
(1/32)
5*(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ
اللهُ عَنْهُ ـ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: حَدِّثُونِي عَنْ رَجُلٍ دَخَلَ الْجَنَّةَ
لَمْ يُصَلِّ قَطُّ فَإِذَا لَمْ يَعْرِفْهُ النَّاسُ سَأَلُوهُ مَنْ هُوَ؟.
فَيَقُولُ:أُصَيْرِمُ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ عَمْرُو بْنُ ثَابِتِ بْنِ وَقْشٍ.
فَقُلْتُ لِمَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ: كَيْفَ كَانَ شَأْنُ الأُصَيْرِمِ؟ قَالَ:
كَانَ يَأْبَى الإِسْلاَمَ عَلَى قَوْمِهِ،فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ وَخَرَجَ
رَسُولُ اللهِ J إِلَى أُحُدٍ بَدَا لَهُ الإِسْلاَمُ فَأَسْلَمَ، فَأَخَذَ
سَيْفَهُ فَغَدَا حَتَّى أَتَى الْقَوْمَ،فَدَخَلَ فِي عَرْضِ النَّاسِ،فَقَاتَلَ
حَتَّى أَثْبَتَتْهُ الْجِرَاحَةُ،فَبَيْنَا رِجَالُ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ
يَلْتَمِسُونَ قَتْلاَهُمْ فِي الْمَعْرَكَةِ إِذَا هُمْ بِهِ،قَالُوا:وَاللهِ
إِنَّ هَذَا لَلأُصَيْرِمُ. وَمَا جَاءَ بِهِ؟ لَقَدْ تَرَكْنَاهُ وَإِنَّهُ
لَمُنْكِرٌ الْحَدِيثَ،فَسَأَلُوهُ مَا جَاءَ بِهِ؟، فَقَالُوا: مَا جَاءَ بِكَ
يَا عَمْرُو؟ أَحَرْبًا عَلَى قَوْمِكَ أَوْ رَغْبَةً فِي الإِسْلاَمِ؟. فَقَالَ:
بَلْ رَغْبَةً فِي الإِسْلاَمِ، آمَنْتُ بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ وَأَسْلَمْتُ ثُمَّ
أَخَذْتُ سَيْفِي فَغَدَوَتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ Jفَقَاتَلْتُ حَتَّى أَصَابَنِي مَا
أَصَابَنِي فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَاتَ فِي أَيْدِيهِمْ، فَذَكَرُوهُ لِرَسُولِ
اللهِ Jفَقَالَ: [إِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِ
الجَنَّةِ])*(1).
__________
(1) أحمد (5/8)، وقال الهيثمي (9/2)واللفظ له: رجاله ثقات، ونحوه عند
أبي داود رقم (7)، وحسنه الألباني (2/2).
(1/33)
6*(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ
اللهُ عَنْهُ ـ أَنَّ رَسُولَ اللهِ Jأَوْصَى سَلْمَانَ الْخَيْرَ، قَالَ: [إِنَّ نَبِيَّ اللهِ عَلَيْهِ
السَّلاَمُ يُرِيدُ أَنْ يَمْنَحَكَ كَلِمَاتٍ تَسْأَلُهُنَّ الرَّحْمَنَ تَرْغَبُ
إِلَيْهِ فِيهِنَّ وَتَدْعُو بِهِنَّ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ. قَالَ: اللَّهُمَّ
إِنِّي أَسْأَلُكَ صِحَّةَ إِيمَانٍ وَإِيمَانًا فِي خُلُقٍ حَسَنٍ وَنَجَاحًا
يَتْبَعُهُ فَلاَحٌ(1)])*(2).
__________
(1) تكملته:يعني ورحمة منك وعافية ومغفرة منك ورضوانًا، قال أبي وهن مرفوعة في
الكتاب: يتبعه فلاح ورحمة منك وعافية ومغفرة منك ورضوان.
(2) أحمد(2/1)،وقال الشيخ أحمد شاكر(8255): إسناده حسن.وقال الهيثمي:رجاله
ثقات.
(1/34)
7*(عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ ـ
رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ J الدَّجَّالَ ذَاتَ
غَدَاةٍ، فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ (1)، حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ
النَّخْلِ... الحَدِيثَ، وَفِيهِ: فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَوْحَى اللهُ
إِلَى عِيسَى: إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي لاَ يَدَانِ لأَحَدٍ
بِقِتَالِهِمْ(2) فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ(3). وَيَبْعَثُ اللهُ
يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ(4)، فَيَمُرُّ
أَوَائِلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ، فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا، وَيَمُرُّ
آخِرُهُمْ فَيَقُولُونَ: لَقَدْ كَانَ بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءٌ، وَيُحْضَرُ
__________
(1) فخفِّض منه ورفِّع: بتشديد الفاء فيهما، وفي معناه قولان: أحدهما أن خفض بمعنى
حقَّر، وقوله رفع أي عظَّمه، = =وفخَّمه، فمن تحقيره وهوانه على الله تعالى:
عَوَرُهُ، ومنه قوله Jهو أهون على الله من ذلك] وأنه لا يقدر
على قتل أحد إلا ذلك الرجل، ثم يعجز عنه، وأنه يضمحل أمره، ويُقتل بعد ذلك، هو
وأتباعه، ومن تفخيمه وتعظيم فتنته والمحنة به: هذه الأمور الخارقة للعادة، وأنه ما
من نبي إلا وقد أنذره قومه، والوجه الثاني أنه خفض من صوته في حال الكثرة فيما
تكلم فيه، فخفض بعد طول الكلام والتعب ليستريح، ثم رفع ليبلغ صوته كل أحد بلاغًا
كاملاً مفخمًا.
(2) لا يدان لأحد بقتالهم: يدان تثنية يد . قال العلماء: معناه لا قدرة ولا طاقة .
يقال: ما لي بهذا الأمر يد، وما لي به يدان، لأن المباشرة والدفع إنما يكون باليد
. وكأن يديه معدومتان لعجزه عن دفعه.
(3) فحرِّزْ عبادي إلى الطور: أي ضمهم واجعله لهم حرزا. يقال: أحرزت إحرازا، إذا
حفظته وضممته إليك، وصنته عن الأخذ.
(4) وهم من كل حدب ينسلون: قال الفراء: من كل أكمة، ومن كل موضع مرتفع، وينسلون
يمشون مسرعين.يريد: يظهرون من غليظ الأرض ومرتفعها.
(1/35)
نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ،
حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ
لأَحَدِكُمُ الْيَوْمَ . فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللهِ(1) عِيسَى وَأَصْحَابُهُ،
فَيُرْسِلُ اللهُ عَلَيْهِمُ النَّغَفَ(2) فِي رِقَابِهِمْ، فَيُصْبِحُونَ
فَرْسَى(3) كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ . ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى
وَأَصْحَابُهُ ِإلَى الأَرْضِ فَلاَ يَجِدُونَ فِي الأَرْضِ مَوْضِعَ شِبْرٍ
إِلاَّ مَلأَهُ زَهَمُهُمْ(4) وَنَتْنُهُمْ . فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى
وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللهِ، فَيُرْسِلُ اللهُ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ(5)
فَتَحْمِلُهُمْ فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللهُ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ مَطَرًا
لا يَكُنُّ(6)مِنْهُ بَيْتُ مَدَرٍ(7) وَلاَ وَبَرٍ، فَيَغْسِلُ الأَرْضَ حَتَّى
يَتْرُكَهَا كَالزَّلَفَةِ(8). ثُمَّ يُقَالُ لِلأَرْضِ: أَنْبِتِي ثَمَرَتَكِ،
وَرُدِّي بَرَكَتَكِ
__________
(1) فيرغب نبي الله: أي إلى الله، أو يدعو.
(2) النغف: هو دود يكون في أنوف الإبل والغنم، الواحدة نغفة.
(3) فرسى: أي قتلى، واحدهم فريس، كقتيل، وقتلى.
(4) الزَّهَم: رائحة اللحم والزُّهمة بالضم الريح المنتنة.
(5) البخت: قال في اللسان: البخت والبختية دخيل في العربية أعجمي معرب، وهي الإبل
الخراسانية، تتنتج من عربية وفالج، وهي جمال طوال الأعناق.
(6) لا يكن: أي لا يمنع من نزول الماء.
(7) مدر: هو الطين الصلب.
(8) كالزلفة: روي الزَّلقَة . وروي: الزُّلْفة . وروي الزَّلَفَة . قال القاضي:
وكلها صحيحة، واختلفوا في معناه فقال ثعلب وأبو زيد وآخرون: معناه كالمرآة، وحكى
صاحب المشارق هذا عن ابن عباس أيضا: شبهها بالمرآة في صفائها ونظافتها . وقيل:
كمصانع الماء، أي أن الماء يستنقع فيها حتى تصير كالمصنع الذي يجتمع فيه الماء .
وقال أبو عبيد: معناه كالإجَّانة الخضراء . وقيل: كالصفحة . وقيل: كالروضة.
(1/36)
.فَيَوْمَئِذٍ تَأْكُلُ الْعِصَابَةُ(1)
مِنَ الرُّمَّانَةِ.وَيَسْتَظِلُّونَ بِقِحْفِهَا(2)، وَيُبَارِكُ فِي
الرِّسْلِ(3)، حَتَّى إِنَّ اللِّقْحَةَ(4) مِنَ الإِبِلِ لِتَكْفِي الْفِئَامَ(5)
مِنَ النَّاسِ، وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْبَقَرِ لِتَكْفِي الْقَبِيلَةَ مِنَ
النَّاسِ . وَاللِّقْحَةُ مِنَ الغَنَمِ لَتَكْفِي الْفَخْذَ مِنَ النَّاسِ(6).
فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللهُ رِيحًا طَيِّبَةً، فَتَأْخُذُهُمْ
تَحْتَ آبَاطِهِمْ، فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلِّ مُسْلِمٍ(7).
وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ، يَتَهَارَجُونَ فِيهَا تَهَارُجَ الْحُمُرِ(8) فَعَلَيْهِمْ
تَقُومُ السَّاعَةُ])*(9).
__________
(1) العصابة: هي الجماعة.
(2) بقحفها: بكسر القاف، هو مقعر قشرها، شبهها بقحف الرأس وهو الذي فوق الدماغ،
وقيل: ما انفلق من جمجمته وانفصل.
(3) الرسل: هو اللبن.
(4) اللقحة: بكسر اللام وفتحها لغتان مشهورتان، الكسر أشهر، وهي القريبة العهد
بالولادة، وجمعها لقح كبركة وبرك، واللقوح ذات اللبن، وجمعها لقاح.
(5) الفئام: هي الجماعة الكثيرة، هذا هو المشهور والمعروف في اللغة وكتب الغريب.
(6) الفخذ من الناس: قال أهل اللغة: الفخذ الجماعة من الأقارب، وهم دون البطن،
والبطن دون القبيلة، قال القاضي: قال ابن فارس: الفخذ هنا بإسكان الخاء لا غير،
فلا يقال إلا بإسكانها، بخلاف الفخذ التي هي العضو فإنها تكسر وتسكن.
(7) وكل مسلم: هكذا هو في جميع نسخ مسلم: وكل مسلم، بالواو.
(8) يتهارجون فيها تهارج الحمر: أي يجامع الرجال النساء علانية بحضرة الناس، كما
يفعل الحمير، ولا يكترثون لذلك، والهَرْج، بإسكان الراء، الجماع . يقال: هرج زوجته
أي جامعها، يهرجها، بفتح الراء وضمها وكسرها.
(9) مسلم (7).
(1/37)
8*(عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ الْعَقَبَةَ وَبَايَعَ رَسُولَ اللهِ J بِهَا،قَالَ: خَرَجْنَا فِي حُجَّاجِ قَوْمِنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ صَلَّيْنَا وَفَقِهْنَا مَعَنَا الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ كَبِيرُنَا وَسَيِّدُنَا، فَلَمَّا تَوَجَّهْنَا لِسَفَرِنَا وَخَرَجْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ . قَالَ الْبَرَاءُ لَنَا: يَا هَؤُلاَءِ، إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ وَ اللهِ رَأْيًا وَإِنِّي وَاللهِ مَا أَدْرِي تُوَافِقُونِي عَلَيْهِ أَمْ لاَ .قَالَ: قُلْنَا لَهُ: وَمَا ذَاكَ؟. قَالَ قَدْ رَأَيْتُ أَنْ لاَ أَدَعَ هَذِهِ الْبَنِيَّةَ مِنِّي بِظَهْرٍ يَعْنِي الْكَعْبَةَ، وَأَنْ أُصَلِّيَ إِلَيْهَا . قَالَ: فَقُلْنَا: وَاللهِ مَا بَلَغَنَا أَنَّ نَبِيَّنَا J يُصَلِّي إِلاَّ إِلَى الشَّامِ،وَمَا نُرِيدُ أَنْ نُخَالِفَهُ . فَقَالَ: إِنِّي أُصَلِّي إِلَيْهَا. فَقُلْنَا لَهُ: لَكِنَّا لاَ نَفْعَلُ.فَكُنَّا إِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ صَلَّيْنَا إِلَى الشَّامِ وَصَلَّى إِلَى الْكَعْبَةِ حَتَّى قَدِمْنَا مَكَّةَ. قَالَ أَخِي:وَقَدْ كُنَّا عِبْنَا عَلَيْهِ مَا صَنَعَ، وَأَبَى إِلاَّ الإِقَامَةَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ، قَالَ يَابْنَ أَخِي: انْطَلِقْ إِلَى رَسُولِ اللهِ J فَاسْأَلْهُ عَمَّا صَنَعْتُ فِي سَفَرِي هَذَا، فَإِنَّهُ وَاللهِ قَدْ وَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْهُ شَيْءٌ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ خِلاَفِكُمْ إِيَّايَ فِيهِ. قَالَ: فَخَرَجْنَا نَسْأَلُ عَنْ رَسُولِ اللهِ J وَكُنَّا لاَ نَعْرِفُهُ، لَمْ نَرَهُ قَبْلَ ذَلِكَ، فَلَقِيَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَسَأَلْنَاهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ J فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفَانِهِ. قَالَ:قُلْنَا:لاَ، قَالَ: فَهَلْ تَعْرِفَانِ الْعَبَّاسَ ابْنَ عَبْدِ الْمَطَلِّبِ عَمَّهُ . قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: وَكُنَّا
(1/38)
نَعْرِفُ الْعَبَّاسَ، كَانَ لاَ يَزَالُ يَقْدُمُ عَلَيْنَا تَاجِرًا، قَالَ:فَإِذَا دَخَلْتُمَا الْمَسْجِدَ فَهُوَ الرَّجُلُ الجَالِسُ مَعَ الْعَبَّاسِ، قَالَ: فَدَخَلْنَا الْمَسْجِدَ فَإِذَا الْعَبَّاسُ جَالِسٌ وَرَسُولُ اللهِ J مَعَهُ جَالِسٌ، فَسَلَّمْنَا ثُمَّ جَلَسْنَا إِلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ J لِلْعَبَّاسِ: [هَلْ تَعْرِفُ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ يَا أَبَا الْفَضْلِ؟]. قَالَ: نَعَمْ،هَذَا الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ سَيِّدُ قَوْمِهِ، وَهَذَا كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ. قَالَ: فَوَاللهِ مَا أَنْسَى قَوْلَ رَسُولِ اللهِ J: [الشَّاعِرُ؟] . قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَقَالَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ: يَا نَبِيَّ اللهِ إِنِّي خَرَجْتُ فِي سَفَرِي هَذَا وَهَدَانِي اللهُ لِلإِسْلاَمِ فَرَأَيْتُ أَنْ لاَ أَجْعَلَ هَذِهِ الْبَنِيِّةَ مِنِّي بِظَهْرٍ صَلَّيْتُ إِلَيْهَا، وَقَدْ خَالَفَنِي أَصْحَابِي فِي ذَلِكَ حَتَّى وَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ، فَمَاذا تَرَى يَا رَسُولَ اللهِ . قَالَ: [لَقَدْ كُنْتَ عَلَى قِبْلَةٍ لَوْ صَبَرْتَ عَلَيْهاَ]. قَالَ: فَرَجَعَ الْبَرَاءُ إِلَى قِبْلَةِ رَسُولِ اللهِ J فَصَلَّى مَعَنَا إِلَى الشَّامِ، قَالَ: وَأَهْلُهُ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ صَلَّى إِلَى الْكَعْبَةِ حَتَّى مَاتَ، وَلَيْسَ ذَلِكَ،نَحْنُ أَعْلَمُ بِهِ مِنْهُمْ . قَالَ: وَخَرَجْنَا إِلَى الْحَجِّ فَوَاعَدَنَا رَسُولُ اللهِ J الْعَقَبَةَ مِنْ أَوْسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ،فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنَ الْحَجِّ وَكَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي وَعَدَنَا رَسُولُ اللهِ J وَمَعَنَا عَبْدُ اللهِ ابْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ أَبُو جَابِرٍ سَيِّدٌ مِنْ سَادَاتِنَا وَكُنَّا نَكْتُم مَنْ مَعَنَا مِنَ الْمُشْرِكِيَن أَمْرَنَا فَكَلَّمْنَاهُ وَقُلْنَا لَهُ يَا أَبَا جَابِرٍ إِنَّكَ سَيِّدٌ مِنْ سَادَتِنَا
(1/39)
وَشَرِيفٌ مِنْ أَشْرَافِنَا وَإِنَّا نَرْغَبُ بِكَ عَمَّا أَنْتَ فِيهِ أَنْ تَكُونَ حَطَبًا لِلنَّارِ غَدًا، ثُمَّ دَعَوْتُهُ إِلَى الإسْلاَمِ وَأَخْبَرْتُهُ بِمِيعَادِ رَسُولِ اللهِ J فَأَسْلَمَ وَشَهِدَ مَعَنَا الْعَقَبَةَ وَكَانَ نَقِيبًا، قَالَ: فَنِمْنَا تِلْكَ اللَّيْلَةَ مَعَ قَوْمِنَا فِي رِحَالِنَا حَتَّى إِذَا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ خَرَجْنَا مِنْ رِحَالِنَا لِمِيعَادِ رَسُولِ اللهِ J، نَتَسَلَّلُ مُسْتَخْفِينَ تَسَلُّلَ الْقَطَا حَتَّى اجْتَمَعْنَا فِي الشِّعْبِ عِنْدَ الْعَقَبَةِ وَنَحْنُ سَبْعُونَ رَجُلاً وَمَعَنَا امْرَأَتَانِ مِنْ نِسَائِهِمْ نَسِيبَةُ بِنْتُ كَعْبٍ أُمُّ عُمَارَةَ إِحْدَى نِسَاءِ بَنِي مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ، وَأَسْمَاءُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ إِحْدَى نِسَاءِ بَنِي سَلَمَةَ وَهِيَ أُمُّ مَنِيعٍ. قَالَ: فَاجْتَمَعْنَا بِالشِّعْبِ نَنْتَظِرُ رَسُولَ اللهِ J حَتَّى جَاءَنَا يَوْمَئِذٍ عَمُّهُ الْعَبَّاسُ ابْنُ عَبْدِ الْمُطَلِّبِ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى دِينِ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنَّهُ أَحَبَّ أَنْ يَحْضُرَ أَمْرَ ابْنَ أَخِيهِ وَيَتَوثَّقَ لَهُ، فَلَمَّا جَلَسْنَا كَانَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَلِّبِ أَوَّلَ مَنْ تَكَلَّمَ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْخَزْرَجِ، قَالَ: وَكَانَتِ العَرَبُ مِمَّا يُسَمُّونَ هَذَا الْحَيَّ مِنَ الأَنْصَارِ الْخَزْرَجَ أَوْسَهَا وَخَزْرَجَهَا . إِنَّ مُحَمَّدًا مِنَّا حَيْثُ قَدْ عَلِمْتُمْ، وَقَدْ مَنَعْنَاهُ مِنْ قَوْمِنَا مِمَّنْ هُوَ عَلَى مِثْلِ رَأْيِنَا فِيهِ وَهُوَ فِي عِزٍّ مِنْ قَوْمِهِ وَمَنَعَةٍ فِي بَلَدِهِ . قَالَ: فَقُلْنَا: قَدْ سَمِعْنَا مَا قُلْتَ، فَتَكلَّمْ يَا رَسُولَ اللهِ فَخُذْ لِنَفْسِكَ وَلِرَبِّكَ مَا أَحْبَبْتَ. قَالَ: فَتَكَلَّمَ رَسُولُ اللهِ J فَتَلاَ وَدَعَا
(1/40)
إِلَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَرَغَّبَ
فِي الإِسْلاَمِ. قَالَ: [أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ تَمْنَعُونِي مِمَّا
تَمْنَعُونَ مِنْهُ نِسَاءَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ ] قَالَ: فَأَخَذَ الْبَرَاءُ
بْنُ مَعْرُورٍ بِيَدِهِ . ثُمَّ قَالَ: نَعَمْ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ
لَنَمْنَعَنَّكَ مِمَّا نَمْنَعُ مِنْهُ أُزُرَنَا،فَبَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ J فَنَحْنُ أَهْلُ
الْحُرُوبِ وَأَهْلُ الْحَلْقَةِ وَرِثْنَاهَا كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ ...
الحَدِيثَ)*(1).
9*(عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ عَنِ النَّبِيِّ Jقَالَ: [عَجِبَ رَبُّنَا ـ عَزَّ وَجَلَّ
ـ مِنْ رَجُلَيْنِ، رَجُلٍ ثَارَ عَنْ وِطَائِهِ وَلِحَافِهِ مِنْ بَيْنِ أَهْلِهِ
وَحَيِّهِ إِلَى صَلاَتِهِ، فَيَقُولُ رَبُّنَا: أَيَا مَلاَئِكَتِي، انْظُرُوا
إِلَى عَبْدِي ثَارَ مِنْ فِرَاشِهِ وَوِطَائِهِ وَمِنْ بَيْنِ حَيِّهِ وَأَهْلِهِ
إِلَى صَلاَتِهِ، رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي، وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي . وَرَجُلٌ
غَزَا فِي سَبِيلِ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فَانْهَزَمُوا، فَعَلِمَ مَا عَلَيْهِ
مِنَ الْفِرَارِ، وَمَا لَهُ فِي الرُّجُوعِ، فَرَجَعَ حَتَّى أُهْرِيقَ دَمُهُ،
رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي، وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي، فَيَقُولُ اللهُ ـ عَزَّ
وَجَلَّ ـ لِمَلاَئِكَتِهِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي رَجَعَ رَغْبَةً فِيمَا
عِنْدِي،وَرَهْبَةً مِمَّا عِنْدِي، حَتَّى أُهْرِيقَ دَمُهُ])*(2).
__________
(1) أحمد (3/1)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/2، 3، 4):رجال أحمد
رجال الصحيح غير محمد ابن إسحاق وقد صرح بالسماع والطبراني بنحوه..
(2) أحمد (1/6)، وقال الشيخ أحمد شاكر (6/2): إسناده صحيح. وقال الهيثمي في
مجمع الزوائد(2/255) وقال: رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير وإسناده
حسن.
(1/41)
0*(عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ
ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ قَالَتْ: قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ
فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ، إِذْ عَاهَدَهُمْ، فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللهِ J، فَقُلْتُ: يَا
رَسُولَ اللهِ قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ رَاغِبَةٌ، أَفَأَصِلُ أُمِّي؟ .
قَالَ: [ نَعَمْ صِلِي أُمَّكِ])*(1).
1*(عَنْ سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ قَالَ: كُنْتُ رَجُلاً فَارِسِيًّا مِنْ أَهْلِ
أَصْبَهَانَ مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ مِنْهَا يُقَالُ لَهَا جَيُّ، وَكَانَ أَبِي
دِهْقَانَ (2)قَرْيَتِهِ، وَكُنْتُ أَحَبَّ خَلْقِ اللهِ إِلَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ
بِهِ حُبُّهُ إِيَّايَ حَتَّى حَبَسَنِي فِي بَيْتِهِ، أَيْ مُلاَزِمُ النَّارِ،
كَمَا تُحْبَسُ الْجَارِيَةُ،وَأَجْهَدْتُ فِي الْمَجُوسِيَّةِ حَتَّى كُنْتُ
قَطِنَ النَّارِ(3) الَّذِي يُوقِدُهَا لاَ يَتْرُكُهَا تَخْبُو سَاعَةً. قَالَ:
وَكَانَتْ لأَبِي ضَيْعَةٌ عَظِيمَةٌ . قَالَ: فَشُغِلَ فِي بُنْيَانٍ لَهُ
يَوْمًا،فَقَالَ لِي: يَا بُنَيَّ إِنِّي قَدْ شُغِلْتُ فِي بُنْيَانٍ هَذَا
الْيَوْمَ عَنْ ضَيْعَتِي فَاذْهَبْ فَاطَّلِعْهَا وَأَمَرَنِي فِيهَا بَعْضَ مَا
يُرِيدُ . فَخَرَجْتُ أُرِيدُ ضَيْعَتَهُ فَمَرَرْتُ بِكَنِيسَةٍ مِنْ كَنَائِسِ
النَّصَارَى فَسَمِعْتُ أَصْوَاتَهُمْ فِيهَا وَهُمْ يُصَلُّونَ وَكُنْتُ لاَ
أَدْرِي مَا أَمْرُ النَّاسِ لِحَبْسِ أَبِي إِيَّايَ فِي بَيْتِهِ . فَلَمَّا
مَرَرْتُ بِهِمْ وَسَمِعْتُ أَصْوَاتَهُمْ دَخَلْتُ عَلَيْهِمْ أَنْظُرُ مَا
يَصْنَعُونَ فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ أَعْجَبَنِي صَلاَتُهُمْ وَرَغِبْتُ فِي
أَمْرِهِمْ وَقُلْتُ هَذَا وَاللهِ خَيْرٌ مِنَ الدِّينِ الَّذِي نَحْنُ
__________
(1) البخاري ـ الفتح6(3)،ومسلم (3)واللفظ له.
(2) الدهقان: بكسر الدال وضمها:رئيس القرية ـ وهو معرَّب.
(3) قطن النار: خازنها وخادمها.
(1/42)
عَلَيْهِ فَوَاللهِ مَا تَرَكْتُهُمْ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَتَرَكْتُ ضَيْعَةَ أَبِي، وَلَمْ آتِهَا فَقُلْتُ لَهُمْ: أَيْنَ أَصْلُ هَذَا الدِّينِ؟. قَالُوا: بِالشَّامِ . قَالَ: ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى أَبِي وَقَدْ بَعَثَ فِي طَلَبِي وَشَغَلْتُهُ عَنْ عَمَلِهِ كُلِّهِ قَالَ: فَلَمَّا جِئْتُهُ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ! أَيْنَ كُنْتَ؟ أَلَمْ أَكُنْ عَهِدْتُ إِلَيْكَ مَا عَهِدْتُ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَتِ! مَرَرْتُ بِنَاسٍ يُصَلُّونَ فِي كَنِيسَةٍ لَهُمْ فَأَعْجَبَنِي مَا رَأَيْتُ مِنْ دِينِهِمْ، فَوَاللهِ مَا زِلْتُ عِنْدَهُمْ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، قَالَ: أَيْ بُنَيَّ! لَيْسَ فِي ذَلِكَ الدِّينِ خَيْرٌ،دِينُكَ وَدِينُ آبَائِكَ خَيْرٌ مِنْهُ. قَالَ: قُلْتُ: كَلاَّ وَاللهِ إِنَّهُ خَيْرٌ مِنْ دِينِنَا . قَالَ: فَخَافَنِي، فَجَعَلَ فِي رِجْلِي قَيْدًا، ثُمَّ حَبَسَنِي فِي بَيْتِهِ. قَالَ: وَبَعَثْتُ إِلَى النَّصَارَى،فَقُلْتُ لَهُمْ: إِذَا قَدِمَ عَلَيْكُمْ رَكْبٌ مِنَ الشَّامِ تُجَّارٌ مِنَ النَّصَارَى فَأَخْبِرُونِي بِهِمْ . قَالَ: فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ رَكْبٌ مِنَ الشَّامِ تُجَارٌ مِنَ النَّصَارَى، قَالَ: فَأَخْبَرُونِي بِهِمْ.قَالَ: فَقُلْتُ لَهُمْ: إِذَا قَضَوْا حَوَائِجَهُمْ وَأَرَادُوا الرَّجْعَةَ إِلَى بِلاَدِهِمْ فَآذِنُونِي بِهِمْ . قَالَ فَلَمَّا أَرَادُوا الرَّجْعَةَ إِلَى بِلاَدِهِمْ أَخْبَرُونِي بِهِمْ، فَأَلْقَيْتُ الْحَدِيدَ مِنْ رِجْلِي ثُمَّ خَرَجْتُ مَعَهُمْ حَتَّى قَدِمْتُ الشَّامَ فَلَمَّا قَدِمْتُهَا قُلْتُ: مَنْ أَفْضَلُ أَهْلِ هَذَا الدِّينِ . قَالُوا: الأُسْقُفُ فِي الْكَنِيسَةِ. قَالَ: فَجِئْتُهُ فَقُلْتُ: إِنِّي قَدْ رَغِبْتُ فِي هَذَا الدِّينِ وَأَحْبَبْتُ أَنْ أَكُونَ مَعَكَ أَخْدُمُكَ فِي كَنِيسَتِكَ وَأَتَعَلَّمُ مِنْكَ وَأُصَلِّي
(1/43)
مَعَكَ،قَالَ:فَادْخُلْ . فَدَخَلْتُ
مَعَهُ قَالَ: فَكَانَ رَجُلَ سَوْءٍ، يَأْمُرُهُمْ بِالصَّدَقَةِ وَيُرَغِّبُهُمْ
فِيهَا فَإِذَا جَمَعُوا إِلَيْهِ مِنْهَا أَشْيَاءَ اكْتَنَزَهُ
لِنَفْسِهِ،وَلَمْ يُعْطِهِ الْمَسَاكِينَ حَتَّى جَمَعَ سَبْعَ قِلاَلٍ مِنْ
ذَهَبٍ وَوَرِقٍ. قَالَ: وَأَبْغَضْتُهُ بُغْضًا شَدِيدًا لِمَا رَأَيْتُهُ
يَصْنَعُ ثُمَّ مَاتَ فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ النَّصَارَى لِيَدْفِنُوهُ فَقُلْتُ
لَهُمْ: إِنَّ هَذَا كَانَ رَجُلَ سَوْءٍ، يَأْمُرُكُمْ بِالصَّدَقَةِ
وَيُرَغِّبُكُمْ فِيهَا فَإِذَا جِئْتُمُوهُ بِهَا اكْتَنَزَهَا لِنَفْسِهِ،ولَمْ
يُعْطِ الْمَسَاكِينَ مِنْهَا شَيْئًا قَالُوا: وَمَا عِلْمُكَ بِذَلِكَ؟قَالَ:
قُلْتُ: أَنَا أَدُلُّكُمْ عَلَى كَنْزِهِ . قَالُوا: فَدُلَّنَا عَلَيْهِ. قَالَ:
فَأَرَيْتُهُمْ مَوْضِعَهُ فَاسْتَخْرَجُوا مِنْهُ سَبْعَ قِلاَلٍ مَمْلُوءَةً
ذَهَبًا وَوَرِقًا،فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا: وَاللهِ لاَ نَدْفِنُهُ أَبَدًا .
فَصَلَبُوهُ ثُمَّ رَجَمُوهُ بِالحِجَارَةِ، ثُمَّ جَاؤُوا بِرَجُلٍ آخَرَ
فَجَعَلُوهُ بِمَكَانِهِ، قَالَ: يَقُولُ سَلْمَانُ: فَمَا رَأَيْتُ رَجُلاً
يُصَلِّي الْخَمْسَ، أَرَى أَنَّهُ أَفْضَلُ مِنْهُ، وَأَزْهَدُ مِنْهُ فِي
الدُّنْيَا، وَلاَ أَرْغَبُ فِي الآخِرَةِ وَلاَ أَدْأَبُ لَيْلاً وَنَهَارًا
مِنْهُ.قَالَ: فَأَحْبَبْتُهُ حُبًّا لَمْ أُحِبَّهُ مَنْ قَبْلَهُ، وَأَقَمْتُ
مَعَهُ زَمَانًا ثُمَّ حَضَرَتْهُ الوَفَاةُ..الحَدِيثَ)*(1).
__________
(1) أحمد (5/1)،وقال الهيثمى في مجمع الزوائد (9/2)، ورواه أحمد
والطبراني في المعجم الكبير رقم (5) بأسانيد رجالها رجال الصحيح غير محمد ابن
إسحاق وقد صرح بالسماع.
(1/44)
2*(عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ـ رَضِيَ
اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: كُنْتُ فِي الْمَسْجِدِ فَدَخَلَ رَجُلٌ يُصَلِّي، فَقَرَأَ
قِرَاءَةً أَنْكَرْتُهَا عَلَيْهِ . ثُمَّ دَخَلَ آخَرُ . فَقَرَأَ قِرَاءَةً
سِوَى قِرَاءَةِ صَاحِبِهِ، فَلَمَّا قَضَيْنَا الصَّلاَةَ دَخَلْنَا جَمِيعًا
عَلَى رَسُولِ اللهِ J. فَقُلْتُ: إِنَّ هَذَا قَرَأَ قِرَاءَةً أَنْكَرْتُهَا عَلَيْهِ،
وَدَخَلَ آخَرُ فَقَرَأَ سِوَى قِرَاءَةِ صَاحِبِهِ، فَأَمَرَهُمَا رَسُولُ اللهِ J فَقَرَأَ،
فَحَسَّنَ النَّبِيُّ J شَأْنَهُمَا،
فَسُقِطَ فِي نَفْسِي مِنَ التَّكْذِيبِ، وَلاَ إِذْ كُنْتُ فِي
الْجَاهِلِيَّةِ(1)، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللهِ J مَا قَدْ
غَشِيَنِي ضَرَبَ فِي صَدْْرِي، فَفِضْتُ عَرَقًا(2)، وَكَأَنَّمَا أَنْظُرُ إِلَى
اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فَرَقًا (3). فَقَالَ لِي: [ يَا أُبَيُّ أُرْسِلَ
إِلَيَّ: أَنِ
__________
(1) فسقط في نفسي من التكذيب ولا إذ كنت في الجاهلية: معناه وسوس لي الشيطان
تكذيبا للنبوة أشد مما كنت عليه في الجاهلية، لأنه في الجاهلية كان غافلا أو
متشككا، فوسوس لي الشيطان الجزم بالتكذيب . قال القاضي عياض: معنى قوله: سقط في
نفسي، أنه اعترته حيرة ودهشة . قال: وقوله: ولا إذ كنت في الجاهلية، معناه: أن
الشيطان نزغ في نفسه تكذيبا لم يعتقده . قال: وهذه الخواطر إذا لم يستمر عليها، لا
يؤاخذ بها . قال القاضي: قال المازري: معنى هذا أنه وقع في نفس أبي بن كعب نزغة من
الشيطان غير مستقرة ثم زالت في الحال، حين ضربه النبي J بيده في صدره ففاض
عرقا.
(2) ضرب في صدري ففضت عرقا: قال القاضي: ضربه رسول الله J في صدره تثبيتا له
حين رآه قد غشيه ذلك الخاطر المذموم . قال: ويقال: فضت عرقا وفصت، بالضاد المعجمة
والصاد المهملة . قال وروايتنا هنا بالمعجمة . قال النووي: وكذا هو في معظم أصول
بلادنا، وفي بعضها بالمهملة.
(3) فَرَقًا: بفتحتين: أي خوفًا.
(1/45)
اقْرَإِ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ
فَرَدَدْتُ إِلَيْهِ: أَنْ هَوِّنْ عَلَى أُمَّتِي، فَرَدَّ إِلَيَّ الثَّانِيَةَ:
اِقْرَأْهُ عَلَى حَرْفَيْنِ، فَرَدَدْتُ إِلَيْهِ: أَنْ هَوِّنْ عَلَى أُمَّتِي،
فَرَدَّ إِلَيَّ الثَّالِثَةَ: اقْرَأْهُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَلَكَ بِكُلِّ
رَدَّةٍ رَدَدْتُكَهَا مَسْأَلَةٌ تَسْأَلُنِيهَا(1) . فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ
اغْفِرْ لأُمَّتِي. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأُمَّتِي، وَأَخَّرْتُ الثَّالِثَةَ
لِيَوْمٍ يَرْغَبُ إِلَيَّ الخَلْقُ كُلُّهُمْ، حَتَّى إِبْرَاهِيمُ J])*(2).
3*(عَنْ عَلِيٍّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ
يُؤَمَّرُ بَعْدَكَ؟ قَالَ: [إِنْ تُؤَمِّرُوا أَبَا بَكْرٍ تَجِدُوهُ أَمِينًا
زَاهِدًا فِي الدُّنْيَا رَاغِبًا فِي الآخِرَةِ، وَإِنْ تُؤَمِّرُوا عُمَرَ
تَجِدُوهُ قَوِيًّا أَمِينًا لاَ يَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ، وَإِنْ
تُؤَمِّرُوا عَلِيًّا، وَلاَ أَرَاكُمْ فَاعِلِينَ، تَجِدُوهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا
يَأْخُذُ بِكُمُ الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ])*(3).
__________
(1) مسألة تسألنيها: معناه: مسألة مجابة قطعا، وأما باقي الدعوات فمرجوة، ليست
قطعِيَّة الإجابة.
(2) مسلم (0).
(3) أحمد (1/9)، وقال الشيخ أحمد شاكر (2/8): إسناده صحيح، ووثق الهيثمي
رجاله في المجمع (5/6).
(1/46)
4*(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ
اللهُ عَنْهُ ـ عَنِ النَّبِيِّ Jقَالَ:
[يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى ثَلاَثِ طَرَائِقَ(1) رَاغِبِينَ رَاهِبِينَ، وَاثْنَانِ
عَلَى بَعِيرٍ، وَثَلاَثَةٌ عَلَى بَعِيرٍ، وَأَرْبَعَةٌ عَلَى بَعِيرٍ،
وَعَشَرَةٌ عَلَى بَعِيرٍ، وَتَحْشُرُ بَقِيَّتَهُمُ النَّارُ، تَبِيتُ مَعَهُمْ
حَيْثُ بَاتُوا، وَتَقِيلُ مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا، وَتُصْبِحُ مَعَهُمْ حَيْثُ
أَصْبَحُوا، وَتُمْسِي مَعَهُمْ حَيْثُ أَمْسَوْا])*(2).
5*(عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ قَالَ: سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ Jيُهِلُّ مُلَبِّدًا(3) يَقُولُ: [لَبَّيْكَ
اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ
وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ،لاَ شَرِيكَ لَكَ] . لاَ يَزِيدُ عَلَى هَؤُلاَءِ
الْكَلِمَاتِ . وَإِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ
كَانَ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ ا للهِ J يَرْكَعُ بِذِي
الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ إِذَا اسْتَوَتْ بِهِ النَّاقَةُ قَائِمَةً
عِنْدَ مَسْجِدِ الْحُلْيَفْةِ، أَهَلَّ بِهَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ.
__________
(1) ثلاث طرائق: أي ثلاث فرق، ومنه قوله تعالى إخبارا عن الجن:{كُنَّا طَرَائِقَ
قِدَدًا} أي فرقا مختلفة الأهواء.
(2) البخاري ـ الفتح1(2)،ومسلم(1)واللفظ له
(3) يُهِلُّ مُلَبِّدًا، قال العلماء:الإهلال رفع الصوت بالتلبية عند الدخول في
الإحرام.أما التلبيد فهو ضفر الرأس بالصمغ أو الخطمى وشبههما مما يضم الشعر ويلزق
بعضه ببعض ويمنعه التمعط وَالقَمْلَ فيستحب لكونه أرفق به.
(1/47)
وَكَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ ـ
رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ يَقُولُ: كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ـ رَضِيَ اللهُ
عَنْهُ ـ يُهِلُّ بِإِهْلاَلِ رَسُولِ اللهِ Jمِنْ هَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ، وَيَقُولُ:
لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ فِي
يَدَيْكَ لَبَّيْكَ، وَالرَّغْبَاءُ إِلَيْكَ وَالْعَمَلُ)*(1).
الأحاديث الواردة في "الرغبة" معنىً
6*(عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ
أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ Jقَالَ:
[إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا
عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا
عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ(2)، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي
الْجَنَّةِ لاَ تَنْبَغِي إِلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ
أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِيَ الوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ
الشَّفَاعَةُ])*(3).
7*(عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ ـ رَضِيَِ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: جَاءَ
رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ J فَقَالَ: إِنِّي
أُبْدِعَ بِي(4) فَاحْمِلْنِي. فَقَالَ: [مَا عِنْدِي ]، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا
رَسُولَ اللهِ، أَنَا أَدُلُّهُ عَلَى مَنْ يَحْمِلُهُ . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ J [مَنْ دَلَّ عَلَى
خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ])*(5).
__________
(1) مسلم (4).
(2) الوسيلة: ما يُتَقَرَّبُ به إلى الله تعالى من صالح القول والعمل،وقد جاء في
الحديث:[أنها منزلة من منازل الجنة].
(3) مسلم (384)
(4) أبدع بي: وفي بعض النسخ: بُدِّع بي: ونقله القاضي عن جمهور رواة
مسلم،قالوا:والأول هو الصواب، ومعروف في اللغة، ومعناه: هلكت دابتي وهي مركوبي .
(5) مسلم (3).
(1/48)
8*(عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ
الأَنْصَارِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ بِنَاقَةٍ
مَخْطُومَةٍ(1)، فَقَالَ: هَذِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ J: [لَكَ بِهَا
يَوْمَ الْقِيَامَةِ، سَبْعُمِائَةِ نَاقَةٍ، كُلُّهَا مَخْطُومَةٌ])*(2).
9*(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ J يُرَغِّبُ فِي
قِيَامِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فِيهِ بِعَزِيمَةٍ فَيَقُولُ:
[مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ
ذَنْبِهِ] فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ J وَالأَمْرُ عَلَى
ذَلِكَ، ثُمَّ كَانَ الأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ فِي خِلاَفَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَصَدْرًا
مِنْ خِلاَفَةِ عُمَرَ عَلَى ذَلِكَ)*(3).
0*(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ J قَالَ: [ مَنْ
دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لاَ
يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلاَلَةٍ، كَانَ
عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ
آثَامِهِمْ شَيْئًا])*(4).
__________
(1) مخطومة: أي فيها خطام، وهو قريب من الزمام.
(2) مسلم (2).
(3) البخاري ـ الفتح 4(9)،ومسلم (9)واللفظ له.
(4) مسلم (4).
(1/49)
1*(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ
اللهُ عَنْهُ ـ أَنَّ رَسُولَ اللهِ J قَالَ: [مَنْ
قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ
الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ كَانَتْ
لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ
مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ
حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلاَّ
رَجُلٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْهُ])*(1).
2*(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ J: [مَنْ يَأْخُذُ
عَنِّي هَؤُلاَءِ الكَلِمَاتِ فَيَعْمَلُ بِهِنَّ، أَوْ يُعَلِّمُ مَنْ يَعْمَلُ
بِهِنَّ؟].فَقَالَ أَبُوهُرَيْرَةَ: قُلْتُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَخَذَ
بِيَدِي فَعَدَّ خَمْسًا، وَقَالَ: [ اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ
النَّاسِ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ، وَأَحْسِنْ
إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ
تَكُنْ مُسْلِمًا، وَلاَ تُكْثِرِ الضَّحِكَ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ
الْقَلْبَ])*(2).
__________
(1) البخاري ـ الفتح1(3)،ومسلم(1)واللفظ له
(2) الترمذي (5) واللفظ له، وأحمد (2/0)، وابن ماجة (7)، وقال محقق
جامع الأصول (1/7): حديث حسن.
(1/50)
3*( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ
اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ J: [يَقُولُ اللهُ
-عَزَّ وَجَلَّ-: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ
يَذْكُرُنِي، إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ
ذَكَرَنِي فِي مَلاَ ذَكَرْتُهُ فِي مَلإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ
مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا
تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً])*(1).
24- (عَنْ عَلِيٍّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: [كَسَفَتِ الشَّمْسُ،فَصَلَّى
عَلِيٌّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ لِلنَّاسِ، فَقَرَأَ يَس أَوْ نَحْوَهَا، ثُمَّ
رَكَعَ نَحْوًا مِنْ قَدْرِ السُّورَةِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: سَمِعَ
اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، ثُمَّ قَامَ قَدْرَ السُّورَةِ يَدْعُو وَيُكَبِّرُ،ثُمَّ
رَكَعَ قَدْرَ قِرَاءَتِهِ أَيْضًا،ثُمَّ قَالَ:سَمِعَ اللهُ لِمَنْ
حَمِدَهُ،ثُمَّ قَامَ أَيْضًا قَدْرَ السُّورَةِ،ثُمَّ رَكَعَ قَدْرَ
ذَلِكَ،حَتَّى صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ،ثُمَّ قَالَ:سَمِعَ اللهُ لِمَنْ
حَمِدَهُ،ثُمَّ سَجَدَ،ثُمَّ قَامَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ فَفَعَلَ
كَفِعْلِهِ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى، ثُمَّ جَلَسَ يَدْعُو وَيَرْغَبُ، حَتَّى
انْكَشَفَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ J كَذَلِكَ
فَعَلَ])*(2).
__________
(1) البخاري ـ الفتح3(5)،ومسلم(5)واللفظ له.
(2) أحمد (1/3)، وقال الشيخ أحمد شاكر (2/1): إسناده صحيح، وهو في مجمع
الزوائد (2/7)، وقال: رجاله ثقات.
(1/51)
25(قَالَ أَبُو ذَرٍّ ـ رَضِيَ اللهُ
عَنْهُ ـ: [خَرَجْنَا مِنْ قَوْمِنَا غِفَارٍ، وَكَانُوا يُحِلُّونَ الشَّهْرَ
الْحَرَامَ، فَخَرَجْتُ أَنَا وَأَخِي أُنَيْسٌ وَأُمُّنَا]... الحَدِيثَ وَفِيهِ:
[فَانْطَلَقْنَا حَتَّى نَزَلْنَا بِحَضْرَةِ مَكَّةَ، فَنَافَرَ(1) أُنَيْسٌ عَنْ
صِرْمَتِنَا وَعَنْ مِثْلِهَا(2)، فَأَتَيَا الْكَاهِنَ فَخَيَّرَ أُنَيْسًا،
فَأَتَانَا أُنَيْسٌ بِصِرْمَتِنَا وَمِثْلِهَا مَعَهَا... وَفِيهِ: [فَقَالَ أُنَيْسٌ:
إِنَّ لِي حَاجَةً بِمَكَّةَ فَاكْفِنِي، فَانْطَلَقَ أُنَيْسٌ حَتَّى أَتَى
مَكَّةَ، فَرَاثَ َعَلَيَّ(3) ثُمَّ جَاءَ، فَقُلْتُ: مَا صَنَعْتَ؟. قَالَ:
لَقِيتُ رَجُلاً بِمَكَّةَ عَلَى دِينِكَ، يَزْعُمُ أَنَّ اللهَ أَرْسَلَهُ،
قُلْتُ: فَمَا يَقُولُ النَّاسُ؟، قَالَ: يَقُولُونَ: شَاعِرٌ، كَاهِنٌ، سَاحرٌ،
وَكَانَ أُنيْسٌ أَحَدَ الشُّعَرَاءِ]. قَالَ أُنَيْسٌ: لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ
الْكَهَنَةِ، فَمَا هُوَ بِقَوْلِهِمْ، وَلَقَدْ وَضَعْتُ قَوْلَهُ عَلَى
أَقْرَاءِ الشِّعْرِ(4)فَمَا يَلْتَئِمُ عَلَى لِسَانِ أَحَدٍ بَعْدِي، أَنَّهُ
شِعْرٌ، وَاللهِ! إِنَّهُ لَصَادِقٌ، وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ. قَالَ: قُلْتُ:
فَاكْفِنِي حَتَّى أَذْهَبَ فَأَنْظُرَ، قَالَ: فَأَتَيْتُ مَكَّةَ...الحَدِيثَ،
وَفِيهِ:[وَلَقَدْ لَبِثْتُ
__________
(1) فنافر: قال أبو عبيد وغيره في شرح هذا: المنافرة المفاخرة والمحاكمة، فيفخر كل
واحد من الرجلين على الآخر، ثم يتحاكمان إلى رجل ليحكم أيهما خير وأعز نفرًا،
وكانت هذه المفاخرة في الشعر أيهما أشعر.
(2) عن صرمتنا وعن مثلها: معناه: تراهن هو وآخر أيهما أفضل، وكان الرهن صرمة ذا
وصرمة ذاك، فأيهما كان أفضل أخذ الصرمة، فتحاكما إلى الكاهن، فحكم بأن أنيسًا
أفضل، وهو معنى قوله فخير أنيسًا، أي جعله الخيار والأفضل.
(3) فراث علي: أي أبطأ.
(4) أقراء الشعر: أي طرقه وأنواعه.
(1/52)
يَابْنَ أَخِي ثَلاَثِينَ، بَيْنَ
لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ . مَا كَانَ لِي طَعَامٌ إِلاَّ مَاءُ زَمْزَمَ، فَسَمِنْتُ
حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي(1)، وَمَا وَجَدْتُ عَلَى كَبِدِي سَُخْفَةَ
جُوعٍ(2)]... الحديثَ، وفِيهِ: [وَجَاءَ رَسُولُ اللهِ J حَتَّى اسْتَلَمَ
الحَجَرَ، وَطَافَ بِالْبَيْتِ هُوَ وَصَاحِبُهُ، ثُمَّ صَلَّى، فَلَمَّا قَضَى
صَلاَتَهُ (قَالَ أَبُو ذَرٍّ) فَكُنْتُ أَنَا أَوَّلَ مَنْ حَيَّاهُ بِتَحِيَّةِ
الإِسْلاَمِ، قَالَ: فَقُلْتُ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ:
[وَعَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ] . ثُمَّ قَالَ: [مَنْ أَنْتَ؟]، قَالَ: قُلْتُ:
مِنْ غِفَارٍ، قَالَ: فَأَهْوَى بِيَدِهِ فَوَضَعَ أَصَابِعَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ،
فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: كَرِهَ أَنِ انْتَمَيْتُ إِلَى غِفَارٍ، فَذَهَبْتُ آخُذُ
بِيَدِهِ فقَدَعَنِي(3)صَاحِبُهُ، وَكَانَ أَعْلَمَ بِهِ مِنِّي، ثُمَّ رَفَعَ
رَأْسَهُ، ثُمَّ قَالَ: [مَتَى كُنْتَ هَاهُنَا؟]، قَالَ فَقُلْتُ: قَدْ كُنْتُ
هَاهُنَا مُنْذُ ثَلاَثِينَ، بَيْنَ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ، قَالَ: [فَمَنْ كَانَ
يُطْعِمُكَ؟]، قَالَ: قُلْتُ: مَا كَانَ لِي طَعَامٌ إِلاَّ مَاءُ زَمْزَمَ،
فَسَمِنْتُ حَتَّى انْكَسَرَتْ عُكَنُ بَطْنِي، وَمَا أَجِدُ عَلَى كَبِدِي
سُخْفَةَ جُوعٍ . قَالَ: [إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ، إِنَّهَا طَعَامُ
طُعْمٍ(4)].فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ ائْذَنْ لِي فِي طَعَامِهِ
اللَّيْلَةَ، فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ J وَأَبُوبَكْرٍ،
وَانْطَلَقْتُ مَعَهُمَا، فَفَتَحَ أَبُو بَكْرٍ
__________
(1) عكن بطني:جمع عكنة وهي الطي في البطن من السمن معنى تكسرت أي انثنت وانطوت
طاقات لحم بطنه.
(2) سخفة جوع: بفتح السين وضمها، هي رقة الجوع وضعفه وهزاله.
(3) فقد عني: أي كفني، يقال: قدعه وأقدعه، إذا كفه ومنعه.
(4) طعام طعم: أي تشبع شاربها كما يشبعه الطعام.
(1/53)
بَابًا، فَجَعَلَ يَقْبِضُ لَنَا مِنْ
زَبِيبِ الطَّائِفِ، وَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ طَعَامٍ أَكَلْتُهُ بِهَا، ثُمَّ
غَبَرْتُ مَا غَبَرْتُ(1)، ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ J فَقَالَ: [إِنَّهُ
قَدْ وُجِّهَتْ لِي أَرْضٌ(2) ذَاتُ نَخْلٍ، لاَ أُرَاهَا(3) إِلاَّ يَثْرِبَ(4)
فَهَلْ أَنْتَ مُبَلِّغٌ عنِّي قَوْمَكَ؟ عَسَى اللهُ أَنْ يَنْفَعَهُمْ بِكَ
وَيَأْجُرَكَ فِيهِمْ]. فَأَتَيْتُ أُنَيْسًا فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟ قُلْتُ:
صَنَعْتُ أَنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ، قَالَ: مَا بِي رَغْبَةٌ عَنْ
دِينِكَ، فَإِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ، فَأَتَيْنَا أُمَّنَا، فَقَالَتْ:
مَا بِي رَغْبَةٌ عَنْ دِينِكُمَا(5)، فَإِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ .
فَاحْتَمَلْنَا(6) حَتَّى أَتَيْنَا قَوْمَنَا غِفَارًا، فَأَسْلَمَ نِصْفُهُمْ،
وَكَانَ يَؤُمُّهُمْ إِيمَاءُ(7) بْنُ رَحَضَةَ الْغِفَارِيُّ، وَكَانَ
سَيِّدُهُمْ.وَقَالَ نِصْفُهُمْ: إِذَا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ J الْمَدِينَةَ
أَسْلَمْنَا، فَقَدِمَ رَسُولُ اللهِ J الْمَدِينَةَ،
فَأَسْلَمَ نِصْفُهُمُ الْبَاقِي، وَجَاءَتْ أَسَلَمُ، فَقَالُوا: يَارَسُولَ
اللهِ إِخْوَتُنَا، نُسْلِمُ عَلَى الَّذِي أَسْلَمُوا عَلَيْهِ، فَأَسْلَمُوا،
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ J: [غِفَارُ غَفَرَ
اللهُ لَهَا، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللهُ])(8).
__________
(1) غبرت ما غبرت: أي بقيت ما بقيت.
(2) وجهت لي أرض: أي أُريت جهتها.
(3) أراها: ضبطوه أراها بضم الهمزة وفتحها.
(4) يثرب: هذا كان قبل تسمية المدينة طابة وطيبة، وقد جاء بعد ذلك حديث في النهي
عن تسميتها يثرب.
(5) ما بي رغبة عن دينكما: أي لا أكرهه، بل أدخل فيه.
(6) فاحتملنا: يعني حملنا أنفسنا ومتاعنا على إبلنا، وسرنا.
(7) إيماء: الهمزة في أوله مكسورة، على المشهور، وحكى القاضي فتحها أيضًا، وأشار
إلى ترجيحه، وليس براجح.
(8) مسلم (3).
(1/54)
الأحاديث الواردة في "الترغيب في
الجنة"
26*(عَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللهِ J قَالَ غَدْوَةٌ
فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ رَوْحَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَقَابُ(1)
قَوْسِ أَحَدِكُمْ - أَوْ مَوْضِعُ قِدِّهِ(2) مِنَ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ
الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَلَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ
اطَّلَعَتْ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ لأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا، وَلَمَلأَتْ مَا
بَيْنَهُمَا رِيحًا، وَلَنَصِيفُهَا -يَعْنِي الخِمَارَ- خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا
وَ مَافِيهَا])*(3) .
27- *(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللهِ J قَالَ: [إِنَّ فِي
الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ
اللهِ، مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ])*(4).
__________
(1) القاب: هو القدر.
(2) القدِّ: وتر القوس، ويطلق أيضا على السواط.
(3) البخاري - الفتح 1(8) واللفظ له، وأحمد (2/3)، الترمذي (1).
(4) البخاري - الفتح 6(0) جزء من حديث، والمنذري في الترغيب والترهيب 4/1.
(1/55)
28- *(عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -
رضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ النَّبِيَّ J قَالَ: [إِنَّ
اللهَ يَقُولُ لأَِهْلِ الْجَنَّةِ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ! فَيَقُولُونَ:
لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، فَيَقُولُ: هَلْ
رَضِيتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا لاَ نَرْضَى يَارَبِّ؟ وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا
مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ؟ فَيَقُولُ: أَلاَ أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ
مِنَ ذَلِكَ؟ فَيَقُولُونَ: يَارَبِّ، وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ؟
فَيَقُولُ: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي، فَلاَ أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ
أَبَدًا])*(1).
29- *(عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ –رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ
اللهِ J قَالَ: [إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَتَرَاءَوْنَ أَهْلَ
الْغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ، كَمَا تَتَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ
الْغَابِرَ مِنَ الأُفُقِ مِنَ الْمَشْرِقِ أَوِ الْمَغْرِبِ، لِتَفَاضُلِ مَا
بَيْنَهُمْ] قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، تِلْكَ مَنَازِلُ الأَنْبِيَاءِ، لاَ
يَبْلَغُهَا غَيْرُهُمْ، قَالَ: [بَلَى، وَالَّذِي نَفْسيِ بِيَدِهِ، رِجَالٌ
آمَنُوا بِاللهِ وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ])*(2).
30*(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَنْ رَسُولِ اللهِ J أَنَّهُ قَالَ:
إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ
سَنَةٍ])*(3).
__________
(1) مسلم (9) واللفظ له، والبخاري (الفتح) 1/9.
(2) مسلم (1).
(3) مسلم (6) واللفظ له، وانظر رواية أخرى عن سهل ابن سعد برقم (7) وهي
رواية البخاري- الفتح 1(2) والترمذي برقم 4من حديث أبي سعيد، قال
أبوعيسى: حديث حسن غريب، ورواه مسلم عن أبي سعيد برقم (8)، وابن ماجة (5).
(1/56)
31*(عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ
اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللهِ J قَالَ: [إِنَّ فِي
الْجَنَّةِ لَسُوقًا يَأْتُونَهَا كُلَّ جُمُعَةٍ فَتَهُبُّ رِيحُ الشَّمَالِ(1)
فَتَحْثُو فِي وُجُوهِهِمْ وَثِيَابِهِمْ، فَيَزْدَادُونَ حُسْنًا وَجَمَالاً،
فَيَرْجِعُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ وَقَدْ ازْدَادُوا حُسْنًا وَجَمَالاً، فَيَقُولُ
لَهُمْ أَهْلُوهُمْ: وَاللهِ لَقَدِ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حُسْنًا وَجَمَالاً،
فَيَقُولُونَ: وَأَنْتُمْ وَاللهِ، لَقَدِ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حُسْنًا
وَجَمَالاً])*(2).
32- *(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ J: قَالَ اللهُ
عَزَّ وَجَلَّ: أَعْدَدْتُ لِعِبَادِيَ الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ وَ
لاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ وَ لاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، واقْرَأُوا إِنْ
شِئْتُمْ: {فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ}
(السجدة/7)])*(3).
__________
(1) ريح الشمال: هي التي تأتي من دبر القبلة، قال القاضي: وخص ريح الجنة بالشمال،
لأنها ريح المطر عند العرب، كانت تهب من جهة الشام وبها يأتي سحاب المطر، وكانوا
يرجون السحاب الشامية.
(2) مسلم (3).
(3) البخاري - الفتح 6(4)، ومسلم (4) واللفظ له، وأحمد 2/3وابن ماجه
(8)، والمنذري في الترغيب والترهيب 4/3.
(1/57)
33*(عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ
السَّاعِدِيِّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: شَهِدْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ J مَجْلِسًا وَصَفَ
فِيهِ الْجَنَّةَ حَتَّى اْنَتَهَى، ثُمَّ قَالَ فِي آخِرِ حَدِيثِهِ [فِيهَا
مَالاَ عَيْنٌ رَأَتْ وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ]،
ثُمَّ اقْتَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ
يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ *
فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا
كَانُوا يَعْمَلُونَ} (السجدة/ 6، 7)])*(1).
__________
(1) مسلم (5).
(1/58)
34*(عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ
الْمُجَاشِعِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ J قَالَ ذَاتَ
يَوْمٍ فِي خُطْبَتِهِ: [أَلاَ إِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا
جَهِلْتُمْ مِمَّا عَلَّمَنِي يَوْمِي هَذَا، كُلُّ مَالٍ نَحَلْتُهُ عَبْدًا
حَلاَلٌ، وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ(1)، وَإِنَّهُمْ
أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ
عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ
أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا، وَإِنَّ اللهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ
فَمَقَتَهُمْ(2) عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ إِلاَّ بَقَايَا مِنْ أَهْلِ
الْكِتَابِ(3)، وَقَالَ: إِنَّمَا بَعَثْتُكَ لأَبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِيَ بِكَ(4)،
وَأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابًا لاَ يَغْسِلُهُ الْمَاءُ(5)، تَقْرَؤُهُ نَائِمًا
وَيَقْظَانَ. وَإِنَّ اللهَ أَمَرَنِي أَنْ أُحَرِّقَ قُرَيْشًا. فَقُلْتُ رَبِّ
إِذًا يَثْلَغُوا رَأْسِي فَيَدَعُوهُ خُبْزَةً. قَالَ: اسْتَخْرِجْهُمْ كَمَا
اسْتَخْرَجُوكَ، واغْزُهُمْ نُغْزِكَ، وَأَنْفِقْ فَسَنُنْفِقَ عَلَيْكَ،
وَابْعَثْ جَيْشًا نَبْعَثْ مِثْلَهُ، وَقَاتِلْ بِمَنْ أَطَاعَكَ مَنْ عَصَاكَ.
قَالَ: وَأَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلاَثَةٌ: ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ
مُوَفَّقٌ، وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ،
وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ، قَالَ: وَأَهْلُ
__________
(1) حنفاء كلهم: أي مسلمين، وقيل: طاهرين من المعاصي، وقيل مستقيمين منيبين لقبول
الهداية.
(2) مقتهم: المقت: أشد البغض.
(3) الا بقايا من أهل الكتاب: المراد بهم الباقون على التمسك بدينهم الحق من غير
تبديل.
(4) أي لأمتحنك بتبليغ الرسالة وغير ذلك من الجهاد والصبرو أبتلى بك من أرسلتك
إليهم.
(5) كتابًا لا يغسله الماء: أي محفوظ في الصدور باق على مر الزمان.
(1/59)
النَّارِ خَمْسَةٌ: الضَّعِيفُ الَّذِي
لاَ زَبْرَ لَهُ(1)، الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعًا لاَ يَتْبَعُونَ أَهْلاً وَ
لاَ مَالاً، وَالْخَائِنُ الَّذِي لاَ يَخْفَى لَهُ طَمَعٌ، وَإِنْ دَقَّ إِلاَّ
خَانَهُ، وَرَجُلٌ لاَ يُصْبِحُ وَلاَ يُمْسِي إِلاَّ وَهُوَ يُخَادِعُكَ عَنْ
أَهْلِكَ وَمَالِكَ] وَذَكَرَ الْبُخْلَ أَوِ الْكَذِبَ] وَالشِّنْظِيرُ(2)
الفَحَّاشُ])*(3).
35*(عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو
هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ J فَذَكَرَ
أَحَادِيثَ مِنْهَا: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ J: [خَلَقَ اللهُ ـ
عَزَّ وَجَلَّ ـ آ دَمَ عَلَى صُورَتِهِ(4)، طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، فَلَمَّا
خَلَقَهُ قَالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ. وَهُمْ نَفَرٌ مِنَ
الْمَلاَئِكَةِ جُلُوسٌ، فَاسْتَمِعْ مَا يُجِيبُونَكَ. فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ
وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، قَالَ: فَذَهَبَ فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ.
فَقَالُوا: السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ. قَالَ: فَزَادُوهُ! وَرَحْمَةُ
اللهِ. قَالَ: فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ، وَطُولُهُ
سِتُّونَ ذِرَاعًا، فَلَمْ يَزَلِ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدَهُ حَتَّى
الآنَ])*(5).
__________
(1) لا زبر له: أي لا عقل له.
(2) الشنظير: الفحاش، سيء الخلق.
(3) مسلم (5).
(4) على صورته: أي أنه خلق في أول نشأته على صورته التي كان عليها في الأرض، وتوفي
عليها، وهي طوله ستون ذراعا. ولم ينتقل أطوارا كذريته، وكانت صورته في الجنة هي
صورته في الأرض لم تتغير.
(5) مسلم (1).
(1/60)
36*(عَنْ حَارِثَةَ بْنِ وَهْبٍ
الْخُزَاعِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ J: أَلاَ
أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعَّفٍ. لَوْ أَقْسَمَ
عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ. أَلاَ أُخْبُِركُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟ كُلُّ جَوَّاظٍ(1)
زَنِيمٍ(2) مُتَكَبِّرٍ]) *(3).
37*(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ J قَالَ:
[تَحَاجَّتِ النَّارُ وَالْجَنَّةُ، فَقَالَتِ النَّارُ. أُوثِرْتُ
بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ. وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: فَمَا لِي لاَ
يَدْخُلُنِي إِلاَّ ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ(4) وَعَجَزُهُمْ(5). فَقَالَ
اللهُ لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي،
وَقَالَ لِلنَّارِ: أَنْتِ عَذَابِي، أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي.
وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمْ مِلْؤُهَا. فَأَمَّا النَّارُ فَلاَ تَمْتَلِىءُ ،
فَيَضَعُ قَدَمَهُ عَلَيْهَا، فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ. فَهُنَالِكَ تَمْتَلِيءُ ،
وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ])*(6).
__________
(1) جواظ: جموع منوع، وقيل: الكثير اللحم المختال في مشيته، وقيل: القصير البطين،
وقيل الفاخر.
(2) زنيم: هو الدَّعِيُّ في النسب، الملصق بالقوم وليس منهم، شبه بزنمة الشاة.
(3) مسلم(3) اللفظ له، والبخاري - الفتح8(8) وابن ماجه (6)، وأحمد 2/9والترمذي
(5).
(4) سقطهم: أي ضعفاؤهم والمتحقرون منهم.
(5) عجزهم: جمع عاجز أي: العاجزون عن طلب الدنيا والتمكن فيها والثروة والشوكة.
(6) مسلم (6) واللفظ له، والبخاري- الفتح 8(0).
(1/61)
38- *(عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ
وَأَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- عَنِ النَّبِيِّ J قَالَ: [يُنَادِي
مُنَادٍ: إِنَّ لَكُمْ أَنْ تَصِحُّوا فَلا تَسْقَمُوا أَبَدًا. وَإِنَّ لَكُمْ
أَنْ تَحْيَوْا فَلاَ تَمُوتُوا أَبَدًا، وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَشِبُّوا فَلاَ
تَهْرَمُوا أَبَدًا، وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَنْعَمُوا فَلاَ تَبْأَسُوا أَبَدًا]،
فَذَلِكَ قَوْلُهُ -عَزَّ وَجَلَّ- {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ
أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (الأعراف/3)])*(1).
39- *(عَنْ أَبِي بَكْرٍ عَبْدِاللهِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ J قَالَ: [إِنَّ
لِلْمُؤْمِنِ فِي الْجَنَّةِ لَخَيْمَةً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ مُجَوَّفَةٍ،
طُولُهَا سِتُّونَ مِيلاً، لِلْمُؤْمِنِ فِيهَا أَهْلُونَ، يَطُوفُ عَلَيْهِمُ الْمُؤْمِنُ
فَلاَ يَرَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا])*(2).
40*(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ J [إِنَّ أَوَّلَ
زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ،
وَالَّذِينَ يَلُونَهُمْ عَلَى أَشَدِّ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ
إِضَاءَةً، لاَ يَبُولُونَ وَلاَ يَتَغَوَّطُونَ وَلاَ يَمْتَخِطُونَ وَلاَ
يَتْفِلُونَ. أَمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ، وَرَشْحُهُمُ الْمِسْكُ(3)،
وَمَجَامِرُهُمُ الأَلُوَّةُ(4)، وَأَزْوَاجُهُمُ الْحُورُ الْعِينُ.
أَخْلاَقُهُمْ عَلَى خُلُقِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، عَلَى صُورَةِ أَبِيهِمْ آدَمَ،
سِتُّونَ ذِرَاعًا فِي السَّمَاءِ])*(5).
__________
(1) مسلم (7) واللفظ له.
(2) مسلم (8).
(3) رشحهم: عرقهم.
(4) الألوة: هو العود الذي يتبخر به، العود الهندي.
(5) البخاري- الفتح 6(5)، (6)، ومسلم (4) واللفظ له.
(1/62)
41*(عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ
-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ J أَنَّ مُوسَى
عَلَيْهِ السَّلاَمُ سَأَلَ رَبَّهُ: مَا أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً؟
فَقَالَ: رَجُلٌ يَجِيءُ بَعْدَ مَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ
فَيُقَالُ لَهُ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ: رَبِّ كَيْفَ وَقَدْ نَزَلَ
النَّاسُ مَنَازِلَهُمْ وَأَخَذُوا أَخَذَاتِهِم(1)؟ فَيُقَالُ لَهُ: أَتَرْضَى
أَنْ يَكُونَ لَكَ مِثْلُ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الدُّنْيَا؟ فَيَقُولُ: رَضِيتُ
رَبِّ، فَيَقُولُ لَهُ: لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ، فَقَالَ
فِي الخَامِسَةِ: رَضِيتُ رَبِّ، فَيَقُولُ: هَذَا لَكَ وَعَشْرَةُ أَمْثَالِهِ،
وَلَكَ مَا اشْتَهَتْ نَفْسُكَ وَلَذَّتْ عَيْنُكَ. فَيَقُولُ رَضِيتُ رَبِّ،
قَالَ: رَبِّ فَأَعْلاَهُمْ مَنْزِلَةً؟ قَالَ: أُولَئِكَ الَّذِينَ أَرَدْتُ،
غَرَسْتُ كَرَامَتَهُمْ بِيَدِي، وَخَتَمْتُ عَلَيْهَا، فَلَمْ تَرَ عَيْنٌ،
وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ])*(2).
42- *(عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللهِ
J قَالَ: إِنَّ
أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً رَجُلٌ صَرَفَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ
قِبَلَ الْجَنَّةِ وَمَثَّلَ لَهُ شَجَرةً ذَاتَ ظِلٍّ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ
قَرِّبْنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ أَكُونُ فِي ظِلَّهَا].
__________
(1) أخذاتهم: درجاتهم.
(2) مسلم (2).
(1/63)
فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي دُخُولِهِ
الْجَنَّةَ وَتَمَنِّيهِ إِلَى أَنْ قَالَ فِي آخِرِهِ: [إِذَا انْقَطَعَتْ بِهِ
الأَمَانِيُّ قَالَ اللهُ: هُوَ لَكَ وَعَشْرَةُ أَمْثَالِهِ، قَالَ: ثُمَّ
يَدْخُلُ بَيْتَهُ فَتَدْخُلُ عَلَيْهِ زَوْجَتَاهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ
فَيَقُولاَنِ: الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَحْيَاكَ لَنَا وَأَحْيَانَا لَكَ. قَالَ:
فَيَقُولُ: مَا أُعْطِيَ أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُعْطِيتُ])*(1).
43- *(عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ J قَالَ:
[لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ- أَوْ سَبْعُمِائَةِ أَلْفٍ-
لاَ يَدْرِي أَبُوحَازِمٍ أَيُّهُمَا قَالَ- مُتَمَاسِكُونَ، آخِذٌ بَعْضُهُمْ
بَعْضًا لاَ يَدْخُلُ أَوَّلُهُمْ حَتَّى يَدْخُلَ آخِرُهُمْ، وَجُوهُهُمْ عَلَى
صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ])*(2).
4*(عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ J قَالَ: [فِي
الجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ، فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانُ لاَ
يَدْخُلُهُ إِلاَّ الصَّائِمُونَ])*(3).
من الآثار وأقوال العلماء الواردة في "الرغبة والترغيب"
__________
(1) مسلم (1).
(2) البخاري - الفتح 1(4).
(3) البخاري - الفتح 6(7).
(1/64)
1*(عَنِ ابْنِ عُمَرَ ـ رَضِيَ اللهُ
عَنْهُمَا ـ قَالَ: [حَضَرْتُ أَبِي حِينَ أُصِيبَ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ .
وَقَالُوا: جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا . فَقَالَ: رَاغِبٌ وَرَاهِبٌ(1). قَالُوا:
اسْتَخْلِفْ. فَقَالَ: أَتَحَمَّلُ أَمْرَكُمْ حَيًّا وَمَيِّتًا؟ لَوَدِدْتُ
أَنَّ حَظِّي مِنْهَا الكَفَافُ، لاَ عَلَيَّ وَلاَ لِيَ، فَإِنْ أَسْتَخْلِفْ
فَقَدِ اسْتَخْلَفَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي(2) (يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ)، وَإِنْ
أَتْرُكْكُمْ فَقَدْ تَرَكَكُمْ، مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي رَسُولُ اللهِ J. قَالَ
عَبْدُاللهِ: فَعَرَفْتُ أَنَّهُ حِينَ ذَكَرَ رَسُولَ اللهِ Jغَيْرُ مُسْتَخْلِفٍ])*(3).
2*(عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَانُوا يَرْغَبُونَ فِي تَعْلِيمِ القُرْآنِ
وَالْفَرَائِضِ وَالْمَنَاسِكِ)*(4).
3*(قَالَ صَاحِبُ الْمَنَازِلِ أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْهَرَوِيُّ: الرَّغْبَةُ:
هِيَ مِنَ الرَّجَاءِ بِالْحَقِيقَةِ لأَنَّ الرَّجَاءَ طَمَعٌ يَحْتَاجُ إِلَى
تَحْقِيقٍ، وَالرَّغْبَةَ سُلُوكٌ عَلَى التَّحْقِيقِ . أَيِ الرَّغْبَةُ
تَتَوَلَّدُ مِنَ الرَّجَاءِ لَكِنَّهُ طَمَعٌ، وَهِيَ سُلُوكٌ وَطَلَبٌ)*(5).
__________
(1) راغب وراهب: أي راج وخائف، ومعناه: الناس صنفان أحدهما يرجو والثاني يخاف، أي
راغب في حصول شيء مما عندي، أو راهب مني . وقيل: راغب في الخلافة فلا أحب تقديمه
لرغبته، وراهب لها فأخشى عجزه عنها .
(2) فإن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني: حاصله أن المسلمين أجمعوا على أن
الخليفة إذا حضرته مقدمات الموت، وقبل ذلك، يجوز له الاستخلاف ويجوز له تركه، فإن
تركه فقد اقتدى بالنبي J في هذا، وإلا فقد
اقتدى بأبي بكر -رضي الله عنه -، وأجمعوا على انعقاد الخلافة بالاستخلاف، وعلى
انعقادها بعقد أهل الحل والعقد لإنسان .
(3) البخاري ـ الفتح13(7218)،ومسلم(182) واللفظ له.
(4) الدارمي (0).
(5) مدارج السالكين (2/8).
(1/65)
4*(قَالَ الشَّاعِرُ:
وَمَتَى تُصِبْكَ خَصَاصَةٌ، فَارْجُ الْغِنَى وَإِلَى الَّذِي يُعْطِي الرَّغَائِبَ،
فَارْغَبِ)*(1).
من فوائد "الرغبة والترغيب"
(1) الرَّغْبَةُ إِلَى اللهِ تَعَالَى وَمَا عِنْدَهُ فِيهَا خَيْرٌ كَثِيرٌ.
(2) تُقَرِّبُ العَبْدَ مِنَ اللهِ زُلْفَى.
(3) تَجْعَلُ عَمَلَهُ خَالِصًا للهِ.
(4) يُكْثِرُ مِنَ العِبَادَةِ وَالقُرُبَاتِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.
(5) يَكُونُ قُدْوَةً صَالِحَةً فِي مُجْتَمَعِهِ.
(6) تَجْعَلُ الْفَرْدَ سَعِيدًا مَسْرُورًا فِي دُنْيَاهُ.
(7) يَطْمَئِنُّ إِلَى الآخِرَةِ وَيَرْجُو الْمَغْفِرَةَ.
(8) تَمْنَحُهُ زُهْدًا فِيمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ .
(9) يَثِقُ النَّاسُ فِيهِ لِزُهْدِهِ فِيهِمْ وَرَغْبَتِهِ فِي اللهِ وَحْدَهُ.
(0) تَقْضِي عَلَى دَاءِ الحِرْصِ وَالجَشَعِ فِي الْمُجْتَمَعِ لِرَغْبَةِ
النَّاسِ فِيمَا عِنْدَ اللهِ وَحْدَهُ .
أَمَّا التَّرْغِيب فَلَهُ فَوَائِدٌ عَدِيدَةٌ مِنْهَا:
(1) يَجْعَلُ العَبْدَ يَتُوقُ إِلَى مَا أَعَدَّهُ اللهُ للطَّائِعِينَ
فَيَزْدَادُ طَاعَةً وَتَقْوًى.
(2) يُورِثُ الصَّبْرَ عَلَى المَكَارِهِ فِي الدُّنْيَا رَجَاءَ أَنْ يُعَوَّضَ
عَنْهُ بالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ فِي الآخِرَةِ.
(3) التَّرْغِيبُ يُولِّدُ الأَمَلَ، وَيَبْعَثُ عَلَى النَّشَاطِ وَالعَمَلِ
لِلآخِرَةِ.
(4) التَّرْغِيبُ يُحَبِّبُ إِلَى الْمُسْلِمِ الطَّاعَاتِ وَيَنْأَى بِهِ عَنِ
المَعَاصِيَ، وَيَدْفَعُ بِهِ إِلَى مُقَاوَمَةِ الشَّيْطَانِ.
__________
(1) لسان العرب (1/2).
=====