تضرع ودعاء

سبحانك وبحمدك وأستغفرك أنت الله الشافي الكافي الرحمن الرحيم الغفار الغفور القادر القدير المقتدر الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور... الواحد الأحد الواجد الماجد الملك المغيث لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ..لك الملك ولك الحمد وأنت علي كل شيئ قدير ولا حول ولا قوة إلا بك وأستغفرك اللهم بحق أن لك هذه الأسماء وكل الأسماء الحسني وحق إسمك الأعظم الذي تعلمه ولا أعلمه أسألك أن تَشفني شفاءا لا يُغادر سقما وأن تَكفني كل همي وتفرج كل كربي وتكشف البأساء والضراء عني وأن تتولي أمري وتغفر لي ذنبي وأن تشرح لي صدري وأن تُيسر لي أمري وأن تحلل عُقْدَةً  من لساني يفقهوا قولي وأن تغنني بفضلك عمن سواك اللهم أصلحني: حالي وبالي وأعتقني في الدارين وخُذ بيدي يا ربي وأخرجني من الظلمات الي النور بفضلك  وأن ترحم وتغفر لوالديَّ ومن مات من اخوتي وان تغفر لهم أجمعين وكل من مات علي الايمان والتوبة اللهم آمين  //اللهم تقبل واستجب//https://download.tvquran.com/download/selections/315/5cca02c11a61a.mp3

لمن تكون الشفاعة

لمن تكون الشفاعة

 https://thelowofalhak.blogspot.com/2018/11/pdf.html

السبت، 19 مارس 2022

تابع روابط مواقع الذكر **

 ==============

كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار صحيح مسلم


محتويات
1 كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار
1.1 باب الحث على ذكر الله تعالى
1.2 باب في أسماء الله تعالى وفضل من أحصاها
1.3 باب العزم بالدعاء ولا يقل إن شئت
1.4 باب تمني كراهة الموت لضر نزل به
1.5 باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه
1.6 باب فضل الذكر والدعاء والتقرب إلى الله تعالى
1.7 باب كراهة الدعاء بتعجيل العقوبة في الدنيا
1.8 باب فضل مجالس الذكر
1.9 باب فضل الدعاء باللهم { آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار }
1.10 باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء
1.11 باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر
1.12 باب استحباب الاستغفار والاستكثار منه
1.13 باب استحباب خفض الصوت بالذكر
1.14 باب التعوذ من شر الفتن وغيرها
1.15 باب التعوذ من العجز والكسل وغيره
1.16 باب في التعوذ من سوء القضاء ودرك الشقاء وغيره
1.17 باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع
1.18 باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل
1.19 باب التسبيح أول النهار وعند النوم
1.20 باب استحباب الدعاء عند صياح الديك
1.21 باب دعاء الكرب
1.22 باب فضل سبحان الله وبحمده
1.23 باب فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب
1.24 باب استحباب حمد الله تعالى بعد الأكل والشرب
1.25 باب بيان أنه يستجاب للداعي ما لم يعجل فيقول دعوت فلم يستجب لي
كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار
باب الحث على ذكر الله تعالى

[2675] حدثنا قتيبة بن سعيد وزهير بن حرب واللفظ لقتيبة قالا: حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: يقول الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ هم خير منهم وإن تقرب مني شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة

[2675] حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة وأبو كريب قالا: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش بهذا الإسناد ولم يذكر وإن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا

[2675] حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله ﷺ فذكر أحاديث منها، وقال رسول الله ﷺ: إن الله قال إذا تلقاني عبدي بشبر تلقيته بذراع وإذا تلقاني بذراع تلقيته بباع وإذا تلقاني بباع جئته أتيته بأسرع

[2676] حدثنا أمية بن بسطام العيشي حدثنا يزيد يعني ابن زريع حدثنا روح بن القاسم عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال: كان رسول الله ﷺ يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له جمدان، فقال سيروا هذا جمدان سبق المفردون قالوا وما المفردون يا رسول الله قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات
باب في أسماء الله تعالى وفضل من أحصاها

[2677] حدثنا عمرو الناقد وزهير بن حرب وابن أبي عمر جميعا عن سفيان واللفظ لعمرو حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال لله تسعة وتسعون اسما من حفظها دخل الجنة وإن الله وتر يحب الوتر وفي رواية ابن أبي عمر من أحصاها

[2677] حدثني محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة وعن همام بن منبه عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة وزاد همام عن أبي هريرة عن النبي ﷺ إنه وتر يحب الوتر
باب العزم بالدعاء ولا يقل إن شئت

[2678] حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة وزهير بن حرب جميعا عن ابن علية قال أبو بكر حدثنا إسماعيل بن علية عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: إذا دعا أحدكم فليعزم في الدعاء ولا يقل اللهم إن شئت فأعطني فإن الله لا مستكره له

[2679] حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر قالوا: حدثنا إسماعيل يعنون بن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: إذا دعا أحدكم فلا يقل اللهم اغفر لي إن شئت ولكن ليعزم المسألة وليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه

[2679] حدثنا إسحاق بن موسى الأنصارى حدثنا أنس بن عياض حدثنا الحارث وهو ابن عبد الرحمن بن أبي ذباب عن عطاء بن ميناء عن أبي هريرة قال: قال النبي ﷺ لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت ليعزم في الدعاء فان الله صانع ما شاء لا مكره له
باب تمني كراهة الموت لضر نزل به

[2680] حدثنا زهير بن حرب حدثنا إسماعيل يعني ابن علية عن عبد العزيز عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به فإن كان لابد متمنيا فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خير لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي

[2680] حدثنا ابن أبي خلف حدثنا روح حدثنا شعبة ح وحدثني زهير بن حرب حدثنا عفان حدثنا حماد يعني ابن سلمة كلاهما عن ثابت عن أنس عن النبي ﷺ بمثله غير أنه قال من ضر أصابه

[2680] حدثني حامد بن عمر حدثنا عبد الواحد حدثنا عاصم عن النضر بن أنس وأنس يومئذ حي قال أنس لولا أن رسول الله ﷺ قال لا يتمنين أحدكم الموت لتمنيته

[2681] حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن إدريس عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال دخلنا على خباب وقد أكتوي سبع كيات في بطنه، فقال لو ما أن رسول الله ﷺ نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به

[2681] حدثناه إسحاق بن إبراهيم أخبرنا سفيان بن عيينة وجرير بن عبد الحميد ووكيع ح وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي ح وحدثنا عبيد الله بن معاذ ويحيى بن حبيب قالا: حدثنا معتمر ح وحدثنا محمد بن رافع حدثنا أبو أسامة كلهم عن إسماعيل بهذا الإسناد

[2682] حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله ﷺ فذكر أحاديث منها، وقال رسول الله ﷺ: لا يتمنى أحدكم الموت ولا يدع به من قبل أن يأتيه إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا
باب من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه

[2683] حدثنا هداب بن خالد حدثنا همام حدثنا قتادة عن أنس بن مالك عن عبادة بن الصامت أن نبي الله ﷺ قال من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه

[2683] وحدثنا محمد بن المثني وابن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن قتادة قال: سمعت أنس بن مالك يحدث عن عبادة بن الصامت عن النبي ﷺ مثله

[2684] حدثنا محمد بن عبد الله الرزي حدثنا خالد بن الحارث الهجيمي حدثنا سعيد عن قتادة عن زرارة عن سعد بن هشام عن عائشة قال: قال رسول الله ﷺ: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه فقلت: يا نبي الله أكراهية الموت فكلنا نكره الموت، فقال ليس كذلك ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه

[2684] حدثناه محمد بن بشار حدثنا محمد بن بكر حدثنا سعيد عن قتادة بهذا الإسناد

[2684] حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر عن زكريا عن الشعبي عن شريح بن هانئ عن عائشة قال: قال رسول الله ﷺ: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه والموت قبل لقاء الله

[2684] حدثناه إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس حدثنا زكريا عن عامر حدثني شريح بن هانئ أن عائشة أخبرته أن رسول الله ﷺ قال: بمثله

[2685] حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي أخبرنا عبثر عن مطرف عن عامر عن شريح بن هانئ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه قال: فأتيت عائشة فقلت: يا أم المؤمنين سمعت أبا هريرة يذكر عن رسول الله ﷺ حديثا إن كان كذلك فقد هلكنا فقالت إن الهالك من هلك بقول رسول الله ﷺ وما ذاك قال: قال رسول الله ﷺ: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه وليس منا أحد إلا وهو يكره الموت فقالت قد قاله رسول الله ﷺ وليس بالذي تذهب إليه ولكن إذا شخص البصر وحشرج الصدر واقشعر الجلد وتشنجت الأصابع فعند ذلك من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه

[2685] وحدثناه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أخبرني جرير عن مطرف بهذا الإسناد نحو حديث عبثر

[2686] حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة وأبو عامر الأشعري وأبو كريب قالوا: حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي ﷺ قال: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه
باب فضل الذكر والدعاء والتقرب إلى الله تعالى

[2675] حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا وكيع عن جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: إن الله يقول أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني

[2675] حدثنا محمد بن بشار بن عثمان العبدي حدثنا يحيى يعني ابن سعيد وابن أبي عدي عن سليمان وهو التيمي عن أنس بن مالك عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: قال الله عز وجل إذا تقرب عبدي مني شبرا تقربت منه ذراعا وإذا تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا أو بوعا وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة

[2675] حدثنا محمد بن عبد الأعلى القيسي حدثنا معتمر عن أبيه بهذا الإسناد ولم يذكر إذا أتاني يمشي أتيته هرولة

[2675] حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة وأبو كريب واللفظ لأبي كريب قالا: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: يقول الله عز وجل أنا عند ظن عبدي وأنا معه حين يذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منه وإن اقترب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا وإن اقترب إلي ذراعا اقتربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة

[2687] حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن المعرور بن سويد عن أبي ذر قال: قال رسول الله ﷺ: يقول الله عز وجل من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها وأزيد ومن جاء بالسيئة فجزاؤه سيئة مثلها أو أغفر ومن تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا ومن تقرب منى ذراعا تقربت منه باعا ومن أتاني يمشي أتيته هرولة ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئا لقيته بمثلها مغفرة قال إبراهيم حدثنا الحسن بن بشر حدثنا وكيع بهذا الحديث

[2687] حدثنا أبو كريب حدثنا أبو معاوية عن الأعمش بهذا الإسناد نحوه غير أنه قال: فله عشر أمثالها أو أزيد
باب كراهة الدعاء بتعجيل العقوبة في الدنيا

[2688] حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى الحساني حدثنا محمد بن أبي عدي عن حميد عن ثابت عن أنس أن رسول الله ﷺ عاد رجلا من المسلمين قد خفت فصار مثل الفرخ، فقال له رسول الله ﷺ هل كنت تدعو بشيء أو تسأله إياه قال: نعم كنت أقول اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا، فقال رسول الله ﷺ: سبحان الله لا تطيقه أو لا تستطيعه أفلا قلت: اللهم { آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار } قال: فدعا الله له فشفاه

[2688] حدثناه عاصم بن النضر التيمي حدثنا خالد بن الحارث حدثنا حميد بهذا الإسناد إلى قوله { وقنا عذاب النار } ولم يذكر الزيادة

[2688] وحدثني زهير بن حرب حدثنا عفان حدثنا حماد أخبرنا ثابت عن أنس أن رسول الله ﷺ دخل على رجل من أصحابه يعوده وقد صار كالفرخ بمعنى حديث حميد غير أنه قال لا طاقة لك بعذاب الله ولم يذكر فدعا الله له فشفاه

[2688] حدثنا محمد بن المثني وابن بشار قالا: حدثنا سالم بن نوح العطار عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس عن النبي ﷺ بهذا الحديث
باب فضل مجالس الذكر

[2689] حدثنا محمد بن حاتم بن ميمون حدثنا بهز حدثنا وهيب حدثنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: إن لله تبارك وتعالى ملائكة سيارة فضلا يتبعون مجالس الذكر فإذا وجدوا مجلسا فيه ذكر قعدوا معهم وحف بعضهم بعضا بأجنحتهم حتى يملؤا ما بينهم وبين السماء الدنيا فإذا تفرقوا عرجوا وصعدوا إلى السماء قال: فيسألهم الله عز وجل وهو أعلم بهم من أين جئتم فيقولون جئنا من عند عباد لك في الأرض يسبحونك ويكبرونك ويهللونك ويحمدونك ويسألوك قال وماذا يسألوني قال يسألونك جنتك قال وهل رأوا جنتي قالوا لا أي رب قال: فكيف لو رأوا جنتي قالوا ويستجيرونك قال ومم يستجيرونني قالوا من نارك يا رب قال وهل رأوا ناري قالوا لا قال: فكيف لو رأوا ناري قالوا ويستغفرونك قال: فيقول قد غفرت لهم فأعطيتهم ما سألوا وأجرتهم مما استجاروا قال: فيقولون رب فيهم فلان عبد خطاء إنما مر فجلس معهم قال: فيقول وله غفرت هم القوم لا يشقى بهم جليسهم
باب فضل الدعاء باللهم { آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار }

[2690] حدثني زهير بن حرب حدثنا إسماعيل يعني ابن علية عن عبد العزيز وهو ابن صهيب قال سأل قتادة أنسا أي دعوة كان يدعو بها النبي ﷺ أكثر قال: كان أكثر دعوة يدعو بها يقول اللهم { آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار } قال: وكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها فإذا أراد أن يدعو بدعاء دعا بها فيه

[2690] حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن ثابت عن أنس قال: كان رسول الله ﷺ يقول: { ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار }
باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء

[2691] حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد أفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك ومن قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر

[2692] حدثني محمد بن عبد الملك الأموي حدثنا عبد العزيز بن المختار عن سهيل عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه

[2693] حدثنا سليمان بن عبيد الله أبو أيوب الغيلاني حدثنا أبو عامر يعني العقدي حدثنا عمر وهو ابن أبي زائدة عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرار كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل، وقال سليمان حدثنا أبو عامر حدثنا عمر حدثنا عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي عن ربيع بن خثيم بمثل ذلك قال: فقلت للربيع ممن سمعته قال من عمرو بن ميمون قال: فأتيت عمرو بن ميمون فقلت: ممن سمعته قال من ابن أبي ليلى قال: فأتيت بن أبي ليلى فقلت: ممن سمعته قال من أبي أيوب الأنصارى يحدثه عن رسول الله ﷺ

[2694] حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير وزهير بن حرب وأبو كريب ومحمد بن طريف البجلي قالوا: حدثنا ابن فضيل عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

[2695] حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة وأبو كريب قالا: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس

[2696] حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر وابن نمير عن موسى الجهني ح وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير واللفظ له حدثنا أبي حدثنا موسى الجهني عن مصعب بن سعد عن أبيه قال جاء أعرابي إلى رسول الله ﷺ، فقال علمني كلاما أقوله قال قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا سبحان الله رب العالمين لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم قال: فهؤلاء لربي فما لي قال قل اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني قال موسى أما عافني فأنا أتوهم وما أدري ولم يذكر ابن أبي شيبة في حديثه قول موسى

[2697] حدثنا أبو كامل الجحدري حدثنا عبد الواحد يعني ابن زياد حدثنا أبو مالك الأشجعي عن أبيه قال: كان رسول الله ﷺ يعلم من أسلم يقول اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني

[2697] حدثنا سعيد بن أزهر الواسطي حدثنا أبو معاوية حدثنا أبو مالك الأشجعي عن أبيه قال: كان الرجل إذا أسلم علمه النبي ﷺ الصلاة ثم أمره أن يدعو بهؤلاء الكلمات اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وعافني وارزقني

[2697] حدثني زهير بن حرب حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا أبو مالك عن أبيه أنه سمع النبي ﷺ وأتاه رجل، فقال: يا رسول الله كيف أقول حين أسأل ربي قال قل اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني ويجمع أصابعه إلا الإبهام فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك

[2698] حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة حدثنا مروان وعلي بن مسهر عن موسى الجهني ح وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير واللفظ له حدثنا أبي حدثنا موسى الجهني عن مصعب بن سعد حدثني أبي قال كنا عند رسول الله ﷺ، فقال أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة فسأله سائل من جلسائه كيف يكسب أحدنا ألف حسنة قال يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة
باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر

[2699] حدثنا يحيى بن يحيى التميمي وأبو بكر ابن أبي شيبة ومحمد بن العلاء الهمداني واللفظ ليحيى قال يحيى أخبرنا، وقال الآخران حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه

[2699] حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي ح وحدثناه نصر بن علي الجهضمي حدثنا أبو أسامة قالا: حدثنا الأعمش حدثنا ابن نمير عن أبي صالح وفي حديث أبي أسامة حدثنا أبو صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: بمثل حديث أبي معاوية غير أن حديث أبي أسامة ليس فيه ذكر التيسير على المعسر

[2700] حدثنا محمد بن المثني وابن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة سمعت أبا إسحاق يحدث عن الأغر أبي مسلم أنه قال أشهد على أبي هريرة وأبي سعيد الخدري أنهما شهدا على النبي ﷺ أنه قال لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده

[2700] وحدثنيه زهير بن حرب حدثنا عبد الرحمن حدثنا شعبة في هذا الإسناد نحوه

[2701] حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة حدثنا مرحوم بن عبد العزيز عن أبي نعامة السعدي عن أبي عثمان عن أبي سعيد الخدري قال خرج معاوية على حلقة في المسجد، فقال: ما أجلسكم قالوا جلسنا نذكر الله قال آلله ما أجلسكم إلا ذاك قالوا والله ما أجلسنا إلا ذاك قال: أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله ﷺ أقل عنه حديثا مني وإن رسول الله ﷺ خرج على حلقة من أصحابه، فقال: ما أجلسكم قالوا جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومن به علينا قال آلله ما أجلسكم إلا ذاك قالوا والله ما أجلسنا إلا ذاك قال: أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة
باب استحباب الاستغفار والاستكثار منه

[2702] حدثنا يحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد وأبو الربيع العتكي جميعا عن حماد قال يحيى أخبرنا حماد بن زيد عن ثابت عن أبي بردة عن الأغر المزني وكانت له صحبة أن رسول الله ﷺ قال: إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة

[2702] حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة حدثنا غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي بردة قال: سمعت الأغر وكان من أصحاب النبي ﷺ يحدث بن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة

[2702] حدثناه عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي ح وحدثنا ابن المثنى حدثنا أبو داود وعبد الرحمن بن مهدي كلهم عن شعبة في هذا الإسناد

[2703] حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة حدثنا أبو خالد يعنى سليمان بن حيان ح وحدثنا ابن نمير حدثنا أبو معاوية ح وحدثني أبو سعيد الأشج حدثنا حفص يعني ابن غياث كلهم عن هشام ح وحدثني أبو خيثمة زهير بن حرب واللفظ له حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه
باب استحباب خفض الصوت بالذكر

[2704] حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة حدثنا محمد بن فضيل وأبو معاوية عن عاصم عن أبي عثمان عن أبي موسى قال كنا مع النبي ﷺ في سفر فجعل الناس يجهرون بالتكبير، فقال النبي ﷺ أيها الناس أربعوا على أنفسكم إنكم ليس تدعون أصم ولا غائبا إنكم تدعون سميعا قريبا وهو معكم قال وأنا خلفه وأنا أقول لا حول ولا قوة الا بالله، فقال: يا عبد الله بن قيس ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة فقلت: بلى يا رسول الله قال قل لا حول ولا قوة الا بالله

[2704] حدثنا ابن نمير وإسحاق بن إبراهيم وأبو سعيد الأشج جميعا عن حفص بن غياث عن عاصم بهذا الإسناد نحوه

[2704] حدثنا أبو كامل فضيل بن حسين حدثنا يزيد يعني ابن زريع حدثنا التيمي عن أبي عثمان عن أبي موسى أنهم كانوا مع رسول الله ﷺ وهم يصعدون في ثنية قال: فجعل رجل كلما علا ثنية نادى لا إله إلا الله والله أكبر قال، فقال نبي الله ﷺ إنكم لا تنادون أصم ولا غائبا قال، فقال: يا أبا موسى أو يا عبد الله بن قيس ألا أدلك على كلمة من كنز الجنة قلت: ما هي يا رسول الله قال لا حول ولا قوة الا بالله

[2704] وحدثناه محمد بن عبد الأعلى حدثنا المعتمر عن أبيه حدثنا أبو عثمان عن أبي موسى قال بينما رسول الله ﷺ فذكر نحوه

[2704] حدثنا خلف بن هشام وأبو الربيع قالا: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي عثمان عن أبي موسى قال كنا مع النبي ﷺ في سفر فذكر نحو حديث عاصم

[2704] وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا الثقفي حدثنا خالد الحذاء عن أبي عثمان عن أبي موسى قال كنا مع رسول الله ﷺ في غزاة فذكر الحديث، وقال: فيه والذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلة أحدكم وليس في حديثه ذكر لا حول ولا قوة الا بالله

[2704] حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا النضر بن شميل حدثنا عثمان وهو ابن غياث حدثنا أبو عثمان عن أبي موسى الأشعري قال: قال لي رسول الله ﷺ: ألا أدلك على كلمة من كنوز الجنة أو قال على كنز من كنوز الجنة فقلت: بلى، فقال لا حول ولا قوة إلا بالله

[2705] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا محمد بن رمح أخبرنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو عن أبي بكر انه قال لرسول الله ﷺ علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كبيرا، وقال قتيبة كثيرا ولا يغفر الذنوب الا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم

[2705] وحدثنيه أبو الطاهر أخبرنا عبد الله بن وهب أخبرني رجل سماه وعمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير انه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص يقول إن أبا بكر الصديق قال لرسول الله ﷺ علمني يا رسول الله دعاء أدعو به في صلاتي وفي بيتي، ثم ذكر بمثل حديث الليث غير انه قال ظلما كثيرا
باب التعوذ من شر الفتن وغيرها

[589] حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة وأبو كريب واللفظ لأبي بكر قالا: حدثنا ابن نمير حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة ان رسول الله ﷺ كان يدعو بهؤلاء الدعوات اللهم فإني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار وفتنة القبر وعذاب القبر ومن شر فتنة الغنى ومن شر فتنة الفقر وأعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم فإني أعوذ بك من الكسل والهرم والمأثم والمغرم

[589] وحدثناه أبو كريب حدثنا أبو معاوية ووكيع عن هشام بهذا الإسناد
باب التعوذ من العجز والكسل وغيره

[2706] حدثنا يحيى بن أيوب حدثنا ابن علية قال وأخبرنا سليمان التيمي حدثنا أنس بن مالك قال: كان رسول الله ﷺ يقول: اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم والبخل وأعوذ بك من عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات

[2706] وحدثنا أبو كامل حدثنا يزيد بن زريع ح وحدثنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا معتمر كلاهما عن التيمي عن أنس عن النبي ﷺ بمثله غير أن يزيد ليس في حديثه قوله ومن فتنة المحيا والممات

[2706] حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء أخبرنا ابن مبارك عن سليمان التيمي عن أنس بن مالك عن النبي ﷺ أنه تعوذ من أشياء ذكرها والبخل

[2706] حدثنا أبو بكر ابن نافع العبدي حدثنا بهز بن أسد العمى حدثنا هارون الأعور حدثنا شعيب بن الحبحاب عن أنس قال: كان النبي ﷺ يدعو بهؤلاء الدعوات اللهم إني أعوذ بك من البخل والكسل وأرذل العمر وعذاب القبر وفتنة المحيا والممات
باب في التعوذ من سوء القضاء ودرك الشقاء وغيره

[2707] حدثني عمرو الناقد وزهير بن حرب قالا: حدثنا سفيان بن عيينة حدثني سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة أن النبي ﷺ كان يتعوذ من سوء القضاء ومن درك الشقاء ومن شماتة الأعداء ومن جهد البلاء قال عمرو في حديثه قال سفيان أشك أني زدت واحدة منها [2708] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا محمد بن رمح واللفظ له أخبرنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن الحارث بن يعقوب أن يعقوب بن عبد الله حدثه أنه سمع بسر بن سعيد يقول: سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: سمعت خولة بنت حكيم السلمية تقول سمعت رسول الله ﷺ يقول: من نزل منزلا، ثم قال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك

[2708] وحدثنا هارون بن معروف وأبو الطاهر كلاهما عن ابن وهب واللفظ لهارون حدثنا عبد الله بن وهب قال وأخبرنا عمرو وهو ابن الحارث أن يزيد بن أبي حبيب والحارث بن يعقوب حدثاه عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج عن بسر بن سعيد عن سعد بن أبي وقاص عن خولة بنت حكيم السلمية أنها سمعت رسول الله ﷺ يقول: إذا نزل أحدكم منزلا فليقل أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق فإنه لا يضره شيء حتى يرتحل منه

[2709] قال يعقوب، وقال القعقاع بن حكيم عن ذكوان أبي صالح عن أبي هريرة أنه قال جاء رجل إلى النبي ﷺ، فقال: يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة قال: أما لو قلت: حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك

[2709] وحدثني عيسى بن حماد المصري أخبرني الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن جعفر عن يعقوب أنه ذكر له أن أبا صالح مولى غطفان أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رجل يا رسول الله لدغتني عقرب بمثل حديث ابن وهب
باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع

[2710] حدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم واللفظ لعثمان قال إسحاق أخبرنا، وقال عثمان حدثنا جرير عن منصور عن سعد بن عبيدة حدثني البراء بن عازب أن رسول الله ﷺ قال: إذا أخذت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل اللهم إني أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت وأجعلهن من آخر كلامك فإن مت من ليلتك مت وأنت على الفطرة قال: فرددتهن لأستذكرهن فقلت: آمنت برسولك الذي أرسلت قال قل آمنت بنبيك الذي أرسلت

[2710] وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا عبد الله يعني ابن إدريس قال: سمعت حصينا عن سعد بن عبيدة عن البراء بن عازب عن النبي ﷺ بهذا الحديث غير أن منصورا أتم حديثا وزاد في حديث حصين وإن أصبح أصاب خيرا

[2710] حدثنا محمد بن المثنى حدثنا أبو داود حدثنا شعبة ح وحدثنا ابن بشار حدثنا عبد الرحمن وأبو داود قالا: حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال: سمعت سعد بن عبيدة يحدث عن البراء بن عازب أن رسول الله ﷺ أمر رجلا إذا أخذ مضجعه من الليل أن يقول اللهم أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وألجأت ظهري إليك وفوضت أمري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبرسولك الذي أرسلت فإن مات مات على الفطرة ولم يذكر ابن بشار في حديثه من الليل

[2710] حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله ﷺ: لرجل يا فلان إذا أويت إلى فراشك بمثل حديث عمرو بن مرة غير أنه قال وبنبيك الذي أرسلت فإن مت من ليلتك مت على الفطرة وإن أصبحت أصبت خيرا

[2710] حدثنا ابن المثنى وابن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق أنه سمع البراء بن عازب يقول أمر رسول الله ﷺ رجلا بمثله ولم يذكر وإن أصبحت أصبت خيرا

[2711] حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن عبد الله بن أبي السفر عن أبي بكر ابن أبي موسى عن البراء أن النبي ﷺ كان إذا أخذ مضجعه قال اللهم باسمك أحيا وباسمك أموت وإذا استيقظ قال { الحمد لله الذي } أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور

[2712] حدثنا عقبة بن مكرم العمي وأبو بكر ابن نافع قالا: حدثنا غندر حدثنا شعبة عن خالد قال: سمعت عبد الله بن الحارث يحدث عن عبد الله بن عمر أنه أمر رجلا إذا أخذ مضجعه قال اللهم خلقت نفسي وأنت توفاها لك مماتها ومحياها إن أحييتها فاحفظها وإن أمتها فاغفر لها اللهم إني أسألك العافية، فقال له رجل أسمعت هذا من عمر، فقال من خير من عمر من رسول الله ﷺ قال: ابن نافع في روايته عن عبد الله بن الحارث ولم يذكر سمعت

[2713] حدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن سهيل قال: كان أبو صالح يأمرنا إذا أراد أحدنا أن ينام أن يضطجع على شقة الأيمن ثم يقول اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر وكان يروى ذلك عن أبي هريرة عن النبي ﷺ

[2713] وحدثني عبد الحميد بن بيان الواسطي حدثنا خالد يعنى الطحان عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال: كان رسول الله ﷺ يأمرنا إذا أخذنا مضجعنا أن نقول بمثل حديث جرير، وقال من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها

[2713] وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة ح وحدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة وأبو كريب قالا: حدثنا ابن أبي عبيدة حدثنا أبي كلاهما عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال أتت فاطمة النبي ﷺ تسأله خادما، فقال لها قولي اللهم رب السماوات السبع بمثل حديث سهيل عن أبيه

[2714] وحدثنا إسحاق بن موسى الأنصارى حدثنا أنس بن عياض حدثنا عبيد الله حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليأخذ داخلة إزاره فلينفض بها فراشه وليسم الله فإنه لا يعلم ما خلفه بعده على فراشه فإذا أراد أن يضطجع فليضطجع على شقه الأيمن وليقل سبحانك اللهم ربي بك وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فاغفر لها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين

[2714] وحدثنا أبو كريب حدثنا عبدة عن عبيد الله بن عمر بهذا الإسناد، وقال ثم ليقل باسمك ربي وضعت جنبي فإن أحييت نفسي فارحمها

[2715] حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن رسول الله ﷺ كان إذا آوى إلى فراشه قال الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي
باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل

[2716] حدثنا يحيى بن يحيى وإسحاق بن إبراهيم واللفظ ليحيى قالا: أخبرنا جرير عن منصور عن هلال عن فروة بن نوفل الأشجعي قال: سألت عائشة عما كان رسول الله ﷺ يدعو به الله قالت كان يقول اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل

[2716] حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة وأبو كريب قالا: حدثنا عبد الله بن إدريس عن حصين عن هلال عن فروة بن نوفل قال: سألت عائشة عن دعاء كان يدعو به رسول الله ﷺ فقالت كان يقول اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت شر ما لم أعمل

[2716] حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا: حدثنا ابن أبي عدي ح وحدثنا محمد بن عمرو بن جبلة حدثنا محمد يعني ابن جعفر كلاهما عن شعبة عن حصين بهذا الإسناد مثله غير أن في حديث محمد بن جعفر ومن شر ما لم أعمل

[2716] وحدثني عبد الله بن هاشم حدثنا وكيع عن الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة عن هلال بن يساف عن فروة بن نوفل عن عائشة أن النبي ﷺ كان يقول: في دعائه اللهم أني أعوذ بك من شر ما عملت وشر ما لم أعمل

[2717] حدثني حجاج بن الشاعر حدثنا عبد الله بن عمرو أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا الحسين حدثني ابن بريدة عن يحيى بن يعمر عن ابن عباس أن رسول الله ﷺ كان يقول اللهم لك أسلمت وبك أمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون

[2718] حدثني أبو الطاهر أخبرنا عبد الله بن وهب أخبرني سليمان بن بلال عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي ﷺ كان إذا كان في سفر وأسحر يقول سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه علينا ربنا صاحبنا وأفضل علينا عائذا بالله من النار

[2719] حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبيه عن النبي ﷺ أنه كان يدعو بهذا الدعاء اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير

[2719] وحدثناه محمد بن بشار حدثنا عبد الملك بن الصباح المسمعي حدثنا شعبة في هذا الإسناد

[2720] حدثنا إبراهيم بن دينار حدثنا أبو قطن عمرو بن الهيثم القطعي عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون عن قدامة بن موسى عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة قال: كان رسول الله ﷺ يقول: اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي فيها معادى وأجعل الحياة زيادة لي في كل خير وأجعل الموت راحة لي من كل شر

[2721] حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي ﷺ أنه كان يقول اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى

[2721] وحدثنا ابن المثنى وابن بشار قالا: حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن أبي إسحاق بهذا الإسناد مثله غير ان ابن المثنى قال في روايته والعفة

[2722] حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم ومحمد بن عبد الله بن نمير واللفظ لابن نمير قال إسحاق أخبرنا، وقال الآخران حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن عبد الله بن الحارث وعن أبي عثمان النهدي عن زيد بن أرقم قال لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله ﷺ يقول: كان يقول اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وعذاب القبر اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها

[2723] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد الواحد بن زياد عن الحسن بن عبيد الله حدثنا إبراهيم بن سويد النخعي حدثنا عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله بن مسعود قال: كان رسول الله ﷺ إذا أمسى قال أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له قال الحسن فحدثني الزبيد أنه حفظ عن إبراهيم في هذا له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اللهم أسألك خير هذه الليلة وأعوذ بك من شر هذه الليلة وشر ما بعدها اللهم إني أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر اللهم إني أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر

[2723] حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله قال: كان نبي الله ﷺ إذا أمسى قال أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له قال أراه قال: فيهن له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر وإذا أصبح قال ذلك أيضا أصبحنا وأصبح الملك لله

[2723] حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله قال: كان رسول الله ﷺ إذا أمسى قال أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له اللهم إني أسألك من خير هذه الليلة وخير ما فيها وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم وسوء الكبر وفتنة الدنيا وعذاب القبر قال الحسن بن عبيد الله وزادني فيه زبيد عن إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله رفعه أنه قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

[2724] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ ﷺ كان يقول لا إله إلا الله وحده أعز جنده ونصر عبده وغلب الأحزاب وحده فلا شيء بعده

[2725] حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا ابن إدريس قال: سمعت عاصم بن كليب عن أبي بردة عن علي قال: قال لي رسول الله ﷺ: قل اللهم اهدني وسددني وأذكر بالهدى هدايتك الطريق والسداد سداد السهم

[2725] وحدثنا ابن نمير حدثنا عبد الله يعني ابن إدريس أخبرنا عاصم بن كليب بهذا الإسناد قال: قال لي رسول الله ﷺ: قل اللهم إني أسألك الهدى والسداد، ثم ذكر بمثله
باب التسبيح أول النهار وعند النوم

[2726] حدثنا قتيبة بن سعيد وعمرو الناقد وابن أبي عمر واللفظ لابن أبي عمر قالوا: حدثنا سفيان عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن كريب عن ابن عباس عن جويرية أن النبي ﷺ خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهى في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة، فقال: ما زلت على الحال التي فارقتك عليها قالت نعم قال النبي ﷺ لقد قلت: بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت: منذ اليوم لوزنتهن سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

[2726] حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق عن محمد بن بشر عن مسعر عن محمد بن عبد الرحمن عن أبي رشدين عن ابن عباس عن جويرية قالت مر بها رسول الله ﷺ حين صلى صلاة الغداة أو بعدما صلى الغداة فذكر نحوه غير أنه قال سبحان الله عدد خلقه سبحان الله رضا نفسه سبحان الله زنة عرشه سبحان الله مداد كلماته

[2727] حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار واللفظ لابن المثنى قالا: حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن الحكم قال: سمعت ابن أبي ليلى حدثنا علي أن فاطمة اشتكت ما تلقى من الرحى في يدها وأتى النبي ﷺ سبى فانطلقت فلم تجده ولقيت عائشة فأخبرتها فلما جاء النبي ﷺ أخبرته عائشة بمجيء فاطمة إليها فجاء النبي ﷺ إلينا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبنا نقوم، فقال النبي ﷺ على مكانكما فقعد بيننا حتى وجدت برد قدمه على صدري، ثم قال ألا أعلمكما خيرا مما سألتما إذا أخذتما مضاجعكما أن تكبرا الله أربعا وثلاثين وتسبحاه ثلاثا وثلاثين وتحمداه ثلاث وثلاثين فهو خير لكما من خادم

[2727] وحدثناه أبو بكر ابن أبي شيبة حدثنا وكيع ح وحدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي ح وحدثنا ابن المثنى حدثنا ابن أبي عدي كلهم عن شعبة بهذا الإسناد وفي حديث معاذ أخذتما مضجعكما من الليل

[2727] وحدثني زهير بن حرب حدثنا سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن علي بن أبي طالب ح وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير وعبيد بن يعيش عن عبد الله بن نمير حدثنا عبد الملك عن عطاء بن أبي رباح عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن علي عن النبي ﷺ بنحو حديث الحكم عن ابن أبي ليلى وزاد في الحديث قال علي ما تركته منذ سمعته من النبي ﷺ قيل له ولا ليلة صفين قال ولا ليلة صفين وفي حديث عطاء عن مجاهد عن ابن أبي ليلى قال: قلت له ولا ليلة صفين

[2728] حدثني أمية بن بسطام العيشي حدثنا يزيد يعني ابن زريع حدثنا روح وهو ابن القاسم عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن فاطمة أتت النبي ﷺ تسأله خادما وشكت العمل، فقال: ما ألفيتيه عندنا قال ألا أدلك على ما هو خير لك من خادم تسبحين ثلاثا وثلاثين وتحمدين ثلاثا وثلاثين وتكبرين أربعا وثلاثين حين تأخذين مضجعك

[2728] وحدثنيه أحمد بن سعيد الدارمي حدثنا حبان حدثنا وهيب حدثنا سهيل بهذا الإسناد
باب استحباب الدعاء عند صياح الديك

[2729] حدثني قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن جعفر بن ربيعة عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي ﷺ قال: إذا سمعتهم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكا وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شيطانا
باب دعاء الكرب

[2730] حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار وعبيد الله بن سعيد واللفظ لابن سعيد قالوا: حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن أبي العالية عن ابن عباس أن نبي الله ﷺ كان يقول عند الكرب لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم

[2730] حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة حدثنا وكيع عن هشام بهذا الإسناد وحديث معاذ بن هشام أتم

[2730] وحدثنا عبد بن حميد أخبرنا محمد بن بشر العبدي حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة أن أبا العالية الرياحي حدثهم عن ابن عباس ان رسول الله ﷺ كان يدعو بهن ويقولهن عند الكرب فذكر بمثل حديث معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة غير أنه قال رب السماوات والأرض

[2730] وحدثني محمد بن حاتم حدثنا بهز حدثنا حماد بن سلمة أخبرني يوسف بن عبد الله بن الحارث عن أبي العالية عن ابن عباس أن النبي ﷺ كان إذا حزبه أمر قال: فذكر بمثل حديث معاذ عن أبيه وزاد معهن لا إله إلا الله رب العرش الكريم
باب فضل سبحان الله وبحمده

[2731] حدثنا زهير بن حرب حدثنا حبان بن هلال حدثنا وهيب حدثنا سعيد الجريري عن أبي عبد الله الجسري عن ابن الصامت عن أبي ذر أن رسول الله ﷺ سئل أي الكلام أفضل قال: ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده سبحان الله وبحمده

[2731] حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة حدثنا يحيى بن أبي بكير عن شعبة عن الجريري عن أبي عبد الله الجسري من عنزة عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال: قال رسول الله ﷺ: ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله قلت: يا رسول الله أخبرني بأحب الكلام إلى الله، فقال إن أحب الكلام إلى الله سبحان الله وبحمده
باب فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب

[2732] حدثني أحمد بن عمر بن حفص الوكيعي حدثنا محمد بن فضيل حدثنا أبي عن طلحة بن عبيد الله بن كريز عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله ﷺ: ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك ولك بمثل

[2732] حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا النضر بن شميل حدثنا موسى بن سروان المعلم حدثني طلحة بن عبيد الله بن كريز قال: حدثتني أم الدرداء قالت حدثني سيدي أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: من دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل

[2733] حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن أبي الزبير عن صفوان وهو ابن عبد الله بن صفوان وكانت تحته الدرداء قال قدمت الشام فأتيت أبا الدرداء في منزله فلم أجده ووجدت أم الدرداء فقالت أتريد الحج العام فقلت: نعم قالت فادع الله لنا بخير فإن النبي ﷺ كان يقول دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل قال: فخرجت إلى السوق فلقيت أبا الدرداء، فقال لي مثل ذلك يرويه عن النبي ﷺ

[2732] وحدثناه أبو بكر ابن أبي شيبة حدثنا زيد بن هارون عن عبد الملك بن أبي سليمان بهذا الإسناد مثله، وقال عن صفوان بن عبد الله بن صفوان
باب استحباب حمد الله تعالى بعد الأكل والشرب

[2734] حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة وابن نمير واللفظ لابن نمير قالا: حدثنا أبو أسامة ومحمد بن بشر عن زكريا بن أبي زائدة عن سعيد بن أبي بردة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها

[2734] وحدثنيه زهير بن حرب حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق حدثنا زكريا بهذا الإسناد
باب بيان أنه يستجاب للداعي ما لم يعجل فيقول دعوت فلم يستجب لي

[2735] حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن ابن شهاب عن أبي عبيد مولى ابن أزهر عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: يستجاب لأحدكم ما لم يعجل فيقول قد دعوت فلا أو فلم يستجب لي

[2735] حدثني عبد الملك بن شعيب بن ليث حدثني أبي عن جدي حدثني عقيل بن خالد عن ابن شهاب أنه قال: حدثني أبو عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف وكان من القراء وأهل الفقه قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله ﷺ: يستجاب لأحدكم ما لم يعجل فيقول قد دعوت ربي فلم يستجب لي

[2735] حدثني أبو الطاهر أخبرنا ابن وهب أخبرني معاوية وهو ابن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي هريرة عن النبي ﷺ أنه قال لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل قيل: يا رسول الله ما الاستعجال قال يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء  
=============== 

 
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
Disambig gray RTL.svg
 
الذِكر هو من أنواع العبادات الإسلامية والتي تعتمد على ذِكر الله فيما أتى في سورة الأحزاب: 12: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً﴾ وقوله: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ - الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ﴾ آل عمران: 190-191. والمبدأ الأساسي هو اما بذكر إحدى صفات الله أو في إنشاء الثناء لذكر الله. ويُعد الذِكر من أيسر العبادات، كما يشبه العلماء حاجة العبد للذكر كحاجته للغذاء والنوم، فالذكر غذاء الروح وأفضل الذكر (لاإله إلا الله).
محتويات
1 أنواع الذكر
1.1 ذكر السر والجهر
1.2 ذكر اللسان وذكر القلب
1.3 الذكر المنفرد والذكر مع الجماعة
1.4 ذِكرُ ثناء وذكر دعاء وذكر رعاية
2 فوائد الذكر
3 فضل الذكر
4 الذكر الصوفي
 
 ============
أنواع الذكر
ذكر السر والجهر
إن ذكر الله مشروع سراً وجهراً، وقد رغَّب رسول الله ﷺ في الذكر بنوعيه: السري والجهري، إلاَّ أن علماء الشريعة الإسلامية قرروا أفضلية الجهر بالذكر إذا خلا من الرياء، أو إيذاء مُصَلٌّ أو قارئ أو نائم، مستدلين ببعض الأحاديث النبوية، منها:
قال رسول الله ﷺ: يقول الله: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرتُه في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرتُه في ملأ خير منهم.
والذكر في الملأ لا يكون إلا عن جهر.
عن ابن عباس قال: إن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد النبي ﷺ. قال ابن عباس: كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته.
وقال الشيخ الآلوسي في تفسيره عند قوله تعالى: (وإنْ تجْهَرْ بالقول فإنَّه يعلم السِّرَ وأخفى) [طه: 7]. وقيل: نُهِيَ عن الجهر بالذكر والدعاء، لقوله تعالى: {واذكرْ ربَّك في نفسِكَ تضرعاً وخفيةً ودون الجهر من القولِ} [الأعراف: 205]. وأنت تعلم أن القول: بأن الجهر بالذكر والدعاء منهي، لا ينبغي أن يكون على إطلاقه. والذي نصَّ عليه الإمام النووي في فتاويه: أن الجهر بالذكر حيث لا محذور شرعاً؛ مشروع مندوب إليه، بل هو أفضل من الإخفاء في مذهب الإمام الشافعي، وهو ظاهر مذهب الإمام أحمد، وإحدى الروايتين عن الإمام مالك بنقل الحافظ ابن حجر في فتح الباري.
ذكر اللسان وذكر القلب
وقد نص أهل العلم على أن من أفضل أنواع الذكر ذكر اللسان مع حضور القلب، فإن تجرد اللسان بالذكر فقط كان أدنى مراتبه. قال النفراوي
"ذكر الله ضربان: ذكر بالقلب فقط، وذكر باللسان أي مع القلب، وذكر القلب نوعان، وهو أرفع الأذكار، وأجلها التفكر في عظمة الله وجلاله وآياته ومصنوعاته العلوية والسفلية. والثاني: ذكره تعالى بمعنى استحضاره بالقلب عند أمره ونهيه، والأول من هذين أفضل من الثاني، والثاني أفضل من الذكر باللسان، أي مع القلب، وأما الذكر بمجرد اللسان فهو أضعف الأذكار، وإن كان فيه ثواب، كما جاءت به الأخبار".
وقال الإمام النووي : أجمع العلماء على جواز الذكر بالقلب واللسان للمحْدِث والجنب والحائض والنفساء وذلك في التسبيح والتحميد والتكبير والصلاة على رسول الله ﷺ والدعاء ونحو ذلك.
وقال أيضا: الذكر يكون بالقلب ويكون باللسان، والأفضل منه ما كان بالقلب واللسان جميعاً، فإن اقتصر على أحدهما فالقلب أفضل. ثم لا ينبغي أن يُترك الذكر باللسان مع القلب خوفاً من أن يُظن به الرياء، بل يَذكرُ بهما جميعاً، ويقصد به وجه الله.
الذكر المنفرد والذكر مع الجماعة
العبادات مع الجماعة - وفيها ذكر الله - تزيد في الفضل على العبادة في حالة الانفراد؛ ففي الجماعة تلتقي القلوب، ويكون التعاون والتجاوب، ويستقي الضعيف من القوي، والمُظْلِم من المُنَوَّر، والكثيف من اللطيف، والجاهل من العالم وهكذا. وقد وردت أحاديث في جواز الذكر الجماعي، منها:
قال رسول الله ﷺ: إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا. قالوا: وما رياض الجنة؟ قال: حِلَقُ الذكر.
قال رسول الله ﷺ: ما من قوم يذكرون الله إلا حفَّتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده.
ويظهر ذلك أيضا من أقوال علماء السنة، منها:
قال العلامة ابن عابدين في حاشيته في معرِضِ ذكر الله مع الجماعة: وقد شبه الإمام الغزالي ذكر الإنسان وحده وذكر الجماعة بأذان المنفرد وأذان الجماعة، قال: فكما أن أصوات المؤذنين جماعة تقطع جِرم الهواء أكثر من صوت المؤذن الواحد، كذلك ذكر الجماعة على قلب واحد أكثر تأثيراً في رفع الحجب الكثيفة من ذكر شخص واحد.
قال الطحطاوي في حاشيته: ونص الشعراني: أجمع العلماء سلفاً وخلفاً على استحباب ذكر الله جماعة في المساجد وغيرها من غير نكير، إلا أن يشوشَ جهرُهم بالذكر على نائم أو مصلٌّ أو قارئ قرآن، كما هو مقرر في كتب الفقه.وأما الذكر منفرداً: فله أثر فعال في صفاء القلب وإيقاظه، وتعويد المؤمن على الأنس بربه والتنعم بمناجاته، والشعور بقربه. فلا بد للمؤمن من جلسة يذكر الله خالياً منفرداً بربه بعد أن يحاسب نفسه ويطلع على عيوبه وأخطائه، فإذا ما رأى سيئة؛ استغفر وتاب وإذا ما رأى عيباً؛ جاهد نفسه للتخلص منه. فعن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: سبعة يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله... وذكر منهم: ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه
ذِكرُ ثناء وذكر دعاء وذكر رعاية
وهذا تقسيمٌ للذكر من حيث موضوع الذكر ومحتواه، فأما ذكر الثناء :فمثل ما جاء في الحديث : «سبحان الله وبحمده» ، وأما ذكر الدعاء فكقوله تعالى : ﴿قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ ،و في الحديث «يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث» ، ونحو ذلك . وأما ذكر الرعاية : فمثل قول الذاكر : الله معي والله ناظر إلي، نحو ذلك مما يستعمل لتقوية الحضور مع الله، وفيه رعاية لمصلحة القلب ولحفظ الأدب مع الله والتحرز من الغفلة والاعتصام من الشيطان والنفس .
فوائد الذكر
وهناك اعتقاد راسخ بأن للذكر فوائد عديدة تصل لأكثر من مئة ومنها:
أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره.
أنه يرضي الرحمن عز وجل.
أنه يزيل الهم والغم عن القلب.
أنه يجلب للقلب الفرح والسرور والبسط.
أنه يقوي القلب والبدن.
أنه ينور الوجه والقلب.
أنه يجلب الرزق.
أنه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة.
أنه يورثه المحبة التي هي روح الإسلام.
أنه يورثه المراقبة حتى يدخله في باب الإحسان.
أنه يورثه الإنابة، وهي الرجوع إلى الله عز وجل
أنه يورثه القرب منه.
أنه يفتح له بابا عظيما من أبواب المعرفة.
أنه يورثه الهيبة لربه عز وجل وإجلاله.
أنه يورثه ذكر الله له، كما قال تعالى: " فاذكروني أذكركم " [البقرة:115].
أنه يورث حياة القلب.
أنه قوت القلب والروح.
أنه يورث جلاء القلب من صدئه.
أنه يحط الخطايا ويذهبها، فإنه من أعظم الحسنات، والحسنات يذهبن السيئات.
أنه يزيل الوحشة بين العبد وبين ربه تبارك وتعا لى.
أن ما يذكر به العبد ربه عز وجل من جلاله وتسبيحه وتحميده، يذكر بصاحبه عند الشدة.
أن العبد إذا تعرف إلى الله بذكره في الرخاء عرفه في الشدة.
أنه منجاة من عذاب الله.
أنه سبب نزول السكينة، وغشيان الرحمة، وحفوف الملائكة بالذاكر.
أنه سبب اشتغال اللسان عن الغيبة، والنميمة، والكذب، والفحش، والبا طل.
أن مجالس الذكر مجالس الملائكة، ومجالس اللهو والغفلة مجالس الشياطين.
أنه يؤمن العبد من الحسرة يوم القيامة.
أن الاشتغال به سبب لعطاء الله للذاكر أفضل ما يعطي السائلين.
أنه أيسر العبادات، وهو من أجلها وأفضلها.
أن العطاء والفضل الذي رتب عليه لم يرتب علئ غيره من الأعمال.
أن دوام ذكر الرب تبارك وتعالى يوجب الأمان من نسيانه الذي هو سبب شقاء العبد في معاشه ومعا ده.
أنه ليس في الأعمال شيء يعم الأوقات والأحوال مثله.
أن الذكر نور للذاكر في الدنيا، ونور له في قبره، ونور له في معاده، يسعى بين يديه على الصراط.
أن الذكر رأس الأمور، فمن فتح له فيه فقد فتح له باب الدخول على الله عز وجل.
أن في القلب خلة وفاقة لا يسدها شيء ألبتة إلا ذكر الله عز وجل.
أن الذكر يجمع المتفرق، ويفرق المجتمع، ويقرب البعيد، ويبعد القريب. فيجمع ما تفرق على العبد من قلبه وإرادته، وهمومه وعزومه، ويفرق ما اجتمع عليه من الهموم، والغموم، والأحزان، والحسرات على فوت حظوظه ومطالبه، ويفرق أيضأ ما اجتمع عليه من ذنوبه وخطاياه وأوزاره، ويفرق أيضا ما اجتمع على حربه من جند الشيطان، وأما تقريبه البعيد فإنه يقرب إليه الآخرة، ويبعد القريب إليه وهي الدنيا.
أن الذكر ينبه القلب من نومه، ويوقظه من سنته.
أن الذكر شجرة تثمر المعارف والأحوال التي شمر إليها السالكون.
أن الذاكر قريب من مذكوره، ومذكوره معه، وهذه المعية معية خاصة غير معية العلم والإحاطة العامة، فهي معية بالقرب والولاية والمحبة والنصرة وا لتو فيق.
أن الذكر يعدل عتق الرقاب، ونفقة الأموال، والضرب بالسيف في سبيل الله عز وجل.
أن الذكر رأس الشكر، فما شكر الله من لم يذكره.
أن أكرم الخلق على الله من المتقين من لا يزال لسانه رطبا بذكره.
أن في القلب قسوة لا يذيبها إلا ذكر الله.
أن الذكر شفاء القلب ودواؤه، والغفلة مرضه.
أن الذكر أصل موالاة الله عز وجل ورأسها والغفلة أصل معاداته ورأسها.
أنه جلاب للنعم، دافع للنقم بإذن الله.
أنه يوجب صلاة الله عز وجل وملائكته على الذاكر.
أن من شاء أن يسكن رياض الجنة في الدنيا، فليستوطن مجالس الذكر، فإنها رياض الجنة.
أن مجالس الذكر مجالس الملائكة، ليس لهم مجالس إلا هي.
أن الله عز وجل يباهي بالذاكرين ملائكته.
أن إدامة الذكر تنوب عن التطوعات، وتقوم مقامها، سواء كانت بدنية أو مالية، أو بدنية مالية.
أن ذكر الله عز وجل من أكبر العون على طاعته، فإنه يحببها إلى العبد، ويسهلها عليه، ويلذذها له، ويجعلها قرة عينه فيها.
أن ذكر الله عز وجل يذهب عن القلب مخاوفه كلها ويؤمنه.
أن الذكر يعطي الذاكر قوة، حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لم يطيق فعله بدونه.
أن الذاكرين الله كثيرا هم السابقون من بين عمال الآخرة.
أن الذكر سبب لتصديق الرب عز وجل عبده، ومن صدقه الله رجي له أن يحشر مع الصادقين.
أن دور الجنة تبني بالذكر، فإذا أمسك الذاكر عن الذكر، أمسكت الملائكة عن البناء.
أن الذكر سد بين العبد وبين جهنم.
أن ذكر الله عز وجل يسهل الصعب، وييسر العسير، ويخفف المشاق.
أن الملائكة تستغفر للذاكر كما تستغفر للتائب.
أن الجبال والقفار تتباهي وتستبشر بمن يذكر الله عز وجل عليها.
أن كثرة ذكر الله عز وجل أمان من النفاق.
أن للذكر لذة عظيمه من بين الأعمال الصالحة لا تشبهها لذة.
أن في دوام الذكر في الطريق، والبيت، والبقاع، تكثيرًا لشهود العبد يوم القيامة، فإن الأرض تشهد للذاكر يوم القيامة
فضل الذكر
قال الله:{ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ } { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً} { وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} { وَإذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ } وقال ﷺ :" مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت " وقال ﷺ :" ألا أنبئكم بخير أعمالكم ،وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟" قالوا بلى.قال : "ذكر الله " وقال ﷺ :" يقول الله : أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرتهُ في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ،وإن تقرب إلى شبراً تقربت إليه ذراعاً ،وإن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً، وإن أتاني يمشي أتيتهُ هرولة " .وعن عبد الله بن بسرٍ ُ أن رجلاً قال : يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيءٍ أتشبث به. قال :" لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله " وقال ﷺ:" من قرأ حرفاً من كتاب الله به حسنة ،والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول : {الم } حرف؛ ولكن : ألف حرف ،ولام حرف ،وميم حرف ". وعن عقبة بن عامر قال : خرج رسول الله ﷺ ونحن في الصفة فقال :" أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطيعة رحم ؟" فقلنا : يا رسول الله نحب ذلك. قال :" أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم، أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين، وثلاث خير لهُ من ثلاث ٍ، وأربع خير لهُ من أربع، ومن أعدادهن من الإبل" وقال ﷺ:" من قعد مقعداً لم يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة ومن اضطجع مضجعاً لم يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة" . وقال ﷺ : " ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا الله فيه، ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة، فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم " . وقال ﷺ :" ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان لهم حسرة ".
الذكر الصوفي
ولبعض الطرق الصوفية استعمالات للذِكر تصل إلى مرتبة تنقية النفس فيما يعرف بالمراقبة. فمثلا، تعتمد النقشبندية على أسلوب التركيز على كلمة "الله" وترديدها بدون صوت لفترة طويلة كأسلوب للتأمل والتقرب الغيبي من النفس ومن الله. اما المولويون فيمزجون الذِكر مع الرقص الدائري للوصول إلى نشوة روحية. والذكر هو من المراقبات التي تُعَلَم للمبتدئين في الطرق الصوفية.
==
 الرابط متضمن في الصفحة
أعداد المجلة
كتاب المجلة

الافتتاحية
تزكية
حضارة وفكر
دعوة
قراءات
نظرات نقدية
قضايا معاصرة
الورقة الأخيرة
أصول الأذكار وأسرارها وفضائلها

 
 
 ذكر الله تعالى، به حياة القلوب، وأُنس النفوس، وسعادة الروح، المداومة عليه حياة، وتركه موت للروح وندامة، وفي هذا المقال بيان لفوائد ذكر الله تعالى، وأصولها التي تقوم عليها.
العدد الثاني
شعبان 1441 هـ – نيسان/أبريل 2020 م
 ذِكر الله سبحانه وتعالى من أعظم العبادات التي يتقرّبُ بها أولياء الله الصالحون لربِّ العالمين، كيف لا! وقد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: (أَلا أنبِّئُكم بخيرِ أعمَالِكم، وأزكاها عندَ مليكِكم، وأرفعِها في درجاتِكُم، وخيرٌ لَكم من إنفاقِ الذَّهبِ والورِقِ، وخيرٌ لَكم مِن أنْ تَلقَوا عدوَّكم فتضرِبوا أعناقَهم ويضرِبوا أعناقَكم؟ قالوا: بلى. قالَ: ذِكرُ اللَّهِ تعالى)
 
أهمية كثرة ذكر الله تعالى:
حثَّ الله سبحانه وتعالى على الإكثار من هذه العبادة؛ بل لم يأمر سبحانه وتعالى في كتابه بالإكثار من شيء سوى الإكثار من ذكره جلَّ في عُلاه، يقول سبحانه وتعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا 41 وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ [الأحزاب: 41، 42].
 
ولما مدح الله تعالى الذّاكرين وصفهم بكثرة الذكر، فقال سبحانه: ﴿وَالذَاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً﴾ [الأحزاب: 35]، وذلك لأنهم يذكرون الله قبل العبادة، وأثناءها، وبعدها، وما ذلك إلا لعلمهم أن لُبَّ العبادات هو ذكر الله، وهي لم تشرع ابتداءً إلا لإقامة ذكر الله.
 
ففي الصلاة يتذكَّرون قوله تعالى: ﴿وأقم الصلاة لذكري﴾ [طه: 14]، أي لأجل أنْ تذكُرني. وبعدها يستحضرون قوله سبحانه: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ﴾ [النساء: 103]، وفي الحجِّ يقتدون بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّما جُعِلَ الطوافُ بالكَعبةِ، وبينَ الصَّفا والمَروةِ، ورميُ الجِمارِ لإقامةِ ذِكرِ اللهِ عزَّ وجلَّ)[3]، وبعده يمتثلون قوله سبحانه: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا﴾ [البقرة: 200]. وما من عبادةٍ إلا ولها ذكر خاصٌّ، تدور في فَلَكه وتُذَكِّرُ بِه.
والعجب في هؤلاء الصالحين أنَّهم لا يقتصرون على ذلك، بل يذكرون الله في كل أحوالهم، كما قال تعالى فيهم: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ﴾ [آل عمران: 191]. وما ذلك إلا لأنهم يجدون لذَّة في ذكر الله جل في علاه، لا يجدونها في غير ذلك من المستَلذَّات، قال مالك بن دينار: «ما تلذَّذَ المُتلذِّذونَ بمثلِ ذِكر الله عزّ وجل»[4].
ذكر الله تعالى حياة للقلوب:
وهذه البهجة التي في القلب سببها أنَّ ذكر الله بمنزلة الماء عند شدَّة العَطَش، والطعامِ عند المسغبة، بل بمثابة الروح للقلب، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَثلُ الذي يذكرُ ربَّه والذي لا يذكر ربه مَثل الحيّ والميت)[5].
فالغافل عن ذكر الله ميِّت القلب، عياذًا بالله، قال ابن تيمية رحمه الله: «الذكر للقلب مثل الماء للسمك فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء؟»[6].
والذكر يُذهب قسوة القلب، ويُذيبها كما يذوب الرصاص في النار، قال رجل للحسن البصري رحمه الله: يا أبا سعيد؛ أشكو إليك قَساوة قلبي. قال: «أدِّبه بالذّكر»[7].
فالخلاصة أن شفاء القلب ودواءه لا يتم إلا بذكر الله، ومن أروع ما وقفت عليه ما رواه مكحول مرسلًا: «إنّ ذكر الله شفاء، وإنّ ذكر الناس داء»[8].
وقد صدق من قال في حقِّ الله:
إِذا مَرِضنا تَداوينا بِذِكركم
فَنتركُ الذِّكرَ أحيَانًا فَنَنتَكِسُ
ذكر الله عنوان حب الله للعبد:
ومن أحبَّ شيئًا أكثر من ذكره، ولذلك فإنَّ برهان محبَّة العبد لله كثرةُ ذكره إياه، وليس هذا فحسب، بل عنوان حبِّ الله للعبد كثرةُ ذكر العبد له سبحانه وتعالى، فلولا أنَّه يحبُّ الذاكر لما وفَّقه لذكره، والله سبحانه وتعالى لا يُحبُّ إلا مؤمنًا، ولذلك كانت كثرة الذكر أمانًا من النفاق، فيالها من براءة ينالها الذاكر في الدنيا قبل الآخرة.
ترك ذكر الله حسرة وندامة:
وشعار المنافقين هو قلة الذكر، كما قال تعالى عنهم: ﴿وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا﴾[النساء: 142]. ومن فقه الصحابة قول كَعب رضي الله عنه: «مَن أكثرَ ذِكر الله بَرِئَ من النّفاق»[9].
وتأملوا كيف ختم الله سبحانه وتعالى سورة المنافقون بهذه الآية: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾[المنافقون: 9].
فالخسارة كل الخسارة بالغفلة عن ذكر الله، وأهل الجنة لا يتحسَّرون على شيء إلا على ساعة مرَّت بهم ولم يذكروا فيها اسم الله سبحانه وتعالى، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من قومٍ يقومونَ عن مَجلسٍ، لا يذكرونَ اللَّهَ فيهِ، إلَّا قاموا عن مِثلِ جيفةِ حمارٍ وَكانَ لَهُم حَسرةً)»[10].
فإذا كان أهل الجنة الذين أكرمهم الله بالأمان من العذاب، وأدخَلَهم الجنة بغيرِ حساب، يتحسَّرون على ساعةٍ لم يذكروا فيها اسم الله، فكيف بأهل النار!
ذكر الله تعالى دليل محبة العبد ربه تعالى، وترك ذكره حسرة وندامة
من فوائد ذكر الله تعالى:
قال ابن القيم رحمه الله: «وفي الذكر أكثر من مائة فائدة»[11]، وإليك أخي عدداً من هذه الفضائل التي تظهر بعض أسراره:

1- أن الله جلّ في علاه يذكر الذاكرين ويباهي بهم، قال تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾[البقرة: 152].
وقال صلى الله عليه وسلم: (يقولُ اللَّهُ تَعالَى: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ)[12].
ومن لطيفِ فقهِ التابعين ما قاله ثابت البُناني رحمه الله: «إني أعلم متى يَذكُرُني ربي عزَّ وجلَّ، ففزِعوا منه، وقالوا: كيف تعلم ذلك؟ فقال: إذا ذكرته ذكرني»[13].
2- أنَّ الذكر سببٌ في إجابة الدعاء، ولذلك ينبغي تقديمُهُ على الدعاء، فعن فَضَالة بن عُبيد رضي الله عنه أنه قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يدعو في الصلاة، ولم يذكر الله عزّ وجل، ولم يُصلِّ على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عَجَّل هذا)، ثم دعاه فقال له ولغيره: (إذا صلَّى أحدُكم فليبدأ بتحميدِ ربِّه والثناءِ عليه، ثم لِيُصلِّ على النبي، ثم لِيدعُ بعدُ بما شاء[14].
وبهذا نعلم أن سبب نجاة النبي الكريم يونس عليه السلام كونه من المسبِّحين، قال تعالى: ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144)﴾[الصافات: 143، 144].
فمن أراد النجاة من المصائب، والإفلات من الظَلَمة والمكائد فعليه بذكر الله.
3- أنّ حضور مجلس الذكر يؤجر فيه المرء ولو بلا نيَّة، وهذه يغفل عنها كثير من الناس، فما أعظمَ أن يؤجر المرء لمجرَّد العمل الظاهر دون مكابدة العناء في إصلاح النوايا والسرائر.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ لله ملائكةً يطوفون في الطُّرق يَلتَمسونَ أهل الذِّكر… فيقول [أي الله تعالى]: (فأُشهِدُكُم أني قد غفرتُ لهم) قال: (يقولُ مَلَك من الملائكة: فيهم فلانٌ ليس منهم، إنما جاءَ لحِاجة) قال: (هُم الجُلساءُ لا يَشقى بهم جليسُهم)»[15].
وهنا يُتنبه لأمر مهم، وهو أنّ الذكر لا يقتصر على التسبيح والتحميد ونحوه، بل إن من ذكر الله ذكرَ أمره ونهيه وما يتعلق به سبحانه؛ ولذلك فإن حضور مجالس العلم عمومًا من أعظم القرب.
الذكر لا يقتصر على التسبيح والتحميد ونحوه، بل إن من ذكر الله ذكرَ أمره ونهيه وما يتعلق به سبحانه؛ ولذلك فإن حضور مجالس العلم عمومًا من أعظم القرب
4- أن الذكر يزيد في العلم ويصحح الفهم، ويفتح أبوابًا عظيمة من أبواب المعرفة، وكلَّما أكثر طالب العلم من الذكر ازداد من المعرفة والعلم، وعرف الحقَّ وأنكر الباطل، وذلك أنَّ وعاءَ العلم هو القلب، والذكر يطهِّره ويزكِّيه ولا يَدَعُه، حتى يجعله كالمرآة البيضاء فيرى الحقائق على ما هي عليه.
وأمَّا الغافل عن ذكر الله، فيتراكب على قلبه الران والصدأ، ويعكِّر عليه صفوه ويفسد عليه تصوَّرَه وإدراكَه، حتى يطمس نورَه، ويجعله يرى الباطل في صورة الحقِّ، والحقَّ في صورة الباطل، وفيه قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾ [الكهف: 28].
ولذكر الله تأثيرٌ عجيب على قوة العقل، فبه يتعمَّق الفهم وتقوى الذاكرة، ولذلك يُنصح كل من أغلقت عليه مسألة أو أحسَّ من ذاكرته ضعفًا أنْ يُكثر من ذكر الله، فبذلك تعظُمُ الذاكرة وتقوى، ويسهُلُ التذكُّر والاستنباط.
وإنّ من تلبيس إبليس ومكايد الشيطان لأهل التعلم والتدريس، الانشغال التامُّ في طلب العلم وتعليمه عن باقي العبادات كالصلوات والصدقات والنوافل المستحبات، والغفلة عن ذكر رب الأرباب، فالذكر هو مفتاح المغاليق، وفيه ما الله به عليم من التوفيق.
5-من فضائله أنَّ فيه سرًا يسري إلى الإنسان، فيمُدَّه بالقوة المعنوية والحسية، ويطرد عنه العجز والكسل والأمراض الروحية والجسدية.
ومما يدلُّ على ذلك حديث عليٍّ رضي الله عنه أن فاطمةَ اشتكت ما تلقى من الرَّحى في يدها، فقال صلى الله عليه وسلم: (ألا أعلِّمكما خيرًا مما سألتما، إذا أخذتما مضاجِعكما، أن تُكبرا الله أربعًا وثلاثين، وتُسبِّحاه ثلاثًا وثلاثين، وتَحمداه ثلاثًا وثلاثين، فهو خير لكما من خادم[16].
فهنا أرشدهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى أنَّ الذكر خيرٌ لهما من خادم؛ لأنَّ الذكرَ فيه أجور أخروية، وقوّة دنيوية، وفي هذا الحديث يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «بلغنا أنه من حافظَ على هذه الكلمات لم يأخذه إعياء فيما يعانيه من شغل ومن غيره»[17].
ويقول تلميذه ابن القيم رحمه الله: «الذكر يعطي الذاكرَ قوَّةً، حتى إنَّه ليفعلُ مع الذكر ما لم يظنّ فعله بدونه، وقد شاهدت من قوة شيخ الإسلام ابن تيمية في سُننه وكلامه وإقدامه وكتابه أمرًا عجيبًا، فكان يكتب في اليوم من التصنيف ما يكتبه الناسخ في جُمعةٍ وأكثر، وقد شاهد العسكر من قوته في الحرب أمرًا عظيمًا»[18].
ومن عرف ما سبق فَقِه السّر من وصية الإكثار من الذكر عند لقاء العدو في قوله تعالى:﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾[الأنفال: 45].
6- أنه يُنوِّر الوجه والقلب، ويجعل للذاكر مهابةً فريدة، يكسوها الجلال والجمال، والحلاوة والنُّضرة، ولذلك تجدُ للذاكرين نورًا يشعُّ من وجوههم، فهو ينير طريقهم في الدنيا والآخرة، وما استنارت القلوب والقبور بمثل ذكر الله تعالى؛ ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: (اللهم اجعل في قلبي نورًا، وفي بصري نورًا، وفي سمعي نورًا، وعن يميني نورًا، وعن يساري نورًا، وفوقي نورًا، وتحتي نورًا، وأمامي نورًا، وخلفي نورًا، واجعل لي نورًا)، وفي رواية زيادة: (عَصَبي ولحمي ودمي وشعري وبَشَري[19].
وكلُّ ذلك هو استحضارٌ لقول الله تعالى: ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا﴾ [الأنعام:122].
ولابن قيم الجوزية رحمه الله عبارةٌ جميلةٌ يقول فيها: «فدين الله عزَّ وجلَّ نور، وكتابه نور، ورسوله نور، وداره التي أعدها لأوليائه نور يتلألأ، وهو تبارك وتعالى نور السماوات والأرض، ومن أسمائه النور، وأشرقت الظلمات لنور وجهه»[20].

7-وأخيرًا: إنَّ من فضائل الذكر العامّة أنّه سببٌ لحصول كِّل مرغوبٍ في الدنيا وكلِّ مطلوبٍ في الآخرة، وأمانٌ ونجاةٌ من كلِّ محذورٍ في الدنيا وكلِّ مرهوبٍ في الآخرة، وما يذكُرُه العلماء إنَّما هو غيضٌ من فيض، وقطرةٌ من محيط، أشرتُ إلى بعضها، ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق.
أهم الأذكار وأصولها وبعض لطائفها:
ما هو أهم الأذكار؟
القرآن الكريم لا يعلوه ذكرٌ، ولا يعدلُهُ قولٌ، ولا يُدانيه كلام، وهو مقدّمٌ على جميع الأذكار، ولذلك لا يُقارَن بغيره من الذكر، قال تعالى: ﴿ولذكر الله أكبر﴾ [العنكبوت: 45]، وباقي الأذكار مأخوذةٌ منه؛ ولهذا قال من أوتي جوامع الكلم عليه الصلاة والسلام: (أفضلُ الكلام بعد القرآن أربع وهنَّ من القرآن: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر»[21].
أصول الأذكار وأهمها بعد القرآن الكريم سبعة:
التسبيحُ، والتحميدُ، والتهليلُ، والتكبيرُ، والحوقلةُ والاستغفارُ، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. وهذه الأذكار السبعة تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: أذكار الحمد والثناء وهي الخمسة الأولى.
والقسم الثاني: أذكار الطلب والدعاء وهي الذكران الأخيران.
بعض اللطائف المتعلقة بهذه الأذكار السبعة:
1-التسبيح: وهو قول «سبحان الله»، وهو تنزيه الله سبحانه وتعالى من كل ما لا يليق به جلَّ في علاه، وقد ورد ذكرُ التسبيح في القرآن أكثر من ثمانين مرة[22]، ومن عجائب التسبيح أنَّه يشرح صدر المهموم قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98)﴾[الحجر: 97، 98].
2-التحميد: أي قول «الحمد لله»، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أفضلُ الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله)[23]، فجعل صلى الله عليه وسلم حمدَ الله أفضلَ الدعاءِ، وهذا نظير ما في قول الله تعالى: ﴿وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ﴾ [يونس: 10]، فجعل الله سبحانه وتعالى الحمدَ من الدعاء مع أنَّ الحمد إنّما هو ثناءٌ على المحمود مع حبِّه.
والسرُّ في ذلك والله أعلم: أن الدعاءَ دعاءان: دعاء ثناء، ودعاء مسألة، وأفضل الدعاء هو الحمد الذي هو من دعاء الثناء، وكذلك فيه إشارةٌ إلى تعليم الله لنا أنَّ من آداب الدعاء افتتاحه وختمه بحمد الله جل في علاه؛ بل يكفي للداعي أنْ يحمد الله فينال ما يطلبه ويتمناه.
الدعاءَ دعاءان: دعاء ثناء، ودعاء مسألة، وأفضل الدعاء هو الحمد الذي هو من دعاء الثناء، ومن آداب الدعاء افتتاحه وختمه بحمد الله جل في علاه؛ بل يكفي للداعي أنْ يحمد الله فينال ما يطلبه ويتمناه
ومن لطائف الآثار ما روي عن مالك بن الحارث أنه قال: «قال الله تبارك وتعالى: مَن أشغَلَه الثناء عليّ عن مسألتي؛ أعطيتُه أفضلَ ما أعطي السائلين. ثم التفت إلينا سفيان بن عيينة، فقال: أما سمعتم قول أمية بن أبي الصَّلْت حيث أتى ابن جدعان يطلب نائِلَهُ، فقال:
أأذكر حاجتي أم قد كفاني
حياؤُك إن شيمَتَكَ الحياء
إذا أثنى عليك المرءُ يومًا
كفاه من تَعَرُّضكَ الثناء
كريم لا يُغيِّره صباح
عن الخُلُق الجميل ولا مساء
يُبارِي الريح مَكرَمة وجودًا
إذا ما الضَّبُّ أَجحَرَهُ الشتاء
فأرضُك كل مَكرُمةٍ بَنَاها
بنو تَيم وأنتَ لهم سماء
فأعطاه وَوَصلَه؛ فهذا مخلوق اكتفى بالثناء عليه عن المسألة؛ فكيف الخالق عز وجل الذي ليس كمثله شيء؟!»[24].
قول «لا إله إلا الله»، هو أعلى الأذكار وأشرفها؛ لأنها كلمة التوحيد، وصراط العزيز الحميد
3-التهليل: أي قول «لا إله إلا الله»، وهو أعلى هذه الأذكار وأشرفها؛ لأنها كلمة التوحيد، وصراط العزيز الحميد في مقابل سبل الشيطان المريد، فهي الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أفضلُ الذكِّر لا إله إلا الله)[25].
ومن الأحاديث العظيمة في فضل التهليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من قال: لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير، في يومٍ مائةَ مرة، كانت له عَدلَ عشرِ رِقاب، وكُتبت له مائةُ حسنة ومُحيت عنه مائةُ سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان، يومه ذلك، حتى يمسي، ولم يأت أحد أفضل مما جاء به إلا أحدٌ عمل أكثر من ذلك)[26].
ولا يخفى ما فاتنا في هذه الأيام من عتق الرقاب، فلطُف بنا الله الكريم، وأكرمنا بالاستعاضة عن ذلك بذكره وتوحيده، فتأمل هذه الحكمة العظيمة في معادلة الذكر بعتق الرقاب، فالحمد لله على نعمائه.
ومن اللطائف أنّه قيل لأبي الدرداء رضي الله عنه: إِن رجلاً أعتق مائة نَسمة قال: «إِن مائة نَسمَة من مال رجلٍ لكثير، وأفضل من ذلك إِيمان ملزوم بِاللَّيلِ والنَّهار، وأن لا يزال لِسان أحدكُم رطبًا من ذكر الله»[27].
وفي هذا يقول ابن رجب رحمه الله: «وقد تكاثرت النّصوص بتفضيل الذِّكر على الصّدقة بالمال وغيره من الأعمال… يقول ابن مسعود رضي الله عنه: «لأَنْ أُسبِّح الله تعالى تسبيحاتٍ أحبُّ إليَّ من أن أُنفق عددهنَّ دنانير في سبيل الله»… وكذلك قال غيُر واحدٍ من الصحابة والتّابعين، إنّ الذِّكر أفضل من الصّدقة بعدده من المال»[28].
4-التكبير: أي قول «الله أكبر»، فهو سبحانه وتعالى أكبر من كل شيء، وهذا أولى من قولهم: أكبر مما يُعلم ويوصف؛ لأن بعض المخلوقات أكبر مما يُعلم ويوصف كنعيم الجنة يقول الله تعالى: ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ﴾ [السجدة: 17].
والتكبير من الأذكار العظيمة المصاحبة للمسلم في كثير من العبادات، فالتكبير من أركان الصلاة، والمسلم في الصلوات الخمس المكتوبة فقط يكبر أربعاً وتسعين تكبيرةً، فضلًا عن السنن والنوافل والأذكار وباقي العبادات.
وهذه الأذكار الأربعة السابقة تسمى بـ «الباقيات الصالحات»، وهن الوارد ذكرهنّ في قوله تعالى: ﴿وَالبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً﴾ [الكهف: 46]، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خذوا جُنَّتكم، قالوا: يا رسول الله، أَمِن عدوٍّ قد حَضر؟ قال: لا، ولكن جُنَّتُكم من النار قولَ: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فإنهنَّ يأتينَ يوم القيامة مُجَنِّبَاتٍ وَمُعَقِّبَاتٍ، وهن الباقيات الصالحات)[29]. ومعنى الباقيات أي التي يبقى ثوابُها ويدوم، وهو خير ما يؤمِّله العبد.
وهنّ أحبُّ الكلام إلى الله، قال صلى الله عليه وسلم: (أحبُّ الكلام إلى الله أربع: سبحانَ الله، والحمدُ لله، ولا إلهَ إلا الله، واللهُ أكبر، لا يَضرُّك بأيهنَّ بدأت)[30].
ولعلَّ السرَّ في تفضيل هذه الكلمات الأربع والله أعلم تضمُّنُها لجميع أسماء الله سبحانه وتعالى، بيّن ذلك سلطان العلماء الإمام عزُّ الدين بن عبد السَّلام رحمه الله في كلامٍ نفيس[31].
تسبيح الله تعالى، وحمده، وتهليله، وتكبيره هو أفضل الذكر، وهي «الباقيات الصالحات»؛ لتضمنها جميع أسماء الله تعالى
5-الحوقلة: وهي قول «لا حول ولا قوّة إلا بالله»، وورد في بعض الروايات إضافتُها للباقيات الصالحات، فكأنّ المحوقل بعد الكلمات الأربع يقول: يا رب لقد أعنتني على ذكرك بمحضِ فضلك وقوَّتك، فأنعم عليَّ بالمداومة على ذكرك وشكرك.
ومن أروع الأحاديث الجامعة بين هذه الأذكار الخمسة، قولُ النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن تَعارَّ من الليلِ، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا، استجيب له، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته)[32].
فالاستغفار بعد هذه الأذكار العظيمة مستجاب، وقد خُصَّ الاستغفار بالذكر في الحديث مع أنَّه داخل في مجمل الدعاء؛ للإشارة لأهميَّته وأنَّه أرجى ما يطلبه العبد.
6-الاستغفار: أي قول «أستغفر الله»، وهو طلب المغفرةِ وسترِ الذنب من الله تعالى، والاستغفار يزيد في العقل والعلم والقوة عامةً: ودليل ذلك قوله تعالى على لسان سيدنا هود عليه السلام: ﴿وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52)﴾ [هود: 52].
وإذا زادت القوة زادت الأموال عمومًا وكثرت الذريَّة؛ ولذلك قال تعالى على لسان نبيّه نوح عليه السلام: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)﴾ [نوح: 10-13].
ومن اللطائف الدقيقة لشيخ الإسلام ابن تيمية قول ابن القيم: «قلت لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يومًا: سئل بعض أهل العلم أيهما أنفع للعبد التسبيح أو الاستغفار؟ فقال: إذا كان الثوب نقياً فالبخور وماء الورد أنفع له، وإذا كان دنساً فالصابون والماء الحار أنفع له»[33].
ولكن الاستغفار والدعاء موقوف حتى يُصلّى على خير الأنام صلى الله عليه وسلم بدليل قوله عليه الصلاة والسلام: (إنَّ الدعاءَ موقوفٌ بين السماءِ والأرض لا يصعد منه شيء، حتى تُصلي على نبيك صلى الله عليه وسلم)[34]. وهذا ينقلنا للذكر الأخير وبه يكون مسك الختام.
7-الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: ومن عظيم فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ الله تعالى بعظمته وجلاله يُصلِّي على النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56]، قال أبو العالية: «صلاةُ الله: ثناؤهُ عليه عند الملائكة، وصلاةُ الملائكة الدعاء»[35]، فصلاة الملائكة والآدميين هي سُؤالهم اللَّه تعالى أن يُثني على النبي صلى الله عليه وسلم في الملأ الأعلى.

وللصلاة على النبيِّ صلى الله عليه وسلم من الفضائل ما لا يُعدّ، وقد أُفردت الكتبُ والمؤلَّفات في الحديث عن هذا الذكر العظيم، ويكفي في ذلك أنّ أبي بن كعب قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله إني أُكثِر الصلاةَ عليك، فكم أجعلُ لك من صلاتي؟ فقال: ما شئتَ. قال: قُلتُ: الربع؟ قال: ما شئتَ، فإن زدتَ فهو خير لك. قلتُ: النصف؟ قال: ما شئتَ، فإن زدت فهو خير لك. قال: قُلتُ: فالثلثين؟ قال: ما شئتَ، فإن زدتَ فهو خير لك. قُلتُ: أجعلُ لك صلاتي كلها. قال: إذًا تُكفى هَمَّكَ، ويُغفرُ لك ذنبُك[36].
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيها ذكر لله تعالى، وسؤال له بالثناء على رسوله في الملأ الأعلى، مع تعظيم للرسول صلى الله عليه وسلم؛ لذا كانت من أفضل الذكر والدعاء
 
 
 وختامًا: فينبغي للمسلم أنْ يُحافظ على هذه الأذكار العظيمة، وقليلٌ دائمٌ خيرٌ من كثيرٍ منقطع؛ فأحبُّ الأعمال أدومُها وإنْ قلَّ، قال الإمامُ الغزاليُّ وهو العارفُ بمدى تأثير الذكر وكيفية حصوله: «وكلُّ وظيفةٍ لا يُمكن المواظبةُ على كثيرها فقليلها مع المداومة أفضلُ وأشدُّ تأثيرًا في القلب من كثيرها مع الفترة، ومثال القليل الدائم كقطرات ماء تتقاطر على الأرض على التوالي فتحدث فيها حُفيرة ولو وقع ذلك على الحجر، ومثال الكثير المتفرِّق ماءٌ يُصَبُّ دفعةً أو دفعاتٍ متفرِّقة متباعدة الأوقات فلا يبين لها أثر
-------------------
 ظاهر»[37].
[1] أكاديمي ومحاضر جامعي، باحث في الدراسات الإسلامية.
[2] أخرجه الترمذي (3377) واللفظ له، وأحمد (21702)، وابن ماجه (3790)، وحسنه المنذري.
[3] أخرجه أبو داود (1888)، وأحمد (24351).
[4] أخرجه البيهقي (692).
[5] أخرجه البخاري (6407).
[6] الوابل الصيب من الكلم الطيب، ص (42).
[7] أخرجه البيهقي في شعب الإيمان، (691).
[8] أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (705).
[9] أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (572).
[10] أخرجه أبو داود (4855).
[11] الوابل الصيب من الكلم الطيب، ص (41).
[12] أخرجه البخاري (7405)، ومسلم (2675).
[13] إحياء علوم الدين (1/294).
[14] أخرجه أحمد (23937) واللفظ له، وأبو داود (1481)، والترمذي (3477)، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
[15] أخرجه البخاري (6408)، ومسلم (2689).
[16] أخرجه البخاري (3705)، ومسلم (2727).
[17] الوابل الصيب، ص (97).
[18] المرجع السابق ص (77).
[19] أخرجه البخاري (6316)، ومسلم (763).
[20] الوابل الصيب، ص (50).
[21] أخرجه أحمد في مسنده (20223).
[22] انظر فقه الأدعية والأذكار (1/ 201).
[23] أخرجه الترمذي في جامعه برقم: 3383.
[24] المجالسة وجواهر العلم (49)، والحديث القدسي ضعيف الإسناد، وممن رواه الترمذي (2926).
[25] أخرجه الترمذي (3383).
[26] أخرجه البخاري (3293)، ومسلم (2691).
[27] ذكره المنذري في الترغيب والترهيب وقال: رواه ابن أبي الدنيا موقوفا بإسناد حسن (2/253).
[28] جامع العلوم والحكم ص (225).
[29] أخرجه النسائي في السنن الكبرى (10617).
[30] أخرجه مسلم (2137).
[31] جزء في تفسير الباقيات الصالحات للعلائي، ص (40).
[32] أخرجه البخاري (1154).
[33] الوابل الصيب من الكلم الطيب، ص (92).
[34] أخرجه الترمذي (486).
[35] أخرجه البخاري معلّقًا في صحيحه (6/120).
[36] أخرجه الترمذي (2457)، وقال: هذا حديث حسن.
[37] إحياء علوم الدين (1/333).
المناقشة والتعليقات
اترك تعليقاً
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
مواد ذات صلة
 
 
 استعيذوا بالله من مُعوِّقات النجاح
استعاذ رسول الله ﷺ بالله من (الهَمِّ والحَزن، ومن الجُبن والبخل، ومن العَجز والكَسَل، ومن غَلبةِ الد ...
   
 إنها سُنّةٌ .. فلماذا أفعلُها؟
شرع الله تعالى إلى جانب الفرائض جملة من النوافل والمستحبّات، يؤكِّد بها المؤمن حُبَّه لخالقه وطاعتَه ...
السلوك الاجتماعي ومحدّداته
هل يختلف سلوك الفرد عن سلوكه عندما يكون في جماعة؟ وكيف يحصل الاختلاف؟ وما هي مصادر السلوك الجمعي؟ وه ...

العدد الثالث عشر
التاريخ: فبراير 18, 2022    

=========

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كتاب : أخبار الحمقى والمغفلين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي

  كتاب : أخبار الحمقى والمغفلين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي أخبار الحمقى والمغفلين مقدمة بسم الله الرحمن الرحيم قال الشيخ ...