تضرع ودعاء

سبحانك وبحمدك وأستغفرك أنت الله الشافي الكافي الرحمن الرحيم الغفار الغفور القادر القدير المقتدر الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور... الواحد الأحد الواجد الماجد الملك المغيث لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ..لك الملك ولك الحمد وأنت علي كل شيئ قدير ولا حول ولا قوة إلا بك وأستغفرك اللهم بحق أن لك هذه الأسماء وكل الأسماء الحسني وحق إسمك الأعظم الذي تعلمه ولا أعلمه أسألك أن تَشفني شفاءا لا يُغادر سقما وأن تَكفني كل همي وتفرج كل كربي وتكشف البأساء والضراء عني وأن تتولي أمري وتغفر لي ذنبي وأن تشرح لي صدري وأن تُيسر لي أمري وأن تحلل عُقْدَةً  من لساني يفقهوا قولي وأن تغنني بفضلك عمن سواك اللهم أصلحني: حالي وبالي وأعتقني في الدارين وخُذ بيدي يا ربي وأخرجني من الظلمات الي النور بفضلك  وأن ترحم وتغفر لوالديَّ ومن مات من اخوتي وان تغفر لهم أجمعين وكل من مات علي الايمان والتوبة اللهم آمين  //اللهم تقبل واستجب//https://download.tvquran.com/download/selections/315/5cca02c11a61a.mp3

لمن تكون الشفاعة

لمن تكون الشفاعة

 https://thelowofalhak.blogspot.com/2018/11/pdf.html

الخميس، 31 مارس 2022

كتاب : الرأفة

 

 كتاب : الرأفة

الرأفة
الرأفة لغةً:
مَصْدَرُ قَوْلِهِمْ: رَؤُفَ بِهِ يَرْؤُفُ رَأْفَةً وَرَآفةً وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ مَادَّةِ (ر أ ف) الَّتي تَدُلُّ كَمَا يَقُولُ ابْنُ فَارِسٍ عَلَى الرِّقَّةِ وَالرَّحْمَةِ، قَالَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ {وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ} (النور/2‍) وَقُرِئَتْ رَآفَةٌ، وَالرَّأْفَةُ أَشَدُّ الرَّحْمَةِ، وَقِيلَ هِيَ أَرَقُّ مِنَ الرَّحْمَةِ، وَلاَ تَكَادُ تَقَعُ فِي الكَرَاهَةِ، وَالرَّحْمَةُ قَدْ تَقَعُ فِي الكَرَاهَةِ لِلْمَصْلَحَةِ، يَقُولُ أَبُوزَيْدٍ: رَؤُفْتُ بِالرَّجُلِ أَرْؤُفُ رَأْفَةً وَرَآفَةً، وَرَأَفْتُ بِهِ أَرْأُفُ (كَذَلِكَ) وَرَئِفْتُ بِهِ رَأَفًا،قَالَ:كُلٌّ مِنْ كَلاَمِ العَرَبِ(1) وَالرَّءُوفُ اسْمٌ لِلْمَوْلَى -عَزَّ وَجَلَّ- وَصِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ رَسُولِهِ الكَرِيمِ J:
الرَّءُوفُ مِنْ أَسْمَاءِ اللهِ الحُسْنَى:
مِنْ صِفَاتِ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ الَّتِي سُمِّيَ بِهَا [الرَّءُوف ُ] وَمَعْنَاهَا الرَّحِيمُ لِعِبَادِهِ العَطُوفُ عَلَيْهِمْ بِأَلْطَافِهِ وَفِيهِ لُغَتَانِ قُرِى
بِهِمَا جَمِيعًا: رَءُوفٌ عَلَى فَعُولٍ وَهِيَ قِرَاءَةُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَرَؤُفٌ عَلَى فَعُلٍ، فَمِنَ الأَوَّلِ قَوْلُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ:
نُطِيعُ نَبِيَّنَا وَنُطِيعُ رَبًّا
……هُوَ الرَّحْمَنُ كَانَ بِنَا رَءُوفًا
وَمِنَ الثَّانِي قَوْلُ جَرِيرٍ:
يَرَى لِلْمُسْلِمِينَ عَلَيْهِ حَقًّا
……كَفِعْلِ الْوَالِدِ الرَّؤُفِ الرَّحِيمِ
__________
(1) انظر مقاييس اللغة (2‍/1‍‍‍)، والصحاح (4‍/2‍‍‍‍).

(1/1)


فَاللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ هُوَ الرَّءُوفُ لأَنَّهُ الْمُتَنَاهِي فِي الرَّحْمَةِ بِعِبَادِهِ لاَ رَاحِمَ أَرْحَمُ مِنْهُ وَلاَ غَايَةَ وَرَاءَ رَحْمَتِهِ، وَقَدْ يُقَالُ أَيْضًا [رَأْفٌ] بِسُكُونِ الْهَمْزَةِ، وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
فَآمِنُوا بِنَبِيٍّ لاَ أَبَا لَكُمُ
……ذِي خَاتَمٍ صَاغَهُ الرَّحْمَنُ مَخْتُومِ
رَأْفٍ رَحِيمٍ بِأَهْلِ البِرِّ يَرْحَمُهُمْ
……مُقَرَّبٍ عِنْدَ ذِي الْكُرْسِيِّ مَرْحُومِ
وَنَقَلَ ابْنُ مَنْظُورٍ عَنِ الفَرَّاءِ أَنَّهُ يُقَالُ (أَيْضًا) رَئِفٌ بِكَسْرِ الهَمْزَةِ(1) .
وَقَالَ الغَزَالِيُّ: الرَّؤُفُ (مَعْنَاهُ) ذُو الرَّأْفَةِ، وَالرَّأْفَةُ شِدَّةُ الرَّحْمَةِ(2)، وَقَالَ ابْنُ الأَثِيرِ: هُوَ الرَّؤُفُ بِعِبَادِهِ العَطُوفُ عَلَيْهِمْ بِأَلْطَافِهِ(3).
الرءوف من صفة المصطفى
J والمؤمنين:
جَاءَ وَصْفُ النَّبِيِّ
J بِالرَّءُوفِ وَالرَّحِيمِ فِي قَوْلِهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}(التوبة/128‍) فَالرَّءُوفُ (هُنَا) شَدِيدُ الرَّحْمَةِ، (وَالرَّحِيمُ) الَّذِي يُرِيدُ لَهُمُ الخَيْرَ، وَقِيلَ رَءُوفٌ بِالطَّائِعِينَ وَرَحِيمٌ بِالْمُذْنِبِينَ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: سَمَّاهُ (الْمَوْلَى) بِاسْمَيْنِ مِنْ أَسْمَائِهِ، وَفِي الجَمْعِ بَيْنَهُمَا دَلاَلَةٌ عَلَى أَنَّ فِي كُلٍّ مِنْهُمَا مَعْنًى لَيْسَ فِي الآخَرِ عَلَى نَحْوِ مَا ذَكَرَهُ أَهْلُ العِلْمِ .
__________
(1) انظر الصحاح (4‍/2‍‍‍‍)، ولسان العرب (4‍‍‍‍) (ط. دار المعارف).
(2) المقصد الأسنى 0‍‍‍.
(3) النهاية لابن الأثير 2‍/6‍‍‍.

(1/2)


يَقُولُ النَّيْسَابُورِيُّ: وَمِنْ رَأْفَتِهِ J أَنَّهُ أَمَرَ بِالرِّفْقِ كَمَا قَالَ: إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ وَمِنْ رَحْمَتِهِ قِيلَ لَهُ {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ} (159‍آل عمران) وَهَهُنَا نُكْتَةٌ وَهِيَ أَنَّ رَأْفَتَهُ وَرَحْمَتَهُ لَمَّا كَانَتْ مَخْلُوقَةً اخْتُصَّتْ بِالْمُؤْمِنِينَ فَقَطْ وَكَانَتْ رَأْفَتُهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَرَحْمَتُهُ لِلنَّاسِ عَامَّةً {إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} (البقرة /143‍) وَهُنَاكَ نُكْتَةٌ أُخْرَى هِيَ أَنَّ رَحْمَتَهُ J عَامَّةٌ لِلْعَالَمِينَ وَأَمَّا رَحْمَتُهُ الْمَضْمُومَةُ إِلَى الرَّأْفَةِ فَخَاصَّةٌ بِالْمُؤْمِنِينَ،وَكَأَنَّ الرَّأْفَةَ إِشَارَةٌ إِلَى ظُهُورِ أَثَرِ الدَّعْوَةِ فِي حَقِّهِمْ فَالْمُؤْمِنُونَ أُمَّةُ الدَّعْوَةِ وَالإِجَابَةِ جَمِيعًا وَغَيْرُهُمْ أُمّةُ الدَّعْوَةِ فَقَطْ(1).
الرأفة اصطلاحًا:
قَالَ الكَفَوِيُّ: الرَّأْفَةُ مُبَالَغَةٌ فِى رَحْمَةٍ مَخْصُوصَةٍ هِيَ رَفْعُ الْمَكْرُوهِ وَإِزَالَةُ الضُرِّ(2) .
بين الرحمة والرأفة:
قَالَ بَعْضُ العُلَمَاءِ الرَّحْمَةُ هِيَ أَنْ يُوَصِّلَ إِلَيْكَ الْمَسَارَّ، وَالرَّأْفَةُ هِيَ أَنْ يَدْفَعَ عَنْكَ الْمَضَارَّ، وَالرَّأْفَةُ إِنَّمَا تَكُونُ بِاعْتِبَارِ إِفَاضَةِ الكَمَالاَتِ وَالسَّعَادَاتِ الَّتِي بِهَا يُسْتَحَقُّ الثَّوَابَ، وَالرَّحْمَةُ مِنْ بَابِ التَّزْكِيَةِ وَالرَّأْفَةُ مِنْ بَابِ التَّخْلِيَةِ، وَذِكْرُ الرَّحْمَةِ بَعْدَ الرَّأْفَةِ مُطَّرِدٌ فِي القُرْآنِ الكَرِيمِ لِتَكُونَ أَعَمَّ وَأَشْمَلَ(3).
__________
(1) زاد المسير (3‍/1‍‍‍)، وغرائب القرآن للنيسابورى (بهامش الطبري) (جـ 1‍‍ص 6‍‍).
(2) الكليات للكفوي (ص 8‍‍‍).
(3) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها (بتصرف يسير).

(1/3)


وَقَالَ ابْنُ الأَثِيرِ: الرَّأْفَةُ أَرَقُّ مِنَ الرَّحْمَةِ، وَلاَتَكَادُ تَقَعُ فِي الكَرَاهَةِ، وَالرَّحْمَةُ (قَدْ) تَقَعُ فِي الكَرَاهَةِ لِلْمَصْلَحَةِ(1).
[للاستزادة: انظر صفات: الرحمة ـ الرفق ـ الشفقة ـ العطف ـ الحنان.
وفي ضد ذلك: انظر صفات: الإساءة ـ سوء المعاملة ـ العنف ـ القسوة].
الآيات الواردة في "الرأفة"
الرءوف من أسماء الله الحسنى :
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ(143)}(2)
{وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204)وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ(205)وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ(206)وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ(207)}(3)
__________
(1) النهاية 2‍/6‍‍‍.
(2) البقرة:143 مدنية.
(3) البقرة:204 - 207 مدنية.

(1/4)


{لاَ يَتَّخِذْ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ(28)قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(29)يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ(30)}(1)
{لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ(117)وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمْ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لاَ مَلْجَأَ مِنْ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(118)يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ(119)}(2)
__________
(1) آل عمران :28 - 30 مدنية.
(2) التوبة :117 - 119 مدنية.

(1/5)


{أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ(1)يُنَزِّلُ الْمَلاَئِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِي(2)خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ(3)خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ(4)وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ(5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ(6)وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ(7)وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ(8)وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ(9)}(1)
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ(43)بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ(44)أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمْ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمْ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ(45)أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ(46)أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ(47)}(2)
__________
(1) النحل : 1-9 مكية.
(2) النحل :43 - 47 مكية.

(1/6)


{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ(19)وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ(20)}(1)
{هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ(9)}(2)
{أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ(63)لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ(64)أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ(65)وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الإِنسَانَ لَكَفُورٌ(66)}(3)
الرءوف من صفة النبي
J:
{ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ(128)فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِي اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ(129)}(4)
النهي عن الرأفة في حدود الله :
__________
(1) النور : 19 - 20 مدنية.
(2) الحديد : 9 مدنية.
(3) الحج :63 - 66 مدنية.
(4) التوبة : 128 - 129 مدنية.

(1/7)


{ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ(2)}(1)
الرأفة من صفة المؤمنين من أتباع المسيح عليه السلام :
{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ(26)ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَامَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ(27)}(2)
الأحاديث الواردة في "الرأفة"
__________
(1) النور : 2 مدنية.
(2) الحديد : 26 - 27 مدنية.

(1/8)


1‍- *( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: وَفَدَتْ وُفُودٌ إِلَى مُعَاوِيَةَ، وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ، فَكَانَ يَصْنَعُ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ الطَّعَامَ، فَكَانَ أَبُوهُرَيْرَةَ مِمَّا يُكْثِرُ أَنْ يَدْعُوَنَا إِلَى رَحْلِهِ، فَقُلْتُ: أَلاَ أَصْنَعُ طَعَامًا فَأَدْعُوَهُمْ إِلَى رَحْلِي؟ فَأَمَرْتُ بِطَعَامٍ يُصْنَعُ، ثُمَّ لَقِيتُ أَبَا هُرَيْرَةَ مِنَ الْعَشِيِّ فَقُلْتُ: الدَّعْوَةُ عِنْدِي اللَّيْلَةَ، فَقَالَ سَبَقْتَنِي، قُلْتُ: نَعَمْ. فَدَعَوْتُهُمْ . فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: أَلاَ أُعْلِمُكُمْ بِحَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِكُمْ؟ يَامَعْشَرَ الأَنْصَارِ ثُمَّ ذَكَرَ فَتْحَ مَكَّةَ . فَقَالَ: أَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ J حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ فَبَعَثَ الزُّبَيْرَ عَلَى إِحْدَى الْمَجْنَبَتَيْنِ(1)، وَبَعَثَ خَالِدًا عَلَى الْمَجْنَبِةِ الأُخْرَى، وَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ عَلَى الحُسَّرِ(2). فَأَخَذُوا بَطْنَ الْوَادِي وَرَسُولُ اللهِ J فِي كَتِيبَةٍ . قَالَ: فَنَظَرَ فَرَآنِي، فَقَالَ:[ أَبُو هُرَيْرَةَ؟]. قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ .فَقَالَ:[لاَ يَأْتِينِي إِلاَّ أَنْصَارِيٌّ] - زَادَ غَيْرُ شَيْبَانَ - فَقَالَ:[ اهْتِفْ لِي بِالأَنْصَارِ]. قَالَ: فَأَطَافُوا بِهِ . وَوَبَّشَتْ قُرَيْشٌ أَوْبَاشًا لَهَا(3) وَأَتْبَاعًا . فَقَالُوا: نُقَدِّمُ هَؤُلاَءِ. فَإِنْ كَانَ لَهُمْ شَيْءٌ كُنَّا مَعَهُمْ . وَإِنْ أُصِيبُوا أَعْطَيْنَا الَّذِي سُئِلْنَا . فَقَالَ رَسُولُ اللهِ J:[ تَرَوْنَ إِلَى أَوْبَاشِ قُرَيْشٍ وَأَتْبَاعِهِمْ ]. ثُمَّ قَالَ بِيَدَيْهِ، إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى . ثُمَّ قَالَ:[ حَتَّى تُوافُونِي بِالصَّفَا]. قَالَ:
__________
(1) المجنبتين: هما الميمنة والميسرة ويكون القلب بينهما.
(2) الحسر: الذين لا دروع لهم.
(3) أي جمعت جموعًا من قبائل شتَّى .

(1/9)


فَانْطَلَقْنَا . فَمَا شَاءَ أَحَدٌ مِنَّا أَنْ يَقْتُلَ أَحَدًا إِلاَّ قَتَلَهُ . وَمَا أَحَدٌ مِنْهُمْ يُوَجِّهُ إِلَيْنَا شَيْئًا. قَالَ: فَجَاءَ أَبُوسُفْيَانَ فَقَالَ: يَارَسُولَ اللهِ أُبِيحَتْ خَضْرَاءُ قُرَيْشٍ. لاَ قُرَيْشَ بَعْدَ الْيَوْمِ . ثُمَّ قَالَ: [مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ ] فَقَالَتِ الأَنْصَارُ، بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَمَّا الرَّجُلُ فَأَدْرَكَتْهُ رَغْبَةٌ فِي قَرْيَتِهِ، وَرَأْفَةٌ بِعَشِيرَتِهِ. قَالَ أَبُوهُرَيْرَةَ: وَجَاءَ الْوَحْيُ . وَكَانَ إِذَا جَاءَ الْوَحْيُ لاَ يَخْفَى عَلَيْنَا . فَإِذَا جَاَء فَلَيْسَ أَحَدٌ يَرْفَعُ طَرْفَهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ J حَتَّى يَنْقَضِيَ الْوَحْيُ. فَلَمَّا انْقَضَى الْوَحْيُ قَالَ رَسُولُ اللهِ J: [يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ]. قَالُوا: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ:[قُلْتُمْ أَمَّا الرَّجُلُ فَأَدْرَكَتْهُ رَغْبَةٌ فِي قَرْيَتِهِ]. قَالُوا: قَدْ كَانَ ذَاكَ. قَالَ [كَلاَّ إِنِّي عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ هَاجَرْتُ إِلَى اللهِ وَإِلَيْكُمْ،وَالْمَحْيَا مَحْيَاكُمْ وَالْمَمَاتُ مَمَاتُكُمْ]. فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَبْكُونَ وَيَقُولُونَ: وَاللهِ مَا قُلْنَا الَّذِي قُلْنَا إِلاَّ ضِنًّا(1) بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ . فَقَالَ رَسُولُ اللهِJ:[إِنَّ اللهَ وَرَسُولَهُ يُصَدِّقَانِكُمْ وَيَعْذِرَانِكُمْ]. قَالَ: فَأَقْبَلَ النَّاسُ إِلَى دَارِ أَبِي سُفْيَانَ . وَأَغْلَقَ النَّاسُ أَبْوَابَهُمْ. قَالَ: وَأَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ J حَتَّى أَقْبَلَ إِلَى الْحَجَرِ . فَاسْتَلَمَهُ . ثُمَّ طَافَ بِالْبَيْتِ . قَالَ: فَأَتَى عَلَى صَنَمٍ إِلَى جَنْبِ الْبَيْتِ كَانُوا يَعْبُدُونَهُ . قَالَ: وَفِي يَدِ رَسُولِ اللهِ J قَوْسٌ . وَهُوَ آخِذٌ بِسِيَةِ الْقَوْسِ(2)
__________
(1) الضن: هو الشح.
(2) بسية القوس: أي بطرفها المنحني، قال في المصباح: هي خفيفة الياء ولامها محذوفة، وترد في النسبة فيقال: سيوي. والهاء عوض عنها، ويقال لسيتها العليا يدها، ولسيتها السفلى رجلها، وقال النووي: هي المنعطف من طرفي القوس.

(1/10)


. فَلَمَّا أَتَى عَلَى الصَّنَمِ جَعَلَ يَطْعَنُهُ فِي عَيْنِهِ وَيَقُولُ:[جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ]. فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ طَوَافِهِ أَتَى الصَّفَا فَعَلاَ عَلَيْهِ . حَتَّى نَظَرَ إِلَى الْبَيْتِ وَرَفَعَ يَدَيْهِ، فَجَعَلَ يَحْمَدُ اللهَ وَيَدْعُو بِمَا شَاءَ أَنْ يَدْعُوَ)*(1).
2‍- *( عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ حَرِيصًا(2) عَلَى أَنْ يَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ
J عَنْ أَشْيَاءَ لاَ يَسْأَلُهُ عَنْهَا غَيْرُهُ . فَقَالَ يَارَسُولَ اللهِ مَا أَوَّلُ مَا رَأَيْتَ فِي أَمْرِ النُّبُوَّةِ؟. فَاسْتَوَى رَسُولُ اللهِ J جَالِسًا،وَقَالَ: [لَقَدْ سَأَلْتَ أَبَا هُرَيْرَةَ. إِنِّي لَفِي صَحْرَاءَ ابْنُ عَشْرِ سِنِينَ وَأَشْهُرٍ وَإِذَا بِكَلاَمٍ فَوْقَ رَأْسِي وَإِذَا رَجُلٌ يَقُولُ لِرَجُلٍ أَهُوَ هُوَ؟.قَالَ: نَعَمْ، فَاسْتَقْبَلاَنِي بِوُجُوهٍ لَمْ أَرَهَا لِخَلْقٍ قَطُّ، وَأَرْوَاحٍ لَمْ أَجِدْهَا مِنْ خَلْقٍ قَطُّ، وَثِيَابٍ لَمْ أَرَهَا عَلَى أَحَدٍ قَط،ُّ فَأَقْبَلاَ إِلَيَّ يَمْشِيَانِ حَتَّى أَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِعَضُدِي لاَ أَجِدُ لأَحَدِهِمَا مَسًّا، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَضْجِعْهُ فَأَضْجَعَانِي بِلاَ قَصْرٍ وَلاَ هَصْرٍ(3)، وَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: اُِفْلُِقْ(4) صَدْرَهُ فَهَوَى أَحَدُهُمَا إِلَى صَدْرِي فَفَلَقَهَا فِيمَا أَرَى بِلاَ دَمٍ وَلاَ وَجَعٍ، فَقَالَ لَهُ: أَخْرِجِ الْغِلَّ وَالْحَسَدَ، فَأَخْرَجَ شَيْئًا كَهَيْئَةِ الْعَلَقَةِ ثُمَّ نَبَذَهَا فَطَرَحَهَا فَقَالَ لَهُ: أَدْخِلِ الرَّأْفَةَ
__________
(1) مسلم (0‍‍‍‍).
(2) في مسند الإمام أحمد [وَكَانَ جَريًا] ولعلها تصحيف.
(3) بلا قصر ولا هَصْرٍ: أي بلا عنف ولا عصر.
(4) تضبط عل وجهين:مثل:اُنْصُرْ، ومثل:اِضْرِبْ.

(1/11)


وَالرَّحْمَةَ، فَإِذَا مِثْلُ الَّذِي أَخْرَجَ يُشْبِهُ الْفِضَّةَ ثُمَّ هَزَّ إِبْهَامَ رِجْلِي الْيُمْنَى فَقَالَ: اغْدُ وَاسْلَمْ فَرَجَعْتُ بِهَا أَغْدُو رِقَّةً عَلَى الصَّغِيرِ وَرَحْمَةً لِلْكَبِيرِ])*(1).
الأحاديث الواردة في "الرأفة" معنًى
انظر : صفات : الرحمة ،الرفق ، الشفقة .
المثل التطبيقي من حياة النبي
J في "الرأفة"
انظر : صفات : الرحمة ، الرفق ، الشفقة .
من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في "الرأفة"
__________
(1) أحمد (5‍/9‍‍‍)، وقال الهيثمي في المجمع: رواه عبدالله (يعني ابن أحمد ) ورجاله ثقات، وثقهم ابن حبان (8‍/2‍‍‍، 3‍‍‍).

(1/12)


1‍ـ *(عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ وَكَانَ مِمَّنْ يَكْتُبُ الْوَحْيَ قَالَ: أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ وَعِنْدَهُ عُمَرُ. فَقَالَ أَبُوبَكْرٍ: إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي فَقَالَ: إِنَّ الْقَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِالنَّاسِ، وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ فِي الْمَوَاطِنِ فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنَ الْقُرْآنِ إِلاَّ أَنْ تَجْمَعُوهُ، وَإِنِّي لأَرَى أَنْ تَجْمَعَ الْقُرْآنَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قُلْتُ لِعُمَرَ: كَيْفَ أَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللهِ J؟ فَقَالَ عُمَرُ: هُوَ وَ اللهِ خَيْرٌ. فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يُرَاجِعُنِي فِيهِ حَتَّى شَرَحَ اللهُ لِذَلِكَ صَدْرِي، وَرَأَيْتُ الَّذِي رَأَى عُمَرُ ـ قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: وَعُمَرُ عِنْدَهُ جَالِسٌ لاَ يَتَكَلَّمُ ـ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ وَلاَ نَتَّهِمُكَ وَكُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللهِ J. فَتَتَبَّعِ الْقُرْآنَ فَاجْمَعْهُ . فَوَاللهِ لَوْ كَلَّفَنِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنَ الْجِبَالِ مَا كَانَ أَثْقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أَمَرَنِي بِهِ مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ . قُلْتُ: كَيْفَ تَفْعَلاَنِ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ النَّبِيُّ J؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هُوَ وَ اللهِ خَيْرٌ . فَلَمْ أَزَلْ أُرَاجِعُهُ حَتَّى شَرَحَ اللهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ اللهُ لَهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقُمْتُ فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنَ الرِّقَاعِ وَالأَكْتَافِ وَالْعُسُبِ(1) وَصُدُورِ الرِّجَالِ،
__________
(1) الأكتاف: جمع كتف، وهي عظم عريض خلف المنكب في أصل كتف الحيوان من الناس والدواب، كانوا يكتبون فيه لقلة القراطيس عندهم.والعُسُب:جمع عسيب والعسيب: جريد النخل إذا نُحِّيَ عنه خوصه.

(1/13)


حَتَّى وَجَدْتُ مِنْ سُورَةِ التَّوْبَةِ آيَتَيْنِ مَعَ خُزَيْمَةَ الأَنْصَارِيِّ لَمْ أَجِدْهُمَا مَعَ أَحَدٍ غَيْرِهِ { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}(التوبة/128‍) إِلَى آخِرِهَا. وَكَانَتْ الصُّحُفُ الَّتِي جُمِعَ فِيهَا الْقُرْآنُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ، ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ، ثُمَّ عِنْدَ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ])*(1).
2‍*( قَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ:
نُطِيعُ نَبِيَّنَا وَنُطِيعُ رَبًّا
……هُوَ الرَّحْمَنُ كَانَ بِنَا رَءُوفًا)*(2).
3‍-*(قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الدَّارَنِيُّ ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى ـ: [جُلَسَاءُ الرَّحْمَنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ جَعَلَ فِي قَلْبِهِ خِصَالاً: الْكَرَمُ وَالسَّخَاءُ وَالْحِلْمُ وَالرَّأْفَةُ وَالشُّكْرُ وَالْبِرُّ وَالصَّبْرُ])*(3).
4‍- *( قَالَ الشَّاعِرُ:
فَآمِنُوا بِنَبِيٍّ لاَ أَبَا لَكُمُ
………ذِي خَاتَمٍ صَاغَهُ الرَّحْمَنُ مَخْتُومِ
رَأْفٍ رَحِيمٍ بِأَهْلِ الْبِرِّ يَرْحَمُهُمْ
……مُقَرَّبٍ عِنْدَ ذِي الْكُرْسِيِّ مَرْحُومِ)*(4).
من فوائد "الرأفة"
(1‍) مَدْعَاةٌ لِرِضَى اللهِ وَرَسُولِهِ
J وَتَكُونُ سَبَبًا فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ .
(2‍) صَاحِبُهَا يَحْمِلُ صِفَةً يَتَحَلَّى بِهَا رَسُولُ اللهِ
J.
(3‍) أَنَّهَا سَبَبٌ لِلأُلْفَةِ وَالْمَحَبَّةِ بَيْنَ عِبَادِ اللهِ الْمُسْلِمِينَ
(4‍) مَنْ رُزِقَ الرَّأْفَةَ فَقَدْ جَمَعَ كَثِيرًا مِنْ خِصَالِ الْخَيْرِ.
__________


(1) البخاري ـ الفتح 8‍(9‍‍‍‍) .
(2) الصحاح للجوهري (4‍/2‍‍‍‍).
(3) عدة الصابرين (4‍‍‍).
(4) لسان العرب (3‍/6‍‍‍‍).  

(5‍) أَنَّ صَاحِبَهَا يَنَالُ دَرَجَةً عَالِيَةً مِنَ الأَجْرِ؛لأَنَّهَا أَشَدُّ الرَّحْمَةِ وَأَرَقُّهَا .

===========

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كتاب : أخبار الحمقى والمغفلين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي

  كتاب : أخبار الحمقى والمغفلين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي أخبار الحمقى والمغفلين مقدمة بسم الله الرحمن الرحيم قال الشيخ ...