كتاب : الرضا |
1.الرضا
الرضا لغةً:
الرِّضَا مَصْدَرُ رَضِيَ يَرْضَى وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ مَادَّةِ (ر ض و) الَّتِي
تَدُلُّ عَلَى خِلاَفِ السُّخْطِ.وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ: اللَّهُمَّ إِنِّي
أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ. وَتَثْنِيَةُ الرِّضَا رِضَوَانٌ وَرِضَيَانٌ،
وَالاسْمُ الرِّضَاءُ (بالمد) والرِّضَا (بالقَصْرِ)، قَالَ القُحَيْفُ
العَقِيلِيُّ:
إِذَا رِضِيَتْ عَلَيَّ بَنُو قُشَيْرٍ لَعَمْرُ اللهِ أَعْجَبَنِي رِضَاهَا
وَلاَ تَنْبُو سُيُوفُ بَنِي قُشَيْرٍ وَلا تمْضِي الأَسِنَّة فِي صَفَاهَا
عَدَّاهُ بِعَلَى لأَنَّهُ إِذَا رَضِيَتْ عَنْهُ أحَبَّتْهُ وَأَقْبَلَتْ
عَلَيْهِ. فَلِذَلِكَ اسْتَعْمَلَ عَلَى بِمَعْنَى عَنْ.
وَقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} (البيِّنة/8)
تَأْوِيلُهُ أَنَّ اللهَ تَعَالَى رَضِيَ عَنْهُمْ أَفْعَالَهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ
مَا جَازَاهُمْ بِهِ .
وَقَالَ الرَّاغِبُ: رِضَا العَبْدِ عَنِ اللهِ أَنْ لاَ يَكْرَهَ مَا يَجْرِي
بِهِ قَضَاؤُهُ، وَرِضَا اللهِ عَنِ العَبْدِ هُوَ أَنْ يَرَاهُ مُؤْتَمِرًا
بِأَمْرِهِ وَمُنْتَهِيًا عَنْ نَهْيِهِ. وَأَرْضَاهُ: أَعْطَاهُ مَا يَرْضَى
بِهِ. وَتَرَضَّاهُ طَلَبَ رِضَاهُ، قَالَ:
إذا العَجُوزُ غَضِبَتْ فطَلِّقِ وَلاَ تَرَضَّاهَا وَلاَتمَلَّقِ
(1/1)
وَفِي
الصِّحَاحِ: الرِّضْوَانُ: الرِّضَا، وَكَذَلِكَ الرُّضْوَانُ، بِالضَّمِّ،
والمَرْضَاةُ مِثْلُهُ .وَ الْمَرْضَاةُ والرِّضْوَانُ مَصْدَرَانِ، وَقِيلَ فِي
عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ أَيْ مَرْضِيَّةٍ أَيْ ذَاتِ رِضًى . وَالرِّضْوَانُ: الرِّضَا
الكَثِيرُ، وَلَمَّا كَانَ أَعْظَمُ الرِّضَا رِضَا اللهِ ـ سُبْحَانَهُ ـ خَصَّ
لَفْظَ الرِّضْوَانِ فِي القُرْآنِ بِمَا كَانَ مِنَ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ
قَالَ سُبْحَانَهُ {يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا} (الفتح/29)،
وَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ {يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ
وَرِضْوَانٍ} (التوبة/21).
وَيُقَالُ: رَضِيتُ بِهِ صَاحِبًا، وأَرْضَيْتُهُ عَنِّي وَرَضَّيْتُهُ،
بِالتَّشْدِيدِ أَيْضًا، فَرَضِيَ، وَتَرَاضَى القَوْمُ: أَظْهَرَ كُلُّ وَاحِدٍ
مِنْهُمُ الرِّضَا بِصَاحِبِهِ وَرَضِيَهُ(1).
الرضا اصطلاحًا:
هُوَ سُرُورُ الْقَلْبِ بمُرِّ القَضَاءِ . وَقِيلَ: الرِّضَا ارْتِفَاعُ الجَزَعِ
فِي أَيِّ حُكْمٍ كَانَ، وَقِيلَ الرِّضَا هُوَ صِحَّةُ العِلْمِ الوَاصِلِ إِلَى
القَلْبِ. فَإِذَا بَاشَرَ القَلْبُ حَقِيقَةَ العِلْمِ أَدَّاهُ إِلَى الرِّضَا .
وَقِيلَ اسْتِقْبَالُ الأَحْكَامِ بِالفَرَحِ . وَقِيلَ: سُكُونُ القَلْبِ تَحْتَ
مَجَارِي الأَحْكَامِ . وَقِيلَ: نَظَرُ القَلْبِ إِلَى قَدِيمِ اخْتِيَارِ اللهِ
لِلْعَبْدِ فَإِنَّهُ اخْتَارَ لَهُ الأَفْضَلَ. وَهُوَ تَرْكُ السُّخْطِ(2).
__________
(1) لسان العرب لابن منظور (4/4)، والصحاح للجوهري(3) ومقاييس اللغة (2/2)،
ومفردات الراغب (ص 7) .
(2) التعريفات للجرجاني ( ص1)، مدارج السالكين لابن القيم (2/5)، والتوقيف
على مهمات التعاريف للمناوى (ص 8).
(1/2)
وَقَالَ
الْمُنَاوِيُّ: الرِّضَا طِيبٌ نَفْسِيٌّ لِلإنْسَانِ بِمَا يُصِيبُهُ أَوْ
يَفُوتُهُ مَعَ عَدَمِ التَّغَيُّرِ، وَقَوْلُ الفُقَهَاءِ يَشْهَدُ عَلَى
رِضَاهَا أَيْ إِذْنِهَا جَعَلُوا الإِذْنَ رِضًا لِدِلاَلَتِهِ عَلَيْهِ.
أنواع الرضا:
قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ:مَنْ لَزِمَ مَا
يُرْضِي اللهَ مِنَ امْتِثَالِ أَوَامِرِهِ وَاجْتِنَابِ نَوَاهِيهِ لاَ سِيَّمَا
إِذَا قَامَ بِوَاجِبِهَا وَمُسْتَحَبِّهَا فَإِنَّ اللهَ يَرْضَى عَنْهُ، كَمَا
أَنَّ مَنْ لَزِمَ مَحْبُوبَاتِ الحَقِّ أَحَبَّهُ اللهُ. كَمَا قَالَ فِي
الحَدِيثِ الصَّحِيحِ الَّذِي فِي البُخَارِيِّ: (( مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا
فَقَدْ بَارَزَنِي بِالْمُحَارَبَةِ،وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِمِثْلِ
أَدَاءِ مَا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَلاَ يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ
بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ …)) الحَدِيثَ . وَذَلِكَ
أَنَّ الرِّضَا نَوْعَانِ:
أَحَدُهُمَا: الرِّضَا بِفِعْلِ مَا أُمِرَ بِهِ وَتَرْكِ مَا نُهِيَ عَنْهُ.
وَيَتَنَاوَلُ مَا أَبَاحَهُ اللهُ مِنْ غَيْرِ تَعَدٍّ مَحْظُورٍ . {وَقَالُوا
حَسْبُنَا اللهُ سَيُؤْتِينَا اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللهِ
رَاغِبُونَ } (التوبة/59). وَهَذَا الرِّضَا وَاجِبٌ. وَلِهَذَا ذَمَّ مَنْ
تَرَكَهُ بِقَوْلِهِ:{وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ
أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ *
وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا أَتَاهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا
اللهُ سَيُؤْتِينَا اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ.} (التوبة 58/59).
(1/3)
وَالنَّوْعُ
الثَّانِي: الرِّضَا بِالْمَصَائِبِ: كَالفَقْرِ وَالْمَرَضِ وَالذُّلِّ . فَهَذَا
رِضًا مُسْتَحَبٌّ فِي أَحَدِ قَوْلَيِ العُلَمَاءِ، وَلَيْسَ بِوَاجِبٍ، وَقَدْ
قِيلَ: إِنَّهُ وَاجِبٌ، وَالصَّحِيحُ أَنَّ الوَاجِبَ هُوَ الصَّبْرُ . كَمَا
قَالَ الحَسَنُ: الرِّضَا غَرِيزَةٌ، وَلَكِنَّ الصَّبْرَ مُعَوَّلُ الْمُؤْمِنِ.
وَقَدْ رُوِيَ فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ J قَالَ:
[ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُعَمَّ بِالرِّضَا مَعَ اليَقِينِ فَافْعَلْ، فَإِنْ
لَمْ تَسْتَطِعْ فَإِنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا ].
وَأَمَّا الرِّضَا بِالكُفْرِ وَالفُسُوقِ وَالعِصْيَانِ: فَالَّذِي عَلَيْهِ
أَئِمَّةُ الدِّينِ أَنَّهُ لاَ يُرْضَى بِذَلِكَ، فَإِنَّ الله لاَيَرْضَاهُ
كَمَا قَالَ:{وَلاَ يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ } (الزمر/7)، وَقَالَ:{
وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ} (البقرة/205)، وَقَالَ تَعَالَى:{فَإِنْ
تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللهَ لاَ يَرْضَى عَنِ القَوْمِ الفَاسِقِينَ}
(التوبة/96)(1).
__________
(1) الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية (0/1) .
(1/4)
قَالَ
ابْنُ القَيِّمِ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ بَعْدَ أَنْ سَاقَ حَدِيثَيْنِ: الأَوَّلُ:
قَوْلُهُ J: [ ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللهِ رَبًّا
وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً] وَالثَّانِي: قَوْلُهُ: [ مَنْ
قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا
وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُهُ].قَالَ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ:
هَذَانِ الحَدِيثَانِ عَلَيْهِمَا مَدَارُ مَقَامَاتِ الدِّينِ، وَإِلَيْهِمَا
يَنْتَهِي . وَقَدْ تَضَمَّنَا الرِّضَا بِرُبُوبِيَّتِهِ سُبْحَانَهُ
وَأُلُوهِيَّتِهِ . وَالرِّضَا بِرَسُولِهِ، وَالانْقِيَادَ لَهُ، وَالرِّضَا
بِدِينِهِ وَالتَّسْلِيمَ لَهُ. وَمَنِ اجْتَمَعَتْ لَهُ هَذِهِ الأَرْبَعَةُ
فَهُوَ الصِّدِّيقُ حَقًّا . وَهِيَ سَهْلَةٌ بِالدَّعْوَى وَاللِّسَانِ، وَهِيَ
مِنْ أَصْعَبِ الأُمُورِ عِنْدَ حَقِيقَةِ الامْتِحَانِ . وَلاَ سِيَّمَا إِذَا
جَاءَ مَا يُخَالِفُ هَوَى النَّفْسِ وَمُرَادَهَا، مِنْ ذَلِكَ تَبَيَّنَ(1)
أَنَّ الرِّضَا كَانَ لِسَانُهُ بِهِ نَاطِقًا. فَهُوَ عَلَى لِسَانِهِ لاَ عَلَى
حَالِهِ.
__________
(1) هكذا في الأصل ولَعَلَّ المراد: وَمنْ تَبَيَّنَ أَنَّ الرًِّضَا.
(1/5)
فَالرِّضَا
بِإِلهِيَّتِهِ يَتَضَمَّنُ الرِّضَا بِمَحَبَّتِهِ وَحْدَهُ، وَخَوْفِهِ،
وَرَجَائِهِ، وَالإِنَابَةِ إِلَيْهِ، وَالتَّبَتُّلِ إِلَيْهِ، وَانْجِذَابِ
قُوَى الإِرَادَةِ وَالحُبِّ كُلِّهَا إِلَيْهِ، فِعْلَ الرَّاضِي بِمَحْبُوبِهِ
كُلَّ الرِّضَا . وَذَلِكَ يَتَضَمَّنُ عِبَادَتَهُ وَالإِخْلاَصَ لَهُ،
وَالرِّضَا بِرُبُوبِيَّتِهِ يَتَضَمَّنُ الرِّضَا بِتَدْبِيرِهِ لِعَبْدِهِ.
وَيَتَضَمَّنُ إِفْرَادَهُ بِالتَّوَكُّلِ عَلَيْهِ، وَبِالاسْتِعَانَةِ بِهِ
وَالثِّقَةِ بِهِ، وَالاعْتِمَادِ عَلَيْهِ، وَأَنْ يَكُونَ رَاضِيًا بِكُلِّ مَا
يَفْعَلُ بِهِ. فَالأَوَّلُ: يَتَضَمَّنُ رِضَاهُ بِمَا يُؤْمَرُ بِهِ .
وَالثَّانِي: يَتَضَمَّنُ رِضَاهُ بِمَا يُقَدِّرُهُ عَلَيْهِ.
وَأَمَّا الرِّضَا بِنَبِيِّهِ رَسُولاً فَيَتَضَمَّنُ كَمَالَ الانْقِيَادِ لَهُ،
وَالتَّسْلِيمَ الْمُطْلَقَ إِلَيْهِ، بِحَيْثُ يَكُونُ أَوْلَى بِهِ مِنْ
نَفْسِهِ، فَلاَ يَتَلَقَّى الهُدَى إِلاَّ مِنْ مَوَاقِعِ كَلِمَاتِهِ وَلاَ
يُحَاكِمُ إِلاَّ إِلَيْهِ، وَلاَ يُحَكِّمُ عَلَيْهِ غَيْرَهُ، وَلاَ يَرْضَى
بِحُكْمِ غَيْرِهِ البَتَّةَ . لاَ فِي شَيْ ءٍ مِنْ أَحْكَامِ ظَاهِرِهِ
وَبَاطِنِهِ، وَلاَ يَرْضَى فِي ذَلِكَ بِحُكْمِ غَيْرِهِ وَلاَ يَرْضَى إِلاَّ
بِحُكْمِهِ . فَإِنْ عَجَزَ عَنْهُ كَانَ تَحْكِيمُهُ غَيْرَهُ مِنْ بَابِ غِذَاءِ
الْمُضْطَّرِّ إِذَا لَمْ يَجِدْ مَا يُقِيتُهُ إِلاَّ مِنَ الْمَيْتَةِ وَالدَّمِ
. وَأَحْسَنُ أَحْوَالِهِ: أَنْ يَكُونَ مِنْ بَابِ التُّرَابِ الَّذِي إِنَّمَا
يُتَيَمَّمُ بِهِ عِنْدَ العَجْزِ عَنِ اسْتِعْمَالِ الْمَاءِ الطَّهُورِ .
(1/6)
وَأَمَّا
الرِّضَا بِدِينِهِ: فَإِذَا قَالَ، أَوْ حَكَمَ، أَوْ أَمَرَ، أَوْ نَهَى، رَضِيَ
كُلَّ الرِّضَا، وَلَمْ يَبْقَ فِي قَلْبِهِ حَرَجٌ مِنْ حُكْمِهِ وَسَلَّمَ لَهُ
تَسْلِيمًا، وَلَوْ كَانَ مُخَالِفًا لِمُرَادِ نَفْسِهِ أَوْ هَوَاهَا، أَوْ
قَوْلِ مُقَلِّدِهِ وَشَيْخِهِ وَطَائِفَتِهِ(1).
[ للاستزادة: انظر صفات: الاتباع ـ السرور ـ الصبر والمصابرة ـ اليقين ـ السماحة ـ
القناعةـ الزهد.
وفي ضد ذلك: انظر صفات: السخط ـ الجزع ـ القلق ـ الغضب ـ الحسد ـ الحقد ـ الغل].
الآيات الواردة في "الرضا"
وجوب ابتغاء مرضاة الله ـ عز وجل ـ في كل عمل :
{وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ
رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ(207)}(2)
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ
وَالأَذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ
وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لاَ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا
وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ(264)وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ
أَمْوَالَهُمْ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ
كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ
فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ
بَصِيرٌ(265)}(3)
__________
(1) مدارج السالكين لابن القيم ( 2/9، 0) وراجع: بصائر ذوى التمييز (3/9-
1).
(2) البقرة : 207 مدنية
(3) البقرة : 264 -265مدنية
(1/7)
{لاَ
خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ
مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ
مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا(114)}(1)
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلاَ الشَّهْرَ
الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلاَئِدَ وَلاَ آمِّينَ الْبَيْتَ
الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ
فَاصْطَادُوا وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنْ الْمَسْجِدِ
الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ
تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ
شَدِيدُ الْعِقَابِ(2)حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ
الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ
وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا
أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ
تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ
كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ
لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلاَمَ
دِينًا فَمَنْ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ
اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(3)}(2)
__________
(1) النساء : 114 مدنية
(2) المائدة : 2-3 (2 مدنية، 3نزلت بعرفات في حجة الوداع )
(1/8)
{يَاأَهْلَ
الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ
تُخْفُونَ مِنْ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنْ اللَّهِ
نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ(15)يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ
سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ
وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ(16)}(1)
{يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ
يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ(62)}(2)
{أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ
أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي
نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(109)}(3)
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا
النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ
فَاسِقُونَ(26)ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا
بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ
الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا
كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا
حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ
مِنْهُمْ فَاسِقُونَ(27)}(4)
{لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ
وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ(8)}(5)
__________
(1) المائدة : 15-16 مدنية
(2) التوبة : 62 مدنية
(3) التوبة : 109 مدنية
(4) الحديد : 26-27 مدنية
(5) الحشر : 8 مدنية
(1/9)
{يَاأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ
إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنْ الْحَقِّ
يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ
كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ
إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ
وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ(1)}(1)
إرضاء الله ـ عز وجل ـ رسوله Jوالمؤمنين
في الدنيا والآخرة :
{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً
تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ
فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا
يَعْمَلُونَ(144)}(2)
{ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ
رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ
بِالْعِبَادِ(15)}(3)
{ أَفَمَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنْ اللَّهِ
وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِير}(4)
__________
(1) الممتحنة : 1 مدنية
(2) البقرة :144 مدنية
(3) آل عمران : 15 مدنية
(4) آل عمران : 162 مدنية
(1/10)
{
الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمْ
الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ
عَظِيمٌ(172)الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ
فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ
الْوَكِيلُ(173)فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ
سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ(174)}(1)
{ قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم}(2)
{ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ
وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ
الْفَائِزُونَ(20)يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ
وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ(21)خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ
اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ(22)}(3)
{ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ
عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ
الْعَظِيمُ(72)}(4)
{ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ
اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ
لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ
الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(100)}(5)
__________
(1) آل عمران : 172-174 مدنية
(2) المائدة : 119 مدنية
(3) التوبة : 20-22 مدنية
(4) التوبة : 72 مدنية
(5) التوبة : 100 مدنية
(1/11)
{
فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ
الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ
النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى(130)}(1)
{ وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا
لَيَرْزُقَنَّهُمْ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ
الرَّازِقِينَ(58)لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ
لَعَلِيمٌ حَلِي}(2)
{ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ
فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ
فَتْحًا قَرِيبًا(18)}(3)
{ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ
وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلاَدِ كَمَثَلِ
غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ
يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ اللَّهِ
وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ(20)}(4)
{ لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ
حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ
إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ الإِيمَانَ
وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ
أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ
الْمُفْلِحُونَ(22)}(5)
__________
(1) طه : 130 مكية
(2) الحج : 58-59 مدنية
(3) الفتح : 18 مدنية
(4) الحديد : 20 مدنية
(5) المجادلة : 22 مدنية
(1/12)
{
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمْ اقْرَءُوا
كِتَابِي(19)إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِي(20)فَهُوَ فِي عِيشَةٍ
رَاضِيَةٍ(21)}(1)
{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ(8)لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ(9)فِي جَنَّةٍ
عَالِيَةٍ(10)}(2)
{ يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ(27)ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً
مَرْضِيَّةً(28)فَادْخُلِي فِي عِبَادِي(29)وَادْخُلِي جَنَّتِي(30)}(3)
{ وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى(17)الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى(18)وَمَا
لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى(19)إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ
الأَعْلَى(20)وَلَسَوْفَ يَرْضَى(21)}(4)
{ وَالضُّحَى(1)وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى(2)مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا
قَلَى(3)وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنْ الأُولَى(4)وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ
فَتَرْضَى(5)}(5)
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ
الْبَرِيَّةِ(7)جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ
وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ(8)}(6)
{ الْقَارِعَةُ(1)مَا الْقَارِعَةُ(2)وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ(3)يَوْمَ
يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ(4)وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ
الْمَنفُوشِ(5)فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ(6)فَهُوَ فِي عِيشَةٍ
رَاضِيَةٍ(7)وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ(8)فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ(9)وَمَا
أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ(10)نَارٌ حَامِيَةٌ(11)}(7)
رضا الله ـ عز وجل ـ أعلى مطلوب النبيين والمؤمنين :
__________
(1) الحاقة : 19-21 مكية
(2) الغاشية : 8-10 مكية
(3) الفجر : 27-30 مكية
(4) الليل : 17-21 مكية
(5) الضحى : 1-5 مكية
(6) البينة : 7-8 مكية
(7) القارعة : 1-11 مكية
(1/13)
{
كهيعص(1)ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا(2)إِذْ نَادَى رَبَّهُ
نِدَاءً خَفِيًّا(3)قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ
الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا(4)وَإِنِّي خِفْتُ
الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتْ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ
لَدُنْكَ وَلِيًّا(5)يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ
رَضِيًّا(6)}(1)
{ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ
رَسُولاً نَبِيًّا(54)وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ
وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا(55)}(2)
{ وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَامُوسَى(83)قَالَ هُمْ أُولاَءِ عَلَى أَثَرِي
وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى(84)}(3)
{ وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنْ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ
يُوزَعُونَ(17)حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ
يَاأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ
وَجُنُودُهُ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ(18)فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا
وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ
وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي
بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ(19)}(4)
__________
(1) مريم : 1-6 مكية
(2) مريم : 54-55 مكية
(3) طه : 83-84 مكية
(4) النمل : 17-19 مكية
(1/14)
{وَوَصَّيْنَا
الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا
وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ
وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ
الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا
تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنْ
الْمُسْلِمِينَ(15)}(1)
{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ
رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ
اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ
مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ
شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ
لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا(29)}(2)
لا شفاعة إلا لمن رضي الله عنهم :
{وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي
نَسْفًا(105)فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا(106)لاَ تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلاَ
أَمْتًا(107)يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِي لاَ عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتْ
الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْسًا(108)يَوْمَئِذٍ لاَ
تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ
قَوْلاً(109)}(3)
__________
(1) الأحقاف : 15 مكية
(2) الفتح : 29 مدنية
(3) طه : 105-109 مكية
(1/15)
{وَمَا
أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ
إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِي(25)وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا
سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ(26)لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ
بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ(27)يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ
وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنْ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ
مُشْفِقُونَ(28)}(1)
{وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ
مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى(26)}(2)
{عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا(26)إِلاَّ مَنْ
ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ
رَصَدًا(27)}(3)
شرع الله ـ عز وجل ـ ما ارتضاه لعباده :
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ
مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا
وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ(55)}(4)
الشرع لا يمنع التنازل عن الحقوق بالتراضي :
__________
(1) الأنبياء : 25-28 مكية
(2) النجم : 26 مكية
(3) الجن : 26-27 مكية
(4) النور : 55 مدنية
(1/16)
{وَإِذَا
طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ
يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ
يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ
تَعْلَمُونَ(232)وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ
كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ
رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ
وُسْعَهَا لاَ تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ
وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَنْ تَرَاضٍ
مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا
أَوْلاَدَكُمْ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ
بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ
بَصِيرٌ(233)}(1)
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ
إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلاَ تَقْتُلُوا
أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا(29)}(2)
شاهد الدين يشترط فيه رضا الطرفين عنه :
__________
(1) البقرة : 232-233 مدنية
(2) النساء : 29 مدنية
(1/17)
{يَاأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى
فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ
أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلْ الَّذِي
عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا
فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لاَ
يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ
وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ
فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنْ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ
إِحْدَاهُمَا أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى وَلاَ
يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلاَ تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا
أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ
لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُوا إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً
حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ
تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلاَ
شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ
وَيُعَلِّمُكُمْ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(282)}(1)
وجوب الرضا بالمعاش :
{تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنْ
ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ
أَعْيُنُهُنَّ وَلاَ يَحْزَنَّ وَيَرْضَوْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ
وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا
حَلِيمًا(51)}(2)
عتاب الله ـ عز وجل ـ على رسوله Jمرضاة
سواه :
__________
(1) البقرة : 282 مدنية
(2) الأحزاب : 51 مدنية
(1/18)
{
يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي
مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ(1)قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ
تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ
الْحَكِيمُ(2)وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا
فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ
وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا
قَالَ نَبَّأَنِي الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ(3)}(1)
الأحاديث الواردة في "الرضا"
__________
(1) التحريم : 1-3 مدنية
(1/19)
1*(عَنِ
ابْنِ مَسْعُودٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ أَنَّ رَسُولَ اللهِ J قَالَ: [ آخِرُ
مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ . فَهُوَ يَمْشِي مَرَّةً وَيَكْبُو(1) مَرَّةً .
وَتَسْفَعُهُ(2) النَّارُ مَرَّةً.فَإِذَا مَا جَاوَزَهَا الْتَفَتَ إِلَيْهَا.
فَقَالَ: تَبَارَكَ الَّذِي نَجَّانِي مِنْكِ. لَقَدْ أَعْطَانِي اللهُ شَيْئًا
مَا أَعْطَاهُ أَحَدًا مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ . فَتُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ
. فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّي، أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ، فَِلأَسْتَظِلَّ
بِظِلِّهَا وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا . فَيَقُولُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ: يَا بْنَ
آدَمَ، لَعَلِّي إِنْ أَعْطَيْتُكَهَا سَأَلْتَنِي غَيْرَهَا . فَيَقُولُ لاَ يَا
رَبِّ، وَيُعَاهِدُهُ أَنْ لاَ يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا . وَرَبُّهُ يَعْذِرُهُ.
لأَنَّهُ يَرَى مَا لاَ صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ(3). فَيُدْنِيهِ مِنْهَا،
فَيَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ
هِي أَحْسَنُ مِنَ الأُولَى . فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ
لأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا وَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا لاَ أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا .
فَيَقُولُ(4): يَا بْنَ آدَمَ، أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لاَ تَسْأَلَنِي
غَيْرَهَا؟ فَيَقُولُ: لَعَلِّي إِنْ أَدْنَيْتُكَ مِنْهَا تَسْأَلُنِي
غَيْرَهَا؟، فَيُعَاهِدُهُ أَنْ لاَ يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا . وَرَبُّهُ يَعْذِرُهُ،
لأَنَّهُ يَرَى مَا لاَ صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ فَيُدْنِيهِ مِنْهَا فَيَسْتَظِلُّ
بِظِلِّهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا . ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ عِنْدَ بَابِ
__________
(1) يكبو: معناه يسقط على وجهه.
(2) تسفعه: تضرب وجهه وتسوده وتؤثر فيه أثرًا.
(3) مالا صبر له عليه:معناه أي نعمة لا صبر له عليها.
(4) القائل هنا هو المولى ـ عز وجل ـ وفي الكلام إيجاز بحذف قول ابن آدم: [بلى:
يارب].
(1/20)
الْجَنَّةِ
هِيَ أَحْسَنُ مِنَ الأُولَيَيْنِ،
فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ لأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا وَأَشْرَبَ
مِنْ مَائِهَا، لاَ أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا، فَيَقُولُ: يَا بْنَ آدَمَ، أَلَمْ
تُعَاهِدْنِي أَنْ لاَ تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا؟. قَالَ: بَلَى يَا رَبِّ، هَذِهِ
لاَ أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا . وَرَبُّهُ يَعْذِرُهُ لأَنَّهُ يَرَى مَا لاَ صَبْرَ
لَهُ عَلَيْهِ، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا، فَإِذَا أَدْنَاهُ مِنْهَا، فَيَسْمَعُ
أَصْوَاتَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، أَدْخِلْنِيهَا، فَيَقُولُ:
يَا بْنَ آدَمَ مَا يَصْرِينِي مِنْكَ؟(1) أَيُرْضِيكَ أَنْ أُعْطِيَكَ الدُّنْيَا
وَمِثْلَهَا مَعَهَا؟. قَالَ: يَا رَبِّ، أَتَسْتَهْزِىءُ مِنِّي وَأَنْتَ رَبُّ
الْعَالَمِينَ]. فَضَحِكَ ابْنُ مَسْعُودٍ فَقَالَ: أَلاَ تَسْأَلُونِي مِمَّ
أَضْحَكُ؟. فَقَالُوا: مِمَّ تَضْحَكُ؟. قَالَ: هَكَذَا ضَحِكَ رَسُولُ اللهِ J . فَقَالُوا: مِمَّ
تَضْحَكُ يَارَسُولَ اللهِ؟. قَالَ: [ مِنْ ضِحْكِ رَبِّ الْعَالَمِينَ حِينَ
قَالَ: أَتَسْتَهْزِىءُ مِنِّي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟. فَيَقُولُ: إِنِّي
لاَ أَسْتَهْزِىء مِنْكَ، وَلَكِنِّي عَلَى مَا أَشَاءُ قَادِرٌ])*(2).
__________
(1) ما يصريني منك: ما يقطع مسألتك مني . أو أي شيء يرضيك ويقطع السؤال بيني وبينك
.
(2) مسلم(7)واللفظ له، وأحمد في المسند (1/2) رقم (3).
(1/21)
2-
*( عَنْ أَنَسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ J فَقَالَ: إِنِّي
أَشْتَهِي الْجِهَادَ، وَلاَ أَقْدِرُ عَلَيْهِ . قَالَ: [ هَلْ بَقِيَ مِنْ
وَالِدَيْكَ أَحَدٌ؟]. قَالَ:أُمِّي .قَالَ: [ قَابِلِ اللهَ فِي بِرِّهَا،
فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ كَانَ لَكَ أَجْرُ حَاجٍّ وَمُعْتَمِرٍ وَمُجَاهِدٍ،
فَإِذَا رَضِيَتْ عَنْكَ أُمُّكَ فَاتَّقِ وَبِرَّهَا])*(1).
3*( عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ أَنَّ النَّبِيَّ J قَالَ: [ أَلاَ
أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَرْضَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ،
وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِعْطَاءِ الذَّهَبِ
وَالْوَرِقِ، وَمِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ،
وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟] قَالُوا: وَمَا ذَاكَ؟ يَارَسُولَ اللهِ، قَالَ: [
ذِكْرُ اللهِ])*(2).
__________
(1) الهيثمي في المجمع (8/8) وقال: رواه أبو يعلى والطبراني في الصغير والأوسط
. ورجالهما رجال الصحيح. والمنذري في الترغيب والترهيب (3/5) وقال: رواه أبو
يعلى والطبراني في الصغير والأوسط وإسنادهما جيد.
(2) الترمذي (7)، وابن ماجة (2/0) واللفظ له وصححه الألباني، صحيح ابن
ماجة(7).
(1/22)
4-*(عَنْ
سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: أَمَرَ مُعَاوِيَةُ
بْنُ أَبِي سُفْيَانَ سَعْدًا فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسُبَّ أَبَا
التُّرَابِ؟ .فَقَالَ: أَمَّا مَا ذَكَرْتُ ثَلاَثًا قَالَهُنَّ لَهُ رَسُولُ
اللهِ J، فَلَنْ أَسُبَّهُ . لأَنْ تَكُونَ لِي وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ
أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ . سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ J يَقُولُ لَهُ،
خَلَّفَهُ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: يَارَسُولَ اللهِ
خَلَّفْتَنِي مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ؟. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ J: [ أَمَا تَرْضَى
أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى . إِلاَّ أَنَّهُ لاَ
نُبُوَّةَ بَعْدِي ].وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ يَوْمَ خَيْبَرَ:لأُعْطِيَنَّ
الرَّايَةَ رَجُلاً يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ،
قَالَ:فَتَطَاوَلْنَا لَهَا،فَقَالَ: [ ادْعُوا لِي عَلِيًّا]، فَأُتِيَ بِهِ
أَرْمَدَ . فَبَصَقَ فِي عَيْنِهِ وَدَفَعَ الرَّايَةَ إِلَيْهِ . فَفَتَحَ اللهُ
عَلَيْهِ . وَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ:{ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ
أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءَكُمْ }( آل عمران: 1) دَعَا رَسُولُ اللهِ J عَلِيًّا
وَفَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا فَقَالَ: [اللَّهُمَّ هَؤُلاَءِ أَهْلِي])*(1).
5- *( عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ
بَنِي فَزَارَةَ تَزَوَّجَتْ عَلَى نَعْلَيْنِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ J: [ أَرَضِيتِ مِنْ
نَفْسِكِ وَمَالِكِ بِنَعْلَيْنِ؟]. قَالَتْ: نَعَمْ . قَالَ: [
فَأَجَازَهُ])*(2).
__________
(1) البخاري ـ الفتح 7(6)، مسلم (4) واللفظ له
(2) الترمذي (3) وقال: حديث حسن صحيح. وابن ماجة (1888)، وأحمد (3/445).
(1/23)
6(
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ أَنَّ أُنَاسًا مِنَ
الأَنْصَارِ قَالُوا يَوْمَ حُنَيْنٍ، حِينَ أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ
أَمْوَالِ هَوَازِنَ مَا أَفَاءَ. فَطَفِقَ رَسُولُ اللهِ J . يُعْطِي رِجَالاً
مِنْ قُرَيْشٍ الْمِائَةَ مِنَ الإِبِلِ . فَقَالُوا: يَغْفِرُ اللهُ لِرَسُولِ
اللهِ. يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَتْرُكُنَا وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ.
قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: فَحُدِّثَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ J مِنْ قَوْلِهِمْ .
فَأَرْسَلَ إِلَى الأَنصَارِ. فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ(1) فَلَمَّا
اجْتَمَعُوا جَاءَهُمْ رَسُولُ اللهِ J فَقَالَ: [مَا
حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكُمْ؟]. فَقَالَ لَهُ فُقَهَاءُ الأَنْصَارِ: أَمَّا ذَوُو
رَأْيِنَا، يَارَسُولَ اللهِ فَلَمْ يَقُولُوا شَيْئًا . وَأَمَّا أُنَاسٌ مِنَّا
حَدِيثَةٌ أَسْنَانُهُمْ، قَالُوا: يَغْفِرُ اللهُ لِرَسُولِهِ . يُعْطِي
قُرَيْشًا وَيَتْرُكُنَا، وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ، فَقَالَ
رَسُولُ اللهِ J: [ إِنِّي أُعْطِي رِجَالاً حَدِيثِي عَهْدٍ بِكُفْرٍ
أَتَأَلَّفُهُمْ(2). أَفَلاَ تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالأَمْوَالِ،
وَتَرْجِعُونَ إِلَى رِحَالِكُمْ(3) بِرَسُولِ اللهِ؟ فَوَاللهِ، لَمَا
تَنْقَلِبُونَ بِهِ خَيْرٌ مِمَّا يَنْقَلِبُونَ بِهِ فَقَالُوا:بَلَى. يَارَسُولَ
اللهِ، قَدْ رَضِينَا . قَالَ: [ فَإِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ أَثَرَةً شَدِيدَةً(4).
فَاصْبِرُوا حَتَّى
__________
(1) في قبة من أدم: القبة من الخيام: بيت صغير مستدير . وهو من بيوت العرب . ومن
أدم معناه من جلود . وهو جمع أديم بمعنى الجلد المدبوغ . ويجمع أيضًا على أدم.
(2) أتألفهم: أي أستميل قلوبهم بالإحسان ليثبتوا على الإسلام، رغبة في المال.
(3) رحالكم: أي منازلكم .
(4) أثرة شديدة:أى يستأثر عليكم، ويفضل عليكم غيركم بغير حق .
(1/24)
تَلْقَوُا
اللهَ وَرَسُولَهُ.فَإِنِّي عَلَى الْحَوْضِ] قَالُوا:سَنَصْبِرُ)*(1).
7- *( عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ أَنَّ
رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ J فَقَالَ: كَيْفَ تَصُومُ؟ فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ J . فَلَمَّا رَأَى
عُمَرُ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ غَضَبَهُ قَالَ: رَضِينَا بِاللهِ
رَبًّا،وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا. نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ
غَضَبِ اللهِ،وَغَضَبِ رَسُولِهِ . فَجَعَلَ عُمَرُ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ
يُرَدِّدُ هَذَا الكَلاَمَ حَتَّى سَكَنَ غَضَبُهُ،فَقَالَ عُمَرُ: يَارَسُولَ
اللهِ كَيْفَ بِمَنْ يَصُومُ الدَّهْرَ كُلَّهُ؟. قَالَ: [ لاَ صَامَ وَلاَ
أَفْطَرَ؟] ( أَوْ قَالَ [لَمْ يَصُمْ وَلَمْ يُفْطِرْ ]. قَالَ: كَيْفَ مَنْ
يَصُومُ يَوْمَيْنِ وَيُفْطِرُ يَوْمًا؟. قَالَ: [ وَيُطِيقُ ذَلِكَ أَحَدٌ؟].
قَالَ: كَيْفَ مَنْ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا؟ قَالَ: [ ذَاكَ صَوْمُ
دَاوُدَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ)]. قَالَ: كَيْفَ مَنْ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمَيْنِ؟.
قَالَ: [ وَدِدْتُ أَنِّي طُوِّقْتُ ذَلِكَ ]. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ J:
[ ثَلاَثٌ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ . وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ . فَهَذَا صِيَامُ
الدَّهْرِ كُلِّهِ . صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ
يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ . وَصِيَامُ
يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي
قَبْلَهُ])*(2).
__________
(1) البخاري ـ الفتح7(3)،مسلم (9) واللفظ له
(2) مسلم (2).
(1/25)
8-
*( عَنِ ابْنِ عُمَرَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ أَنَّ رَسُولَ اللهِ J كَانَ إِذَا
اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجًا إِلَى سَفَرٍ كَبَّر ثَلاَثًا، ثُمَّ قَالَ: [
سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ(1).
وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ . اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي
سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى، اللَّهُمَّ
هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ. اللَّهُمَّ أَنْتَ
الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ . اللَّهُمَّ إِنِّي
أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ(2) السَّفَرِ، وَكَآبَةِ(3) الْمَنْظَرِ، وَسُوءِ
الْمُنْقَلَبِ(4) فِي الْمَالِ وَالأَهْلِ . وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنَّ، وَزَادَ
فِيهِنَّ [آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ])*(5).
__________
(1) وما كنا له مقرنين: أي ما كنا نطيق قهره واستعماله لولا تسخير الله تعالى إياه
لنا .
(2) وعثاء: المشقة والشدة .
(3) وكآبة: هي تغير النفس من حزن ونحوه.
(4) المنقلب: المرجع .
(5) مسلم (2).
(1/26)
9*(عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ أَنَّ نَاسًا فِي زَمَنِ
رَسُولِ اللهِ J قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ
الْقِيَامَةِ؟ ... الْحَدِيثَ وَفِيهِ: فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ كَأَنَّكَ
كُنْتَ تَرْعَى بِالْبَادِيَةِ . قَالَ: [فَيَخْرُجُونَ كَاللُّؤْلُؤِ فِي
رِقَابِهِمُ الْخَوَاتِمُ(1) يَعْرِفُهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ . هَؤُلاَءِ
عُتَقَاءُ اللهِ الَّذِينَ أَدْخَلَهُمُ اللهُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ عَمَلٍ
عَمِلُوهُ وَلاَ خَيْرٍ قَدَّمُوهُ . ثُمَّ يَقُولُ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ فَمَا
رَأَيْتُمُوهُ فَهُوَ لَكُمْ . فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ
تُعْطِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ . فَيَقُولُ: لَكُمْ عِنْدِي أَفْضَلُ مِنْ
هَذَا. فَيَقُولُونَ: يَا رَبَّنَا أَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ هَذَا؟ فَيَقُولُ:
رِضَايَ فَلاَ أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا ])*(2).
0*(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ J: [ إِنَّ اللهَ
خَلَقَ الْخَلْقَ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ قَالَتِ الرَّحِمُ: هَذَا
مَقَامُ العَائِذِ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ، قَالَ: نَعَمْ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ
أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟. قَالَتْ: بَلَى يَارَبِّ .
قَالَ: فَهُوَ لَكِ].قَالَ رَسُولُ اللهِ J: [ فَاقْرَأُوا
إِنْ شِئْتُمْ:{ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُْمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي
الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ } (محمد/2)])*(3).
__________
(1) الخواتِم جمع خاتَم بفتح التاء وكسرها أشياء من ذهب أو غير ذلك تعلق في
أعناقهم، علامة يعرفون بها.
(2) البخاري ـ الفتح3(9)،ومسلم (3) واللفظ له.
(3) البخاري ـ الفتح0(7)واللفظ له،مسلم (4).
(1/27)
1-
( عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ J: [ إِنَّ اللهَ
لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأَكْلَةَ(1) فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا،
أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا ])*(2).
2- *( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ J: [ إِنَّ اللهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاَثًا، وَيَكْرَهُ لَكُمْ
ثَلاَثًا . فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ،وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا،
وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ(3) جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا . وَيَكْرَهُ
لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ(4)، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ(5)، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ])*(6).
3*( عَنْ أَبِي طَلْحَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ أَنَّ رَسُولَ اللهِ J جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ
وَالْبُشْرَى فِي وَجْهِهِ فَقُلْنَا:إِنَّا لَنَرَى الْبُشْرَى فِي وَجْهِكَ.
فَقَالَ: [ إِنَّهُ أَتَانِي الْمَلَكُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَبَّكَ
يَقُولُ: أَمَا يُرْضِيكَ أَنَّهُ لاَ يُصَلِّي عَلَيْكَ أَحَدٌ إِلاَّ صَلَّيْتُ
عَلَيْهِ عَشْرًا،وَلاَ يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَحَدٌ إِلاَّ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ
عَشْرًا])*(7).
__________
(1) الأكلة: بفتح الهمزة، وهي المرة الواحدة من الأكل، كالغداء والعشاء .
(2) مسلم (4).
(3) الاعتصام بحبل الله: التمسك بعهده واتباع كتابه والتأدب بآدابه .
(4) قيل وقال: هو الخوض في أخبار الناس .
(5) كثرة السؤال: المراد به التنطع في المسائل والإكثار من السؤال عما لا يقع ولا
تدعو إليه الحاجة .
(6) مسلم (5)، وبعضه عند البخاري 0(5).
(7) النسائي (3/4)، والحاكم في المستدرك(2/0) وصححه ووافقه الذهبي . وقال
محقق جامع الأصول (4/5): وللحديث شواهد يرتقي بها إلى درجة الحسن أو الصحيح .
(1/28)
4*(
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: دَعَا رَسُولُ اللهِ J عَلَى الَّذِينَ
قَتَلُوا أَصْحَابَ بِئْرِ مَعُونَةَ(1) ثَلاَثِينَ صَبَاحًا يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ
وَذَكْوَانَ وَلِحْيَانَ وَعُصَيَّةَ عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ . قَالَ أَنَسٌ:
أَنْزَلَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِي الَّذِينَ قُتِلُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ
قُرْآنًا قَرَأْنَاهُ حَتَّى نُسِخَ بَعْدُ: أَنْ بَلِّغُوا قَوْمَنَا أَنْ قَدْ
لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا،وَرَضِينَا عَنْهُ)*(2).
5- *( عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ عَمْرٍو ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ عَنِ
النَّبِيِّ J قَالَ: [ رِضَا الرَّبِ فِي رِضَا الْوَالِدِ، وَسَخَطُ الرَّبِ
فِي سَخَطِ الْوَالِدِ)]*(3).
__________
(1) بئر معونة: في أرض بني سليم فيما بين مكة والمدينة.
(2) البخاري ـ الفتح 6(6). مسلم (7)واللفظ له. وعند البخاري: فرضي عنا
وأرضانا ثم رفع ذلك بعد.
(3) الترمذي (9) وصححه الألباني، صحيح الترمذي(9)، وقال محقق جامع الأصول
(1/1): إسناده صحيح
(1/29)
6*(
عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ يَرْفَعُهُ؛ قَالَ:
سَأَلَ مُوسَى رَبَّهُ: [مَا أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً؟. قَالَ: هُوَ
رَجُلٌ يَجِيءُ بَعْدَ مَا أُدْخِلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ. فَيُقَالُ
لَهُ: ادْخُلِ الْجَنَّةَ . فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، كَيْفَ؟. وَقَدْ نَزَلَ
النَّاسُ مَنَازِلَهُمْ وَأَخَذُوا أَخَذَاتِهِمْ؟(1) فَيُقَالُ لَهُ: أَتَرْضَى
أَنْ يَكُونَ لَكَ مِثْلُ مُلْكِ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ الدُّنْيَا؟. فَيَقُولُ:
رَضِيتُ رَبِّ . فَيَقُولُ: لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ وَمِثْلُهُ
وَمِثْلُهُ . فَقَالَ فِي الْخَامِسَةِ: رَضِيتُ رَبِّ،.فَيَقُولُ: هَذَا لَكَ
وَعَشْرَةُ أَمْثَالِهِ . وَلَكَ مَا اشْتَهَتْ نَفْسُكَ وَلَذَّتْ عَيْنُكَ .
فَيَقُولُ: رَضِيتُ رَبِّ،.قَالَ: رَبِّ، فَأَعْلاَهُمْ مَنْزِلَةً؟ قَالَ:
أُولَئِكَ الَّذِينَ أَرَدْتُ(2)غَرَسْتُ(3) كَرَامَتَهُمْ بِيَدِي. وَخَتَمْتُ
عَلَيْهَا . فَلَمْ تَرَ عَيْنٌ وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى قَلْبِ
بَشَرٍ(4). قَالَ وَمِصْدَاقُهُ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ـ:{فَلاَ
تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} (السجدة /7)
الآيَةُ)*(5).
__________
(1) وأخذوا أخذاتهم: هو ما أخذوه من كرامة مولاهم .
(2) أردت: اخترت واصطفيت .
(3) غرست: اصطفيتهم فلا يتطرق إلى كرامتهم تغيير .
(4) لم يخطر على قلب بشر: أي لم يخطر على قلب بشر ما أكرمتهم به وأعددته لهم.
(5) مسلم (9).
(1/30)
7-
*( عَنِ ابْنِ عُمَرَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ J رَجُلاً يَحْلِفُ
بِأَبِيهِ. فَقَالَ: [لاَ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ، مَنْ حَلَفَ بِاللهِ
فَلْيَصْدُقْ، وَمَنْ حُلِفَ لَهُ بِاللهِ فَلْيَرْضَ، وَمَنْ لَمْ يَرْضَ بِاللهِ
فَلَيْسَ مِنَ اللهِ])*(1).
8*( عَنْ عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ـ عَنِ النَّبِيِّ J قَالَ: [السِّوَاكُ
مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ، مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ])*(2).
9*( عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ الأَنْصَارِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ
عَنْهُ ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ J: [عَلَيْكُمْ
بِالأَبْكَارِ، فَإِنَّهُنَّ أَعْذَبُ أَفْوَاهًا، وَأَنْتَقُ أَرْحَامًا،
وَأَرْضَى بِالْيَسِيرِ])*(3).
0- *( عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قَالَ
لَنَا رَسُولُ اللهِ J: [ أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا رُبْعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ].
قَالَ: فَكَبَّرْنَا، ثُمَّ قَالَ: [أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ
أَهْلِ الْجَنَّةِ ]. قَالَ: فَكَبَّرْنَا، ثُمَّ قَالَ: [ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ
تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَسَأُخْبِرُكُمْ عَنْ ذَلِكَ، مَا
الْمُسْلِمُونَ فِي الْكُفَّارِ إِلاَّ كَشَعْرَةٍ بَيْضَاءَ فِي ثَوْرٍ
أَسْوَدَ،أَوْ كَشَعْرَةٍ سَوْدَاءَ فِي ثَوْرٍ أَبْيَضَ ])*(4).
__________
(1) ابن ماجة(1)، وقال البوصيري في الزوائد: رجال إسناده ثقات . وحسنه الحافظ
في الفتح(1/6).
(2) النسائي (1/0) وصححه الألباني، صحيح الجامع(5)، وصحيح سنن النسائي (5)
وقال الحافظ الدمياطي: رواه النسائي وابن خزيمة وابن حبان، والبخاري معلقاً
مجزومًا .
(3) ابن ماجة (1/1) وحسنه الألباني،وهو في الصحيحة(3).
(4) مسلم (1).
(1/31)
1*(عَنْ
جَابِرِ بْنِ عَبْدِاللهِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ J يُعَلِّمُ
أَصْحَابَهُ الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُ السُّورَةَ
مِنَ الْقُرْآنِ، يَقُولُ: [ إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ
رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ لْيَقُلْ:اللَّهُمَّ إِنِّي
أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ
فَضْلِكَ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ،
وَأَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ،اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ هَذَا الأَمْرَ ـ
ثُمَّ يُسَمِّيهِ بِعَيْنِهِ ـ خَيْرًا لِي فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ ـ
قَالَ: أَوْ فِي دِينِي وَمَعَاشِي ـ وَعَاقِبَةِ أَمْرِي ـ فَاقْدُرْهُ لِي،
وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ
أَنَّهُ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: فِي
عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ ـ فَاصْرِفْنِى عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي َالْخَيْرَ
حَيْثُ كَانَ،ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ ])*(1).
2*(عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ـ قَالَتْ: قَالَ
رَسُولُ اللهِ J: [ لاَ يَحِلُّ الْكَذِبُ إِلاَّ فِي ثَلاَثٍ: يُحَدِّثُ
الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ لِيُرْضِيَهَا، وَالكَذِبُ فِي الْحَرْبِ، وَالكَذِبُ
لِيُصْلِحَ بَيْنَ النَّاسِ])*(2).
__________
(1) البخاري ـ الفتح 3(0).
(2) الترمذي (4/9) وقال: حديث حسن وصححه الألباني صحيح سنن الترمذي (2).
(1/32)
3*(
عَنْ أَبِي سَلاَّمٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ خَادِمِ النَّبِيِّ J ـ عَنِ النَّبِيِّ J، قَالَ: [مَا مِنْ
مُسْلِمٍ، أَوْ إِنْسَانٍ، أَوْ عَبْدٍ، يَقُولُ، حِينَ يُمْسِي، وَحِينَ
يُصْبِحُ: رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا.
إِلاَّ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ])*(1).
4*( عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ قَالَ: مَكَثْتُ سَنَةً
أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَنْ آيَةٍ. فَمَا أَسْتَطِيعُ
أَنْ أَسْأَلَهُ هَيْبَةً لَهُ،... الحَدِيثَ وَفِيهِ: فَقُلْتُ(2): يَا رَسُولَ
اللهِ، إِنَّ كِسْرَى وَقَيْصَرَ فِيمَا هُمَا فِيهِ، وَأَنْتَ رَسُولُ اللهِ،
فَقَالَ: أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَهُمُ الدُّنْيَا، وَلَنَا
الآخِرَةُ؟])*(3).
5*( عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ عَنِ النَّبِيِّ J قَالَ: [ مَنْ
أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ
كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ ]. قَالَتْ عَائِشَةُ ـ أَوْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ ـ: إِنَّا
لَنَكْرَهُ الْمَوْتَ . قَالَ: [لَيْسَ ذَلِكَ، وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا
حَضَرَهُ الْمَوْتُ بُشِّرَ بِرِضْوَانِ اللهِ وَكَرَامَتِهِ، فَلَيْسَ شَيْءٌ
أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ، فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ،وَأَحَبَّ اللهُ
لِقَاءَهُ، وَإِنَّ الكَافِرَ إِذَا حُضِرَ بُشِّرَ بِعَذَابِ اللهِ وَعُقُوبَتِهِ
فَلَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ، فَكَرِهَ لِقَاءَ اللهِ
وَكَرِهَ اللهُ لِقَاءهُ])*(4).
__________
(1) ابن ماجة (2/0) وفي الزوائد: إسناده صحيح، ورجاله ثقات .
(2) القائل هو عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ.
(3) البخاري ـ الفتح 8(3)واللفظ له،مسلم (9).
(4) البخاري ـ الفتح1(7)، و مسلم (3).
(1/33)
6*(
عَنْ عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ـ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ J يَقُولُ: [مَنِ
الْتَمَسَ رِضَا اللهِ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللهُ مُؤْنَةَ النَّاسِ .
وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللهِ وَكَلَهُ اللهُ إِلَى النَّاسِ
])*(1).
7*( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ J: [ مَنْ يَأْخُذُ
عَنِّي هَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ فَيَعْمَلُ بِهِنَّ أَوْ يُعَلِّمُ مَنْ يَعْمَلُ
بِهِنَّ ]. فَقَالَ أَبُوهُرَيْرَةَ: فَقُلْتُ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ .
فَأَخَذَ بِيَدِي فَعَدَّ خَمْسًا، وَقَالَ: [ اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ
أَعْبَدَ النَّاسِ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ،
وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ
لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا، وَلاَ تُكْثِرِ الضَّحِكَ فَإِنَّ كَثْرَةَ
الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ ])*(2).
8*( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ J: [وَالَّذِي
نَفْسِي بِيَدِهِ مَا مِنْ رَجُلٍ يَدْعُو امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهَا فَتَأْبَى
عَلَيْهِ إِلاَّ كَانَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ سَاخِطًا عَلَيْهَا حَتَّى يَرْضَى
عَنْهَا])*(3).
9( عَنْ عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ـ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ
الْبِكْرَ تَسْتَحِي. قَالَ: [رِضَاهَا صَمْتُهَا])(4).
الأحاديث الواردة في "الرضا" معنى "
__________
(1) صحيح سنن الترمذي (7) وهو في الصحيحة (1).
(2) أحمد في المسند (2/0)، والترمذي (5) واللفظ له وحسنه الألباني، وابن
ماجة (7) وقال محقق جامع الأصول (1/7): حديث حسن.
(3) البخاري ـ الفتح 9(3)،ومسلم (6) واللفظ له.
(4) البخاري ـ الفتح 9(7)ونحوه عند مسلم (0).
(1/34)
0*(
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ أَنَّ رَسُولَ اللهِ J قَالَ لِنِسْوَةٍ
مِنَ الأَنْصَارِ:
[ لاَ يَمُوتُ لإِحْدَاكُنَّ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ فَتَحْتَسِبَهُ إِلاَّ
دَخَلَتِ الْجَنَّةَ]. فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ: أَوِ اثْنَيْنِ يَا رَسُولَ
اللهِ؟. قَالَ: [ أَوِ اثْنَيْنِ ])*(1).
1*( عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ـ أَنَّهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ J يَقُولُ: [مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ مَا
أمَرَهُ اللهُ: إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللَّهُمَّ أْجُرْنِي
فِي مُصِيبَتِي وَاخْلُفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا . إِلاَّ أَخْلَفَ اللهُ لَهُ
خَيْرًا مِنْهَا ])*(2).
2*( عَنْ أَنَسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: أُصِيبَ حَارِثَةُ يَوْمَ بَدْرٍ
ـ وَهُوَ غُلاَمٌ ـ فَجَاءَتْ أُمُّهُ إِلَى النَّبِيِّ J، فَقَالَتْ: يَا
رَسُولَ اللهِ، قَدْ عَرَفْتَ مَنْزِلَةَ حَارِثَةَ مِنِّي، فَإِنْ يَكُ فِي
الْجَنَّةِ أَصْبِرُ وَأَحْتَسِبُ . وَإِنْ تَكُنِ الأُخْرَى تَرَى مَا أَصْنَعُ؟.
فَقَالَ: [وَيْحَكِ ـ أَوَ هَبِلْتِ(3) ـ أَوَ جَنَّةٌ وَاحِدَةٌ هِيَ؟. إِنَّهَا
جِنَانٌ كَثِيرَةٌ، وَإِنَّهُ لَفِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ])*(4).
__________
(1) البخاري ـ الفتح 3(9)،ومسلم (2) واللفظ له
(2) مسلم (8).
(3) هَبِلْتِ: بفتح الهاء وكسر الباء أي: أَفَقَدْتِ عقلك بفقد ابنك حتى جعلت
الجنان جنة واحدة.
(4) البخاري ـ الفتح 1(0).
(1/35)
3*(
عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ أَنَّ رَسُولَ اللهِ J قَالَ[إِذَا مَاتَ
وَلَدُ الْعَبْدِ، قَالَ اللهُ لِمَلاَئِكَتِهِ:قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ:
نَعَمْ فَيَقُولُ: قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ، فَيَقُولُونَ: نَعَمْ،
فَيَقُولُ: مَاذَا قَالَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ .
فَيَقُولُ اللهُ: ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَسَمُّوهُ بَيْتَ
الْحَمْدِ])*(1).
4*( عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللهِ J: [عَجِبْتُ مِنْ قَضَاءِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ـ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ
أَصَابَهُ خَيْرٌ حَمِدَ رَبَّهُ وَشَكَرَ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ حَمِدَ
رَبَّهُ وَصَبَرَ. الْمُؤْمِنُ يُؤْجَرُ فِي كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى فيِّ اللُّقْمَةِ
يَرْفَعُهَا إِلَى فِي امْرَأَتِهِ])*(2).
5*( عَنْ صُهَيْبٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ: قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ J [عَجَبًا لأَمْرِ
الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ
. إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ
ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًالَهُ])*(3).
6( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ أَنَّ رَسُولَ اللهِ J قَالَ: [ يَقُولُ
اللهُ تَعَالَى: مَا لِعَبْدِي الْمُؤْمِنِ عِنْدِي جَزَاءٌ إِذَا قَبَضْتُ
صَفِيَّهُ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ثُمَّ احْتَسَبَهُ إِلاَّ الْجَنَّةُ ])(4).
__________
(1) الترمذي (1) وحسَّن إسناده الألباني .
(2) أحمد(1/3، 7، 8)وشرح السنة(0) وقال مخرجه: إسناده حسن والبيهقي
في السنن (3/5، 6) والهيثمي في المجمع(7/9)وقال: رواه أحمد بأسانيد
ورجالها كلها رجال الصحيح.
(3) مسلم (9).
(4) البخاري ـ الفتح 1(4) .
(1/36)
المثل
التطبيقي من حياة النبي J في "الرضا"
7*( عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ J حَدَّثَهُ عَنْ
لَيلَةِ أُسْرِيَ بِهِ قَالَ: [بَيْنَمَا أَنَا فِي الْحَطِيمِ ـ وَرُبَّمَا قَالَ
فِي الْحِجْرِـ مُضْطَجِعًا، إِذْ أَتَانِي آتٍ فَقَدَّ ـ قَالَ:وَسَمِعْتُهُ
يَقُولُ: فَشَقَّ ـ مَا بَيْنَ هَذِهِ إِلَى هَذِهِ . فَقُلْتُ لِلْجَارُودِ
وَهُوَ إِلَى جَنْبِي: مَا يَعْنِي بِهِ؟ قَالَ: مِنْ ثُغْرَةِ نَحْرِهِ إِلَى
شِعْرَتِهِ ... الحَدِيثَ.وَفِيهِ: [ ثُمَّ أُتِيتُ بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ
وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ وَإِنَاءٍ مِنْ عَسَلٍ، فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ، فَقَالَ:
هِيَ الْفِطْرَةُ الَّتِي أَنْتَ عَلَيْهَا وَأُمَّتُكَ . ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ
الصَّلاَةُ خَمْسِينَ صَلاَةً كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ فَمَرَرْتُ عَلَى مُوسَى،
فَقَالَ: بِمَ أُمِرْتَ؟. قَالَ: أُمِرْتُ بِخَمْسِينَ صَلاَةً كُلَّ يَوْمٍ .
قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تَسْتَطِيعُ خَمسِينَ صَلاَةً كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنَّي
وَاللهِ قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ
أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ
لأُمَّتِكَ، فَرَجَعْتُ، فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ
مِثْلَهُ . فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ
مِثْلَهُ . فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ
مِثْلَهُ . فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بِعَشْرِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ
فَقَالَ مِثْلَهُ . فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ،
فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ: بِمَ أُمِرْتَ؟. قُلْتُ: أُمِرْتُ بِخَمْسِ
صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ. قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تَسْتَطِيعُ خَمْسَ صَلَواَتٍ
(1/37)
كُلَّ
يَوْمٍ، وَإِنِّي قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وَعَالَجْتُ بَنِي
إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ
التَّخْفِيفَ لأُمَّتِكَ . قَالَ: سَأَلْتُ رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ، وَلَكِنْ
أَرْضَى وَأُسَلِّمُ. قَالَ:فَلَمَّا جَاوَزْتُ نَادَى مُنَادٍ . أَمْضَيْتُ
فَرِيضَتِي، وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي])*(1).
8- *( عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ أَنَّ رَسُولَ
اللهِ J جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ؛ فَقَالَ: [إِنَّ عَبْدًا خَيَّرَهُ
اللهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ
فَاخْتَارَ مَا عِنْدَهُ ]، فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ: فَدَيْنَاكَ
بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا . فَعَجِبْنَا لَهُ. وَقَالَ النَّاسُ: انْظُرُوا
إِلَى هَذَا الشَّيْخِ، يُخبِرُ رَسُولُ اللهِ J عَنْ عَبْدٍ
خَيَّرَهُ اللهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا
عِنْدَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا، فَكَانَ
رَسُولُ اللهِ J هُوَ الْمُخَيَّرُ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ هُوَ أَعْلَمَنَا بِهِ .
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ J: [إِنَّ مِنْ أَمَنِّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ
أَبَا بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلاً مِنْ أُمَّتِي لاَتَّخَذْتُ
أَبَا بَكْرٍ، إِلاَّ خُلَّةَ الإِسْلاَمِ، لاَ يَبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ
خَوْخَةٌ (2)إِلاَّ خَوْخَةُ أَبِي بَكْرٍ])*(3).
__________
(1) البخاري ـ الفتح7(7) واللفظ له،ومسلم (4).
(2) الْخُوخَةُ: هي البابُ الصغير بين البيتين أو الدارين.
(3) البخاري ـ الفتح7(4) واللفظ له، ومسلم (2).
(1/38)
9-
*( عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: دَخَلْنَا مَعَ
رَسُولِ اللهِ J عَلَى
أَبِي سَيْفٍ الْقَيْنِ(1)، وَكَانَ ظِئْرًا(2)لإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ،
فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ J إِبْرَاهِيمَ فَقَبَّلَهُ وَشَمَّهُ . ثُمَّ دَخَلْنَا عَلَيْهِ
بَعْدَ ذَلِكَ ـ وَإِبْرَاهِيمُ يَجُودُ بِنَفْسِهِ ـ فَجَعَلَتْ عَيْنَا رَسُولِ
اللهِ J تَذْرِفَانِ . فَقَالَ لَهُ عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ـ
رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ: وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ . فَقَالَ: [يَا ابْنَ عَوْفٍ
إِنَّهَا رَحْمَةٌ]. ثُمَّ أَتْبَعَهَا بِأُ خْرَى. فَقَالَ J: [ إِنَّ الْعَيْنَ
تَدْمَعُ وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ وَلاَ نَقُولُ إِلاَّ مَا يَرْضَى
رَبُّنَا.وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ])*(3).
0- ( عَنْ عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ـ قَالَتْ: فَقَدْتُ رَسُولَ اللهِ J لَيْلَةً فِي
الْفِرَاشِ . فَالْتَمَسْتُهُ فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ وَهُوَ
فِي الْمَسْجِدِ(4) وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ وَهُوَ يَقُولُ: [اللَّهُمَّ أَعُوذُ
بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ
مِنْكَ لاَ أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ(5). أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى
نَفْسِكَ])(6).
من الآثار وأقوال العلماء الواردة في "الرضا"
__________
(1) القين: الحدّاد.
(2) الظئر: المرضعة ولد غيرها واللفظ له. وزوجها ظئر لذلك الرضيع.
(3) البخاري - الفتح 3(3) واللفظ له،و مسلم (5).
(4) المسجد: أي في السجود أو في الموضع الذي كان يصلي فيه، في حجرته.
(5) لا أحصي ثناء عليك: أي لا أحصي نعمتك وإحسانك والثناء بها عليك وإن اجتهدت في
الثناء عليك .
(6) مسلم (6).
(1/39)
1*(
قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ: [ أُوصِيكَ بِخِصَالٍ تُقَرِّبُكَ مِنَ اللهِ
وَتُبَاعِدُكَ مِنْ سَخَطِهِ: أَنْ تَعْبُدَ اللهَ لاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا،
وَأَنْ تَرْضَى بِقَدَرِ اللهِ فِيمَا أَحْبَبْتَ وَكَرِهْتَ ])*(1).
2( كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَبِي مُوسَى ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا
ـ: [ أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الْخَيْرَ كُلَّهُ فِي الرِّضَى،فَإِنِ اسْتَطَعْتَ
أَنْ تَرْضَى وَإِلاَّ فَاصْبِرْ])*(2).
3*( عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ قَالَ: [لَمَّا كَانَ بَيْنَ
إِبْرَاهِيمَ وَبَيْنَ أَهْلِهِ مَا كَانَ خَرَجَ بِإِسْمَاعِيلَ وَأُمِّ
إِسْمَاعِيلَ، وَمَعَهُمْ شَنَّةٌ(3) فِيهَا مَاءٌ، فَجَعَلَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ
تَشْرَبُ مِنَ الشَّنَّةِ فَيَدِرُّ لَبَنُهَا عَلَى صَبِيِّهَا حَتَّى قَدِمَ
مَكَّةَ فَوَضَعَهَا تَحْتَ دَوْحَةٍ (4)، ثُمَّ رَجَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى
أَهْلِهِ فَاتَّبَعَتْهُ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ حَتَّى لَمَّا بَلَغُوا كَدَاءَ
نَادَتْهُ مِنْ وَرَائِهِ: يَا إِبْرَاهِيمُ إِلَى مَنْ تَتْرُكُنَا؟ قَالَ: إِلَى
اللهِ . قَالَتْ: رَضِيتُ بِاللهِ ])*(5).
4*(قَالَ عَبْدُاللهِ بْنُ عَمْرٍو ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ [إِذَا تُوُفِّيَ
الْعَبْدُ الْمؤْمِنُ، أَرْسَلَ اللهُ إِلَيْهِ مَلَكَيْنِ، وَأَرْسَلَ إِلَيْهِ
بِتُحْفَةٍ مِنَ الْجَنَّةِ . فَيُقَالُ: اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ
الْمُطْمَئِنَّةُ، اخْرُجِي إِلَى رَوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ عَنْكِ رَاض])*(6).
__________
(1) مدارج السالكين، لابن القيم (2/9).
(2) المرجع السابق:(2/5).
(3) الشَّنَّةُ: هِيَ الْقِرْبَةُ الصَّغِيرَةُ.
(4) الدوحة: الشجرةُ الكبيرة.
(5) البخاري ـ الفتح 6(5).
(6) مدارج السالكين (2/6) .
(1/40)
5-
*( عَنْ عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ـ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:{وَإِنِ
امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} النساء/128)،
قَالَتْ: [ هُوَ الرَّجُلُ يَرَى مِنَ امْرَأَتِهِ مَا لاَ يُعْجِبُهُ كِبَرًا
أَوْ غَيْرَهُ فَيُرِيدُ فِرَاقَهَا، فَتَقُولُ: أَمْسِكْنِي، أَوِ اقْسِمْ لِي
مَا شِئْتَ . قَالَتْ: وَلاَ بَأْسَ إِذَا تَرَاضَيَا])*(1).
6- *( قَالَ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ: [ مَنْ لَمْ يَرْضَ بِالْقَضَاءِ فَلَيْسَ
لِحُمْقِهِ دَوَاءٌ])*(2).
7- *( قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ: [ عَلاَمَةُ حُبِّ اللهِ، كَثْرَةُ
ذِكْرِهِ، فَإِنَّكَ لاَ تُحِبُّ شَيْئًا إِلاَّ أَكْثَرْتَ مِنْ ذِكْرِهِ،
وَعَلاَمَةُ الدِّينِ: الإِخْلاَصُ للهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلاَنِيَةِ،
وَعَلاَمَةُ الشُّكْرِ: الرِّضَى بِقَدَرِ اللهِ وَالتَّسْلِيمُ
لِقَضَائِهِ])*(3).
8- *( عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ قَالَ بَلَغَنِي أَنَّ
رَجُلاً مِنْ بَعْضِ الْفُقَهَاءِ كَتَبَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ
عَنْهُمَا ـ يَقُولُ: [ أَلاَ إِنَّ لأَهْلِ التَّقْوَى عَلاَمَاتٍ يُعْرَفُونَ
بِهَا، وَيَعْرِفُونَهَا مِنْ أَنْفُسِهِمْ، مَنْ رَضِيَ بِالْقَضَاءِ، وَصَبَرَ
عَلَى الْبَلاَءِ، وَشَكَرَ عَلَى النَّعْمَاءِ، وَصَدَقَ بِاللِّسَانِ، وَوَفَّى
بِالْوَعْدِ وَالْعَهْدِ، وَتَلاَ لأَحْكَامِ الْقُرْآنِ، وَإِنَّمَا الإِمَامُ
سُوقٌ مِنَ الأَسْوَاقِ، فَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْحَقِّ حَمَلَ إِلَيْهِ
أَهْلُ الْحَقِّ حَقَّهُمْ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْبَاطِلِ حَمَلَ إِلَيْهِ
أَهْلُ الْبَاطِلِ بَاطِلَهُمْ ])*(4).
__________
(1) البخاري ـ الفتح 5(4).
(2) الإحياء للغزالي (3/6).
(3) مدارج السالكين (2/7).
(4) جامع الأصول (1/3، 4)
(1/41)
9*(
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ: قَالَ دَاوُدُ لابْنِهِ سُلَيْمَانَ
عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ: [ يَا بُنَيَّ،إِنَّمَا تَسْتَدِلُّ عَلَى تَقْوَى
الرَّجُلِ بِثَلاَثَةِ أَشْيَاءَ: لِحُسْنِ تَوَكُّلِهِ عَلَى اللهِ فِيمَا
نَابَهُ، وَلِحُسْنِ رِضَاهُ فِيمَا آتَاهُ، وَلِحُسْنِ زُهْدِهِ فِيمَا
فَاتَهُ])*(1).
0- *( قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ: [ ثَمَرَةُ الرِّضَى: الْفَرَحُ
وَالسُّرُورُ بِالرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى])*(2).
1*( قَالَ الفَيْرُوزَابَادِيُّ: [ رِضَا الْعَبْدِ عَنِ اللهِ عَلَى أَلاَّ
يَكْرَهَ مَا يَجْرِي بِهِ قَضَاؤُهُ، والرِّضْوَانُ الرِّضَا الْكَبِيرُ.
وَلَمَّا كَانَ أَعْظَمُ الرِّضَا رِضَا اللهِ خَصَّ لَفْظَ الرِّضْوَانِ فِي
الْقُرْآنِ بِمَا كَانَ مِنَ اللهِ تَعَالَى])*(3).
2*( قَالَ مَحْمُودٌ الْوَرَّاقُ:
أَعْيَيْتُ كُلَّ النَّاسِ مِنْ نَفْسِي الرِّضَا إِلاَّ الْحَسُودَ فَإِنَّهُ
أَعْيَانِي
مَا إِنَّ لِي ذَنْبًا إِلَيْهِ عَمِلْتُهُ إِلاَّ تَظَاهُرُ نِعْمَةِ الرَّحْمَنِ
وَأَبَى فَمَا يُرْضِيهِ إِلاَّ ذِلَّتيِ وَذَهَابُ أَمْوَالِي وَقَطْعُ
لِسَانِي)*(4).
3- *( قَالَ المْتُنَبِّيُّ:
وَعَيْنُ الرِّضَى عَنْ كُلِّ عَيْبٍ كَلِيلَةٌ كَمَا أَنَّ عَيْنَ السُّخْطِ
تُبْدِي الْمَسَاوِيَا)*(5).
4- *( قال كُشَاجِمٌ:
لَمْ أَرْضَ عَنْ نَفْسِي مَخَافَةَ سُخْطِهَا وَرِضَا الْفَتَى عَنْ نَفْسِهِ
إِغْضَابُهَا
وَلَوْ انَّنِي عَنْهَا رَضِيتُ لَقَصَّرَتْ عَمَّا تَزِيدُ بِمِثِْلهِ آدَابُهَا
__________
(1) الدر المنثور للسيوطي (1/2).
(2) ابن أبي الدنيا، في التقوى .
(3) أدب الدنيا والدين للماوردي ( ص 9).
(4) المرجع السابق (3).
(5) مدارج السالكين (2/3).
(1/42)
وَتَبَيَّنَتْ
آثَارَ ذَاكَ فَأَكْثرَتْ عذْلِي عَلَيْهِ فَطَالَ فِيهِ عِتَابُهَا)(1).
من فوائد "الرضا"
(1) يُثْمِرُ مَحَبَّةَ اللهِ وَرِضَاهُ وَتَجَنُّبَ سُخْطِهِ.
(2) دَلِيلٌ عَلَى كَمَالِ الإيمَانِ وَحُسْنِ الإِسْلاَمِ.
(3) الفَوْزُ بِالجَنَّةِ وَالنَّجَاةُ مِنَ النَّارِ.
(4) مَظْهَرٌ مِنْ مَظَاهِرِ صَلاَحِ العَبْدِ وَتَقْوَاهُ.
(5) الوَعْدُ بِالبُشْرَى فِي الآخِرَةِ.
(6) دَلِيلُ حُسْنِ ظَنِّ العَبْدِ بِرَبِّهِ.
(7) طَرِيقٌ إِلَى الفَوْزِ بِرِضْوَانِ اللهِ تَعَالَى .
(8) يُضْفِي عَلَى الإِنْسَانِ الْمُسْلِمِ رَاحَةً نَفْسِيَّةً وَرُوحِيَّةً .
(9) يُجَنِّبُ المُسْلِمَ الأَزَمَاتِ النَّفْسِيَّةَ مِنْ قَلَقٍ زَائِدٍ
وَتَوَتُّرٍ
(0) طَرِيقٌ وَاضِحٌ إِلَى تَحْقِيقِ السَّلاَمِ الاجْتِمَاعِي.
__________
(1) بصائر ذوي التمييز للفيروزابادي(3/7).
2. كتاب : الزهد |
الزهد
الزهد لغةً:
تَدُلُّ مَادَّةُ [زَهَدَ] عَلَى القِلَّةِ فَي كُلِّ شَيْءٍ، يَقُولُ ابْنُ
فَارِسٍ: [الزَّاءُ وَالهَاءُ وَالدَّالُ] أَصْلٌ يَدُلُّ عَلَى قِلَّةِ
الشَّيْءِ. وَالزَّهِيدُ: الشَّيْءُ القَلِيلُ، وَهُوَ مُزْهِدٌ: قَلِيلُ
الْمَالِ: وَيُقَالُ: رَجُلٌ زَهِيدٌ: قَلِيلُ الْمَطْعَمِ، وَهُوَ ضَيِّقُ
الْخُلُقِ أَيْضًا، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الزَّهِيدُ: الوَادِي القَلِيلُ الأَخْذِ
لِلْمَاءِ، وَالزَّهَادُ: الأَرْضُ الَّتِي تَسِيلُ مِنْ أَدْنَى مَطَرٍ(1)،
وَقَدْ أَيَّدَ الرَّاغِبُ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ ابْنُ فَارِسٍ، فَالْمَادَّةُ
تَدُورُ عِنْدَهُ حَوْلَ هَذَا الْمَعْنَى. تَقُولُ: الزَّهِيدُ: الشَّيْءُ
القَلِيلُ، وَالزَّاهِدُ فِي الشَّيْءِ: الرَّاغِبُ عَنْهُ، وَالرَّاضِي مِنْهُ
بِالزَّهِيدِ أَيِ القَلِيلِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَكَانُوا فِيهِ مِنَ
الزَّاهِدِينَ}(يوسف/0)(2).
وَقَدْ تَطَرَّقَتِ الْمَعَاجِمُ إِلَى هَذَا الْمَعْنَى فَيَقُولُ صَاحِبُ
الصِّحَاحِ: وَالْمُزْهِدُ: القَلِيلُ الْمَالِ، وَفِي الحَدِيثِ: [أَفْضَلُ
النَّاسِ مُؤْمِنٌ مُزْهِدٌ] .
وَالزَّهِيدُ القَلِيلُ وَفُلاَنٌ يَزْهَدُ عَطَاءَ فُلاَنٍ أَيْ يَعُدُّهُ
زَهِيدًا قَلِيلاً(3)، وَيَقُولُ الزَّمَخْشَرِيُّ: [وَفُلاَنٌ زَاهِدٌ زَهِيدٌ
بَيِّنُ الزَّهَادَةِ وَالزُّهْدِ وَهِيَ قِلَّةُ الطُّعْمِ، وَقَدَّمَ إِلَيْهِمْ
طَعَامًا فَتَزَاهَدُوهُ أَيْ رَأَوْهُ زَهِيدًا قَلِيلاً وَتَحَاقَرُوهُ. وَمِنَ
الْمَجَازِ وَادٍ زَهِيدٌ: قَلِيلُ الأَخْذِ لِلْمَاءِ، وَرَجُلٌ زَهِيدٌ: أَيْ
قَلِيلُ الخَيْرِ . وَهُوَ زَهِيدُ الْعَيْنِ يُقْنِعُهُ القَلِيلُ(4).
__________
(1) المقاييس( 3/0).
(2) المفردات (0) .
(3) الصحاح (2/1) .
(4) أساس البلاغة (7) .
(1/1)
وَزَهِيدُ الأَرْضِ ضَيِّقُهَا لاَ
يَخْرُجُ مِنْهَا كَثِيرُ مَاءٍ وَجَمْعُهُ زُهْدَانٌ. وَالزَّهِيدُ: الحَقِيرُ،
وَعَطَاءٌ زَهِيدٌ قَلِيلٌ. وَازْدَهَدَ العَطَاءَ اسْتَقَلَّهُ ... وَفِي
الحَدِيثِ [لَيْسَ عَلَيْكَ حِسَابٌ وَلاَ عَلَى مُؤْمِنٍ مُزْهِدٍ] وَمِنْهُ
حَدِيثُ سَاعَةِ الْجُمُعَةِ [فَجَعَلَ يُزَهِّدُهَا] أَيْ يُقَلِّلُهَا، وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ [إِنَّكَ لَزَهِيدٌ] وَفِي حَدِيثِ خَالِدٍ:
كَتَبَ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ [أَنَّ النَّاسَ قَدِ انْدَفَعُوا فِي
الخَمْرِ، وَتَزَاهَدُوا الحَدَّ أَيِ احْتَقَرُوهُ وَأَهَانُوهُ وَرَأَوْهُ
زَهِيدًا](1). وَالزَّهَدُ بِفَتْحَتَيْنِ الزَّكَاةُ؛ لأَِنَّ زَكَاةَ الْمَالِ
أَقَلُّ شَيْءٍ فِيهِ (2).
وَالزُّهْدُ ضِدُّ الرَّغْبَةِ، يُقَالُ: فُلاَنٌ يَزْهَدُ فِي الشَّيْءِ أَيْ
يَرْغَبُ عَنْهُ، وَهُوَ مِنَ الأَصْلِ الأَوَّلِ أَيْضًا؛لأَِنَّهُ لاَ يُزْهَدُ
إِلاَّ فِي القَلِيلِ أَوِ الحَقِيرِ، يَقُولُ الجَوْهَرِيُّ: [الزُّهْدُ خِلاَفُ
الرَّغْبَةِ . تَقُولُ: زَهِدَ فِي الشَّيْءِ وَعَنِ الشَّيْءِ: خِلاَفُ
التَّرْغِيبِ فِيهِ(3)] وَزَهَّدَهُ فِي الأَمْرِ: رَغَّبَهُ عَنْهُ، وَفِي
حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ: وَسُئِلَ عَنِ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا فَقَالَ: هُوَ
أَلاَّ يَغْلِبَ الحَلاَلُ شُكْرَهُ، وَلاَ الحَرَامُ صَبْرَهُ، أَرَادَ أَلاَ
يَعْجِزَ وَيَقْصُرَ شُكْرَهُ عَلَى مَا رَزَقَهُ اللهُ مِنَ الحَلاَلِ، وَلاَ
صَبْرَهُ عَنْ تَرْكِ الحَرَامِ (4)، وَفُلاَنٌ يَتَزَهَّدُ: أَيْ يَتَعَبَّدُ(5) .
واصطلاحًا:
__________
(1) اللسان( (3/197) بتصرف ـ ط. بيروت.
(2) أساس البلاغة (7) [ بتصرف ] .
(3) الصحاح (2/1)
(4) لسان العرب(3/197) .
(5) المصدر السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(1/2)
قِيلَ: هُوَ بُغْضُ الدُّنْيَا
وَالإِعْرَاضُ عَنْهَا، وَقِيلَ: هُوَ تَرْكُ رَاحَةِ الدُّنْيَا طَلَبًا
لِرَاحَةِ الاَخِرَةِ، وَقِيلَ: هُوَ أَنْ يَخْلُوَ قَلْبُكَ مِمَّا خَلَتْ مِنْهُ
يَدُكَ(1) .
وَقَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ: الزُّهْدُ الْمَشْرُوعُ: هُوَ
تَرْكُ الرَّغْبَةِ فِيمَا لاَ يَنْفَعُ فِي الدَّارِ الاْخِرَةِ، وَهُوَ فُضُولُ
الْمُبَاحِ الَِّتي لاَ يُسْتَعَانُ بِهَا عَلَى طَاعَةِ اللهِ،كَمَا أَنَّ
الْوَرَعَ الْمَشْرُوعَ:هُوَ تَرْكُ مَا قَدْ يَضُرُّ فِي الدَّارِ الآخِرَةِ .
وَهُوَ تَرْكُ الْمُحَرَّمَاتِ وَالشُّبُهَاتِ الَّتِي لاَ يَسْتَلْزِمُ تَرْكُهَا
تَرْكَ مَا فِعْلُهُ أَرْجَحُ مِنْهَا، كَالوَاجِبَاتِ، فَأَمَّا مَا يَنْفَعُ فِي
الدَّارِ الاْخِرَةِ، فَالزُّهْدُ فِيهِ لَيْسَ مِنَ الدِّينِ بَلْ صَاحِبُهُ
دَاخِلٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:{يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُحَرِّمُوا
طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لاَيُحِبُّ
الْمُعْتَدِينَ} (المائدة/7). كَمَا أَنَّ الاشْتِغَالَ بِفُضُولِ
الْمُبَاحَاتِ، هُوَ ضِدُّ الزُّهْدِ الْمَشْرُوعِ، فَإنِ اشْتَغَلَ بِهَا عَنْ
فِعْلِ وَاجِبٍ أَوْ فِعْلِ مُحَرَّمٍ كَانَ عَاصِيًا، وَإِلاَّ كَانَ مَنْقُوصًا
عَنْ دَرَجَةِ الْمُقَرَّبِينَ إِلَى دَرَجَةِ الْمُقْتَصِدِينَ(2).
__________
(1) التعريفات للجرجانى (5) .
(2) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (مج 0ص1).
(1/3)
وَقَالَ ابْنُ الجَوْزِيِّ:
الزُّهْدُ:عِبَارَةٌ عَنِ انْصِرَافِ الرَّغْبَةِ عَنِ الشَّيْ ءِ إِلَى مَا هُوَ
خَيْرٌ مِنْهُ، وَشَرْطُ الْمَرْغُوبِ عَنْهُ أَنْ يَكُونَ مَرْغُوبًا بِوَجْهٍ
مِنَ الوُجُوهِ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ شَيْءٍ لَيْسَ مَرْغُوبًا فِيهِ، وَلاَ
مَطْلُوبًا فِي نَفْسِهِ لَمْ يُسَمَّ زَاهِدًا . كَمَنْ تَرَكَ التُّرَابَ لاَ
يُسَمَّى زَاهِدًا وَإِنَّهُ لَيْسَ الزُّهْدُ تَرْكَ الْمَالِ وَبَذْلَهُ عَلَى
سَبِيلِ السَّخَاءِ وَالْقُوَّةِ وَاسْتِمَالَةِ القُلُوبِ فَحَسْبُ، بَلِ
الزُّهْدُ أَنْ يَتْرُكَ الدُّنْيَا لِلْعِلْمِ بِحَقَارَتِهَا بِالنِّسْبَةِ
إِلَى نَفَاسَةِ الآخِرَةِ(1).
وَقَالَ ابْنُ القَيِّمِ:إِنَّ الزُّهْدَ سَفَرُ القَلْبِ مِنْ وَطَنِ الدُّنْيَا،
وَأَخْذُهُ فِي مَنَازِلِ الآخِرَةِ. وَعَلَى هَذَا صَنَّفَ الْمُتَقَدِّمُونَ
كُتُبَ الزُّهْدِ، كَالزُّهْدِ لِعَبْدِاللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، وَلِلإِمَامِ
أَحْمَدَ، وَلِوَكِيعٍ، وَلِهَنَّادِ بْنِ السَّرِيِّ، وَلِغَيْرِهِمْ .
وَمُتَعَلَّقُهُ سِتَّةُ أَشْيَاءَ لاَ يَسْتَحِقُّ العَبْدُ اسْمَ الزُّهْدِ
حَتَّى يَزْهَدَ فِيهَا: وَهِيَ الْمَالُ، وَالصُّوَرُ، وَالرِّيَاسَةُ،
وَالنَّاسُ، وَالنَّفْسُ، وَكُلُّ مَادُونَ اللهِ.
__________
(1) مختصر منهاج القاصدين (4) بتصرف.
(1/4)
وَلَيْسَ الْمُرَادُ رَفْضَهَا مِنَ
الْمُلْكِ،فَقَدْ كَانَ سُلَيْمَانُ وَدَاوُدُ ـ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ ـ مِنْ
أَزْهَدِ أَهْلِ زَمَانِهِمَا . وَلَهُمَا مِنَ الْمَالِ وَالْمُلْكِ وَالنِّسَاءِ
مَالَهُمَا. وَكَانَ نَبِيُّنَا J مِنْ أَزْهَدِ
البَشَرِ عَلَى الإِطْلاَقِ.وَلَهُ تِسْعُ نِسْوَةٍ، وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي
طَالِبٍ، وَعَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَالزُّبَيْرُ وَعُثْمَانُ ـ رَضِيَ
اللهُ عَنْهُمْ ـ مِنَ الزُّهَّادِ مَعَ مَا كَانَ لَهُمْ مِنَ الأَمْوَالِ،
وَغَيْرُهُمْ كَثِيرٌ (1).
حقيقة الزهد:
وَقَالَ الإِمَامُ الْغَزَالِيُّ: الزُّهْدُ هُوَ عِبَارَةٌ عَنِ انْصِرَافِ
الرَّغْبَةِ عَنِ الشَّيْءِ إِلَى مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ .
وَكُلُّ مَنْ عَدَلَ عَنْ شَيءٍ إِلَى غَيْرِهِ بِمُعَاوَضَةٍ وَبَيْعٍ وَغَيْرِهِ
فَإِنَّمَا عَدَلَ عَنْهُ لِرَغْبَتِهِ عَنْهُ، وَإِنَّمَا عَدَلَ إِلَى غَيْرِهِ
لِرَغْبَتِهِ فِيهِ(2)، فَحَالُهُ بِالإِضَافَةِ إِلَى الْمَرْغُوبِ
(الْمَعْدُولِ) عَنْهُ تُسَمَّى زُهْدًا، وَبِالإِضَافَةِ إِلِى الْمَعْدُولِ
إِلَيْهِ (الْمَرْغُوبِ فِيهِ) يُسَمَّى رَغْبَةً وَحُبًّا، وَمِنْ ثَمَّ
يَسْتَدْعِي حَالُ الزُّهْدِ مَرْغُوبًا عَنْهُ وَمَرْغُوبًا فِيهِ هُوَ خُيْرٌ
مِنَ الْمَرْغُوبِ عَنْهُ، وَشَرْطُ الْمَرْغُوبِ عَنْهُ أَنْ يَكُونَ هُوَ
أَيْضًا مَرْغُوبًا فِيهِ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ، وَمَنْ رَغِبَ عَمَّا لَيْسَ
مَطْلُوبًا فِي نَفْسِهِ لاَ يُسَمَّى زَاهِدًا، وَشَرْطُ الْمَرْغُوبِ فِيهِ أَنْ
يَكُونَ عِنْدَهُ خَيْرًا مِنَ الْمَرْغُوبِ عَنْهُ …](3).
أقسام الزهد وأحكامه:
قَالَ ابْنُ القَيِّمِ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ: الزُّهْدُ أَقْسَامٌ:
__________
(1) مدارج السالكين (2/3، 4).
(2) يقال: رغب عن الشيء كَرِهَهُ، وَرَغِبَ فِيهِ: أَحَبَّهُ
(3) إحياء علوم الدين (4/7).
(1/5)
(1) زُهْدٌ فِي الحَرَامِ: وَهُوَ
فَرْضُ عَيْنٍ.
(2) وَزُهْدٌ فِي الشُّبُهَاتِ: وَهُوَ بِحَسَبِ مَرَاتِبِ الشُّبْهَةِ، فَإِنْ
قَوِيَتِ الْتَحَقَ بِالْوَاجِبِ، وَإِنْ ضَعُفَتْ كَانَ مُسْتَحَبًّا .
(3)وَزُهْدٌ فِي الفُضُولِ، وَهُوَ زُهْدٌ فِيمَا يَعْنِي مِنَ الكَلاَمِ
وَالنَّظَرِ وَالسُّؤَالِ وَاللِّقَاءِ وَغَيْرِهِ، وَزُهْدٌ فِي النَّاسِ،
وَزُهْدٌ فِي النَّفْسِ حَيْثُ تَهُونُ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللهِ.
(4) وَزُهْدٌ جَامِعٌ لِذَلِكَ كُلِّهِ، وَهُوَ الزُّهْدُ فِيمَا سِوَى مَا
عِنْدَ اللهِ، وَفِي كُلِّ مَا يَشْغَلُكَ عَنِ اللهِ، وَأَفْضَلُ الزُّهْدِ
إِخْفَاءُ الزُّهْدِ، وَأَصْعَبُهُ الزُّهْدُ فِي الحُظُوظِ(1).
ما يعين على الزهد:
وَالَّذِي يُصَحِّحُ هَذَا الزُّهْدَ ثَلاَثَةُ أَشْيَاءَ:
أَحَدُهَا: عِلْمُ العَبْدِ أَنَّ الدُّنْيَا ظِلٌّ زَائِلٌ، وَخَيَالٌ زَائِرٌ،
فَهِيَ كَمَا قَالَ تَعَالَى {كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ
ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرَّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا} (الحديد/0مدنية)
وَسَمَّاهَا اللهُ {مَتَاعَ الْغُرُورِ } وَنَهَى عَنِ الاغْتِرَارِ بِهَا،
وَأَخْبَرَنَا عَنْ سُوءِ عَاقِبَةِ الْمُغْتَرِّينَ، وَحَذَّرَنَا مِثْلَ
مَصَارِعِهِمْ، وَذَمَّ مَنْ رَضِيَ بِهَا، وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهَا.
الثَّانِي:عِلْمُهُ أَنَّ وَرَاءَهَا دَارًا أَعْظَمَ مِنْهَا قَدْرًا، وَأَجَلَّ
خَطَرًا، وَهِيَ دَارُ البَقَاءِ، فَالزُّهْدُ فِيهَا لِكَمَالِ الرَّغْبَةِ
فِيمَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْهَا.
__________
(1) الفوائد (8).
(1/6)
وَالثَّالِثُ: مَعْرِفَتُهُ وَإِيمَانُهُ
الْحَق ُّ بِأَنَّ زُهْدَهُ فِيهَا لاَ يَمْنَعُهُ شَيْئًا كُتِبَ لَهُ مِنْهَا،
وَأَنَّ حِرْصَهُ عَلَيْهَا لاَ يَجْلِبُ لَهُ مَا لَمْ يُقْضَ لَهُ مِنْهَا
فَمَتَى تَيَقَّنَ ذَلِكَ ثَلِجَ لَهُ صَدْرُهُ، وَعَلِمَ أَنَّ مَضْمُونَهُ
مِنْهَا سَيَأْْتِيهِ.
فَهَذِهِ الأُمُورُ الثَّلاَثَةُ تُسَهِّلُ عَلَى الْعَبْدِ الزُّهْدَ فِي
الدُّنْيَا وَتُثَبِّتُ قَدَمَهُ فِي مَقَامِهِ(1).
[للاستزادة: انظر صفات: التواضع ـ الرضا ـ القناعة ـ الورع ـ اليقين ـ الطاعة ـ
تذكر الموت.
وفي ضد ذلك: انظر صفات: الطمع ـ طول الأمل ـ الكبر والعجب ـ العصيان ].
الآيات الواردة في "الزهد"
{وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ(16)قَالُوا يَاأَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا
نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا
أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ(17)وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ
كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ
وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ(18)وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ
فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَابُشْرَى هَذَا غُلاَمٌ
وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ(19) وَشَرَوْهُ
بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنْ
الزَّاهِدِينَ(20)}(2)
الآيات الواردة في "الزهد" معنىً
__________
(1) جامع العلوم والحكم، مختصرًا (4-5).
(2) يوسف : 16-20 مكية
(1/7)
{فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ
وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ
آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى(130)وَلاَ
تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ
الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ
وَأَبْقَى(131)}(1)
{وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمْ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ(51)الَّذِينَ
آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ(52)وَإِذَا يُتْلَى
عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا
مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ(53)أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا
صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ
يُنفِقُونَ(54)وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا
أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لاَ نَبْتَغِي
الْجَاهِلِينَ(55)}(2)
__________
(1) طه : 130-131 مكية
(2) القصص : 51-55 مكية
(1/8)
{فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ
قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا
أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ(79)وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا
الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا
وَلاَ يُلَقَّاهَا إِلاَّ الصَّابِرُونَ(80)فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ
فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنْ
المُنْتَصِرِينَ(81) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ
يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ
وَيَقْدِرُ لَوْلاَ أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ
لاَ يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ(82)تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ
لاَ يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلاَ فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ
لِلْمُتَّقِينَ(83)}(1)
{اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ
العَزِيزُ(19)مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ
وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ
مِنْ نَصِيبٍ(20)}(2)
{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي
كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ
يَسِيرٌ(22)لِكَيْلاَ تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا
آتَاكُمْ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ(23)}(3)
الأحاديث الواردة في "الزهد"
__________
(1) القصص : 79-83 مكية
(2) الشورى : 19-20 مكية
(3) الحديد :22-23 مدنية
(1/9)
1- *( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ
اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ J: [إِذَا أَدَّى
الْعَبْدُ حَقَّ اللهِ وَحَقَّ مَوَالِيهِ كَانَ لَهُ أَجْرَانِ].قَالَ:فَحَدَّثْتُهَا
كَعْبًا .فَقَالَ كَعْبٌ: لَيْسَ عَلَيْهِ حِسَابٌ وَلاَ عَلَى مُؤْمِنٍ
مُزْهِدٍ(1)*(2).
2- *( عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ أَنَّ رَسُولَ اللهِ J قَالَ: [كُنْتُ
نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، فَزُورُوهَا، فَإِنَّهَا تُزَهِّدُ فِي
الدُّنْيَا وَتُذَكِّرُ الاَخِرَةَ])*(3)
3- *(عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ:
أَتَى النَّبِيَّ J رَجُلٌ فَقَالَ:
يَارَسُولَ اللهِ، دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ، إِذَا أَنَا عَمِلْتُهُ، أَحَبَّنِي اللهُ،
وَأَحَبَّنِي النَّاسُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ J: [ازْهَدْ فِي
الدُّنْيَا، يُحِبَّكَ اللهُ، وَازْهَدْ فِيمَا فِي أَيْدِي النَّاسِ،
يُحِبُّوكَ])*(4) .
__________
(1) قال النووي ـ رحمه الله ـ: وهذا الذي قاله كعب يحتمل أنه أخذه بتوقيف ويحتمل
أنه بالاجتهاد“ ( انظر صحيح مسلم بشرح النووي، ج 1،ص 6)، والمزهد قليل المال.
(2) مسلم (6).
(3) ابن ماجة(1) واللفظ له وفي الزوائد: إسناده حسن، وأصله عند مسلم (6، 7)،
وذكره الحاكم في المستدرك (1/5)،ونحوه قبله عن أبي سعيد الخدري وصححه ووافقه
الذهبي على رواية أبي سعيد.
(4) ابن ماجة (2) وصححه الألباني، صحيح ابن ماجة برقم (0) .
(1/10)
4- *( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ
اللهُ عَنْهُ ـ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: آللهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ،
إِنْ كُنْتُ لأَعْتَمِدُ بِكَبِدِي عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْجُوعِ. وَإِنْ كُنْتُ
لأَشُدُّ الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِي مِنَ الْجُوعِ. وَلَقَدْ قَعَدْتُ يَوْمًا عَلَى
طَرِيقِهِمُ الَّذِي يَخْرُجُونَ مِنْهُ، فَمَرَّ أَبُو بَكْرٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْ
آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ، مَا سَأَلْتُهُ إِلاَّ لِيُشْبِعَنِي، فَمَرَّ وَلَمْ
يَفْعَلْ، ثُمَّ مَرَّ بِي عُمَرُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ،
مَاسَأَلْتُهُ إِلاَّ لِيُشْبِعَنِي،فَمَرَّ فَلَمْ يَفْعَلْ، ثُمَّ مَرَّ بِي
أَبُو الْقَاسِمِ J فَتَبَسَّمَ حِينَ
رَآنِي، وَعَرَفَ مَا فِي نَفْسِي وَمَا فِي وَجْهِي. ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا
هِرٍّ! قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللهِ، قَالَ: الْحَقْ، وَمَضَى. فَتَبِعْتُهُ
فَدَخَلَ فَاسْتَأْذَنَ، فَأَذِنَ لِي، فَدَخَلَ فَوَجَدَ لَبَنًا فِي قَدَحٍ،
فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ هَذَا اللَّبَنُ؟ قَالُوا: أَهْدَاهُ لَكَ فُلاَنٌ ـ أَوْ
فُلاَنَهٌ ـ قَالَ: أَبَا هِرٍّ! قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:
اِلْحَقْ إِلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ(1) فَادْعُهُمْ لِي . قَالَ: وَأَهْلُ
الصُّفَّةِ أَضْيَافُ الإِسْلاَم ِ، لاَ يَأْوُونَ عَلَى أَهْلٍ وَلاَ مَالٍ وَلاَ
عَلَى أَحَدٍ، إِذَا أَتَتْهُ صَدَقَةٌ بَعَثَ بِهَا إِلَيْهِمْ، وَلَمْ
يَتَنَاوَلْ مِنْهَا شَيْئًا، وَإِذَا أَتَتْهُ هَدِيَّةٌ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ،
وَأَصَابَ مِنْهَا، وَأَشْرَكَهُمْ فِيهَا، فَسَاءَنِي ذَلِكَ، فَقُلْتُ: وَمَا
هَذَا اللَّبَنُ فِي أَهْلِ الصُّفَّةِ؟ كُنْتُ أَحَقَّ أَنْ أُصِيبَ مِنْ هَذَا
اللَّبَنِ شَرْبَةً أَتَقَوَّى بِهَا، فَإِذَا جَاءُوا أَمَرَنِي فَكُنْتُ
__________
(1) أهل الصفة:هي سقيفة مظللة كانت تأوي إليها المساكين في المسجد النبوي.
(1/11)
أَنَا أُعْطِيهِمْ،وَمَا عَسَى أَنْ
يَبْلُغَنِي مِنْ هَذَا اللَّبَنِ، وَلَمْ يَكُنْ مِنْ طَاعَةِ اللهِ وَطَاعَةِ
رَسُولِهِ J بُدٌّ، فَأَتَيْتُهُمْ فَدَعَوْتُهُمْ فَأَقْبَلُوا
فَاسْتَأْذَنُوا، فَأَذِنَ لَهُمْ وَأَخَذُوا مَجَالِسَهُمْ مِنَ الْبَيْتِ .
قَالَ: [يَا أَبَا هِرٍّ]، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: [خُذْ
فَأَعْطِهِمْ]، فَأَخَذْتُ الْقَدَحَ فَجَعَلْتُ أُعْطِيهِ الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ
حَتَّى يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ فَأُعْطِيهِ الرَّجُلَ
فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ القَدَحَ فَأُعْطِيهِ الرَّجُلَ
فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ القَدَحَ حَتَّى انْتَهَيْتُ
إِلَى النَّبِيِّ J وَقَدْ رَوِيَ
الْقَوْمُ كُلُّهُمْ . فَأَخَذَ الْقَدَحَ فَوَضَعَهُ عَلَى يَدِهِ، فَنَظَرَ
إِلَيَّ فَتَبَسَّمَ فَقَالَ: [أَبَا هِرٍّ]، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ
اللهِ، قَالَ: بَقِيتُ أَنَا وَأَنْتَ ]،قُلْتُ: صَدَقْتَ يَارَسُولَ اللهِ،
قَالَ: [اقْعُدْ فَاشْرَبْ] فَقَعَدْتُ فَشَرِبْتُ. فَقَالَ: [اشْرَبْ]
فَشَرِبْتُ، فَمَا زَالَ يَقُولُ: [اشْرَبْ]، حَتَّى قُلْتُ: لاَ وَالَّذِي
بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا أَجِدُ لَهُ مَسْلَكًا، قَالَ: [فَأَرِنِي]، فَأَعْطَيْتُهُ
الْقَدَحَ، فَحَمِدَ اللهَ،وَسَمَّى وَشَرِبَ الْفَضْلَةَ)*(1).
5- *( عَنْ أَنَسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ عَنِ النَّبِيِّ J قَالَ:
[ اللَّهُمَّ لاَ عَيْشَ إِلاَّ عَيْشُ الآخِرهْ …فَاغْفِرْ لِلأَنْصَارِ
وَالْمُهَاجِرَهْ])*(2).
__________
(1) البخاري ـ الفتح 1(2).
(2) البخاري ـ الفتح 6(4)،ومسلم (5)واللفظ له.
(1/12)
6-*(عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ
ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ J وَهُوَ يَقْرَأُ:{
أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} (التكاثر/1) قَالَ: [ يَقُولُ ابْنُ آدَمَ: مَالِي،
مَالِي]. قَالَ: وَهَلْ لَكَ يَا بْنَ آدَمَ مِنْ مَالِكَ إِلاَّ مَا أَكَلْتَ
فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ])*(1).
7- *( عَنِ ابْنِ عُمَرَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ
J بِمَنْكَبِي فَقَالَ: [كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ
أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ]. وَكَانَ ابْنُ عَمَرَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ يَقُولُ:
إِذَا أَمْسَيْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلاَ
تَنتَظِرِ الْمَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ
لِمَوْتِكَ ])*(2).
__________
(1) مسلم (8)
(2) البخاري ـ الفتح 1(6).
قالوا في شرح هذا الحديث: معناه لا تركن إلى الدنيا ولا تتخذها وطنًا ولا تحدث
نفسك بطول البقاء فيها ولا بالاعتناء بها ولا تتعلق منها بما لا يتعلق به الغريب
في غير وطنه ولا تشتغل فيها بما لا يشتغل به الغريب الذي يريد الذهاب إلى أهله
وبالله التوفيق.
(1/13)
8-*(عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ
الْعَاصِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ عَنْ رَسُولِ اللهِ J أَنَّهُ قَالَ:
[إِذَا فُتِحَتْ عَلَيْكُمْ فَارِسُ وَالرُّومُ،أَيُّ قَوْمٍ أَنْتُمْ؟]. قَالَ:
عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ: نَقُولُ كَمَا أَمَرَنَا اللهُ (1). قَالَ رَسُولُ
اللهِ J: [ أَوَ غَيْرَ ذَلِكَ. تَتَنَافَسُونَ(2) ثُمَّ تَتَحَاسَدُونَ،
ثُمَّ تَتَدَابَرُونَ(3) أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ، ثُمَّ تَنْطَلِقُونَ فِي مَسَاكِينِ
الْمُهَاجِرِينَ، فَتَجْعَلُونَ بَعْضَهُمْ عَلَى رِقَابِ بَعْضٍ])*(4).
9- *( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ عَنِ النَّبِيِّ J قَالَ: [أَصْدَقُ
كَلِمَةٍ قَالَهَا شَاعِرٌ كَلِمَةُ لَبِيدٍ: أَلاَ كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلاَ اللهَ
بَاطِلٌ ])*(5).
0- *( عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ـ رَضِيَ اللهُ
عَنْهُمْ ـ قَالاَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ J: [اطَّلَعْتُ فِي
الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، وَاطَّلَعْتُ فِي
النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ])*(6).
__________
(1) نقول كما أمرنا الله:أي نحمده ونشكره ونسأله المزيد من فضله.
(2) تتنافسون:التنافس إلى الشيء: المسابقة إليه وكراهة أخذ غيرك إياه.
(3) تتدابرون: التدابر: كناية عن الاختلاف والافتراق وَأَصْلُهُ أن يولي كل واحد
ظهره لأخيه.
(4) مسلم (2)..وتجعلون بعضهم على رقاب بعض:أي تجعلون بعضهم أمراء على بعض.
(5) البخاري ـ الفتح 1(9)، ومسلم (6) واللفظ له.
(6) أخرجه البخاري 1(9)،والترمذي عنهما (2)، ومسلم عن ابن عباس وحده (7).
(1/14)
1- *( عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ
ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ أَنَّهُ كَانَ فِي إِبِلِهِ فَجَاءَهُ ابْنُهُ عُمَرُ،
فَلَمَّا رَآهُ سَعْدٌ قَالَ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّ هَذَا
الرَّاكِبِ،فَنَزَلَ فَقَالَ لَهُ: أَنَزَلْتَ فِي إِبِلِكَ وَغَنَمِكَ،وَتَرَكْتَ
النَّاسَ يَتَنَازَعُونَ الْمُلْكَ بَيْنَهُمْ؟، فَضَرَبَ سَعْدٌ فِي صَدْرِهِ
فَقَالَ: اسْكُتْ. سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ J يَقُولُ:
[ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ، الْغَنِيَّ، الْخَفِيَّ(1)])*(2).
2*(عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ يَقُولُ:
أَلَسْتُمْ فِي طَعَامٍ وَشَرَابٍ مَا شِئْتُمْ؟ لَقَدْ رَأَيْتُ نَبِيَّكُمْ J وَمَا يَجِدُ مِنَ
الدَّقَلِ (3)مَايَمْلأُ بِهِ بَطْنَهُ)*(4).
3*(عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِاللهِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ أَنَّ رَسُولَ
اللهِ J مَرَّ بِالسُّوقِ، دَاخِلاً مِنْ بَعْضِ الْعَالِيَةِ وَالنَّاسُ
كَنَفَتَهُ(5) فَمَرَّ بِجَدْيٍ أَسَكَّ(6) مَيِّتٍ، فَتَنَاوَلَهُ فَأَخَذَ
بِأُذُنِهِ، ثُمَّ قَالَ: [أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنَّ هَذَا لَهُ بِدِرْهَمٍ؟].
فَقَالُوا: مَا نُحِبُّ أَنَّهُ لَنَا بِشَيْءٍ، وَمَا نَصْنَعُ بِهِ؟. قَالَ: [
أَتُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ؟]. قَالُوا: وَاللهِ لَوْ كَانَ حَيًّا، كَانَ
عَيْبًا فِيهِ، لأَنَّهُ أَسَكُّ. فَكَيْفَ وَهُوَ مَيِّتٌ؟. فَقَالَ: [فَوَاللهِ!
لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ])*(7).
__________
(1) الغني: المراد غنى النفس، وأما الخفي، فبالخاء المعجمة ومعناه: الخامل المنقطع
إلى العبادة والاشتغال بأمور نفسه.
(2) مسلم (5).
(3) الدقل: التمر الرديء
(4) مسلم (7).
(5) كنفته وكنفتيه: يعني جانبه وجانبيه.
(6) جَدْي أسَكّ: صغير الأذنين.
(7) مسلم (7).
(1/15)
4- *( عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ
ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ أَنَّ نَاسًا مِنَ الأَنْصَارِ سَأَلُوا رَسُولَ اللهِ J فَلَمْ يَسْأَلْهُ
أَحَدٌ مِنْهُمْ إِلاَّ أَعْطَاهُ، حَتَّى نَفِدَ مَا عِنْدَهُ، فَقَالَ لَهُمْ
حِينَ نَفِدَ كُلُّ شَيْءٍ أَنْفَقَ بِيَدَيْهِ:[ مَا يَكُونُ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ
لاَ أَدَّخِرُهُ عَنْكُمْ، وَإِنَّهُ مَنْ يَسْتَعِفَّ يُعِفَّهُ اللهُ، وَمَنْ
يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ، وَلَنْ
تُعْطَوْا عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ])*(1).
5*(عَنْ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الأَنْصَارِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ: أَنَّ
رَسُولَ اللهِ J بَعَثَ أَبَا
عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ إِلَى الْبَحْرَيْنِ يَأْتِي بِجِزْيَتِهَا، وَكَانَ
رَسُولُ اللهِ J هُوَ صَالَحَ
أَهْلَ الْبَحْرَيْنِ، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمُ الْعَلاَءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ،
فَقَدِمَ أَبُوعُبَيْدَةَ بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ، فَسَمِعَتِ الأَنْصَارُ
بِقُدُومِهِ، فَوَافَقَتْ صَلاَةَ الصُّبْحِ مَعَ رَسُولِ اللهِ J، فَلَمَّا
انْصَرَفَ تَعَرَّضُوا لَهُ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ J حِينَ رَآهُمْ
وَقَالَ: [أَظُنُّكُمْ سَمِعْتُمْ بِقُدُومِ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَأَنَّهُ جَاءَ
بِشَيْءٍ]. قَالُوا: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللهِ . قَالَ: [ فَأَبْشِرُوا
وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ، فَوَاللهِ مَاالْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ،
وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ
عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُلْهِيكُمْ
كَمَا أَلْهَتْهُمْ])*(2)
__________
(1) البخاري ـ الفتح 1(0) واللفظ له، ومسلم (3).
(2) البخاري ـ الفتح 1(5) واللفظ له،ومسلم (1).
(1/16)
6*(عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ـ
رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ أَنَّ رَسُولَ اللهِ J قَالَ: [إِنَّ
الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَإِنَّ اللهَ تَعَالَى مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا
فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ،
وَإِنَّ فِتْنَةَ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ])*(1).
7*(عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ أَنَّ النَّبِيَّ J جَلَسَ ذَاتَ
يَوْمٍ عَلَى الْمِنْبَرِ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ فَقَالَ: [إِنَّ مِمَّا أَخَافُ
عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِي مَا يُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا
وَزِينَتِهَا]. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوَ يَأْتِي الْخَيْرُ
بِالشَّرِ؟ فَسَكَتَ النَّبِيُّ J، فَقِيلَ لَهُ:
مَا شَأْنُكَ تُكَلِّمُ النَّبِيَّ J وَلاَ
يُكَلِّمُكَ؟. فَرَأَيْنَا أَنَّهُ يُنْزَلُ عَلَيْهِ. قَالَ فَمَسَحَ عَنْهُ
الرُّحَضَاءَ(2) فَقَالَ: [ أَيْنَ السَّائِلُ؟] ـ وَكَأَنَّهُ حَمِدَهُ ـ
فَقَالَ: [إِنَّهُ لاَ يَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ، وَإِنَّ مِمَّا يُنْبِتُ
الرَّبِيعُ يَقْتُلُ أَوْ يُلِمُّ (3)، إِلاَّ آكِلَةَ الْخَضِرِ، أَكَلَتْ حَتَّى
إِذَا امْتَدَّتْ خَاصِرَتَاهَا اسْتَقْبَلَتْ عَيْنَ الشَّمْسِ
__________
(1) مسلم (4/2).
(2) الرُّحضاء: أي العرق، وأكثر ما يُسَمَّى به عرق الحمى.
(3) إن مما ينبت الربيع يقتل أو يلم: إن نبات الربيع وخضره يقتل تخمة لكثرة الأكل؛
ويقارب القتل إلا إذا اقتصر منه على اليسير الذي تدعو إليه الحاجة وتحصل به
الكفاية المقتصدة فإنه لا يضر. وهكذا المال فإنه كنبات الربيع، مستحسن تطلبه
النفوس، وتميل إليه فمنهم من يستكثر منه ويستغرق فيه غير صارف له في وجوهه فهذا
يهلكه أو يقارب إهلاكه، ومنهم من يقتصد فيه فلا يأخذ إلا يسيرًا ويصرفه في وجوهه
الشرعية فهذا لا يضره، وهذا مختصر معنى الحديث.
(1/17)
فَثَلَطَت(1) وَبَالَتْ وَرَتَعَتْ .
وَإِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَنِعْمَ صَاحِبُ الْمُسْلِمِ مَا
أَعْطَى مِنْهُ الْمِسْكِينَ وَالْيَتِيمَ وَابْنَ السَّبِيلِ]. أَوْ كَمَا قَالَ
النَّبِيُّ J: [وَإِنَّهُ مَنْ يَأْخُذُهُ بِغَيْرِ حَقِّهِ كَالَّذِي يَأْكُلُ
وَلاَ يَشْبَعُ، وَيَكُونُ شَهِيدًا عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ])*(2).
8- *( عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ
أَنَّهُ جَاءَهُ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ فَقَالُوا: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، إِنَّا
وَاللهِ، مَا نَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ. لاَ نَفَقَةٍ وَلاَ دَابَّةٍ وَلاَ مَتَاعٍ.
فَقَالَ لَهُمْ: مَا شِئْتُمْ. إِنْ شِئْتُمْ رَجَعْتُمْ إِلَيْنَا
فَأَعْطَيْنَاكُمْ مَا يَسَّرَ اللهُ لَكُمْ . وَإِنْ شِئْتُمْ ذَكَرْنَا أَمْرَكُمْ
لِلسُّلْطَانِ. وَإِنْ شِئْتُمْ صَبَرْتُمْ . فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ J يَقُولُ: [ إِنَّ
فُقَرَاءَ الْمُهَاجِرِينَ يَسْبِقُونَ الأَغْنِيَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى
الْجَنَّةِ بِأَرْبَعِينَ خَرِيفًا(3)].قَالُوا: فَإِنَّا نَصْبِرُ، لاَ نَسْأَلُ
شَيْئًا)*(4).
9- *( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ أَنَّهُ مَرَّ بِقَوْمٍ
بَيْنَ أَيْدِيهِمْ شَاةٌ مَصْلِيَّةٌ(5) فَدَعَوْهُ فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ.
قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ J مِنَ الدُّنْيَا
وَلَمْ يَشْبَعْ مِنْ الْخُبْزِ الشَّعِيرِ)*(6).
__________
(1) ثلطت: ثلط البعير يثلط إذا ألقى رجيعًا سهلاً رقيقًا.
(2) البخاري ـ الفتح 3(5) واللفظ له،ومسلم (2).
(3) أربعين خريفًا: أي أربعين سنة.
(4) مسلم (9).
(5) مصلية: مشوية.
(6) البخاري ـ الفتح 9(4).
(1/18)
0- *( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ
اللهُ عَنْهُ ـ عَنِ النَّبِيِّ J قَالَ: [تَعِسَ
(1) عَبْدُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ وَالْقَطِيفَةِ(2) وَالْخَمِيصَةِ(3)، إِنْ
أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ ])*(4).
1- *(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ
اللهِ J ذَاتَ يَوْمٍ أَوْ لَيْلَةٍ، فَإِذَا هُوَ بِأَبِي بَكْرٍ
وَعُمَرَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ، فَقَالَ: مَا أَخْرَجَكُمَا مِنْ
بُيُوتِكُمَا هَذِهِ السَّاعَةَ؟ قَالاَ: الْجُوعُ يَارَسُولَ اللهِ، قَالَ:
[وَأَنَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكُمَا،
قُومُوا] فَقَامُوا مَعَهُ فَأَتَى رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ، فَإِذَا هُوَ لَيْسَ
فِي بَيْتِهِ، فَلَمَّا رَأَتْهُ الْمَرْأَةُ، قَالَتْ: مَرْحَبًا وَأَهْلاً،
فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ J: [أَيْنَ
فُلاَنٌ؟]. قَالَتْ: ذَهَبَ يَسْتَعْذِبُ(5) لَنَا مِنَ الْمَاءِ، إِذْ جَاءَ
الأَنْصَارِيُّ فَنَظَرَ إِلَى رَسُولِ اللهِ J وَصَاحِبَيْهِ،
ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ للهِ، مَا أَجِدُ الْيَوْمَ أَكْرَمَ أَضْيَافًا مِنِّي،
فَانْطَلَقَ فَجَاءَهُمْ بِعِذْقٍ(6) فِيهِ بُسْرٌ وَتَمْرٌ وَرُطَبٌ، فَقَالَ:
كُلُوا مِنْ هَذِهِ، وَأَخَذَ الْمُدْيَةَ(7) فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ J: [ إِيَّاكَ
وَالْحَلُوبَ ]. فَذَبَحَ لَهُمْ، فَأَكَلُوا مِنَ الشَّاةِ وَمِنْ ذَلِكَ
الْعِذْقِ، وَشَرِبُوا، فَلَمَّا أَنْ شَبِعُوا وَرَوُوا قَالَ رَسُولُ اللهِ J لأَبِي
__________
(1) تعس: دعاء عليه بالهلاك، وهو الوقوع على الوجه من العثار.
(2) القطيفة: كساء له خمل.
(3) الخميصة: ثياب خز أو صوف معلمة.
(4) البخاري ـ الفتح 1(5).
(5) يستعذب الماء: أي يأتي بالماء العذب الصافي.
(6) الْعِذْق:هي الكباسة وهي الغُصْنُ من النَّخْلِ، وهو بمنزلة العنقود من العنب.
(7) المدية: السكين .
(1/19)
بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا
ـ: [ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا النَّعِيمِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ، أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمُ الْجُوعُ، ثُمَّ لَمْ تَرْجِعُوا
حَتَّى أَصَابَكُمْ هَذَا النَّعِيمُ])*(1).
2-*(عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ قَالَ: خَرَجَ
زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ مِنْ عِنْدِ مَرْوَانَ بِنِصْفِ النَّهَارِ، قُلْتُ: مَا
بَعَثَ إِلَيْهِ هَذِهِ السَّاعَةَ إِلاَّ لِشَيْءٍ سَأَلَ عَنْهُ، فَسَأَلْتُهُ
فَقَالَ:سَأَلَنَا عَنْ أَشْيَاءَ سَمِعْنَاهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ J، سَمِعْتُ رَسُولَ
اللهِ J يَقُولُ: [ مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ، فَرَّقَ اللهُ
عَلَيْهِ أَمْرَهُ، وَجَعَلَ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ
الدُّنْيَا إِلاَّ مَا كُتِبَ لَهُ، وَمَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ نِيَّتَهُ، جَمَعَ
اللهُ لَهُ أَمْرَهُ، وَجَعَلَ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا
وَهِيَ رَاغِمَةٌ ])*(2).
__________
(1) مسلم (8).
(2) ابن ماجة(5)واللفظ له قال في الزوائد: صحيح ورجاله ثقات، وهو عند
الترمذي(5) من رواية أنس ابن مالك ـ رضي الله عنه ـ وبدون قصة وسكت عنه.
(1/20)
3- *( عَنْ أَبِي ذَرٍّ ـ رَضِيَ اللهُ
عَنْهُ ـ قَالَ: خَرَجْتُ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ J يَمْشِي وَحْدَهُ
. لَيْسَ مَعَهُ إِنْسَانٌ . قَالَ: فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَكْرَهُ أَنْ يَمْشِيَ
مَعَهُ أَحَدٌ . قَالَ: فَجَعَلْتُ أَمْشِي فِي ظِلِّ الْقَمَرِ.فَالْتَفَتَ
فَرَآنِي فَقَالَ: [ مَنْ هَذَا؟]. فَقُلْتُ: أَبُو ذَرٍّ! جَعَلَنِي اللهَ
فِدَاءَكَ. قَالَ: [ يَا أَبَا ذَرٍّ تَعَالَهْ(1)] قَالَ: فَمَشَيْتُ مَعَهُ
سَاعَةً. فَقَالَ: [إِنَّ الْمُكْثِرِينَ هُمُ الْمُقِلُّونَ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ.إِلاَّ مَنْ أَعْطَاهُ اللهُ خَيْرًا. فَنَفَحَ فِيهِ يَمِينَهُ
وَشِمَالَهُ،وَبَيْنَ يَدَيْهِ وَوَرَاءَهُ، وَعَمِلَ فِيهِ خَيْرًا].قَالَ
فَمَشَيْتُ مَعَهُ سَاعَةً.فَقَالَ: [ اجْلِسْ هَاهُنَا. قَالَ: فَأَجْلَسَنِي فِي
قَاعٍ حَوْلَهُ حِجَارَةٌ .فَقَالَ لِي: [اجْلِسْ هَاهُنَا حَتَّى أَرْجِعَ
إِلَيْكَ].قَالَ:فَانْطَلَقَ فِي الْحَرَّةِ حَتَّى لاَ أَرَاهُ.فَلَبِثَ
عَنِّي.فَأَطَالَ اللُّبْثَ.ثُمَّ إِنِّي سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُقْبِلٌ وَهُوَ
يَقُولُ: [ وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى]. قَالَ: فَلَمَّا جَاءَ لَمْ أَصْبِرْ
فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ . مَنْ تُكَلِّمُ فِي
جَانِبِ الْحَرَّةِ؟ مَا سَمِعْتُ أَحَدًا يَرْجِعُ إِلَيْكَ شَيْئًا. قَالَ:
[ذَاكَ جِبْرِيلُ. عَرَضَ لِي فِي جَانِبِ الْحَرَّةِ. فَقَالَ: بَشِّرْ أُمَّتَكَ
أَنَّهُ مَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ . فَقُلْتُ:
يَا جِبْرِيلُ! وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى؟. قَالَ: نَعَمْ . قَالَ: قُلْتُ:
وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى؟. قَالَ: نَعَمْ . قَالَ: قُلْتُ: وَإِنْ سَرَقَ
وَإِنْ زَنى؟. قَالَ: نَعَمْ،وَإِنْ شَرِبَ الخَمْرَ])*(2)
__________
(1) تَعَالَهْ: هكذا بهاء السكت.
(2) البخاري ـ الفتح 1(3). ومسلم (4) باب الترغيب في الصدقة، واللفظ له
.ومعنى الحديث إجمالاً: أن المكثرين من حطام الدنيا والمنهمكين في جمعها هم
المقلون من الحسنات يوم القيامة إلا من جعل ما جمع في سبيل الله وعمل فيه خيرًا.
(1/21)
.
4- *( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ J: [ الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ، وَجَنَّةُ الْكَافِرِ])*(1).
5- *( عَنْ خَالِدِ بْنِ عُمَيْرٍ الْعَدَوِيِّ قَالَ: خَطَبَنَا عُتْبَةُ بْنُ
غَزْوَانَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ .
فَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ(2) بِصُرْمٍ(3) وَوَلَّتْ حَذَّاءَ(4)، لَمْ يَبْقَ
مِنْهَا إِلاَّ صُبَابَةٌ(5)كَصُبَابَةِ الإنَاءِ، يَتَصَابُّهَا صَاحِبُهَا،
وَإِنَّكُمْ مُنْتَقِلُونَ مِنْهَا إِلَى دَارٍ لاَ زَوَالَ لَهَا، فَانْتَقِلُوا
بِخَيْرِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ؛ فَإِنَّهُ قَدْ ذُكِرَ لَنَا أَنْ الْحَجَرَ يُلْقَى
مِنْ شَفَةِ جَهَنَّمَ فَيَهْوِي فِيهَا سَبْعِينَ عَامًا،لاَ يُدْرِكُ لَهَا
قَعْرًا. وَوَاللهِ لَتُمْلأَنَّ . أَفَعَجِبْتُمْ وَلَقَدْ ذُكِرَ لَنَا أَنَّ
مَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ مَسِيرَةُ أَرْبَعِينَ
سَنَةً وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهَا يَوْمٌ وَهُوَ كَظِيظٌ(6) مِنَ الزِّحَامِ،
وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي سَابِعَ سَبْعَةٍ مَعَ رَسُولِ اللهِ J مَا لَنَا طَعَامٌ
إِلاَّ وَرَقُ الشَّجَرِ، حَتَّى قَرِحَتْ(7) أَشْدَاقُنَا، فَالْتَقَطْتُ
بُرْدَةً، فَشَقَقْتُهَا بَيْنِي وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ(8) فَاتَّزَرْتُ
بِنِصْفِهَا، وَاتَّزَرَ سَعْدٌ بِنِصْفِهَا، فَمَا أَصْبَحَ اليَوْمَ مِنَّا
أَحَدٌ إِلاَّ أَصْبحَ أَمِيرًا عَلَى مِصْرٍ مِنَ الأَمْصَارِ، وَإِنِّي أَعُوذُ
__________
(1) مسلم 4(6).
(2) آذنت: أعلمت.
(3) بصرم: الصرم: الانقطاع والذهاب.
(4) حذاء: مسرعة الانقطاع.
(5) صبابة: البقية اليسيرة من الشراب تبقى في أسفل الإناء.
(6) كظيظ: أي مُمْتَلِىءٌْ.
(7) قرحت: أي صار فيها قروح وجراح، من خشونة الورق الذي نأكله وحرارته.
(8) سعد بن مالك:هو سعد بن أبي وقاص ـ رضي الله عنه ـ.
(1/22)
بِاللهِ أَنْ أَكُونَ فِي نَفْسِي عَظِيمًا،
وَعِنْدَ اللهِ صَغِيرًا، وَإِنَّهَا لَمْ تَكُنْ نُبُوَّةٌ قَطُّ إِلاَّ
تَنَاسَخَتْ حَتَّى يَكُونَ آخِرُ عَاقِبَتِهَا مُلْكًا، فَسَتَخْبُرُونَ
وَتُجَرِّبُونَ الأُمَرَاءَ بَعْدَنَا)*(1).
6- *( عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ J: [لَوْ كَانَتِ
الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا
شَرْبَةَ مَاءٍ])*(2).
7- *( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ عَنِ النَّبِيِّ J قَالَ: [ لَيْسَ
الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ، وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ])*(3).
8- *( عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ـ رَضِيَ اللهُ
عَنْهُ ـ أَنَّ النَّبِيَّ J قَالَ:
[ لَيْسَ لابْنِ آدَمَ حَقٌّ فِي سِوَى هَذِهِ الْخِصَالِ: بَيْتٌ يَسْكُنُهُ،
وَثَوْبٌ يُوَارِي عَوْرَتَهُ، وَجِلْفُ(4) الْخُبْزِ وَالْمَاءِ])*(5).
__________
(1) مسلم (7)واللفظ له، وابن ماجة (6).
(2) الترمذي (0)واللفظ له وقال: حديث صحيح غريب من هذا الوجه، وابن ماجة(0)
وقال محقق جامع الأصول (4/0): حديث حسن، وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة (940).
(3) البخاري ـ الفتح1(6)،ومسلم (1)واللفظ له.
(4) قال الترمذي: الجلف: الخبز ليس معه إدام وقيل: هو غليظ الخبز.
(5) الترمذي(1) وقال: حديث حسن صحيح. وأحمد (1/62) وصححه الشيخ شاكر رقم
(440)، والحاكم (4/312) وصححه وأقره الذهبي، وصححه السيوطي في الجامع الصغير
رقم (7661) وأقره المناوي في فيض القدير (5/380).
(1/23)
9- *( عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ
شَدَّادٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ J: [مَا الدُّنْيَا
فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ هَذِهِ ـ
وَأَشَارَ يَحْيَى بِالسَّبَّابَةِ ـ فِي الْيَمِّ (1)فَلْيَنْظُرْ بِمَ
يَرْجِعُ؟])*(2).
0- *( عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ
قَالَ: مَرَّ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ J، وَنَحْنُ
نُعَالِجُ خُصًّا(3) لَنَا، فَقَالَ: [ مَا هَذَا؟]. فَقُلْنَا: قَدْ وَهَى
فَنَحْنُ نُصْلِحُهُ، قَالَ: [ مَا أَرَى الأَمْرَ إِلاَّ أَعْجَلَ مِنْ ذَلِكَ
])* (4).
__________
(1) اليمّ: هو البحر .
(2) مسلم (8).
(3) الخص: هو بيت يعمل من خشب وقصب، وجمعه: خصاص وأخصاص.
(4) أبو داود(5)،وعنده بدل (نعالج خصا) (أطين حائطًا) وقال الألباني في صحيح
سننه (3/3): صحيح، والترمذي (5) واللفظ له، وقال: حديث حسن صحيح
(1/24)
1-*(عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ
السَّاعِدِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ أَنَّهُ قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ
اللهِ J فَقَالَ لِرَجُلٍ عِنْدَهُ جَالِسٌ: [ مَا رَأْيُكَ فِي هَذَا؟].
فَقَالَ: رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِ النَّاسِ، هَذَا وَاللهِ حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ
يُنْكَحَ، وَإِنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفَّعَ . قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ J، ثُمَّ مَرَّ
رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ J: [مَا رَأْيُكَ
فِي هَذَا؟]. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا رَجُلٌ مِنْ فُقَرَاءِ
الْمُسْلِمِينَ، هَذَا حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ لاَ يُنْكَحَ، وَإِنْ شَفَعَ أَنْ
لاَ يُشَفَّعَ، وَإِنْ قَالَ أَنْ لاَ يُسْمَعَ لِقَوْلِهِ .فَقَالَ رَسُولُ اللهِ
J: [ هَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الأَرْضِ مِنْ مِثْلِ هَذَا])*(1).
2-*(عَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: هَاجَرْنَا
مَعَ النَّبِيِّ J نُرِيدُ وَجْهَ
اللهِ،فَوَقَعَ أَجْرُنَا عَلَى اللهِ ـ تَعَالَى ـ فَمِنَّا مَنْ مَضَى لَمْ
يَأْخُذْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا، مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، قُتِلَ يَوْمَ
أُحُدٍ وَتَرَكَ نَمِرَةً(2)، فَإِذَا غَطَّيْنَا رَأْسَهُ بَدَتْ رِجْلاَهُ،
وَإِذَا غَطَّيْنَا رِجْلَيْهِ بَدَا رَأْسُهُ، فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ J أَنْ نُغَطِّيَ
رَأْسَهُ وَنَجْعَلَ عَلَى رِجْلَيْهِ مِنْ الإِذْخِرِ(3)، وَمِنَّا مَنْ
أَيْنَعَتْ لَهُ ثَمَرَتُهُ فَهُوَ يَهْدِبُهَا)*(4).
__________
(1) البخاري ـ الفتح 1(7)واللفظ له، وقال صاحب الجامع: أخرجه البخاري ومسلم
وهو ليس عند مسلم، والله أعلم وابن ماجة(4120).
(2) نمرة: هي إزار من صوف مخطط أو بردة.
(3) الإذخر:هو حشيش معروف طيب الرائحة.
(4) البخاري - الفتح 1(8) واللفظ له، ومسلم (0)ويهدبها أي يقطفها.
(1/25)
3- *( عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ
ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: وَاللهِ إِنِّي لأَوَّلُ رَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ
رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَلَقَدْ كُنَّا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللهِ J، مَا لَنَا
طَعَامٌ نَأْكُلُهُ إِلاَّ وَرَقُ الْحُبْلَةِ(1) وَهَذَا السَّمُرُ حَتَّى إِنَّ
أَحَدَنَا لَيَضَعُ كَمَا تَضَعُ الشَّاةُ، ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ تُعَزِّرُنِي(2)
عَلَى الدِّينِ لَقَدْ خِبْتُ إِذًا،وَضَلَّ عَمَلِي)*(3).
4- *( عَنْ أَنَسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ عَنْ رَسُولِ اللهِ J قَالَ: [ يَتْبَعُ
الْمَيِّتَ ثَلاَثَةٌ. فَيَرْجِعُ اثْنَانِ وَيَبْقَى مَعَهُ وَاحِدٌ، يَتْبَعُهُ
أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ، وَيَبْقَى عَمَلُهُ
])* (4).
__________
(1) ورق الحبلة وهذا السمر: هما نوعان من شجر البادية.
(2) تعزرني:المراد ببني أسد بنو الزبير بن العوام ومعنى تعزرني توقفني وتقومني
وتعلمني والتعزير التوقيف على الأحكام والفرائض.
(3) البخاري ـ الفتح1(3)،ومسلم (6)واللفظ له
(4) البخاري ـ الفتح 1(4)،ومسلم (0).
(1/26)
5-*(عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ـ رَضِيَ
اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ J: [ يُؤْتَى
بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً(1) ثُمَّ يُقَالُ: يَا بْنَ آدَمَ، هَلْ
رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ، هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ:لاَ وَاللهِ
يَا رَبِّ، وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا فِي الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ
الْجَنَّةِ فَيُصْبَغُ صَبْغَةً فِي الْجَنَّةِ، فَيُقَالُ لَهُ: يَا بْنَ آدَمَ،
هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ:لاَ
وَاللهِ يَارَبِّ،مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ، وَلاَ رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ
])*(2).
6- *(عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ عَنِ النَّبِيِّ J [مَاطَلَعَتْ
شَمْسٌ قَطُّ إِلاَّ بُعِثَ بِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَانِ إِنَّهُمَا لَيُسْمِعَانِ
أَهْلَ الأَرْضِ إِلاَّ الثَّقَلَيْنِ، يَأَيُّهَا النَّاسُ، هَلُمُّوا إِلَى
رَبِّكُمْ؛ فَإِنَّ مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى.وَمَا
غَرَبَتْ شَمْسٌ قَطُّ إِلاَّ وَبِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَانِ
يُنَادِيَانِ:اللَّهُمَّ عَجِّلْ لِمُنْفِقٍ خَلَفًا وَعَجِّلْ لِمُمْسِكٍ
تَلَفًا])*(3) .
__________
(1) يُصْبَغُ صَبْغَةً: أَي يُغْمَسُ غَمْسَةً.…
(2) مسلم (7).
(3) المستدرك للحاكم (2/5) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبى .
(1/27)
7- *(عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: [كُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللهِ J وَأَقُومُ لَهُ فِي حَوَائِجِهِ نَهَارِي أَجْمَعَ حَتَّى يُصَلِّيَ رَسُولُ اللهِ J العِشَاءَ الآخِرَةَ، فَأَجْلِسُ بِبَابِهِ إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ أَقُولُ لَعَلَّهَا أَنْ تَحْدُثَ لِرَسُولِ J حَاجَةٌ فَمَا أَزَالُ أَسْمَعُهُ يَقُولُ J: [سُبْحَانَ اللهِ، سُبْحَانَ اللهِ، سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ].حَتَّى أمَلَّ فَأَرْجِعَ أَوْ تَغْلِبُنِي عَيْنِي فَأَرْقُدُ، قَالَ: فَقَالَ لِي يَوْمًا لِمَا يَرَى مِنْ خِفَّتِي لَهُ وَخِدْمَتِي إِيَّاهُ: سَلْنِي يَارَبِيعَةُ أُعْطِكَ، قَالَ: فَقُلْتُ: أَنْظُرُ فِي أَمْرِي يَارَسُولَ اللهِ، ثُمَّ أُعْلِمُكَ ذَلِكَ. قَالَ: فَفَكَّرْتُ فِي نَفْسِي، فَعَرَفْتُ أَنَّ الدُّنْيَا مُنْقَطِعَةٌ زَائِلَةٌ وَأَنَّ لِي فِيهَا رِزْقًا سَيَكْفِينِي وَيَأْتِينِي، قَالَ: فَقُلْتُ: أَسْأَلُ رَسُولَ اللهِ J لآخِرَتِي فَإِنَّهُ مِنَ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ بِالْمَنْزِلِ الَّذِي هُوَ بِهِ، قَالَ: فَجِئْتُ، فَقَالَ: مَا فَعَلْتَ يَارَبِيعَ؟قَالَ: فَقُلْتُ: نَعَمْ يَارَسُولَ اللهِ، أَسْأَلُكَ أَنْ تَشْفَعَ لِي إِلَى رَبِّكَ فَيُعْتِقَنِي مِنَ النَّارِ، قَالَ: فَقَالَ: مَنْ أَمَرَكَ بِهَذَا يَارَبِيعَةُ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: لاَ وَ اللهِ الَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ، مَا أَمَرَنِي بِهِ أَحَدٌ، وَلَكِنَّكَ لَمَّا قُلْتَ:سَلْنِي أُعْطِكَ وَكُنْتَ مِنَ اللهِ بِالْمَنْزِلِ الَّذِي أَنْتَ بِهِ . نَظَرْتُ فِي أَمْرِي وَعَرَفْتُ أَنَّ الدُّنْيَا مُنْقَطِعَةٌ وَزَائِلَةٌ،وَأَنَّ لِي فِيهَا رِزْقًا سَيَأْتِينِي، فَقُلْتُ: أَسْأَلُ رَسُولَ اللهِ J لآخِرَتِي،قَالَ: فَصَمَتَ رَسُولُ اللهِ J طَوِيلاً ثُمَّ قَالَ لِي:
(1/28)
[ إِنِّي فَاعِلٌ فَأَعِنِّي عَلَى
نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ])*(1).
8- *( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ J: [اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ قُوتًا(2)]، وَفِي
رِوَايَةِ عَمْرٍو: [ اللَّهُمَّ ارْزُقْ ]، وَفِي أُخْرَى: [كَفَافًا])*(3).
9- *( عَنْ عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ـ قَالَتْ: إِنْ كُنَّا آلَ
مُحَمَّدٍ J لَنَمْكُثُ شَهْرًا مَا نَسْتَوْقِدُ بِنَارٍ، إِنْ هُوَ إِلاَّ
التَّمْرُ وَالْمَاءُ )*(4).
0- *( عَنْ عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ـ قَالَتْ: تُوُفِّيَ رَسُولُ
اللهِ J وَمَا فِي رَفِّي(5) مِنْ شَيْءٍ يَأْكُلُهُ ذُو كَبدٍ، إِلاَّ
شَطْرُ شَعِيرٍ(6) فِي رَفٍّ لِي، فَأَكَلْتُ مِنْهُ حَتَّى طَالَ عَلَيَّ،
فَكِلْتُهُ فَفَنِيَ )*(7).
1- *( خَطَبَ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ قَالَ:
ذَكَرَ عُمَرُ مَا أَصَابَ النَّاسُ مِنَ الدُّنْيَا. فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ
رَسُولَ اللهِ J يَظَلُّ الْيَوْمَ
يَلْتَوِي، مَا يَجِدُ دَقَلاً(8) يَمْلأُ بِهِ بَطْنَهُ )*(9).
__________
(1) أحمد (4/9) واللفظ له، ومسلم مختصرًا(9)، وأبوداود مختصرا (0)،
وكذلك النسائي (2/7)..
(2) قوتًا: كفايتهم من غير إسراف، وقيل هو سد الرمق.
(3) البخاري ـ الفتح1(0)ومسلم (5)واللفظ له.
(4) البخاري ـ الفتح 1(8) وزاد: إلا أن نؤتى باللحم، ومسلم (2) واللفظ
له.
(5) رَفِّي: الرف شبه الطاق على طرائف البيت كالرفوف.
(6) شطر شعير: معناه شي ء من شعير . وقيل: نصف وسق.
(7) البخاري ـ الفتح1(1)،ومسلم (3)واللفظ له.
(8) الدقل: رديء التمر .
(9) مسلم (8).
(1/29)
2- *( عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ
الْمُؤْمِنِينَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ـ قَالَتْ: كَانَ فِرَاشُ رَسُولِ اللهِ J مِنْ أدَمٍ(1)
وَحَشْوُهُ لِيفٌ )*(2).
3- *( عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ـ قَالَتْ:
لَقَدْ مَاتَ رَسُولُ اللهِ J وَمَا شَبِعَ مِنْ
خُبْزٍ وَزَيْتٍ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ)*(3).
4-*(عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: مَا تَرَكَ
رَسُولُ اللهِ J، عِنْدَ مَوْتِهِ
دِرْهَمًا وَلاَ دِينَارًا وَلاَ عَبْدًا وَلاَ أَمَةً وَلاَ شَيْئًا، إِلاَّ
بَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ وَسِلاَحَهُ، وَأَرْضًا جَعَلَهَا صَدَقَةً )*(4).
5- *( عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: مَا رَأَى
رَسُولُ اللهِ J النَّقَى(5)مِنْ
حِينِ ابْتَعَثَهُ اللهُ حَتَّى قَبَضَهُ اللهُ تَعَالَى، فَقِيلَ لَهُ هَلْ
كَانَتْ لَكُمْ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ J مَنَاخِلُ؟.
قَالَ: مَا رَأَى رَسُولُ اللهِ J مُنْخُلاً مِنْ
حِينِ ابْتَعَثَهُ اللهُ . حَتَّى قَبَضَهُ اللهُ، فَقِيلَ لَهُ: كَيْفَ كُنْتُمْ
تَأْكُلُونَ الشَّعِيرَ غَيْرَ مَنْخُولٍ؟ قَالَ: كُنَّا نَطْحَنُهُ وَنَنْفُخُهُ
فَيَطِيرُ مَا طَارَ، وَمَا بَقِيَ ثَرَّيْنَاهُ(6) فَأَكَلْنَاهُ])*(7).
__________
(1) الأدم: الجلد.
(2) البخاري ـ الفتح 1(6)، ومسلم (2) ولفظ مسلم:[ إنما كان فراش رسول
اللهJ الذي ينام عليه أدمًا حشوه ليف].
(3) مسلم (4) واللفظ له.والترمذي(6)ولكن بدل زيت(لحم).
(4) البخاري ـ الفتح 5(9).
(5) النقى: هو الخبز الحواري من الحور وهو شدة البياض والدرمك دقيقه.
(6) ثريناه: بللناه بالماء وعجناه.
(7) البخاري ـ الفتح 9(3).
(1/30)
6*( عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ
الْمُؤْمِنِينَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ـ قَالَتْ:مَا شَبِعَ رَسُولُ اللهِ J ثَلاَثَةَ
أَيَّامٍ تِبَاعًا مِنْ خُبْزِ بُرٍّ حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ)*(1).
وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: قَالَتْ: مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ J مُنْذُ قَدِمَ
الْمَدِينَةَ مِنْ طَعَامِ بُرِّ ثَلاَثَ لَيَالٍ تِبَاعًا حَتَّى قُبِضَ(2).
7- *( عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: نَامَ
رَسُولُ اللهِ J عَلَى حَصِيرٍ(3)
فَقَامَ وَقَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ لَوِ
اتَّخَذْنَا لَكَ وِطَاءً(4) فَقَالَ: [مَالِي وَمَا لِلدُّنْيَا، مَا أَنَا فِي
الدُّنْيَا إِلاَّ كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ
وَتَرَكَهَا])*(5).
__________
(1) مسلم 4(0) .
(2) البخارى ـ الفتح 1(4).
(3) الحصير: فراش منسوج من الخوص وهو البارية وجمعه: حصر.
(4) الوطاء: الفراش اللين .
(5) الترمذي (7) وقال: حديث حسن صحيح.
(1/31)
8*( عَنْ أَبِي ذَرٍّ ـ رَضِيَ اللهُ
عَنْهُ ـ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ J فِي حَرَّةِ
الْمَدِينَةِ، فَاسْتَقْبَلَنَا أُحُدٌ، فَقَالَ: [ يَا أَبَا ذَرٍّ ].قُلْتُ:
لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: [ مَا يَسُرُّنِي أَنَّ عِنْدِي مِثْلَ
أُحُدٍ هَذَا ذَهَبًا تَمْضِي عَلَيَّ ثَالِثَةٌ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ إِلاَّ
شَيْئًا أَرْصدُهُ لِدَيْنٍ، إِلاَّ أَنْ أَقُولَ بِهِ فِي عِبَادِ اللهِ هَكَذَا
وَهَكَذَا وَهَكَذَا ـ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ـ ثُمَّ
مَشَى ]، ثُمَّ قَالَ: [إِنَّ الأَكْثَرِينَ هُمْ الْمُقِلُّونَ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ، إِلاَّ مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا وهَكَذَا ـ عَنْ يَمِينِهِ
وَعَنْ شِمَالِهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ـ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ ]... الحَدِيثَ)*(1).
9- ( عَنْ أَنَسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: لَمْ يَأْكُلِ النَّبِيُّ J عَلَى خِوَانٍ
(2)حَتَّى مَاتَ، وَمَا أَكَلَ خُبْزًا مُرَقَّقًا حَتَّى مَاتَ )(3).
__________
(1) البخاري ـ الفتح1(4)واللفظ له. ومسلم 2(4) باب الترغيب في الصدقة
وجزء منه في (1) عن أبي هريرة.
(2) الخوان ـ بكسر أوله ـ: ما يوضع عليه الطعام عند الأكل.
(3) البخاري ـ الفتح 1(0).
(1/32)
0- *( عَنْ عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللهُ
عَنْهَا ـ أَنَّهَا قَالَتْ لِعُرْوَةَ: ابْنَ أُخْتِي(1)إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ
إِلَى الْهِلاَلِ ثُمَّ الْهِلاَلِ، ثَلاَثَةُ أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ، وَمَا
أُوقِدَتْ فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ اللهِ J نَارٌ . قَالَ:
فَقُلْتُ: مَا كَانُ يُعِيشُكُمْ؟ قَالَتْ: الأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالْمَاءُ.
إِلاَّ أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللهِ J جِيرَانٌ مِنَ
الأَنْصَارِ،وَأَنَّ لَهُمْ مَنَائِحَ(2) وَكَانُوا يَمْنَحُونَ رَسُولَ اللهِ J مِنْ
أَبْيَاتِهِمْ فَيَسْقِينَاهُ )*(3).
من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في "الزهد"
1*(عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: [ارْتَحَلَتِ
الدُّنْيَا مُدْبِرَةً،وَارْتَحَلَتِ الآخِرَةُ مُقْبِلَةً، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ
مِنْهُمَا بَنُونَ،فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الآخِرَةِ، وَلاَ تَكُونُوا مِنْ
أَبْنَاءِ الدُّنْيَا؛ فَإِنَّ الْيَوْمَ عَمَلٌ وَلاَ حِسَابَ، وَغَدًا حِسَابٌ
وَلاَ عَمَلَ ])*(4).
2- *(وَعَنْهُ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ أَنَّهُ قَالَ: [طُوبَى لِلزَّاهِدِينَ
فِي الدُّنْيَا، وَالرَّاغِبِينَ فِي الآخِرَةِ، أُولَئِكَ قَوْمٌ اتَّخَذُوا
أَرْضَ الله بِسَاطًا. وَتُرَابَهَا فِرَاشًا. وَمَاءَهَا طِيبًا، وَالْكِتَابَ
شِعَارًا، وَالدُّعَاءَ دِثَارًا، وَرَفَضُوا الدُّنْيَا رَفْضًا])*(5).
__________
(1) قولها ( ابن أختي ): المقصود هو: عروة بن الزبير، راوي الحديث عنها ـ رضي الله
عنه ـ.
(2) منائح: المنيحةُ في الأصل الشاة أو الناقة، يعطيها صاحبها رجلاً يشرب لبنها ثم
يردها إذا انقطع اللبن.
(3) البخاري ـ الفتح (2567، 9).
(4) البخاري ـ الفتح (1/ك الرقاق، 4باب في الأمل وطوله)(ص 9).
(5) شعب الإيمان للبيهقى (7/2) .
(1/33)
3*(عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ـ
رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ـ قَالَ: [مَا كَانَتْ عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ
تَسْتَجِدُّ ثَوْبًا حَتَّى تُرَقِّعَ ثَوْبَهَا وَتُنَكِّسَهُ(1). قَالَ:
وَلَقَدْ جَاءَهَا يَومًا مِنْ عِنْدِ مُعَاوِيَةَ ثَمَانُونَ أَلْفًا، فَمَا
أَمْسَى عِنْدَهَا دِرْهَمٌ، قَالَتْ لَهَا جَارِيَتُهَا: فَهَلاَّ اشْتَرَيْتِ
لَنَا مِنْهُ لَحْمًا بِدِرْهَمٍ؟. قَالَتْ: [لَوْ ذَكَّرْتِنِي لَفَعَلْتُ
])*(2).
4- *(قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ الدُّنْيَا دَارُ مَنْ لاَ
دَارَ لَهُ، وَمَالُ مَنْ لاَ مَالَ لَهُ، وَلَهَا يَجْمَعُ مَنْ لاَ عِلْمَ
لَهُ)*(3).
5- *(وَعَنْ عَمْرِو بْنِ العَاصِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ أَنَّهُ كَانَ
يَخْطُبُ بِمِصْرَ يَقُولُ: مَا أَبْعَدَ هَدْيَكُمْ مِنْ هَدْيِ نَبِيِّكُمْ J أَمَّا هُوَ
فَكَانَ أَزْهَدَ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا وَأَمَّا أَنْتُمْ فَأَرْغَبُ النَّاسِ
فِيهَا)*(4).
6- *(عَنْ مُوسَى بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: كَتَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِلَى بَعْضِ
إِخْوَانِهِ، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ،وَالزُّهْدِ فِي
الدُّنْيَا، وَالرَّغْبَةِ فِيمَا عِنْدَ اللهِ، فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ
أَحَبَّكَ اللهُ لِرَغْبَتِكَ فِيمَا عِنْدَهُ، وَأَحَبَّكَ النَّاسُ لِتَرْكِكَ
لَهُمْ دُنْيَاهُمْ وَالسَّلاَمُ)*(5).
__________
(1) تنكسه: تلبسه منكسًا أي ما كان داخلاً مستترًا منه يصبح من الظاهر، وما كان
ظاهرًا يصبح باطنًا.
(2) الترمذي (1) وهذه زيادة من كتاب رزين، وله شواهد في الصحيحين، وانظر الزهد
لوكيع (1/7).
(3) المنهاج فى شعب الإيمان (3/8) .
(4) شعب الإيمان (3/9) .
(5) المرجع السابق (7/1) .
(1/34)
7- *( عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ ـ رَضِيَ
اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ: [رَأَيْتُ سَبْعِينَ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ مَا مِنْهُمْ
رَجُلٌ عَلَيْهِ رِدَاءٌ، إِمَّا إِزَارٌ وَإِمَّا كِسَاءٌ، قَدْ رَبَطُوا فِي
أَعْنَاقِهِمْ، فَمِنْهَا مَا يَبْلُغُ نِصْفَ السَّاقَيْنِ، وَمِنْهَا مَا
يَبْلُغُ الْكَعْبَيْنِ، فَيَجْمَعُهُ بِيَدِهِ كَرَاهِيَةَ أَنْ تُرَى
عَوْرَتُهُ])*(1).
8-*(عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ:تَابَعْنَا الأَعْمَالَ أَيُّهَا
أَفْضَلُ فَلَمْ نَجِدْ شَيْئًا أَعْوَنَ عَلَى طَلَبِ الآخِرَةِ مِنَ الزُّهْدِ
فِي الدُّنْيَا ])*(2).
9- *( وَعَنِ الْحَسَنِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ: [ لَيْسَ الزُّهْدُ فِي
الدُّنْيَا بِتَحْرِيمِ الْحَلاَلِ وَإِضَاعَةِ الْمَالِ، وَلَكِنْ أَنْ تَكُونَ
بِمَا في يَدِ اللهِ أَوْثَقَ مِنْكَ بِمَا فِي يَدِكَ، وَأَنْ تَكُونَ فِي
ثَوَابِ الْمُصِيبَةِ إِذَا أُصِبْتَ بِهَا، أَرْغَبَ مِنْكَ فِيهَا لَوْ لَمْ
تُصِبْكَ ])*(3).
0- *(سُئِلَ الزُّهْرِيُّ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ عَنِ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا.
فَقَالَ: أَنْ لاَ يَغْلِبَ الحَلاَلُ شُكْرَهُ وَلاَ الحَرَامُ صَبْرَهُ، أَيْ
لاَ يُقَصِّرُ فِي شُكْرِ الْحَلاَلِ إِذَا أَصَابَهُ، وَيَصْبِرُ عَنِ الْحَرَامِ
إِذَا اشْتَهَاهُ وَلاَ يُوَاقِعُهُ)*(4).
__________
(1) البخاري ـ الفتح 1(2).
(2) أخرجه ابن أبي شيبة (8/4) طبعة دار الفكر، أحمد في الزهد(0)، وقال محقق
كتاب الزهد لوكيع: إسناده حسن لغيره.
(3) بصائر ذوي التمييز (3/0).
(4) المنهاج فى شعب الإيمان للحليمى (3/6) .
(1/35)
1- *(عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ
القُرَظِيِّ: قَالَ: إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا أَزْهَدَهُ فِي
الدُّنْيَا، وَفَقَّهَهُ فِي الدِّينِ، وَبَصَّرَهُ عُيُوبَهُ، وَمَنْ
أُوتِيَهُنَّ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ )*
ِ(1).
2- *(عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عُمَرُ
ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ الشَّامَ، تَلَقَّاهُ الْجُنُودُ، وَعَلَيْهِ إِزَارٌ
وَخُفَّانِ وَعِمَامَةٌ، وَهُوَ آخِذٌ بِرَأْسِ رَاحِلَتِهِ يَخُوضُ الْمَاءَ.
فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، يَلْقَاكَ الْجُنُودُ وَبَطَارِقَةُ
الشَّامِ وَأَنْتَ عَلَى حَالَتِكَ هَذِهِ. فَقَالَ: إِنَّا أَعَزَّنَا اللهُ بِالإِسْلاَمِ،
فَلَنْ يُلْتَمَسَ العِزُّ بِغَيْرِهِ)*(2).
3- *(عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنِ الشَّافِعِيِّ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ
قَالَ: يَارَبِيعُ عَلَيْكَ بِالزُّهْدِ، فَلَلزُّهْدُ عَلَى الزَّاهِدِ أَحْسَنُ
مِنَ الْحُلِيِّ عَلَى الْمَرْأَةِ النَّاهِدِ)*(3).
4- *( وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مُعَاذٍ: [ الزُّهْدُ يُورِثُ السَّخَاءَ
بِالْمِلْكِ ])*(4).
5- *( وَقَالَ الْجُنَيْدُ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ: [الزُّهْدُ خُلُوُّ الْقَلْبِ
عَمَّا خَلَتْ مِنْهُ الْيَدُ ])*(5).
6- *( قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ: [الزُّهْدُ فِي
الدُّنْيَا قِصَرُ الأَمَلِ، لَيْسَ بِأَكْلِ الْغَلِيظِ وَلاَ بِلُبْسِ
الْعَبَاءَةِ ])*(6).
__________
(1) المرجع السابق (3/9) .
(2) المرجع السابق (3/7) .
(3) شعب الإيمان (7/9)
(4) بستان العارفين (2).
(5) المرجع السابق(0)،وبصائر ذوى التمييز(3/9).
(6) بستان العارفين ( 2)، وبصائر ذوى التمييز(3/9).
(1/36)
7*( وَقَالَ الإمَامُ الْغَزَالِيُّ ـ
رَحِمَهُ اللهُ ـ: [الزُّهْدُ: عِبَارَةٌ عَنْ الرَّغْبَةِ عَنْ حُظُوظِ النَّفْسِ
كُلِّهَا إِلَى مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهَا، عِلْمًا بِأَنَّ الْمَتْرُوكَ حَقِيرٌ
بِالإضَافَةِ إِلَى الْمَأْخُوذِ])* (1).
8- *( قَالَ الشَّافِعِيُّ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ فِي ذَمِّ الدُّنْيَا
وَالتَّمَسُّكِ بِهَا:
وَمَا هِيَ إِلاَّ جِيفَةٌ مُسْتَحِيلَةٌ عَلَيْهَا كِلاَبٌ هَمُّهُنَّ
اجْتِذَابُهَا
فَإِنْ تَجْتَنِبْهَا كُنْتَ سِلْمًا لأَهْلِهَا وَإِنْ تَجْتَذِبْهَا نَازَعَتْكَ
كِلاَبُهَا)*(2).
9- *( قَالَ ابْنُ الْجَلاَءِ: [الزُّهْدُ:هُوَ النَّظَرُ إِلَى الدُّنْيَا
بِعَيْنِ الزَّوَالِ لِتَصْغُرَ فِي عَيْنَيْكَ فَيَتَسَهَّلُ عَلَيْكَ الإعْرَاضُ
عَنْهَا])*(3).
0-*(وَقَالَ ابْنُ خَفِيفٍ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ: [عَلاَمَةُ الزُّهْدِ: وُجُودُ
الرَّاحَةِ فِي الْخُرُوجِ مِنَ الْمِلْكِ])*(4).
وَقَالَ أَيْضًا: [هُوَ سُلُوُّ القَلْبِ عَنِ الأسْبَابِ وَنَفْضُ الأَيْدِي عَنِ
الأَمْلاَكِ ] وَقِيلَ: [ هُوَ عُزُوفُ الْقَلْبِ عَنِ الدُّنْيَا بِلاَ تَكلُّفٍ
])*(5).
1- *( قِيلَ: الزُّهْدُ مِنْ قَوْلِهِ سُبْحَانُهُ:{لِكَيْ لاَ تَأْسَوْا عَلَى
مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ]} (الحديد/3))*(6).
من فوائد "الزهد"
(1) فِيهِ تَمَامُ التَّوَكُّلِ عَلَى اللهِ.
(2) يَغْرِسُ فِي الْقَلْبِ الْقَنَاعَةَ .
(3) صَرْفُ الْمُسْلِمِ عَنِ التَّعَلُّقِ بِالْمَلَذَّاتِ الْفَانِيَةِ إِلَى
الْعَمَلِ مِنْ أَجْلِ النَّعِيمِ الْمُقِيمِ.
(4) فِيهِ كَبْحُ جِمَاحِ النَّفْسِ إِلَى الشَّهَوَاتِ.
__________
(1) بستان العارفين (2).
(2) دليل الفالحين (2/1).
(3) بصائر ذوي التمييز (3/9).
(4) المصدر السابق نفسه، والصفحة نفسها.
(5) بصائر ذوي التمييز(3/9).
(6) بستان العارفين:(2).
(1/37)
(5) يُؤَصِّلُ الْعِفَّةَ
وَالنَّزَاهَةَ فِي نُفُوسِ الْمُؤْمِنِينَ .
(6) يُعَلِّمُ الْمُسْلِمَ كَيْفَ يُسَدِّدُ هَدَفَهُ إِلَى الدَّارِ الآخِرَةِ.
(7) الزَّاهِدُ يُحِبُّهُ اللهُ وَيُقَرِّبُهُ إِلَيْهِ.
(8) رَاحَةٌ فِي الدُّنْيَا وَسَعَادَةٌ فِي الآخِرَةِ .
(9) حُبُّ النَّاسِ لَهُ حَيْثُ أَنَّهُ لاَ يُزَاحِمُهُمْ عَلَى دُنْيَاهُمْ.
(0) فِيهِ التَّأَسِّي بِرَسُولِ اللهِ J وَصَحَابَتِهِ
الْكِرَامِ .
(1) الاطْمِئْنَانُ إِلَى جَنَابِ اللهِ وَالرِّضَى بِمَا قَسَمَ.
(2) يُؤَصِّلُ فِي النَّفْسِ حُبَّ الإِنْفَاقِ فِي سَبِيلِ اللهِ وَعَدَمَ
التَّعَلُّقِ بِالدُّنْيَا.
(3) يُخْرِجُ نَفْسَهُ مِنْ عُبُودِيَّةِ الشَّيْطَانِ وَالدُّنْيَا
وَالنَّفْسِ.
====
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق